دعت إدارة جامعة الإخوة منتوري " قسنطينة 1 "، السلطات المحلية إلى مساعدتها في توفير الأمن بمحيط ووسط الجامعة الذي تحول إلى فضاء لترويج المخدرات والملهوسات ، كما طالب المنسق الولائي لمديريات الخدمات الجامعية، بتعزيز الأمن بمحيط الإقامات بالنظر إلى تسجيل اعتداءات يومية في حق الطالبات وحتى أعوان الأمن، لكن الوالي أكد بأن الأمن متوفر خارج الحرم، لكن المشكلة تمكن بالداخل إذ تم الوقوف على تحويل غرف بإقامات إلى فضاءات لبيع المهلوسات، وانتقد تأجير النوادي للخواص الذين حولوها عن أهدافها.
وتم مساء أمس الأول، مناقشة ملف الدخول الجامعي بالمجلس الشعبي الولائي في إطار الدورة العادية الثالثة للمجلس، حيث قدم ممثلو رؤساء جامعات معلومات عن الدخول وعدد الطلبة في مختلف التخصصات والأطوار التعليمية، كما سجل ارتفاع في عدد الطلبة بمختلف جامعات الولاية دون تسجيل أي نقص في التأطير أو المقاعد البيداغوجية.
وتحدث نائب جامعة قسنطينة 1 ، المكلف بالبيداغوجيا عبد الرزاق مرابط، عن صعوبات اعترضت السير الحسن للجامعة، حيث قال بأن منتوري تعرف بعراقتها و موقعها مما يستوجب الحفاظ على المكانة التي تكتسيها، وهذا لا يكون، بحسبه، إلا بدعمها لاسيما فيما يخص الأمن بصفة عامة ، حيث قال، بأن مداخل الجامعة تعرف ازدحاما يوميا للسيارات على طول اليوم مع تواجد الغرباء ، أما بخصوص السياج المحيط بالجامعة، فإنه يتعرض للاعتداء في عدة أماكن منه ، وهو ما يؤدي إلى تسجيل تفاوتات أمنية وولوج الغرباء إليها، من خلال هذه المنافذ.
وأبرز المتحدث، أنه سجل أيضا دخول السكان الذين يقطنون بمحاذاة الجامعة إلى الحرم الجامعي، كما يستغلون المساحات الخضراء للجامعة لرعي مواشيهم، مؤكدا أن ظاهرة بيع وتعاطي المخدرات أصبحت متفشية وبكثرة ، إذ يتم استغلال خصوصية الجامعة كحرم جامعي للمتاجرة في الممنوعات، و هذه الظاهرة تستدعي، مثلما صرح، الحرص واليقظة من طرف الجميع.
وتحدث نائب مدير الجامعة، عن وجود ضغوطات ممارسة ضد الجامعة لفتح النادي، دون أن يحدد الأطراف المعنية، حيث ذكر أن فتح النادي لا يتماشي مع المعايير القانونية، علما أنه يعد ،وفقه، وكرا للفساد والانحلال الخلقي، مشيرا إلى أن الجامعة قد صنفت في التراث الوطني كموروث ثقافي و كل تغيير في بنيته غير مسموح به.
وقد طالب المنسق الولائي للخدمات الجامعية فارس بن خليفة، في تدخله بضرورة تعزيز الأمن بالمحيط الخارجي للإقامات الجامعية لاسيما الخاصة بفئة الإناث، وتفعيل الدوريات الأمنية خصوصا بالفترة المسائية ، مشيرا إلى تسجيل ركن عشوائي للمركبات بالمداخل خارج أسوار محيط الاقامات ، فضلا عن اعتداءات شبه يومية في حق الطالبات وفي بعض الأحيان على أعوان الأمن الداخلي، ناهيك عن وجود عدد كبير من الكلاب الضالة داخل الحرم الجامعي، بما يشكل خطر على الطلبة.
