أطلقت مديرية التجارة بقالمة، عملية واسعة لمراقبة ومتابعة شحنات اللحوم الحمراء المستوردة التي دخلت إقليم الولاية، لدعم السوق المحلية التي تعرف نقصا كبيرا في هذه المادة الغذائية الرئيسية.
و قالت المديرية بأن فرقها الميدانية تزور مختلف بلديات الولاية للاطلاع على سير عملية تموين تجار التجزئة باللحوم الحمراء المستوردة، و ذلك لمعرفة مدى الالتزام بالأسعار المحددة و شروط النظافة و الحفظ، حماية لصحة المستهلكين الذين يقبلون بقوة على اللحوم المستوردة ذات الأسعار المتدنية.
و ستسمح الخرجات الميدانية لمراقبي مديرية التجارة بحصر الاحتياجات المستقبلية للسوق المحلية، و تشكيل تصور واقعي لحجم الاستهلاك اليومي من هذه المادة الغذائية الحيوية.
و يرى المستهلكون بأن عمليات المراقبة و المتابعة الخاصة باللحوم الحمراء المستوردة تبعث على الارتياح، مؤكدين بأن مراقبة التغليف و الأختام و شروط المطابقة و الصحة و النظافة كلها إجراءات تشجع المواطنين على شراء هذه اللحوم و هم مطمئنون، مؤكدين بأن المستهلك الجزائر غير متعود على اللحوم الحمراء المستوردة، و هو في حاجة إلى حماية و مرافقة من طرف الفرق المتخصصة في مجال النوعية و الأسعار.
و تأتي عملية استيراد اللحوم الحمراء لكسر الأسعار الملتهبة التي تعرفها اللحوم الجزائرية في السنوات الأخيرة، حيث فاقت قدرات المواطنين و أصبح من الصعب الحصول على هذه المادة الغذائية الأساسية، و صارت اللحوم البيضاء البديل الوحيد المتاح أمام المستهلكين.
و يعتقد الكثير من المواطنين بأن اللحوم الحمراء المستوردة ستكون الخيار الممكن شهر رمضان، في ظل الإغلاق المستمر لأسواق المواشي لتجنب عدوى الأمراض الفتاكة التي تهدد مستقبل الثروة الحيوانية في الجزائر. و تعمل الفرق البيطرية بقالمة دون توقف لمراقبة اللحوم الحمراء المستوردة، و تلقيح قطعان المواشي للحد من انتشار الأمراض سريعة العدوى، كالحمى القلاعية و مرض الجلد العقدي الذي يطال قطعان الأبقار. و تمر العائلات التي تعيش على تربية المواشي بقالمة، بوضع صعب بعد إغلاق الأسواق و انتشار الأمراض، و لم تعد قادرة على مواجهة الركود الحاصل، و لم يبق أمامها سوى انتظار المستقبل و ما تسفر عنه حملات مكافحة عدوى المواشي.
فريد.غ