أحيـاء مهـددة بالفيضانـات في بئــر العاتـر بتبســة
عبّر سكان عدة أحياء بمدينة بئر العاتر في ولاية تبسة، عن مخاوفهم من إمكانية حدوث فيضانات، كون المدينة مشيدة على ضفاف أودية نائمة تتوسط المدينة العتيقة، ما يجعل منها منطقة مهددة بالفيضانات خاصة خلال تهاطل الأمطار الموسمية.
و أكد إطار بمديرية الموارد المائية للنصر، على أن الخطر الأكبر يتمركز بالوادي الكبير المعروف باسم واد الجرعة، حيث ذكر أن مدينة بئر العاتر تقع في منطقة فيضية، و تتواجد سكنات بالقرب من الوديان المرشحة للتحرك في حال سقوط أمطار غزيرة، وهو ما يجعل حياتهم معرضة للخطر، رغم استفادة البلدية قبل سنوات من مشروع قطاعي مهم بقيمة 65 مليار سنتيم لتهيئة الوادي الكبير، و هي العملية التي تمت بطريقة سريعة، حيث اتضح أن الإنجاز كان بطريقة غير مدروسة، لم تخضع للمقاييس و المخططات المعمول بها بشهادة مختصين، و هو ما أثار احتجاج السكان الذين منعوا المقاولين من مواصلة العمل.
وذكر مختصون في مجال الري، أن العوامل التي تزيد من حدة فيضانات الوادي الكبير و ما ينجم عنه من كوارث، تكمن في موقعه الحضري و قوة انحداره التي تؤدي إلى سرعة السيول المائية، حيث تتزايد مخاوف المواطنين  كلما اقترب حلول فصل الخريف، خاصة العائلات التي تتواجد بناياتها على حافة هذه الأودية التي يعود إنجازها إلى بداية الستينيات.
و تؤكد مصادر من مصالح الحماية المدنية، على أن بلدية بئر العاتر وحدها تضم مئات السكنات المشيدة على حواف الأودية، و قد ناشدت ذات المصالح المواطنين إلى توخي الحيطة و الحذر من الفيضانات الموسمية للأودية و المجاري المائية التي تؤدي لارتفاع منسوبها ، حيث تتحول إلى سيول جارفة و مباغتة تترتب عنها خسائر بشرية و مادية، و أوضحت في سياق حملاتها لتوعية السكان بضرورة الابتعاد عن مجاري الوديان، و عدم الاحتماء تحت الجسور أو المغامرة بقطع المجاري المائية.
و قال سكان الأحياء التي تشقها الأودية، بأن اهتمامهم صار منصبا على رصد الأحوال الجوية، تأهبا لأي طارئ قد تسببه الأودية، كما طرح المواطنون مشكل نظافة الأودية المذكورة، و التي باتت تنبعث منها روائح كريهة بعدما صارت مكانا مفضلا لرمي النفايات المختلفة، و تكدست بها أكوام القمامة مشكلة خطرا على صحة المواطنين الذين أكدوا على أنها لم تعرف يوما عملية تنظيف أو تهيئة، كما سجل المعنيون انتشارا واسعا للحشرات المختلفة لاسيما «الناموس»، فضلا على انتشار الكلاب الضالة و الزواحف التي وجدت في القمامة ضالتها.
و أوضح رئيس البلدية، بأن وديان بئر العاتر كانت محل تدخل أعضاء المجلس الشعبي الولائي سابقا، و قد تم القيام بدراسة و مسح شامل لها من طرف مكتب دراسات منذ فترة طويلة، و تم إعداد ملف كامل و تحويله إلى الجهات المختصة بالولاية، في انتظار تسجيل مشروع لتهيئة الأودية التي لازالت تشكل خطرا على حياة المواطنين.     
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى