بلغت نسبة الأشغال في مشروع إنجاز نفق جبل الوحش بالطريق السيار شرق غرب أكثر من 64 بالمئة، حيث تعمل مؤسسة الجزائرية للطرق السيارة، من أجل استلام الأنبوب الأيسر قبل نهاية السنة الجارية ومن ثم الشروع في إنجاز الأيمن، من النفق المنهار مطلع سنة 2014، كما أكد أن مقطع ولاية الطارف سيسلم قبل ثلاثة أشهر كأقصى تقدير.
وأفاد المدير الجهوي للشرق لمؤسسة الجزائرية للطرق السيارة، محمد الصالح كافي، في اتصال بالنصر، أن الأشغال تسير بشكل جيد على مستوى مشروع نفق جبل الوحش، إذ أن مؤسسة كوسيدار تعمل وفقا لمخطط دقيق لاستكمال المشروع، حيث أكد أنه قد تم استخراج 5 آليات من النفق الأيسر كانت قد ردمت تحت الردوم إثر الانهيار الكبير مطلع جانفي في سنة 2014 ، في حين تتم عمل عملية الحفر ووضع الخرسانة المسلحة، وفق المخططات المحددة مسبقا. وتجد مؤسسة كوسيدار، صعوبة في عملية تثبيت التربة المحيطة بالنفقين ومن ثم إنهاء أشغال الحفر، حيث أن طبيعة التربة بالمكان ليست أصلية ويصعب تثبيتها ، لكن المؤسسة تتوفر على مختصين مؤهلين في هذه الأشغال الكبرى ولها خبرة طويلة في هذا المجال. وتسبب انهيار الأنبوب الأيسر في إلحاق أضرار كبيرة بالجزء الأيمن من النفق والتي تتمثل في انشقاقات في الخرسانة بطول 120 مترا، حيث أنه ونظرا لهذه الانشقاقات التي تعرض لها محيط النفق بعد انهياره وضعف الوسط الطيني، رسمت مؤسسة كوسيدار المكلفة بالإنجاز، برنامجا خاصا يهدف إلى ضمان سلامة العمال داخل المشروع أثناء عملية الحفر. وأكد، المدير الجهوي للجزائرية للطرق السيارة، أنه يتم العمل حاليا على إتمام الأشغال على مستوى الجزء الأيسر، حيث من المرشح أن يتم الانتهاء منه قبل نهاية العام الجاري وهو تحد من شأنه أن يوضح معالم تاريخ الاستلام النهائي للمشروع، مضيفا أن المرحلة الثانية ستكون التكفل بالأنبوب الأيمن والعمل بأقل الأضرار حتى لا يتم تحطيم كميات كبيرة من الخرسانة المسلحة التي أنجزت في وقت سابق، إذ أن إيجاد حلول ناجعة سيوفر على المؤسسة الجهد والوقت، فضلا عن الغلاف المالي. وتعتمد مؤسسة كوسيدار العمومية، على مكتب دراسات إيطالي مختص في الأنفاق، حيث أن الهدف من الاستعانة به، هو إجراء خبرات تقنية في كل مرة من أجل تقديم الحلول المناسبة لطرق الحفر والتدعيم، أما متابعة المشروع فقد منحت لمكتب دراسات آخر. ووفق ما عرض أمام وزير الأشغال العمومية السابق في زيارته للمشروع، فإن الأنبوب الأيمن من النفق يقع أسفل كتلة طينية وبحيرة تتجاوز مساحتها 0.5 هكتار، حيث أنه غلف بطبقة سميكة من الخرسانة المسلحة موصولة بطبقة من الحديد السميك جدا، لتثبيت حركة التربة وحماية المنشأة، كما قامت المؤسسة المنجزة على وضع نظام لصرف المياه لحماية هذه الطبقة، لكن الطبيعة كانت أقوى وأدت إلى تخريب جزء منه. وحددت وزارة الأشغال العمومية، تاريخ ديسمبر من عام 2025 كموعد لتسليم المشروع الذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 1700 مليار سنتيم، دون احتساب تكاليف تجهيزات النفق الذي يصل طوله إلى كيلومترين، فيما أكد المدير الجهوي للجزائرية للطرق السيارة، أن نسبة الأشغال تجاوزت 64 بالمئة وهو مستوى جد مقبول مقارنة بصعوبة المشروع . وتجدر الإشارة إلى أن نفق جبل الوحش قد انهار قبل 9 سنوات، فيما أكد وزير الأشغال العمومية السابق في زيارة إلى المشروع العام الماضي، أن الكفاءات الوطنية استطاعت رفعت التحدي وعوضت بكفاءة عالية الشركة اليابانية كوجال، التي غادرت المشروع بعد فسخ الصفقة معها، حيث اتهم هذه الشركة بالتخلي عن التزاماتها وزرع قنابل موقوتة في المشاريع، التي تحصلت من خلالها على أموال ضخمة مقابل إنجازها للأشغال البسيطة والتخلي عن الصعبة. كما أكد، أن الاعتماد على الشركات ومكاتب الدراسات الأجنبية صار أمرا من الماضي، «إذ لابد من الاعتماد على الطاقات الوطنية»، وأوضح بأن طبيعة الأشغال الصعبة والدقيقة للنفق هي التي تتسبب في تأخير المشروع، إذ أن كوسيدار تنجز يوميا أشغال حفر وتدعيم لا تتجاوز 30 سنتيمتر، وهو ما يتطلب لاستكمال الأشغال أزيد من 900 يوم عمل، علما أن نسبة الإنجاز في آخر زيارة لم تتعد 20 بالمئة. وفي ذات السياق، أكد السيد كافي، أنه يتم العمل على طي ملف السيار بشكل نهائي، حيث لم يتبق على إنجاز مقطع ولاية الطارف سوى أشغال بسيطة، إذ أن نسبة الإنجاز وصلت إلى 95 بالمئة، ومن المنتظر أن يسلم في غضون 3 أشهر كأقصى تقدير.
لقمان/ق
