سلطت هيئة محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، في حق المتهم المسمى (ب.أ) 45 سنة الذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، إضرارا بالضحية زوجته وأم ابنيه، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية مختصرة ترجع بتاريخها لمنتصف شهر أفريل من سنة 2023، عندما تلقت مصالح الأمن بدائرة عين مليلة في حدود الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة ليلا، مكالمة هاتفية تفيد بقيام أحد الأشخاص بالاعتداء على زوجته بالضرب ومن المحتمل أن تكون قد فارقت الحياة، لتتنقل المصلح ذاتها للمكان المحدد ويتعلق الأمر بعمارات سكان عدل2 بجانب حي رقايزي بمخرج مدينة عين مليلة، أين اتضح بأن الأمر يتعلق باتصال من الجاني نفسه مبلغا عن اعتدائه بالضرب على زوجته، ليتم التوجه للسكن أين تمت معاينة الضحية المسماة (ب.م.أ) ملقاة على الأرض، وبعد معاينتها من طرف إسعافات الحماية المدنية الذين حاولوا إنعاش جسدها، تبين بأنها قد فارقت الحياة على غرار ما أكده الطبيب المناوب، ليتم توقيف الزوج المتهم الرئيسي في القضية، ليتم تحويل الضحية لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى سليمان عميرات المحلي.
وكشف المتهم بأنه متزوج بعقد شرعي مع الضحية المنحدرة من ولاية عنابة منذ سنة 2011، غير أنه بتاريخ الرابع عشرة من شهر جويلية من سنة 2022، دخل في خلاف حاد معها وقرر حينها الانفصال عنها، ليعود لمنزله بمعية طفليه، غير أن محاولات الصلح نجحت في إعادة التيار لأفراد العائلة الصغيرة، لتعود الخلافات مجددا بين أفراد العائلة، أين قام المتهم يوم الوقائع بالتشاجر مع زوجته داخل سيارته من نوع «بيجو 207» ووجه لها عدة صفعات ليتوجه معها صوب منزله، أين اعتدى عليها بالضرب المبرح مستعملا عصا خشبية وقضيبا حديديا هو جزء من مزلجة أطفال «تروتينات»، لتسقط الضحية أرضا في مشهد دفع الجاني لمحاولة إنقاذها، غير أنه وحين تأكده من كونها فارقت الحياة، تواصل مع مصالح الشرطة مبلغا عن جريمته، وعاد الجاني الذي كان قد أودع رهن الحبس في قضية أدين فيها بعقوبة 3 سنوات سجنا، ليعترف أمام هيئة المحكمة بالجرم المنسوب إليه، محاولا إسقاط ظرف الإصرار، وحسبه فهو اعتاد على ضرب زوجته، بسبب خلاف حاد وقع بينهما، وهي التي لم تتوقف عن فعلتها رغم إخطاره لأهلها ورغم انفصالهما وعودتهما لبعض، وأشار المتهم بأن اعتداءه انطلق من الساعة الرابعة مساء حتى قبيل آذان الإفطار في حدود الساعة السابعة مساء، غير أنه توقف عن الاعتداء، ولحظة سقوط زوجته أرضا فهي كانت تحضر نفسها للاستحمام -على حد تعبيره- فسقطت عند مدخل مرش المنزل، وأشار تقرير الطبيب الشرعي بأن الضحية تعرضت لكسور خطيرة مست نحو 12 ضلعا من أضلعها، كما أن جسدها تحول لونه إلى أزرق بسبب الرضوض والكدمات التي تعرضت لها، وعرض قاضي الجلسة صورا عن أداة الجريمة وكذا لآثار العنيف على جسد الضحية، وبينت التحقيقات بأن جيران الضحية حاولوا إنقاذها من بين يدي زوجها، بعد أن ظلت تصرخ وتنادي بأعلى صوتها، غير أن المتهم رفض فتح باب منزلها لهم، واضطر للخروج من المنزل لحظة وفاتها، وكشف دفاع الضحية بأن الجاني كان موقوفا بالعاصمة والضحية هي من تتكفل بنقل أغراض ومأكولات له بالمؤسسة العقابية، واضطرت لإعالة أسرتها لبيع سلسلة ذهبية تملكها، معتبرا بأن ما حصل أمر غير إنساني وغير أخلاقي، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب لقاضي التحقيق بمتابعته عن جرم التنكيل بالجثة، من جهته ممثل النيابة العامة أوضح بأن الشرطة عثرت على قضيب حديدي في مسرح الجريمة، كما أن الطبيب الشرعي عاين وجود عدة كدمات ورضوض على جسد الضحية وهو ما يؤكد إصرار الجاني لإزهاق روح الضحية. أحمد ذيب