أشرف والي ولاية تبسة «أحمد بلحداد»، رفقة الرئيس المدير العام للشركة القابضة للتخصصات الكيميائية، أمس، على مراسم تسليم مصنع الزجاج المتوقف بالماء الأبيض لفائدة الشركة القابضة، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية لبعث الشركات الوطنية المتوقفة.
وعقب مراسم التوقيع على اتفاقية تسليم المصنع للشركة القابضة للتخصصات الكيميائية، كشف الوالي، أحمد بلحداد، عقب مراسم التوقيع على اتفاقية تسليم المصنع، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، أن هذه الخطوة تندرج في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القاضية بإعادة فتح كل المصانع المغلقة عبر كامل التراب الوطني، لإنعاش الحركية الاقتصادية وخفض فاتورة الاستيراد، مضيفا بأن العمل متواصل أيضا لإعادة بعث بعض المصانع الأخرى، على غرار مصنع الأنابيب بذات الولاية.
من جهته أفاد مدير المصنع، بأن العمل جار من أجل إعادة بعث نشاط هذا المصنع في أقرب الآجال، حيث سيتم تنصيب المقر الاجتماعي للمديرية العامة ببلدية الماء الأبيض وإعداد دفاتر الشروط الخاصة باستغلال المقالع لاستخراج المادة الأولية للشروع في العمل وتوظيف في مرحلة أولى حوالي 300 عامل في مناصب شغل مباشرة، ما من شأنه دفع عجلة التنمية الاقتصادية بهذه الولاية الحدودية، مع الشروع في تغيير المعدات والتجهيزات القديمة، مضيفا أن المصنع كان يتواجد تحت وصاية البنك الخارجي الجزائري لعدة أسباب، أهمها الضائقة المالية والديون العالقة التي عرقلت المصنع وتسببت في وقف نشاطه وعدم اكتمال كل الأشغال.
الشركة القابضة الجزائرية للتخصصات الكيماوية، سبق لها أن أطلقت قبل سنتين، دعوة وطنية ودولية، من أجل إقامة مشروع إعادة وبعث وتطوير نشاط صناعة الزجاج وذلك على مستوى الشركة الزجاجية «سوفاست»، المتخصصة في تحويل الزجاج المجوف، ببلدية الماء الأبيض في ولاية تبسة، قصد تلبية احتياجات السوق وخفض فاتورة الاستيراد، خاصة وأنّ المادة التي ينتجها المصنع مطلوبة بكثرة على المستوى الوطني، لاسيما في قطاع الصناعة الصيدلانية وذلك لإنتاج قنينات الدواء، فضلا عن إحصاء طلبات كبيرة على الزجاج من عدة دول إفريقية، حيث لم يعد المصنع المتواجد بولاية الشلف قادرا على تلبيتها لوحده.
مصنع الزجاج المنجز منذ سنة 1995، على مساحة تقارب 10 هكتارات، كان تحت وصاية البنك الخارجي الجزائري منذ سنة 1998 ولم يدخل الإنتاج منذ إنشائه وظل العشرات من عماله يتقاضون أجورهم دون إنتاج لأزيد من ثلاثين عاما وقامت السلطات الولائية بربط المصنع بالكهرباء بالتنسيق مع سونلغاز.
المصنع يعد من أكبر مصانع الزجاج بالجزائر والذي سبق أن كلف الدولة ما يزيد عن 120 مليار سنتيم بأسعار بداية التسعينيات وكان حينذاك بحاجة لمبلغ 50 مليار سنتيم إضافية لدخوله الإنتاج وسيساهم تشغيله في تدعيم السوق الوطنية بمختلف المواد وخاصة شركات المشروبات التي ستجد في إنتاجه ما يعفيها من تبعات استيرادها بالعملة الصعبة من الخارج وقد مرّ المصنع بظروف صعبة منذ إنشائه، إذ شرع في إنجازه شهر سبتمبر من عام 1991، على أمل أن تنتهي مدة تجسيده عام 1994، غير أن ذلك لم يتحقق ومع منتصف تسعينيات القرن الماضي، تم تحويل المشروع إلى مؤسسة مستقلة ذاتيا تحت إشراف المؤسسة الأم مؤسسة الزجاج والمواد الكاشطة سابقا، برأسمال يقارب 700 مليون دينار جزائري، منها 51 بالمائة من هذا المبلغ تعود ملكيته للمؤسسة الأم، فيما تعود النسبة الباقية ملكيتها للمؤسسة الجهوية للإسمنت
بالشرق.
ع.نصيب
