أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
تم أمس بدار الثقافة محمد العيد آل الخليفة الكشف عن قائمتي الفائزين في قرعة حج 2020 و 2021 لبلدية قسنطينة، و تضم كل قائمة 566 شخصا، فيما تضم القائمة الاحتياطية 188 شخصا، و ذلك من بين أكثر من 15 ألف مسجل، 377 منهم سجلوا أكثر من 10 مرات، حسبما أكده ممثل مدير التنظيم و الشؤون العامة لولاية قسنطينة حسين قيسمون، فيما طبع الاكتظاظ الجو العام للقاعة التي لم تستوعب العدد الكبير من الوافدين، من بينهم المسجلين الذين تقاسمت النصر معهم أجواء فرحة الفوز و كذا الحزن بالنسبة للذين لم يسعفهم الحظ في القرعة بالرغم من محاولات تجاوزت 15 مرة.
النصر عاشت أجواء عملية القرعة الخاصة بحج 2020 و 2021 لبلدية قسنطينة، التي حضرها جمع غفير من المسجلين ، فقد شكل يوم أمس الحدث بالنسبة لعدد كبير من العائلات التي سجل أحد أفرادها هذا الموسم، فتوافدوا في الصباح الباكر على قصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة، أين تم إجراء عملية القرعة وسط مدرج لم يتمكن من استيعاب الأعداد الهائلة من المسجلين، البالغ عددهم أكثر من 15 ألف شخص، اضطر الكثير منهم للوقوف في الممرات الفاصلة بين الكراسي، فيما اختار آخرون الجلوس أرضا قرب المنصة التي تحتضن عملية القرعة، في المقابل اضطر عدد معتبر من المسجلين للوقوف بمداخل القاعة و ظل آخرون خارجا و لم يتمكنوا حتى من سماع الأسماء الفائزة.
أنظار الحاضرون كانت مصوبة إلى القصاصات التي تضم أسماء المسجلين، و كذا المشرفين على العملية، و كانوا ينتظرون بلهفة سماع أسمائهم، منهم من كان يبدو متأثرا للغاية، فقد شاهدنا الدموع في عيون بعض الشيوخ و هم يتضرعون إلى المولى عز وجل للفوز في القرعة، فيما وجدنا نساء، منهن طاعنات في السن يجهشن بالبكاء، لكون القرعة شارفت على الانتهاء و أسماءهن لم تذكر بعد.
فاطمة سوساني 84عاما تفوز في القرعة بعد 15 محاولة
لفت انتباهنا عند الاقتراب من منصة القرعة، سيدة جالسة على الأرض، أخبرتنا أنها تبلغ 84 عاما من عمرها،و تدعى فاطمة سوساني، و تقيم بحي الدقسي عبد السلام ، كانت تحمل بيدها كيسا بلاستيكيا به ورقة تسجيل،و كانت تبدو متأثرة للغاية، و بمجرد أن سألناها عن عدد مرات تسجيلها في قرعة الحج، أجهشت بالبكاء بحرقة ، و يدها التي تحمل الكيس ترتعش، قالت لنا بأنها فقدت الأمل في زيارة بيت الله، بعد فشل 15 محاولة.
حاولنا أن نطمئنها بأن العملية لا تزال متواصلة و بأن فرصة الفوز لا تزال واردة، إلا أنها ظلت يائسة ، و أكدت لنا بنبرة خافتة يطبعها الحزن، أنها مشتاقة لأداء مناسك الحج و طلب المغفرة و الثواب من الله ، قائلة بأنها تبكي كلما رأت الحجاج يؤدون المناسك عبر شاشة التلفزيون، غير أن دموع السيدة فاطمة تحولت إلى دموع فرحة، حيث تفاجأنا عندما كنا نتحدث إليها بذكر اسمها، لتكون بذلك ضمن قائمة حجاج 2021، فكانت فرحتها عارمة، و صرخت بالعامية»ربحت عليكم» .
عريفة قريح، 63 عاما
الحج هدية ثمينة انتظرتها تسع سنوات لهذا السبب..
عريفة قريح، سيدة في الـ63 من عمرها تقيم بجبل الوحش، كانت من بين الجالسات في الرواق الفاصل بين المنصة و المدرجات، و كانت تتبادل أطراف الحديث مع جاراتها اللائي رافقنها لحضور أجواء القرعة، بدت هي الأخرى متأثرة ، لكون عملية القرعة شارفت على الانتهاء دون سماع اسمها، فطلبت من مرافقاتها المغادرة ، غير أنهن حرصن على متابعة العملية إلى غاية انتهائها، و أقنعنها بذلك، فظلت تتابعها و علامات الخيبة تطبع ملامح وجهها.
كنا واقفين قربها لحظة إعلان اسمها، فكانت ردة فعلها مختلفة تماما عن بقية الفائزين الذين غادروا القاعة في صمت.
كانت فرحة عريفة ممزوجة بالصراخ و البكاء في آن واحد، ثم حملت هاتفها لتتصل بإحدى بناتها ، النصر عاشت أجواء الفرحة مع هذه السيدة التي لم تكف عن البكاء عند حديثها إلينا، حيث قالت «الحج بالنسبة إلي هدية ثمينة انتظرتها لأكثر من تسعة سنوات، و هو بمثابة علاج لجسدي و روحي التي أنهكتها الظروف القاسية و المعاناة التي تجرعت مرارتها بعد فقدان زوجي و أنا في ريعان شبابي».
و تابعت حديثها و الدموع تنهمر من عينيها» لعلى زيارتي للبقاع المقدسة تنسيني ما عشته من ألم و مأساة و تنسيني مشاهد لا تزال عالقة في ذهني، عندما كنت أبحث عن لقمة العيش لأبنائي الثمانية، وسط القمامة، لقد أطعمتهم الخبز اليابس ليصيروا رجالا و نساء و يكملون كافة مراحل تعليمهم».
و أكدت لنا المتحدثة أنها لم تتمكن من النوم طيلة اليومين الفارطين، و هي تنتظر بشغف هذه اللحظة، و كلها أمل أن تكون ضمن الفائزين، داعية في ختام حديثها، أن يطيل الله عمرها لتزور بيته المقدس.
مختار بن مقورة، 74 عاما
لطالما بكيت عند رؤية الحجاج يطوفون بيت الله
السيد مختار بومقورة ، 74 عاما، يقطن بحي بودراع صالح، شارك في قرعة الحج هو و زوجته لتاسع مرة على التوالي ، غير أنه لم يفز، لاحظنا أنه في غاية التأثر ، و قد اغرورقت عيناه بالدموع، عبر عن حزنه للنصر قائلا « أمنيتي لزيارة بيت الله لا يمكن أن أصفها، فأنا جد متشوق للحج، و كلما رأيت الحجاج عر شاشة التليفزيون يستعدون لمغادرة أرض الوطن، ثم يؤدون المناسك أجهش بالبكاء و لا أستطيع أن أتمالك نفسي ، أدعو الله عز وجل أن يرزقني بزيارة لبيته المقدس و أنا بكامل صحتي، قبل أن يوافيني الأجل».
و قال مرافقه فريد عثماني، بنبرة مثقلة بالحزن، بأنه هو الآخر سجل لعدة مرات و لم يسعفه الحظ، داعيا السلطات لإعادة النظر في شروط السماح للفائزين بأداء مناسك الحج، و ضرورة الأخذ بعين الاعتبار شرط السلامة البدنية و القدرة الكاملة على القيام بالمناسك، و السماح للقادرين فقط. أسماء بوقرن