أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
يحذّر مختصون نفسانيون و تربويون و أرطفونيون و أطباء أعصاب، من تفشي ظاهرة صعوبات التعلم بين التلاميذ المتمدرسين في الأقسام الابتدائية، مؤكدين بأن الإحصائيات في ارتفاع، ما يستدعي دق ناقوس الخطر، و وضع مخطط صارم لمواجهة هذا المشكل، من خلال رفع عدد المختصين النفسانيين والتربويين على مستوى المدارس، لتكوين الأساتذة ، و توعية الأولياء بأهمية المتابعة النفسية، و حتى الطبية لهؤلاء الأطفال، خصوصا في ظل إمكانية علاجهم، شريطة أن تتوفر ظروف التكفل التي من شأنها، حسبهم، أن تسهل كشف الحالة، قبل أن يتجاوز الطفل عمر الثماني سنوات،
هدى طابي
و يصبح الاستيعاب مستعصيا بالنسبة إليه، ما قد يتسبب في تسربه من المدرسة.
* نسيمة صحراوي أخصائية نفسانية عيادية
نقص النفسانيين التربويين يؤخر عملية التكفل بالتلاميذ
تؤكد الأخصائية النفسانية العيادية و منسقة الصحة المدرسية بالخروب نسيمة صحرواي، بأن مشكل صعوبات التعلم عند الأطفال بات مطروحا بشدة في الأوساط المدرسية، وهو ما تشير إليه إحصائيات خلص إليها استطلاع ميداني أجري على مستوى مقاطعات التربية الخروب 1، و الخروب 7 ، و علي منجلي 2، الاستبيان شمل، حسب الأخصائية1232 تلميذا، اتضح بأن 375 من بينهم يعانون من صعوبة في القراءة، و يواجه 245 تلميذا صعوبات في الكتابة، بينما يواجه 415 تلميذا صعوبة في الحساب.
وأوضحت المتحدثة، بأن هذه النتائج لا تعكس حجم انتشار المشكل في الأوساط المدرسية، خصوصا في المراحل التعليمية الأولى أي عند التلاميذ بين 6 سنوات و 12 سنة، مشيرة إلى أن التكفل بهؤلاء الصغار و تأهيلهم أمر ممكن جدا، لكنه صعب في ظل نقص المختصين، وعلى وجه الخصوص النفسانيين التربويين الذين قالت، بأن توظيفهم يكون عادة خارج مجال اختصاصهم، إذ يدمجون في مناصب مستشاري توجيه، وهو ما يضعنا، حسبها، أمام مشكل ضعف التكفل لأن علاج هذا النوع من الصعوبات يتطلب خطة تربوية تشمل مختصين في علم النفس العيادي و تربويين، ناهيك عن أطباء أعصاب، في حال كان سبب المشكل عضويا.
المختصة اقترحت رفع عدد النفسانيين التربويين على مستوى المؤسسات التعليمية، لضمان تكفل أفضل بالتلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم، و تجنب تصنيفهم في خانة خاطئة بسبب عدم فهم حالتهم، كأن يعاملوا على أنهم أغبياء أو عنيدون أو أطفال رافضون للتعلم.
وقالت الأستاذة صحراوي، بأنه يتعين على الأساتذة و الأولياء التفريق بين صعوبات التعلم، و التأخر العقلي و البطء في التعلم أو التأخر الدراسي، لأن كل حالة منفصلة عن الأخرى، و تتطلب تكفلا مستقلا و خطة علاج خاصة.إن صعوبات التعلم تتطلب فريقا متعدد التخصصات، حيث تكون المتابعة نفسية تربوية و نفسية عيادية بالنسبة للطفل الذي يعاني اضطرابا نفسيا، كما أن المتابعة الأرطوفونية تصبح ضرورية إذا كان المعني يعاني من اضطرابات في الكلام، لكن بعض الحالات تكون أكثر تعقيدا و تتطلب تدخل مختص في طب الأعصاب، من أجل تشخيص أسباب المشكل إذا كانت عضوية، وهنا تحديدا يأتي دور المعلم، كما أوضحت المتحدثة، لأنه هو المسؤول الأول عن تقييم العملية العلاجية، و ملاحظة إذا كان هناك تحسن في مردود التلميذ كتابيا أو في الحساب، وهل شمل التحسن الجانب النفسي و أصبح أكثر اندماجا وقدرة على المشاركة أم أنه لا يزال منطويا على نفسه، فهؤلاء الأطفال، على حد وصفها، دائمو العزلة و التشتت، وغالبا ما يتعرضون للتأنيب في القسم أو في المنزل، بسبب سوء فهم طبيعة مشاكلهم من قبل بعض الأساتذة و الأولياء كذلك
* بوسبتة عبد العزيز أرطوفوني ممارس
تدارك اضطرابات التعلم قبل سن 8 سنوات يسهل علاجها
يشدد من جهته، الأستاذ عبد العزيز بوسبتة، و هو أستاذ بجامعة سكيكدة و أرطوفوني ممارس، على ضرورة توعية المعلمين بأهمية التركيز على اكتشاف هذه الفئة من التلاميذ الذين يعانون من صعوبة في التعلم و حتمية توجيههم نحو المختصين، من أجل مساعدتهم على متابعة العملية التعليمية بشكل طبيعي.
