النسخة الورقية

 

تختلف  صورة رمضان بالجزائر اليوم عن رمضان بالأمس في الكثير من الملامح والأفعال، بعد أن فقد الشهر أبعاده الروحانية والمجتمعية التي جعلت منه شهرا استثنائيا،  بعيدا عن  مشاهد الطوابير وحالات التشنج التي تسيطر على المزاج الجمعي لثلاثين يوميا متتالية.
الحياة البسيطة والسلسة داخل الأحياء والبيوت  القديمة جسدت مفهوم العيش الجماعي في أحسن صوره، الناس كانوا  يشتركون في الفضاء و يتقاسمون لقمة اليوم بكل فرح ودون عقدة، وفي رمضان تحديدا كان يتجلى الوجه التكافلي الذي عرف به  الجزائري منذ الأزل،  بمساعدة الفقير وفتح البيوت للجيران والأهل، في أشكال تضامنية لا تقلل من آدمية المحتاج، وما تبادل  النساء  للأطباق إلا طريقة لتوحيد المائدة وإزالة الفوارق الاجتماعية.
الشهر الفضيل لم يكن محطة للهث وراء ما يملأ البطون ، إنما  صنع أجواء خاصة لها عبقها يقترب فيها المواطنون من بعضهم  ليتخذوا  من أبسط الأشياء فرصة للتلاقي والفرح والصلح بين المتخاصمين، أما اليوم فقد أصبحنا نفتش عن رمضان بين الأزقة وداخل الأسواق وفي المساجد فلا نجد سوى الصراخ والتزاحم و تلك الوجوه المكفهرة الباحثة عن أبسط سبب للشجار.
الريتم الذي فُرض على شهر الرحمة أزال كل ما كان يجمع بين  الجزائريين  ليرسم صورة مشوّهة تجعلنا نستحضر ما نفتقده اليوم من خصوصية ونكهة كانت تنشر البهجة والسكينة وتشعر الناس أنهم بشر،  يجوعون ويغضبون ولكن في حدود لا تجردهم من إنسانيتهم.
فبقدر ما  تحسن مستوى المعيشة وتوفرت عوامل الرفاهية بقدر ما فقد الجزائريون قدرتهم على التكيف الإيجابي مع المناسبات وعلى اختيار نمط حياة يحكمه التحضر
و الاستهلاك العقلاني، لتتشكل هوة اجتماعية بين سكان الحيز الواحد، الذين أصبحوا يلتقون داخل الأسواق في نزال يومي حول من يبذر أكثـر،  في معركة لا فائز فيها ، وهي مظاهر طالت أدق تفاصيل الحياة،  بعد أن أصبحت العائلات تبرمج ميزانياتها وحياتها على تقليد البقية.
أصبحنا اليوم نتحسر على زمن جميل لكننا لا نكلف أنفسنا محاولة تصحيح أخطائنا بل نتمادى في الابتعاد عن خصوصيتنا الاجتماعية والثقافية ونتبنى  أنماط عيش لم نحسن ضبطها لأنها ليست على مقاسنا، فحولنا الكرم إلى صور عن موائدنا ننشرها يوميا على صفحات فا0يسبوك دون مراعاة لشعور الفقراء،  وبات فعل الخير مجرد لفتة لتسجيل الحضور  على مواقع التواصل الاجتماعي ، حتى نتساوى في الخير و في الشر.
قد تكون المقارنة بين الأمس واليوم جائرة ولكن ليس في حق الحاضر بل الماضي، لأنه كان جميلا على بساطته، وصنع غناه من قيم آمن بها الإنسان وحرص على احترامها،  أما اليوم فقد طغت المادة  على المعاملة وسيطر  هوس الاستهلاك على العقول،  ما جعل رمضان محطة أخرى لاستظهار قدراتنا الفائقة على تدمير هويتنا الثقافية.
ربما لا نزال نتمسك بالزلابية و البوراك والشوربة لنشعر بأننا في رمضان لكننا تخلينا عن تلك الروح التي كانت تجمعنا على طاولة الفطور، فقدنا بوصلة الإحسان والحس المدني الذي كان يحرك حملات تنظيف الأحياء وطلاء البيوت و عمليات التضامن السرية والخوف على أمن وراحة  الجار قبل الأهل.
هكذا يجب أن يكون رمضان،  لكنه للأسف اقتصاديا يعد  خسارة و اجتماعيا  خطوة أخرى للابتعاد عن نسق اجتماعي ،  صمد في وجه الاستعمار لكنه تهاوى على يد أبناء هذا الوطن.
النصر

رياضــة

الفاف تبنت مبادرة الصلـح: رفـع قرار حظر تنـقل السنــافر وأنصار مولوديــة الجزائر
أعلنت إدارة النادي الرياضي القسنطيني، عن قرار رفع منع تنقل الأنصار لحضور مباريات مولودية العاصمة، والعكس بالنسبة لأنصار الفريق المنافس، وذلك بعدما تبنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مبادرة الصلح...
إبـعادهما نهائيا من التعداد وارد: وفـاق سطيف يُسلط عقوبة ماليــة ثقيلة في حـــــــــق لاعبـــــــــــين
قرر المجلس التأديبي لنادي وفاق سطيف، خصم راتبين من الأجور الشهرية، لكل من المهاجم رمضان حيتالة وزميله السعيد بن شوشة، عقوبة لهما على ما بدر عنهما من سلوك «سيء»، في مباراة الفريق أمام شباب بلوزداد...
الـرابطة المحترفة: «سيـسكاوة» لمغادرة منطقة الخطر
اتحاد خنشلة – شباب بلوزداد (اليوم سا 16)يدخل اليوم، اتحاد خنشلة لقاء شباب بلوزداد المؤجل عن الجولة 19، بنية الانتصار لا غير، للخروج من منطقة الخطر، وبالمرة تطليق سلسلة النتائج السلبية المسجلة في...
ينافسه حكيمي و أوباميونغ: بن طـالب مرشح لجـائزة أفضل إفريقي في «الليـغ 1»
اختير متوسط ميدان المنتخب الوطني نبيل بن طالب، ضمن القائمة النهائية للمرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي لهذا الموسم، وهذا بعد أدائه المتميز رفقة ناديه ليل الذي قاده لاحتلال...

تحميل كراس الثقافة

 

    • قطارُ الباطل

      سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على الجامعات ومراكز البحث، سواء من حيث الاستثمارات والشراكات أو التمويل والتبرّعات التي تهدف إلى الهيمنة...

كراس الثقافة

صحة.كوم

الصفحة الخضراء

دين و دنيا

الرجوع إلى الأعلى