وأبرز المتحدث، أنه و مع زيادة عدد الإقامات، التي دخلت حيز الخدمة داخل القطب الجامعي قسنطينة 03 ، فقد سجل تذبذب بتزويد المياه ببعض الإقامات، و هو ما أسفر عن احتجاج طلبة الإقامة الجامعية عين الباي 12 مرتين خلال الدخول الجامعي الحالي، بسبب نقص في تزويد الإقامة بالمياه، كما تم التواصل مع المدير العام للجزائرية للمياه بولاية قسنطينة حيث تم اقتراح تنقيب بالقطب الجامعي أو ربط الإقامة عين الباي 12 بشبكة جديدة للمياه.
وطالب منتخبو المجلس الشعبي الولائي ، بضرورة إيجاد حلول مستديمة لمشكلة بيع المخدرات وسط الحرم الجامعي وتعزيز الأمن بمحيطها وكذا بداخلها، كما تحدثوا عن نقائص في مجال النقل الجامعي، لاسيما نحو المناطق العمرانية الجديدة أو النائية على غرار الرتبة وكذا قرى بني حميدان/ مع توفير الإقامة لسكان القرى البعيدة بدل النقل يوميا ومن إلى الجامعة، كما تحدث آخرون عن تسجيل اكتظاظ كبير في الترامواي.
وانتقد الوالي، عبد الخالق صيودة في تدخله المستفيض حول الدخول الجامعي والمشاكل المسجلة ، واقع قطاع التعليم العالي بالولاية، حيث قال بأنها تتوفر على أزيد من 22 ألف مقعد بيداغوجي غير مستغل ، كما يوجد بالولاية ما يفوق 16 ألف سرير ، و تم رصد حالات لإقامات يسكنها الغرباء، على غرار الإقامة المعروفة باسم " الفيرمة" المغلقة التي يتلقى عمالها أجورهم وهم في المنازل في حين تم الوقوف، كما أبرز، على ممول يستغل سكنا بها بشكل غير قانوني، مؤكدا أن الولاية رفعت دعوى قضائية لدى النائب العام.
وأبرز المتحدث، أنه من غير المعقول أن تتوفر جامعة منتوري على أزيد من 350 عون أمن داخلي ، ويطلب مسؤولو الجامعة تدخل مصالح الأمن من أجل حماية الجامعة، مؤكدا أن هؤلاء الموظفين يتقاضون أجورا دون أي عمل، في حين أن المسؤولين يتغاضون عن تصرفاتهم تفاديا للإحراج والمواجهة.
و تحدث، الوالي عن ظروف مزرية وغير مقبولة للدراسة للطلبة في شعبة الرصاص بجامعة منتوري، حيث قال بأنه أخبر الوزير بالأمر وأرسل لجنة وزارية وقدمت له اقتراحات لتحسين الوضع لكن لا حياة لمن تنادي ، وهو حال طلبة كلية الطب أيضا ، الذين يدرسون في أماكن غير ملائمة ، في الوقت الذي توجد فيه مرافق بيداغوجية غير مستغلة، في أكبر مدينة جامعية في أفريقيا، داعيا إلى ضرورة ترميم جامعة منتوري المهددة بانهيار في كلياتها بسبب تدهور وضعية الكتامة، بدل تبذير الأموال في ترميم الإقامات في كل مرة.
ونفى الوالي عدم توفر الأمن خارج الإقامات الجامعية وأكد بأن مصالح الأمن تقوم بدورها، لكن المشكلة مثلما أبرز، تسجل داخل الحرم الجامعي ، حيث صرح، بأنه تلقى تقارير بأن المهلوسات تروج داخل غرف الإقامات الجامعية لاسيما لدى فئة الإناث ، مبرزا أنه قد تم استدعاء مدير جامعة في إطار اجتماع اللجنة الأمنية لمناقشة الوضع ، كما تم الوقوف على أن نوادي الإقامات الجامعية التي تؤجر للخواص و تتحول إلى نواد للسهر، حيث أن إيجارها يعد من بين أكبر الأخطاء المرتكبة لاسيما في ظل عدم إمكانية مصالح الأمن للدخول إلى الحرم الجامعي.
لقمان/ق