و يوضح المختص، بأن نجاح العلاج يشترط أولا، التفريق بين صعوبات و اضطرابات التعلم، لأن ذلك يساعد المعلمين على اكتشاف العلامات أو المؤشرات الدالة على وجود هذه الاضطرابات اللغوية، بما في ذلك وجود تباين بين الطفل المعني بالأمر و بين التلاميذ العاديين، فصعوبات التعلم، حسبه، ليست إعاقة ظاهرة و معروفة، لكنها تشكل عقبة أمام قدرة الأطفال على الاستيعاب، وفي هذه الحالة يكون تحصيلهم إما متدنيا في جميع المواد، أو على الأقل في بعض المواد دون غيرها، كالحساب و اللغة مثلا، إضافة إلى ذلك، فإنهم يعجزون عن التجاوب مع المعلم، و يحتاجون إلى معاملة استثنائية واعتماد وسائل و تقنيات خاصة لتمكينهم من الفهم و الاستيعاب الذي يصعب عليهم في القسم العادي مع غيرهم من التلاميذ العاديين.
و يختصر المتحدث، أهم الأعراض التي يعاني منها هؤلاء الأطفال في ما يلي « مواجهة مشكلات على مستوى القراءة، و العجز عن الربط بين الصورة المكتوبة و الصوت المنطوق، إضافة إلى إيجاد صعوبة في استيعاب ما يقوله المعلم، وهي أعراض تظهر في المرحلة الأولى من بداية التعلم ويمكن التحكم فيها، شريطة أن لا نغفلها، لكي لا تستمر مع الطفل إلى عمر ثماني سنوات، لأنها تتطور هنا لتشمل أيضا عسر القراءة و عدم القدرة على فهم آلية كتابة الحروف، كالفراغات و الوصل، رغم جهد المعلم و الأولياء كما سيواجه التلميذ مشاكل في الحساب، كالعد و الربط بين الأشياء والأرقام و يجد صعوبة في استيعاب المنطق الرياضي و إدراك الأحجام والمسافات، و إذا لم يحظ بتكفل سريع، فسينتهي به الأمر إلى التسرب المدرسي» .
أما أرطوفونيا، فقد أوضح المختص بأن التأتأة مثلا، تعد من الأمور المصاحبة في بعض الأحيان لصعوبات التعلم، لكنها ليست عارضا بالضرورة، وفي هذه الحالة، قال بأن تدخل المختص يكون عن طريق المساعدة في الكشف و التشخيص الدقيق ودراسة الأسباب، و تحديد المشكلة بدقة و وضع البرامج العلاجية، فإن كان المشكل خفيفا كصعوبة تعلم القراءة والكتابة، يتدخل الأخصائيان النفساني و التربوي فقط، لأنه مشكل ظرفي يمكن إدراكه، أما إن استمر الأمر لثماني سنوات من عمر الطفل ، فالحالة تستدعي تدخل الأرطوفوني، و حتى طبيب الأعصاب .
* الدكتور عماد بومعزة طبيب أعصاب
30 بالمئة من أسباب صعوبات التعلم عضوية
حسب أخصائي طب الأعصاب الدكتور عماد بومعزة، فإن 20 بالمئة من الأطفال، يعانون من صعوبات في الدراسة بمعدل طفل واحد في كل فصل، علما أن 5 إلى 6 بالمئة من هذه المشاكل هي صعوبات في التعلم، مشيرا إلى أن هذه القضية متشعبة و تتداخل فيها عدة عوامل و أسباب، فالأطفال الذين تعرضوا لتعقيدات خلال الولادة، معرضون لمثل هذه المشاكل،و قد يكتشفها الأطباء بعد الولادة مباشرة و قد تظهر أعراضها في مراحل عمرية لاحقة عند دخولهم إلى المدرسة.
