انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الأولى من صالون الكتاب الوطني العلامة
عبد الحميد بن باديس تحت شعار «إننا للعلا إننا للخلود»، بمشاركة 22 دار نشر وطنية.
وكان الصالون المنظم احتفالا بيوم العلم 16 أفريل، بمثابة لقاء ثقافي أدبي تميز بحضور شخصيات ثقافية وأدبية على غرار وزيرة الثقافة السابقة زهور ونيسي، والكاتب والمؤرخ محمد الهادي الحسني، والدكتور عبد الرزاق قسوم، وأعضاء من جمعية العلماء المسلمين، بالإضافة إلى أساتذة وأدباء من أبناء مدينة العلم والعلماء وعائلة العلامة عبد الحميد بن باديس فضلا عن عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني.
 وستمتد الفعالية إلى غاية 27 من شهر أفريل، و تعرف تنشيط ندوات ومحاضرات فكرية، و أماسي شعرية وجلسات بيع بالتوقيع لإصدارات أدباء وشعراء، فضلا عن أنشطة تعليمية ترفيهية للأطفال.
وبحسب مديرة دار الثقافة مالك حداد، أميرة دليو، فإن الصالون يضم أجنحة متعددة لمختلف دور النشر التي تعرض كتبا في مجالات متنوعة على غرار الفكر، التاريخ، الأدب، مع توفر كتب خاصة بالناشئة.
من جانبه قال مسير مكتبة نوميديا للطباعة والنشر، إسحاق لقمان، إن المعرض جاء في يوم مميز لإحياء ذكرى العلامة عبد الحميد بن باديس مضيفا، بأن الصالون ذو قيمة ثقافية وتربوية وموعد مهم لتحفيز الناس على شراء الكتب لأبنائهم وتقريبهم من الكتاب، وهو ما يوجب توفير مجموعات متنوعة من الكتب الموجهة للناشئة، إلى جانب تخصيص فرع آخر خاص بالروايات.
وسجلت دار الأجواد للنشر والتوزيع، بحسب مديرها طارق السيد محمد مشاركتها الأولى في قسنطينة، حيث قال بأنهم يشاركون بإصدارات تخص أحدث ما توصلت إليه العلوم في شتى المجالات، فضلا عن كتب الشريعة الإسلامية والسيرة النبوية، بالإضافة إلى روايات تناسب كل الأذواق.
واعتبرت الشاعرة مسعودة مصباح من ولاية قسنطينة، أن يوم العلم هو ذكرى يجب أن تفتخر بها قسنطينة وتحتفل بها كما ينبغي، مضيفة بأنهم ككتاب وشعراء، يشاركون في الصالون لتقديم إصداراتهم تشجيعا للقراء على الإبداع والكتابة، وقد شاركت الشاعرة بإصدارات مختلفة منها «اشتياق»، «ذابت في شراييني»، «قلب من ورق» وباكورة أعمالها الروائية التي جاءت تحت عنوان «صبرينة» بالإضافة إلى كتاب للناشئة بعنوان «عندما تبتسم الزهور» وهو عبارة عن قصص وأناشيد.
وقال الكاتب فوضيل عبد الناصر دردور، أن هذه الفعاليات الثقافية هي فرصة ليحتك القارئ بالكاتب، كما رآها فرصة للأدباء والشعراء للالتقاء وتبادل الجديد.
وبهذه المناسبة قدم رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد العزيز فيلالي، مداخلة حول جمعية العلماء المسلمين والقضية الفلسطينية، وأورد في مجملها أن الجمعية ورغم انشغالها بالاحتلال وما يفعله ضد الجزائر وشعبها، إلا أن الأمة الجزائرية كانت دائما عضوا في الجسد العربي المسلم، كما اعتبرت الأماكن المقدسة في الحجاز والقدس أماكن دينية يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها.
ولفت فيلالي، إلى أن اهتمام الجزائريين بفلسطين وبيت المقدس كان منذ القدم، بدليل توفر وثائق يهودية يطلق عليها الوثائق الجنائزية وُجدت في مقابر اليهود مكتوبة بحروف عربية ولغة عبرية، جمعت في كتاب جاء فيه بأن حوالي 2000 مواطن من شمال إفريقيا كانوا إلى جانب صلاح الدين الأيوبي عند استعادة القدس من يد الصليبيين وأكثرهم جزائريون، كما أورد، بأن الدولة الموحدية أرسلت 172 سفينة مملوءة بمتطوعين من شمال إفريقيا للمشاركة في الحرب ضد الصليبيين فضلا عن تقديمها لإعانات مالية.
كما تطرق رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى رؤية الشيخ عبد الحميد بن باديس، للقضية الفلسطينية و كيف أنه حمل همها، حيث ذكر بأنه كتب عنها بعمق في جريدة الشهاب، وطلب من المسلمين الانخراط في الجهاد من أجل فلسطين، قائلا بأن «الجهاد الذي لا يصدر عنه شهداء جهاد عقيم».
كما كتب من أجل فلسطين إلى المؤتمر الإسلامي المنعقد في العراق ليخرج بتوصيات من أجل القضية، وكتب لوزير الخارجية الفرنسي يحتج على تأييد بلاده لقرار تقسيم فلسطين، وإلى عصبة الأمم المتحدة عن طريق وزارة الخارجية الفرنسية يطلب منها مراجعة السياسة التي جعلتها توافق على تقسيم الأرض، وبحسب فيلالي فإن بن باديس وصديقه أحمد بوشمال قد تعرضا لاعتداءات من طرف اليهود الذين كانوا متواجدين بقسنطينة بسبب هذه الكتابات.
لتُختتم فعالية افتتاح الصالون بتكريم الفائزين بالمسابقة الوطنية الأدبية للعلامة عبد الحميد بن باديس في كل المجالات الأدبية، في طبعتها الرابعة والتي تميزت بمشاركة 53 قلما من 20 ولاية، توزعت على أربعة فروع الشعر، القصة القصيرة، الخاطرة، والرواية، وقد سجلت اللجنة بحسب رئيسها الأستاذ يوسف وغليسي، مشاركات نوعية مع هيمنة موضوع فلسطين، وكان صنف الشعر أكثر الفروع إقبالا بنسبة قُدرت بـ45 بالمائة، مضيفا، بأن الجوائز جاءت مناصفة لتقارب مستواها، حيث عادت الجائزة الأولى مناصفة بين الشاعرين إلياس صابر من ولاية واد سوف، عن ديوانه «قبس من سماء ثامنة»، وآية رزايئية من ولاية تبسة، عن ديوان «سنوات لعشق كثيف» الذي طُبع بمسحة صوفية، أما جائزة القصة القصيرة فكانت مناصفة بين القاصتين نبيلة عبودي من قسنطينة، عن مجموعتها القصصية «المعلقة جسورهم»، التي تحاكي جسور المدينة وتحكي تقلب أحوالها، وحميدة لغويطر من غرداية، عن مجموعتها «في مهب كلمة»، أما صنف الرواية فكانت جائزته مناصفة للروائيين عبد الرحيم بلغناني من بشار عن روايته «قمقم العفريت» وريم بن لعابد عن روايتها «على عتبات الذاكرة».
ليحظى الشاعر نذير طيار، بتكريم نظير تتويجه بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية للقصيدة المحمدية المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون.
إيناس كبير

الرجوع إلى الأعلى