تمكن مؤخرا، فريق طبي من مستشفى محمد بوضياف بالخروب بقسنطينة، من إجراء أول عملية لزرع مضخة أنسولين في جسم طفل على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالولاية، كما أكدت إدارة المؤسسة الشروع في عملية ترميم واسعة لمختلف المصالح واقتناء جهاز سكانير، كما سيدخل جهاز مولد أوكسجين حيز الخدمة قريبا.
وأفاد مدير مستشفى الخروب، نذير طايق للنصر، أن المؤسسة استفادت من جهاز سكانير من تكنولوجيا حديثة خلافا للجهاز السابق، الذي تعطل منذ سنوات، كما سيشرع في عملية ترميم واسعة لمختلف المصالح والانطلاق سيكون، مثلما قال، بمصلحة الاستعجالات ثم مصلحة الكوفيد، التي تعرضت إلى تخريب في الفترة السابقة، إذ أن العملية المالية تتم بإشراف من مديرية الصحة.
وفي إطار تحسين المنظر الجمالي للمؤسسة والنظافة بمختلف الأقسام، أوضح المتحدث، أنه تم إنشاء فرقة خاصة تتكون من 11 منظفة تعمل على مدار الأسبوع دون انقطاع لتنظيف الأجزاء المشتركة بين مختلف المصالح وكذا مرافق الاستقبال، حيث قدم هذا الإجراء نتائج جد مقبولة، كما أشار إلى توفر كل مصلحة على أعوان نظافة خاصين بها، مضيفا أنه قد تم أيضا توسيع المساحات الخضراء، تحت شعار مستشفى أخضر، مع وضع حيز الخدمة 45 كاميرا للمراقبة لتأمين المؤسسة.
وتسعى الإدارة حاليا، لتطوير وتجهيز قاعات العناية المركزة، حيث تم توفير أسرة بها والعمل على تجهيزها، وذلك من أجل تطبيق البرنامج الذي وضعته المؤسسة والمتمثل في إنشاء مصلحة قائمة بذاتها، لاسيما وأن المستشفى قريب من محاور حيوية ويوفر خدمات صحية لسكان حيز جغرافي مهم يمتد إلى غاية بلديتي عين عبيد وأولاد رحمون وحتى علي منجلي، التي تم تحويل كل مصالحها إلى الخروب، ناهيك عن استقبال مرضى سكان من مناطق من ولايات مجاورة.
وعما قريب، سيدخل مولد أوكسجين من الحجم الكبير حيز الخدمة، حيث أنه، مثلما أكد مدير المؤسسة، يتميز بطاقة استيعاب كبيرة جدا تكفي لتغطية حاجيات 240 سريرا، ولم يتبق على تشغيله سوى بعض اللمسات والتوصيلات الكهربائية والغازية، مشيرا إلى أن هذا الجهاز مكسب كبير جدا للمؤسسة.
وبالنسبة للاستشفاء المنزلي، فقد أكد المتحدث، أن المؤسسة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، حيث أن فرقا تتكون من طبيب ومختص، في علم النفس، فضلا عن آخر في التأهيل الوظيفي تجري العشرات من الخرجات الشهرية، إذ تم إحصاء 80 حصة شهرية تم التكفل من خلالها بـ 51 مريضا من ذوي الأمراض المزمنة والجلطات الدماغية وذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى السرطان والتوحد والمصابين بحروق.
وتأتي هذه الإجراءات، مثلما قال مدير المستشفى، لتفادي عدم حجز الأسرة والتقليل من مدة الإقامة بالمصالح الاستشفائية والجراحية، إذ أن المؤسسة تعمل على عدم مكوث بعض الحالات لفترة تتجاوز 24 ساعة، في حين تتم متابعتها منزليا وقد قدم هذا الإجراء، بحسبه، نتائج جد جديدة، مشيرا إلى أن المشروع القادم هو إمداد فريق الاستشفاء المنزلي بأسرة، كما تم دعم الفرق بمكثفات الأوكسجين بسعة 10 لترات، تتم إعارتها للمرضى ثم استرجاعها بعد استشفائهم.
وأفاد المتحدث، أن أطباء من المؤسسة تمكنوا، من زرع مضخة أنسولين في ذارع طفل صغير كان يعاني من عدم استقرار في مستوى السكري في الدم، وقد كانت هذه العملية، مثلما أكد، ناجحة جدا لكن تكلفتها باهظة إذ تكلف على الأقل 100 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن المضخة تبرع بها محسن، كما أن الطفل لم يعد إلى المؤسسة بالنظر إلى استقرار وضعيته. وتسعى المؤسسة، مثلما قال السيد طايق، إلى تعميم التجربة عن طريق الاستعانة بالمحسنين لتوفير مضخات الأنسولين، أو عن طريق المؤسسة، كما وجه نداء للمحسنين لتقديم الدعم في هذا المجال، لاسيما وأن طفلا مريضا عمره 3 سنوات يمكث بها، بسبب معاناته من اضطراب حاد في مستوى السكري في الدم.
وتجدر الإشارة، إلى أن مستشفى الخروب، يعد ثاني أكبر مؤسسة صحية بالولاية بعد المستشفى الجامعي، حيث يتوفر على 240 سريرا، فضلا على 6 تخصصات جراحية ويتعلق الأمر بالجراحة العامة، الأطفال، العظام، النساء، الوجه والفك والأنف والحنجرة وكذا 4 قاعات للعمليات.
لقمان/ق
