استبقت أوساط إعلامية مجريات الأحداث و انساقت وراء التصريحات الدبلوماسية لمسؤولين فرنسيين يروّجون للزيارة المنتظرة لرئيس فرنسا الشاب إلى الجزائر، و يبشّرون على أنها ستؤرخ لعهد جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين و التي كانت في غالب الأحيان متوترة لأسباب تاريخية و نفسية معقدة مازالت تتحكم في سياسة فرنسا المريضة نحو الجزائر بعد مرور أكثـر من نصف قرن عن الاستقلال.
و إذا كان الطرف الفرنسي على الضفة الأخرى من المتوسط أصبح يظهر بعض النوايا الحسنة و يؤكد استعداده للمصالحة و فتح صفحة جديدة، فإن الجزائر و بحكم التجارب السابقة في التعامل مع زيارات المسؤولين الفرنسيين و على رأسهم رؤساء الجمهورية و رؤساء الحكومات، تسجل كل مرّة الحماسة الفرنسية الملحوظة لدفن الخلافات و إعادة ترتيب الملفات العالقة و فتح سجل جديد يتضمن اتفاقات و معاهدات لالتزامات فرنسية في عدة مجالات خاصة الدبلوماسية و الاقتصادية منها .
غير أن هذه الالتزامات الصادرة عن الوفود الفرنسية التي تصاحب الرؤساء في زيارات الدولة، تبقى حبرا على ورق بمجرد أن تنتهي مراسيم الاستقبالات و ترفع البرتوكولات و يتم طي السجاد الأحمر.
زيارة ماكرون هذه المنتظرة على الضفتين سبقتها من قبل زيارات تاريخية لكل رؤساء فرنسا من جيسكار إلى متيران إلى شيراك إلى ساركوزي و إلى هولاند.
فالكل يتذكر زيارة الدولة التاريخية التي قام بها جاك شيراك إلى شوارع الجزائر العاصمة عام 2003 أين حظي باستقبال رسمي و شعبي حار انتهى بالتوقيع على معاهدة صداقة و تشكيل مجالس على أعلى المستويات.
و يتذكر الجزائريون أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة في السبعينيات من القرن الماضي أين كان الرئيس الراحل هواري بومدين في استقبال ضيفه جيسكار ديستان.
و هي كلها زيارات كانت تتم في جو ودّي و حميمي كما تقتضيه تقاليد الضيافة الجزائرية، على الرغم من أنها تأتي في أجواء من المد و الجزر بين الضفتين، حيث من النادر أن تنقشع السحب في سماء البلدين خاصة في السنوات العشر الأخيرة أين أظهر الطرف الفرنسي الرسمي تحت حكم الرئيسين ساركوزي و هولاند أطماعا استعمارية جديدة و عداء غير مبرّر نحو عدة دول عربية و إسلامية و منها الجزائر ومؤسساتها الدستورية.
السيد ماكرون كان قد استقبل في محطة الجزائر بحفاوة و حرارة و حاز على صفة " الصديق " و هو لم يكن إلا مرشحا مغمورا للرئاسيات الفرنسية، و سيستقبل كذلك و أكثـر في الجزائر لرد الجميل بعد أيام من الزيارة التحضيرية لوزير خارجيته، أين سيحدث، حسب المروجين لزيارته، قطيعة مع سلفيه اللّذين تركا ملفات عالقة و عداوات قائمة تحتاج إلى شجاعة سياسية و إرادة صادقة لمعالجتها على أسس العدل و المصالح المشتركة.هذا التوجه الإيجابي للرئيس ماكرون نحو الجزائر، كان قد عبر عنه وهو مرشح لدخول الإليزي عندما اعتبر و من الجزائر أن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية، و هو أبلغ توصيف يستعمله مسؤول سياسيي فرنسي ضد التاريخ الاستعماري الأسود لبلاده.كما أن الالتزام الذي قطعه على نفسه خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس بوتفليقة الأسبوع الماضي، و القاضي ببعث العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار مصالحة شاملة، سيضمن من دون شك إعادة طرح الملفات الشائكة بين البلدين.و هنا تنتظر الجزائر البلد المضياف من ضيفها إيمانويل ماكرون نتائج ملموسة من ما وراء الصداقة هذه التي لا يمكن أن تترسم إلا بتجسيد نتائج الزيارة المنتظرة و أن لا تبقى حبرا على ورق.حماسة ماكرون لمداواة بلاده فرنسا من مرضها، بدأت مع الاعتراف بالجريمة الاستعمارية و الاستعداد لفتح ملف الذاكرة بآلامه و جراحه في مرحلة أولى، و في مرحلة ثانية تنتهي بإصلاح الآثار الجانبية التي خلّفها من سبقوه في حق العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تبحث دوما عن ما وراء الصداقة.
النصر
ما وراء صداقة ماكرون؟
-
في ملتقى افتتحه الأمين العام لوزارة الدفاع: تنـويه بدور الجزائر في مواجهة التحديات الراهنـــة لإفريقيــــا
نوه الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد الصالح بن بيشة «بدور الجزائر في مواجهة التحديات الراهنة لتحقيق...
بلعابد يُعلن عن دخول مرحلة جديدة لترقية الرياضة المدرسية: رفـع الحجم الساعي لمادة التربية البدنية بداية من الموسم المقــبل
كشف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس عن رفع الحجم الساعي لمادة التربية الرياضية انطلاقا من الموسم الدراسي...
لأنها تزاوج بين التعليم والبحث العلمي المنتج: بـداري يعلن دخول المدرسة العليا للبيطرة عصر الجيل الثالث
أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد كمال بداري، يوم أمس بالجزائر العاصمة، أن المدرسة الوطنية العليا للبيطرة...
وزير الاتصال محمد لعقاب من جامعة الوادي: الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة ضد الاستعمار
أكد وزير الاتصال، محمد لعقاب، أمس الاثنين بولاية الوادي، أن الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة والنضال ضد...
1
-
أسعار في حدود 1900 دج للكيلوغرام بعنابة: وفرة في سمك التونة الحمراء بالشرق
تشهد موانئ الصيد بالواجهة البحرية الشرقية في كل من سكيكدة، عنابة والطارف، إنزالا لسمك التونة الحمراء العملاقة، التي...
نهاية معاناة استمرت لسنوات طويلة: استحـداث خـط نقـل مباشـر بيـن بـني مزليـن وقالمـــــة
ودّع سكان بلدية بني مزلين الواقعة شرقي قالمة، عزلة خانقة بعد موافقة السلطات الولائية على فتح خط نقل مباشر إلى مدينة...
استعجال إطلاق المتأخرة منها: عمليــــــات لصيانـــــة طرقـــات مدينــة سكيكـــــدة
شددت والية ولاية سكيكدة، حورية مداحي، في تعليمات موجهة لرئيس الدائرة المكلف بتسيير شؤون بلدية عاصمة الولاية، بالإسراع...
لتفادي أي انقطاع للطاقة والاتصالات: تعليمات بوقف إنجاز الشبكات خلال الامتحانات النهائية بسطيف
أمر والي سطيف، مصطفى ليماني، بوقف الأشغال في المشاريع المتعلقة بشبكات الربط، خلال فترة الامتحانات النهائية المبرمجة في النصف الأول من...
1