عرفت أمس، التصفيات الوطنية للمسابقة العالمية للذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوتات «كودافور»، مشاركة قياسية فاقت 450 متسابقا يمثلون 15 ولاية، موزعين على 166 فريقا من مختلف المؤسسات التربوية، في تظاهرة علمية احتضنتها كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، وبالتعاون مع هضبة تكنوبول قسنطينة.
أبرمت على هامش افتتاح التصفيات الوطنية المؤهلة للمسابقة الدولية في الذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوتات، المزمن تنظيمها بدولة قطر، اتفاقيتان للتعاون مع المؤسستين الناشئتين «Kids Innovation» و«Djazairi Robotique»، وذلك في إطار دعم الفكر المقاولاتي وتطوير المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، البرمجيات والروبوتات في الجزائر.
وعرفت المسابقة منافسة قوية بين الفرق المشاركة، من خلال تقديم عروض لأفكار ريادية ومشاريع ابتكارية من شأنها تعزيز الثقافة المقاولاتية، وتكريس استخدام التكنولوجيا الحديثة لخدمة التنمية.
وأكد مؤسس مؤسسة «جزائري روبوتيك» وممثل المسابقة العالمية للذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوتات في الجزائر، حسام الدين بولكور، أن هذه التظاهرة تندرج ضمن التصفيات الوطنية المؤهلة للمسابقة العالمية، والتي ستجرى بقطر يوم 16 ماي المقبل. وأوضح، أن عدد المشاركين فاق 450 متسابقا، قدموا من 15 ولاية عبر الوطن، مبرزا أن المسابقة تتضمن مسارين رئيسيين الأول يعنى بالابتكار وريادة الأعمال للأطفال من 7 إلى 18 سنة، والثاني يخص الروبوتات والعمل المناخي، وهو موجه لنفس الفئة العمرية. وأشار المتحدث، إلى أن المعايير المعتمدة في تقييم المشاريع هي نفسها المعتمدة على المستوى الدولي، مما يعكس جدية المنافسة واحترافيتها. كما أبرز، أن النسخة الحالية تميزت بعدة جوانب، أهمها العدد الكبير للمشاركين، وتطور طبيعة المسابقة، إلى جانب الإقبال اللافت من فئة الأطفال الصغار. مشيرا في ذات السياق، إلى أن هذه الطبعة شهدت مشاركة ولايات لأول مرة، على غرار تقرت، تلمسان وسوق أهراس، ما يعكس انتشار ثقافة الذكاء الاصطناعي والبرمجة في مختلف مناطق الوطن. وأكد مدير جامعة قسنطينة 3، البروفيسور شعبان بعيطيش، أن احتضان التصفيات الوطنية للمسابقة العالمية في الذكاء الاصطناعي والبرمجة و الروبوتات، يندرج في إطار السياسة الجديدة المنتهجة بقطاع التعليم العالي، لاسيما منذ تولي البروفيسور كمال بداري حقيبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وأوضح المتحدث، أن هذه السياسة ترتكز على محاور إستراتيجية هامة أبرزها تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي بشكل بناء، بما يجعلها فاعلا حقيقيا في خدمة المواطن وتطلعاته، ومساهمة فعالة في مختلف الميادين والمجالات. وأضاف المتحدث، أن الجامعة انخرطت فعليا في هذا التوجه، من خلال مبادرات ومشاريع متعددة، جعلتها جامعة «مواظبة» كما وصفها، وتستجيب لتحديات المرحلة وتتماشى مع تطورات المجتمع.
وأشار البروفيسور بعيطيش، إلى أن الابتكار والبرمجيات والروبوتات لم تعد خيارات، بل أصبحت مسارات حتمية تفرضها التحولات التكنولوجية المتسارعة، لاسيما مع بروز أجيال متقدمة من الذكاء الاصطناعي، واستخداماته المتزايدة في مختلف المجالات الاقتصادية الإنسانية، التكنولوجية، وحتى المناخية.
وأكد في السياق ذاته، أن التحدي اليوم يتمثل في غرس ثقافة الابتكار داخل المجتمع، ونشرها بين الناشئة، داعيا إلى تشجيع الشباب على خوض مثل هذه البرامج والتحديات، لما لها من دور في توجيه وتطوير الاستخدام الذكي للتكنولوجيا، والمساهمة في تكوين عباقرة ومبتكري الغد. من جهته، أكد مدير هضبة تكنوبول قسنطينة، النوي بلعابد، أن الهدف الأساسي من تنظيم هذه المسابقة هو تعزيز ثقافة المقاولاتية، ريادة الأعمال، والابتكار والذكاء الاصطناعي لدى الأطفال، باعتبارهم جيل المستقبل، الذي يعول عليه في بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع في مختلف ربوع الجزائر. مشددا، على أن الدولة الجزائرية تراهن على هذه الفئة الناشئة في تجسيد رؤية الجزائر الجديدة، من خلال دعم قدراتها وتنمية مهاراتها في مجالات التكنولوجيا الحديثة، لاسيما تلك المرتبطة بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
لينة دلول
