10 سنــوات سجنــا لمختطف طالبـة في التكويــن المهنـــي بقالمـــة
أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة، أمس الأحد، حكما بالسجن لمدة عشر سنوات و غرامة مالية و حرمان من الحقوق المدنية، في حق المسمى (أ.س) البالغ من العمر 28 سنة المتابع بجناية تكوين جمعية أشرار، و الاختطاف بالعنف و التهديد، في واقعة ذهبت ضحيتها طالبة بمركز التكوين المهني بمدينة قالمة قبل عامين و نصف تقريبا، عندما تعرضت لاعتداء بالمدينة الجديدة وادي المعيز نفذه ثلاثة شبان، بينهم المتهم الرئيسي الذي يعمل سائق سيارة فرود قديمة، استعملها في عملية الاختطاف و تحويل الضحية إلى منطقة غابية معزولة بمحاذاة الطريق الولائي 123 الرابط بين قالمة و بلدية عين العربي.
و قد تم استبعاد اثنين من المتهمين المشاركين في عملية الاختطاف و السرقة، بعد تراجع الضحية عن تصريحاتها عبر مراحل التحقيق، مؤكدة بأن هاذين الشابين لم يشاركا في الاختطاف و اقتصر دورهما على محاولة سرقة سلسلة ذهبية، و مساعدة المتهم الرئيسي على إدخالها إلى السيارة بالقوة و التوجه بها إلى غابة طريق عين العربي.
و حسب وقائع المحاكمة فإن الضحية البالغة من العمر نحو 25 سنة كانت في ذالك اليوم بحي مكبرو وسط المدينة الجديدة وادي المعيز، عندما تقدم منها شابان كانا على متن دراجة نارية و حاولا سرقة سلسلتها الذهبية، لكنها قاومت و دافعت عن نفسها بقوة حتى تقطعت السلسلة الذهبية إلى نصفين، و في هذه الأثناء كان المتهم الرئيسي على متن سيارته يراقب الوضع، قبل إن يلتحق بالشابين و تقرر المجموعة اختطاف الضحية بالقوة و تحويلها إلى المنطقة الغابية التي يتردد عليها المنحرفون باستمرار و على مدار السنة.
و حسب تصريحات الضحية أمام الهيئة الجنائية المشكلة من قضاة و محلفين شعبيين، فإن المتهمين الثلاثة أدخلوها إلى السيارة بالقوة مستعملين أسلحة بيضاء، و بعد ركوبها المقعد الخلفي انطلقت السيارة عبر شوارع ضاحية وادي المعيز باتجاه المنطقة الغابية المعزولة، و كان المتهم الرئيسي صاحب السيارة يقود بسرعة محاولا الابتعاد عن أنظار المارة و مستعملي الطريق الولائي المذكور.
و في هذه الأثناء كانت الضحية تشغل هاتفها النقال في اتصال مباشر مع أختها التي كانت تسمع توسلاتها للخاطفين، فأدركت أن الوضع خطير فقررت التوجه فورا نحو طريق عين العربي لنجدة أختها. و كان صاحب الدراجة النارية يراقب الوضع من الخلف، بينما كانت الضحية تصرخ و تتوسل لصاحب السيارة أن يخلي سبيلها لكنه لم يستجب، فقررت القيام بمغامرة خطيرة عندما فتحت باب السيارة الخلفي و ألقت بنفسها على جانب مسلك ريفي يخترق حقولا زراعية.
أصيبت الضحية بجروح و رضوض في أنحاء مختلف من الجسم بعد سقوطها العنيف، و انقلابها عدة مرات وسط الحقل الزراعي، لكنها تحملت الإصابة و أبدت شجاعة كبيرة و قررت الهروب باتجاه الطريق العام، لكن المتهم لاحقها محاولا الإمساك بها غير انه فشل عندما تدخل احد الأشخاص الذين كانوا قرب المكان الذي هربت إليه الضحية، التي استرجعت أمس تفاصيل الحادثة المأساوية التي تعرضت لها و أجهشت بالبكاء داخل قاعة المحكمة مؤكدة بأنها مازالت تعاني من الصدمة و آثار الاعتداء و الاختطاف.
المتهم نفى الوقائع المنسوبة إليه مؤكدا بان الشابين الآخرين اللذين سرقا السلسلة الذهبية هما من اعتديا على الضحية، متسائلا عن استبعادهما من ملف القضية، و طالب بتبرئة ذمته من الوقائع المنسوبة إليه، مضيفا بأنه ذهب ضحية انتقام الفتاة التي طلبت منه هوية الشابين اللذين كانا على متن الدراجة النارية و عندما رفض توعدته بانتقام كبير، و رفعت ضده دعوى تتهمه فيها بالاختطاف كما قال لقضاة الهيئة الجنائية.
النيابة العامة أكدت على خطورة الوقائع المنسوبة للمتهم، و تساءلت عن أسباب استبعاد بقية المتهمين من ملف القضية، مضيفة بان ظاهرة الاختطاف قد تفاقمت في السنوات الأخيرة، و لابد من وضع حد لها بالتطبيق الصارم للقانون، ملتمسة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم الذي كان آخر من يتكلم ملتمسا من القضاة و المحلفين إفادته بالبراءة.
و بعد غلق باب المرافعات انسحبت الهيئة الجنائية إلى غرفة المداولات السرية، قبل أن تعود للنطق الحكم الذي نزل كالصاعقة على المتهم، و أثلج صدر الضحية التي استجمعت ما بقي لها من قوة ثم غادرت قصر العدالة إلى حياة جديدة عنوانها التحدي ثم الحذر كل الحذر من شارع لا يرحم.
فريد.غ