تم مؤخرا استحداث وحدة بحث في الوساطة العلمية ونشر ثقافة العلم على مستوى المدينة الجامعية بقسنطينة، و يُهدَف من خلال هذا المشروع الذي يُعتبر الأول من نوعه في الجزائر، إلى تدريب الوسطاء العلميين للتكفل بنشر المعرفة في المدارس والجامعات و وسط الجمهور العام، وكذلك تطوير الروابط مع قطاعات البحث والابتكار.
وتضم الوحدة قسمين، أولهما يختص بعلوم المادة والعلوم البصرية، وهي الفيزياء، الكيمياء، علم الفلك والرياضيات والحوسبة، أما القسم الثاني فتتمحور أعماله أساسا حول البيولوجيا، علوم الأرض، علم المحيطات والمناخ، و البيئة. ويترأس الوحدة، البروفيسور جمال ميموني أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة منتوري و رئيس الجمعية الفلكية الأفريقية ونائب رئيس الاتحاد العربي للفلك وعلوم الفضاء، وهو كذلك رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك التي أسسها سنة 1997 بقسنطينة.
وعن هذه المنشأة العلمية الجديدة يقول البروفيسور ميموني في حديث للنصر “لقد عملت على هذا المشروع طيلة 3 سنوات وهو خطوة جبارة للأمام من أجل تأصيل الثقافة العلمية على مستوى مؤسساتي، كما أنه امتداد للنشاط الذي قمنا به على مدى سنوات في جمعية الشعرى». ويوضح البروفيسور أن الهدف الأول من وحدة البحث التي ينتظر أن تكون عمليّة قريبا، هو نشر الثقافة العلمية سواء في الجامعة، المدرسة أو الجمهور العام، إلى جانب جعل فهم العلم وتاريخه وطريقة تشغيله جزءًا من ثقافة عصرنا، من أجل الوصول إلى مجتمع ناضج، واثق في المستقبل، ومواكب للعصر الحديث وتطلعاته. كما يُهدَف من خلال وحدة البحث الواقعة بالمدينة الجامعية في المقاطعة الإدارية علي منجلي والتي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني، إلى معالجة انشغالات المجتمع من خلال تهيئة فرق بحثية عالية التأهيل من العالم الأكاديمي، حيث ستتكفل بوضع استراتيجية عامة وقطاعية مناسبة. وسيتم العمل أيضا على ترجمة التطورات الحديثة في العلوم لإتاحتها للجمهور، و الإبقاء على اتصال وثيق مع مجتمع البحث وكذلك مع جميع القطاعات االمعنية والمستفيدة من الوساطة العلمية، مع تصميم وتطوير أدوات علمية مبسطة باستخدام وسائط متعددة تتكيف مع تقنيات الاتصال الحديثة وموجهة نحو الفئات المختلفة من المستخدمين. وتشمل مهام الوحدة أيضا، تطوير مهارات متعددة التخصصات عند مختلف القطاعات العلمية والتربوية، والعمل الإعلامي في كل ما يتعلق بالعلوم وثقافتها، وبذل جهود على المستوى الوطني لإبراز مجموعة من المختصين في جميع العلوم، وكذلك توفير المعلومات العلمية المبسطة لعامة الناس عند الطلب. وسيتم إنشاء جسور مع عالمي التكنولوجيا والصناعة، ولكن ستظل نقطة الارتكاز هي العلوم البحتة أي الميادين المرتبطة بالإنتاج المعرفي، حسب رئيس الوحدة، الذي أكد أن أهمية إنشائها تظهر انطلاقا من ملاحظة أن المواطن يفتقر بشكل عام لتقدير صحيح للقيمة التعليمية والثقافية وحتى المسلية للمعرفة، على الرغم من الدور المركزي للعلم في مجتمعاتنا الحديثة بتحصين المجتمع والمساهمة في الرقي الحضاري. وأصدرت وزارة التعليم العالي في 25 أوت الماضي، قرارا بإنشاء وحدة البحث في الوساطة العلمية ونشر ثقافة العلم لدى مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني، وتضمّن القرار بأن هذه الهيئة الجديدة تختص بمهام أخرى، منها تطوير الروابط مع المؤسسات الجامعية ومراكز البحث والمؤسسات العمومية والخاصة وعالم الابتكار، والاستماع للمجتمع لـ «إلهام الباحثين المسؤولين من أجل وضع إستراتيجية مناسبة، شاملة و قطاعية»، وتدريب الوسطاء العلميين للتكفل بنشر المعرفة، وكذلك إنشاء قطب وطني من المتخصصين المعترف بهم.
ي.ب