وفي كل الحالات يعد دور المعلم مهما، حسبه، في اكتشاف حالة التلميذ و توجيهه نحو المختصين النفسانيين و التربويين، باعتباره أول محطة في مسار التدخل المتخصص لتأهيل الطفل، لكن في حال استمر وضع التلميذ على حاله بعد تدخل المختصين، فإننا، كما قال، «نلجأ إلى أخصائي في طب الأعصاب لتشخيص الأسباب التي قد تكون عضوية، وهو عارض يمس بالعموم 20 إلى 30 بالمئة من الأطفال، أما إذا اتضح بأن الطفل سليم، فإن الطبيب يعتمد في تشخيصه على خلفية التلميذ الاجتماعية و العائلية و تاريخ الأم و ظروف الولادة، وما إلى ذلك وهي أسباب خلفية، حسبه، لمعاناة حوالي 30 بالمئة من الأطفال من مشكل صعوبات التعلم».
و يوضح الدكتور بومعزة، بأن خطة العلاج في الحالتين يجب أن تكون جاهزة، فإن كان السبب عضويا، يمنح الطفل أدوية علاجية مع نصائح للمعلم و الأولياء تخص طريقة التعامل معه، أما إن كانت الأسباب اجتماعية أو نفسية، فيتدخل فريق نفساني عيادي تربوي أرطفوني لمتابعة الحالة.
و أضاف الطبيب، بأن عملية تأهيل و استرجاع وعلاج الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم، تستوجب وعيا كاملا من قبل الأسرة و المسؤولين التربويين، لتحقيق نتائج إيجابية، فمشاركة الأبوين، كما أكد، جد ضرورية لأنهما القاعدة التي تتركز عليها خطة العلاج، لذلك وجب على الأولياء تقبل فكرة العلاج النفسي و فهم طبيعته و التخلي عن عقدة عرض الطفل على مختص.
* صبرينة بوراوي نفسانية تربوية
تقبل الأولياء و المعلمين لحالة الطفل شرط أساسي لنجاح العلاج
تقول الأخصائية النفسانية التربوية صبرينة بوراوي ، بأن أكثر شيء تتم ملاحظته خلال العمل الميداني، هو حالة الضياع التي يعاني منها أولياء الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، فغالبيتهم لا يعرفون فعلا إلى أين يتوجب عليهم التوجه من أجل التكفل بأبنائهم، فبعضهم يقصدون مصالح الضمان الاجتماعي في محاولة لإدماج أبنائهم في مراكز التأهيل المتخصصة، لكن طلباتهم ترفض، لأن صعوبات التعلم ليست مصنفة كإعاقة.
في حين يتوجه آخرون إلى مديريات التربية للسؤال عن الأقسام الخاصة و التي تكون منعدمة عادة، وهنا يصطدمون بمشكل التعامل مع الطفل، لأنه يواجه صعوبة حقيقية في التعلم ولا يمكنه متابعة البرنامج في القسم العادي .
لهذا تؤكد الأخصائية، على ضرورة فهم أنواع الصعوبات و أسبابها و إدراك دور المختص النفساني التربوي في وضع خطة علاجية ناجعة، تسمح للطفل بمواكبة البرنامج التعليمي في صفوف المدرسة العادية، فبعد تشخيص طبيعة الحالة، يقوم المختص بتبسيط المفاهيم للتلميذ و يستعمل طرقا وتقنيات خاصة، لإيصال المعلومات ليسهل عليه فهمها و استيعابها داخل القسم، وهو برنامج يتطلب، كما قالت، شراكة بين الأسرة و المعلم و النفساني، ناهيك عن مختص نفساني عيادي و أرطوفوني، كما يستدعي خاصة مشاركة المعلم، لأنه أول من يكتشف الصعوبة و يقيم نجاح الخطة التربوية بعد تفعيلها.مع ذلك، أشارت المتحدثة، إلى أن الدور الرئيسي يقع على عاتق الأسرة، لأن تقبل الأولياء لحالة الطفل ضروري لإخضاعه للعلاج، كما أن متابعتهم للعملية العلاجية يساعد على إنجاحها. هـ. ط