تثبت بلدية فركان في جنوب تبسة، جدارتها كأحد الأقطاب الفلاحية الهامة بالولاية، حيث أصبحت جهة المهر، نقطة رئيسية لإنتاج مختلف أنواع الخضروات وتسجيل تطور ملحوظ في هذه الشعبة، فالحقول الممتدة والمنتوجات الوفيرة، تعكس الجهود المبذولة في تطوير القطاع الفلاحي بالمنطقة، ما يساهم في دعم الأمن الغذائي الوطني وتعزيز الاقتصاد المحلي.
وأفاد رئيس القسم الفرع الفلاحي لدائرة نقرين، خالد عفيف، للنصر، بأن مناطق الغوار والمهر وراس الطمب، كانت تعرف بإنتاجها الوفير للحبوب ومن النوعية الجيدة، وبهدف تنويع المنتوج الفلاحي، فقد تم تشجيع بعض الفلاحين لخوض تجربة جديدة لأول مرة في زراعة الخضر، سيما بعد استفادة 216 مستثمرة من الكهرباء الفلاحية، لتكون المنطقة رائدة في هذه الشعب مستقبلا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضر، خاصة واسعة الاستهلاك، في ظل وجود مشاريع تنموية أخرى مسجلة للتجسيد قريبا، بفضل توفر الأغلفة المالية الممنوحة.
وكشف رئيس بلدية فركان “لحبيب قاسم” بدوره لنا، عن استفادة البلدية من مشروع هام لفتح المسالك للربط بين منطقتي البليدة والغوار والتي استغلها فلاحو منطقة جارش، للمساهمة في تطوير شعب فلاحية أخرى، ضمانا لتوفير مختلف الخضر في الأسواق المحلية وحتى الوطنية، مضيفا أن نجاح تجربة زراعة الخضروات بالمناطق الفلاحية في البلدية، سيساهم مع مرور الوقت في تزويد الأسواق المحلية والجهوية بكميات هامة من البطاطا، الطماطم، الفلفل، البصل، الجلبانة، الفول وغيرها من الخضر، مشيرا إلى أن نجاح هذه التجربة، يعود لتوفر الظروف الملائمة وإتباع عمليات الإرشاد المقدمة من طرف المصالح الفلاحية والتنسيق المستمر، بالإضافة إلى الاستماع لانشغالات واهتمامات الفلاحين، سيما ما يتعلق باختيار البذور المحسّنة وبرمجة حملات إرشادية مكثفة ومرافقتهم، مع المتابعة الدقيقة لحماية مزروعاتهم من الآفات والأمراض.
منطقة المهر المعروفة بإنتاجها الوفير من الحبوب، باتت تجود أرضها بمختلف الخضر، بعد توفير مصادر السقي وفتح المسالك وتوفير الكهرباء الفلاحية وهو ما شجع فلاحي هذه المنطقة على التوجه إلى الزراعات المبكرة وخاصة شعبة الخضراوات المختلفة ولم يعد اهتمامهم مقتصرا على زراعة القمح والشعير، كما جرت عليه العادة سابقا وخاضوا تجربة جديدة لا تقل أهمية عن سابقتها، بغراسة أنواع مختلفة من الخضر المتمثلة في البطاطا، البصل، الفول، الجلبانة، حيث حققت مردودا كبيرا لم يتوقعه المزارعون، الذين كشف أحدهم أن مردود زراعة كلغ من البصل، يصل إلى 20 كلغ، فيما بلغ مردود قنطار من البطاطا إلى أزيد من 10 قناطير وما كان ليتحقق ذلك، إلا بفضل مجهودات الدولة الموجهة للفلاحين وفي مقدمتها تزويدهم بالكهرباء الفلاحية، زيادة على توفير المياه، من خلال حفر الآبار الارتوازية التي تدر كميات هامة من الماء.
وتعرف المساحة المستغلة بولاية تبسة، توسعا من عام لآخر، لاسيما في جانب المحاصيل الحقلية والخضراوات وساعد على ذلك توفر الولاية على ثروة مائية، جعلت كل المحاصيل مسقية ولا تعتمد على الأمطار، حيث تستعمل فيها محاور الرش والري بالتقطير وقد أصبحت الولاية قطبا فلاحيا هاما في العديد من الخضر، خاصة البطاطا والثوم واليقطين وغيرها وساعدت برامج دعم الدولة لتأطير مختلف الشعب الفلاحية، في شكل تحفيزات، من جانب زيادة كمية الأسمدة المقدمة للفلاحين، تشمل الحبوب، البطاطا، النخيل، فضلا عن دعم وزارة الفلاحة لبرنامج الري المتضمن تقديم الدعم، في جانب محاور الرش والسقي بالتقطير وحفر الآبار، إذ يتم تخصيص كل موسم مبالغا مالية معتبرة للري والأسمدة وظلت يد الدولة ممدودة في كل موسم لدعم كل ما له صلة بالمكننة الزراعية، تتضمن الجرارات ولواحقها، فضلا عن دعم الدولة المتواصل لفتح المسالك الكهربائية، في خطة لفتح مزيد من المسالك الفلاحية، في ظل حرص السلطات المركزية والمحلية على زيادة عدد المستثمرات، حيث تسعى السلطات الولائية لتزويد 4 آلاف مستثمرة فلاحية بالكهرباء، إلى غاية نهاية السنة الجارية، في إطار تنمية المناطق الفلاحية وتحقيق نسبة إنتاج أعلى في مختلف المحاصيل الزراعية، كما تمت إعادة بعث عملية تسوية العقار، تحت إشراف والي الولاية الذي أعطى أولوية لمعالجة مختلف الملفات العالقة.
ع.نصيب
