عاشت بلدية عين سمارة خصوصا وولاية قسنطينة عموما، فاجعة على إثر وفاة 3 تلاميذ ثانويين لا يتعدى سنهم 16 سنة، ظهيرة أول أمس، في حادث مرور أليم وقع بالطريق المؤدي إلى غابة الشطابة إلى مدينة عين سمارة، بعد أن قضوا آخر نزهة في هذه الغابة، وفارقوا الحياة معا بعد أن كانوا أصدقاء مقربين.
ونزل خبر وفاة التلاميذ الثلاثة، كالصاعقة على سكان بلدية عين سمارة وولاية قسنطينة، ما جعل هذا الخبر المنتشر بقوة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يلقى تفاعلا كبيرا من طرف كل سكان الولاية وبقية الولايات الوطنية، الذين راحوا يعزون عائلات الضحايا الذين توفوا في عمر الزهور.
واتصلت النصر ببعض أقارب وجيران الضحايا الثلاث، لتعلم أنهم يقطنون في نفس الحي 1650 مسكنا، ويدرسون معا في السنة الأولى ثانوي بثانوية الصادق مخلوف بعين سمارة، وعرفوا بحسن الأخلاق والسلوك، ما جعلهم محبوبين في كل أحياء عين سمارة، كما يتميزون بمستوى دراسي جيد جعل منهم من التلاميذ النجباء في ثانويتهم.
ويعتبر الثلاثي حسب بعض الجيران، أصدقاء مقربين، وكانوا يقضون جل وقتهم خارج منازلهم معا، وتجدهم معا في المقاهي أو في الملاعب الجوارية وحتى الملعب البلدي لعين سمارة، حيث يعتبرون من عشاق الرياضة، وكانوا يتابعون مباريات أندية عين سمارة بالملعب مع بعضهم البعض، وهو ما يؤكد متانة العلاقة بين هذا الثلاثي.
وشاءت الصدف أن يتوفي أحدهم بعد مرور سنة من وفاة والده، الذي توفي شهر جانفي من سنة 2024، وأكد مصدرنا أن الثلاثي كان في نزهة بغابة الشطابة وأثناء رحلة العودة انحرفت بهم السيارة من نوع «بيكانتو» في منعرج واقع بمنخفض ليصطدموا بحافلة من الحجم الكبير «سوناكوم» كانت مركونة على حافة الطريق، ما تسبب في وفاتهم.
وحسب بيان وارد من مصالح الحماية المدنية، فقد تدخلت إسعافات الحماية المدنية لبلدية عين سمارة ووحدة سيساوي سليمان، يوم الخميس في حدود الساعة 13و15 دقيقة، بمدخل طريق شطابة ببلدية عين سمارة لأجل حادث مرور انحراف سيارة واصطدامها بحافلة فارغة مركونة، وخلف الحادث 3 ضحايا من جنس ذكر متوفيين مع تحويلهم لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى الخروب.
وشيّعت جثامين الضحايا الثلاث معا، بعد صلاة الجمعة، في أجواء جنائزية مهيبة، عاشها المئات من الجيران وسكان بلدية عين سمارة وولاية قسنطينة، الذين حضروا بقوة لتوديع الضحايا، خاصة وأن الجميع يشهدون لهم بحسن الأخلاق والسيرة، كما حضرت الجنازة السلطات البلدية لعين سمارة، وممثلين عن الأسلاك الأمنية، مع تكفل مصالح الدرك الوطني بتنظيم المرور على مستوى الطرق المؤدية إلى المقبرة من أجل تسهيل حركة المتوافدين.
ووضعت عائلات الضحايا خيما لاستقبال المعزين القادمين من مختلف المناطق من ولاية قسنطينة وخارجها، لتشاء الصدف أن تكون خيمة كل واحد مقابلة للأخرى، بما أن ضحيتين تقطنان بعمارتين متقاربتين، فيما يقطن الثالث على بعد 5 أو 6 عمارات، ليعيش سكان هذا الحي أوقاتا حزينة مستذكرين آخر اللحظات قبل وفاة الأصدقاء المتخلقين، لتفقد بلدية عين سمارة وقسنطينة 3 من خيرة شبابها في يوم أسود.
حاتم / ب