الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق لـ 25 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بعضهم يسجل لتحاشي التجنيد أو للخروج من العمل

غيــابــات بالجملــة بيـن طلبـــة الـماستـر بـقسنطينـــة
يتم مع بداية كل موسم جامعي جديد، فتح موضوع قوائم الماستر بالكليات، أين يجري اختيار أحسن الطلبة على أساس الترتيب و معدل المسار خلال ثلاث سنوات في مرحلة الليسانس، ورغم العدد الكبير من الملفات التي يتم إيداعها في كل كلية من أجل ولوج مرحلة الماستر، إلا أن العدد الهائل من الغيابات أثناء بداية الدراسة و إلى غاية نهاية السنة، يطرح العديد من علامات الاستفهام.
و خلال استطلاع قامت به النصر على مستوى بعض كليات جامعة قسنطينة 3 «صالح بوبندير»، اتضح أن العديد من الطلبة يستغلون المقعد البيداغوجي لعدة أغراض، حتى ولو كان على حساب طلبة آخرين لم يسعفهم الترتيب في دخول الماستر و ينوون مواصلة الدراسة و الحصول على الشهادة.وبالاطلاع على قوائم السنة أولى ماستر بكلية الإعلام والاتصال للموسمين الفارطين، يتضح أن نسبة الذكور هي الأعلى بالنسبة للطلبة المتغيبين طوال السنة، فمن أصل 88 طالبا في قسم الصحافة وأغلبهم من الذكور، لم يواصل سوى 60 منهم الدراسة، و قد تمكنت النصر من ربط الاتصال مع أحد الطلبة المسجلين في الماستر منذ سنة 2013، لكنه لم يدرس ولو ليوم واحد و ما يزال اسمه يُدون في كل مرة في قوائم الكلية، حيث قال لنا «بصراحة لم تكن الدراسة في الماستر تستهويني و اكتفيت بشهادة الليسانس وأنا الآن أدير تجارتي الخاصة.. سجلت فقط من أجل الحصول على الشهادة المدرسية التي تسمح لي بتأجيل تجنيدي في الخدمة العسكرية، و لدي عدة أصدقاء قاموا بنفس الأمر ليس فقط في كليتنا بل في عدة كليات أخرى سواء في جامعة قسنطينة 3 أو خارجها».
وغير بعيد عن كلية الإعلام، تُسجل الوضعية ذاتها بكلية الفنون و الثقافة، أين أخبرتنا أمينة التي تدرس في السنة ثانية ماستر بتخصص فن الإشهار، أن عددا كبيرا من زملائها الذكور لم يواصلوا الدراسة إلى غاية السنة الثانية، حيث أن أغلبهم درس بعض الأسابيع في السنة الأولى ثم اختفى، ومنهم من لم يحضر من الأساس وبقي اسمه موجودا في القائمة طوال السنة على حد قولها، مرجعة الأمر إلى بحث أغلبهم عن فرص عمل بمقابل الحصول على الشهادة المدرسية التي تساعد في تأجيل استدعائهم للتجنيد.
موظفون يتحججون بالماستر للتهرب من العمل
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث علمنا أن بعض الطلبة وخصوصا العاملين، يستغلون مقعدهم البيداغوجي في الماستر من أجل التحرك بحرية في العمل وأخذ تراخيص بالغياب من قبل مدرائهم، ومنهم هشام وهو موظف في مؤسسة وطنية قال لنا إنه نجح في امتحان شهادة البكالوريا سنة 2010، ثم سجل في كلية الإعلام و الاتصال التي تحصل فيها على شهادة الليسانس، و بعدها تم قبوله في مرحلة الماستر التي اعترف بأنه استغلها للحصول على ترخيص من مديره بالتغيب، بحجة إجراء الامتحان أو حضور الحصص التطبيقية.
تصرفات تحرم طلبة من الدراسة و تُحول الدكتوراه إلى حلم
وإذا كان ترتيب الطلبة أثناء وضعهم الملفات لدخول الماستر منطقيا، إلا أن الذين لم يسعفهم الحظ في الترتيب مع الأوائل، يستنكرون تصرف زملائهم الذين يسجلون و هم يخططون مسبقا للتغيب، مثلما أكد شرف و هو طالب متحصل على  ليسانس من قسم فلسفة بكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية بجامعة قسنطينة 2 دفعة 2012، حيث علّق بالقول «ليس لدي اعتراض على الترتيب ولا على عدم دخولي، لكن ما استغربه هو كيف لطلبة تم قبولهم لا يدرسون ولا يوم واحد.. كان عليهم أن يفكروا في غيرهم من الطلبة الراغبين في المواصلة و الحصول على الشهادة».
و قد تسببت هذه التصرفات في حرمان طلبة آخرين من دخول مسابقة الدكتوراه، التي يتم التصنيف فيها على أساس عدد طلبة الدفعة ثم ترتيبهم بنسب مئوية محددة، حيث يقل عدد الطلبة في دفعة السنة الثانية ماستر كلما نقص عدد الطلبة المصنفين في الخانتين «أ» و «ب» المرشحين أكثر لدخول مسابقة الدكتوراه، و في هذا الخصوص عبر الطالب عبد اللطيف المتحصل الموسم الفارط على شهادة الماستر في تخصص صحافة، عن امتعاضه بعد تصنيفه في الخانة «ب» و قال «لما سجلنا في الدفعة لأول مرة كان عددنا يفوق 80 طالبا تغيب أكثر من 20 منهم طوال السنة ولم يصعدوا معنا للسنة الثانية، ليتقلص بذلك عدد الدفعة إلى 60، و رغم حصولي على معدل 13.50 من 20، إلا أني لم أصنف في الخانة ب رغم حصولي على المركز التاسع».
بعض رؤساء الأقسام و الأساتذة الذين تحدثت إليهم النصر، أجمعوا بدورهم على أن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات ولا يمكنهم توقيفها، لأنهم لا يعلمون بنية كل طالب أثناء تقديمه للملف، لكنهم اقترحوا على الجهات المعنية وضع قوائم احتياطية للطلبة الذين لم يتم قبولهم، وفي حالة تغيب طالب عن الدراسة في مرحلة الماستر لأكثر من 5 أسابيع، يتم آليا إقصاؤه  وتعويضه بطالب آخر من هذه القوائم.         
فوغالي زين العابدين

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com