عجــز بـ 485 ممرضــا بالمستشفى الجامعي بقسنطينــــة
يعرف المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، ضغطا رهيبا عبر جميع المصالح، بسبب العجز المسجل في الممرضين والعمال المهنيين، وهو ما انعكس سلبا على النظافة والخدمات المقدمة للمرضى، فيما يؤكد أمين الفرع النقابي لشبه الطبيين بأنه لابد من توظيف 485 ممرضا على الأقل، كما أشار إلى أن الأطباء والممرضين اضطروا إلى خدمة المرضى بسبب المشكلة.
وكشف قهواجي بشير، أمين الفرع النقابي للنقابة الوطنية لشبه الطبيين بالمستشفى الجامعي، في اتصال بالنصر، بأنه و منذ فتح الحكومة لمجال التقاعد المسبق الذي تم فيما بعد مراجعته وتوقيف العمل به خلال العام الماضي، شهد المستشفى هجرة جماعية خلال ثلاث السنوات الأخيرة، لعدد كبير من العمال المهنيين والإداريين وشبه الطبيين، وهو ما انعكس سلبا على مختلف المصالح الطبية التي يعاني العاملون فيها من ضغط كبير.
وأضاف المتحدث، بأن الإداريين تم تعويضهم، لكن تم تسجيل نقص فادح في العمال المهنيين من سعاة وقائمين على المصالح، لاسيما في الاستعجالات الجراحية و الطب الداخلي و الأمراض المعدية وغيرها، فعلى سبيل المثال يؤكد المتحدث بأن مصلحة الولادة استعانت بمؤسسة خاصة في التنظيف، لكنها لم تستطع أن تستوعب حجم الضغط، فهي تعمل في النهار فقط، وفي الليل لا تتوفر على عاملات للنظافة، ما يؤدي إلى تراكم النفايات الطبية والدماء، في وضعية كارثية وخطيرة تستدعي تدخل السلطات العليا في أقرب وقت.
وأكد السيد قهواجي، بأن الوضع تفاقم بمصلحة الإنعاش، التي تفتقد حاليا إلى عامل نظافة، حيث أن المرضى يعانون في صمت باعتبار أنهم لا يستطيعون التحرك والاعتناء بأنفسهم، وهو ما دفع بالأطباء والممرضين إلى التكفل بهم بدل أن ينصبّ جل اهتماهم في العلاج والمتابعة الطبية، مشيرا إلى أن نقابته رفعت جل هذه المطالب عبر العديد من اللقاءات مع مدير الصحة في انتظار الإستجابة وإيجاد حلول لها.
وذكر أمين الفرع النقابي، بأنه وفي هذا العام، تم فتح 105 منصب عمل فقط بالنسبة لولاية قسنطينة، في جميع التخصصات شبه الطبية، وهو ما يعتبر رقما ضئيلا مقارنة باحتياجات المستشفى الجامعي فقط، الذي قال إنه يسجل حاليا عجزا بـ 485 ممرضا عبر مختلف المصالح، ناهيك عن مساعدي التمريض، حيث أن العمل بنظام 24 ساعة و المناوبة والعطل يفرض زيادة هذا العدد، مشيرا إلى أن مصلحة الولادة في وضعية صعبة في هذا الجانب خاصة و أنها تستقبل مريضات من 5 ولايات مجاورة، وهو ما جعل قسم الرضع يتكفل يوميا بـ 140 مولودا جديدا، ما نتج عنه وضع ثلاثة رضع في سرير واحد.
وتابع المتحدث، بأن المستشفى الجامعي يتحول ليلا إلى عالم آخر بسبب النقص الفادح في المهنيين والطواقم الطبية، التي أصبحت غير قادرة على تحمل الوضع، رغم المجهودات التي تبذلها الإدارة ومدير المستشفى، كما أشار إلى أن تعويض الممرضين بمساعدي التمريض، أمر خاطئ وغير مقبول في البروتوكولات العلاجية، ومن الممكن أن يتسبب، حسبه، في تداعيات خطيرة مثلما حصل مؤخرا مع ممرضة تابعتها إحدى العائلات قضائيا، بعد اتهامها بالتسبب في وفاة مريض كونها حقنته بجرعة خاطئة كانت تحتوي على سائل استخرج من بنكرياس المريض، غير أن التقرير النهائي للطبيب الشرعي أثبت، يضيف محدثنا، أن الحقنة ليست سبب الوفاة. لقمان/ق