وضعت مصالح ولاية عنابة، بالتنسيق مع شركة نفطال، برنامجا خاصا لإرسال كميات هامة من غاز البوتان إلى المناطق النائية، التي لا تتوفر على الغاز الطبيعي، خاصة قرى بلديات شطايبي، واد العنب، التريعات، الشرفة العلمة وسرايدي.
وحسب مصالح ولاية عنابة، فإن مديرية الطاقة والمناجم، تعمل بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، على تزويد سكان المناطق المعزولة التي لم تصلها شبكة الغاز الطبيعي، بقارورات غاز البوتان، لتوفير احتياجاتهم من هذه المادة الحيوية التي تستخدم في الطهي والتدفئة، مع زيادة حجم الاستهلاك في الفترة الأخيرة نتيجة لبرودة الطقس بالمناطق الجبلية، منها أعالي جبال الايذوغ وسرايدي، مع توقع تساقط الثلوج خلال الساعات المقبلة.
ووفقا لمصادرنا، فإن شاحنات الغاز التابعة لشركة نفطال، ستعمل على إيصال قارورات غاز البوتان إلى عدة مناطق، حيث سيستفيد منها سكان عين بربر، بوزيزي وغيرها من المداشر وقامت مصالح الولاية بهذه الخطوة، لضمان تموين السكان باحتياجاتهم وتعزيز مخزونهم من غاز البوتان في هذه الفترة الصعبة من فصل الشتاء، حتى لا يطرح مشكل البحث عن الغاز كمادة حيوية في حال تسبب الثلج في غلق الطريق، ما يشكل صعوبة في وصول شحنات الغاز.
من جهتها رفعت الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان ببلدية برحال في عنابة، وتيرة الإنتاج مع ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية والانخفاض الكبير في درجة الحرارة الناجمة عن التقلبات الجوية وسقوط الثلوج على المرتفعات.
وحسب مسؤولي الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان التابعة لمؤسسة نفطال، فقد سجلت مصالحهم ارتفاعا ملحوظا للطلب في الفترة الأخيرة، حيث كثفت وتيرة العمل بالعودة إلى نظام المناوبة، لتحقيق مخزون يغطي احتياجات المناطق النائية والجبلية بالولايات الشرقية المجاورة، التي لم تصلها شبكة غاز المدينة.
ووضعت الوحدة برنامجا مكثفا لتفادي وقوع أي ندرة في حال تواصل الاضطراب الجوي المصحوب بموجة البرد وتساقط الثلوج على المرتفعات، استجابة لطلبات الموزعين الخواص وكذا أصحاب محطات البنزين التي توجد بها نقاط بيع غاز البوتان، بسبب الاستهلاك المتزايد لهذه المادة الحيوية، التي تستخدم في التدفئة والطهي بالمناطق النائية والأحياء التي لم يمسها غاز المدينة.
وحسب مصدرنا، فقد رفعت الوحدة حجم الإنتاج إلى حد أقصى في الأيام الأخيرة، حيث تصل إلى تعبئة نحو 1800 قارورة يوميا، من خلال وضع برنامج خاص يقضي بمضاعفة العمل على مستوى كامل مراحل التعبئة، باعتماد نظام المناوبة، حيث تم تشكيل ثلاث فرق تعمل ليلا ونهارا لتغطية الطلب المتزايد على غاز البوتان، خاصة بالمناطق النائية، حيث تعرف الوحدة ضغطا كبيرا خلال هذه الفترة، كونها تزود أربع ولايات بالغاز بداية بعنابة، الطارف، قالمة وبعض الدوائر من ولاية سكيكدة، حيث يفوق الطلب القدرة الإنتاجية للوحدة، ما أدى إلى تحديد الكمية الممنوحة لكل منطقة حسب نسبة الاستهلاك وتأتي ولاية قالمة في الصدارة من حيث استهلاك غاز البوتان.
وتُرجع مصالح الولاية، سبب تذبذب توزيع غاز البوتان بالمناطق النائية في هذه الفترة من فصل الشتاء، إلى بعد نقاط البيع عن السكان ويستغل بعض الباعة ذلك لرفع سعر القارورة في السوق السوداء، حيث ينقلونها عبر الشاحنات الصغيرة، مبررين ذلك بصعوبة المسالك والتكاليف المرتفعة الناجمة عن تنقل شاحناتهم وسياراتهم التجارية إلى القرى والمناطق المعزولة.
وفي سياق متصل، أنهت شركة سونلغاز بعنابة، أشغال الربط بالغاز الطبيعي في أعالي جبال الايذوغ بسرايدي وعدة مناطق نائية أخرى، في إطار برنامج مناطق الظل، لربط جميع المناطق المعزولة للتزود بالغاز الطبيعي، حيث استفادت 55 منطقة من الربط بالشبكة، من أصل 56 على مستوى تراب الولاية، بنسبة تكفل وصلت إلى 98 بالمائة، هدفها رفع نسبة التغطية وعدم الاعتماد مستقبلا على غاز البوتان والتخفيف من معاناة المواطنين.
من جهتها تواصل شركة نفطال، تنفيذ برنامج تجهيز مدارس المناطق المعزولة بصهاريج غاز البروبان، حيث وضع صهريج غاز البروبان حيز الخدمة لفائدة عدة مدارس بالجهة الشرقية، في إطار حرص شركة نفطال حسب خلية الاتصال التابعة لها، على ضمان توفير ظروف ملائمة للتعليم داخل قاعات الدراسة للتلاميذ في المناطق المعزولة.
حسين دريدح