• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يعتبر أساتذة و بيداغوجيون الموسم الدراسي الجديد استثنائيا، بالنظر للعودة إلى النظام القديم مع إدراج مادة الإنجليزية في الطور الابتدائي و توظيف الألواح الرقمية في العملية التعليمية، ويقترحون طرقا منهجية وعملية لتسهيل تأقلم التلاميذ و تجاوز المرحلة الانتقالية بين النظامين خصوصا بالنسبة للمتمدرسين الصغار الذي اعتادوا على نظام التفويج.
إيمان زياري/ أسماء بوقرن
* سعيدة عرزور معلمة تعليم الابتدائي
الاسترجاع لتحضير ذاكرة التلميذ عبر مراحل
قالت معلمة الطور الابتدائي سعيدة عرزور، أن الموسم الدراسي الجديد سيكون نقطة مفصلية بالنسبة للتلاميذ، خاصة في ظل التغييرات التي ستعرفها هذه السنة، و التي تستدعي التعامل بذكاء و بطرق مدروسة لضمان عودة موفقة إلى مقاعد الدراسة محذرة من الانطلاق مباشرة في التدريس والتقويم دون تحضير مسبق للتلاميذ، و شددت على ضرورة مراجعة أهم دروس مادتي اللغة و الرياضيات للسنة الماضية في أول ثلاثة أيام من استئناف الدراسة، مع حل التمارين و مراجعة القواعد أولا.
حيث تنصح باعتماد طريقة طبع التمارين المستخرجة و توزيعها في شكل مطبوعات على المتمدرسين، لإنعاش ذاكرتهم و تحضيرها عن طريق آلية الاسترجاع عبر مراحل.
و نوهت إلى أن التحصيل العلمي يكون في القسم بنسبة 80 إلى 90 بالمائة، و ذلك حسب نسبة الكفاءة و المستوى التعليمي لكل تلميذ، لأن المبادئ الأولية يقدمها كما قالت، الأستاذ باعتماد طرق تربوية مدروسة و لها استجابة 70 بالمائة من ما يقدم للطفل في البيت، أما دور الأولياء فيكون قبليا بالتحضير النفسي الجيد و بعديا بالمرافقة في هذه الفترة الحساسة لضمان انتقال سلس من نظام استثنائي إلى آخر عادي، و ذلك من خلال مراجعة الدروس التي قدمها المعلم في الثلاثة أيام الأولى للدخول المدرسي و تشجيع التلميذ على حل التمارين بمفرده و إعطائه متسعا من الوقت للقيام بذلك. وحذرت الأولياء من تقديم حلول جاهزة و تحفيظها للطفل ربحا للوقت أو لتجنب عناء المراجعة، إذ تعد هذه الطريقة خاطئة تعوده على الكسل و الخمول و هو ما لاحظته كما قالت، في السنوات الأخيرة و خاصة خلال الأزمة الوبائية، حين تم فرض نظام تعليمي استثنائي حتم تقليص الحجم الساعي و حذف دروس و دمج أخرى، ما أمثر على كفاءة التلاميذ.
ويمكن في مرحلة ثانية حسبها، إخضاع التلاميذ لاختبار في إطار ما يسمى بالتقويم التشخيصي وهنا يجد التلميذ نفسه مستعدا للإجابة بناء على المعلومات التي استرجعها، ما يؤثر إيجابا على نفسيته و يحفزه على الدراسة، لأن خلاف ذلك يكون له نتائج سلبية.
طبع التمارين المستخرجة لربح الوقت
محدثتنا أشارت إلى ضرورة إقناع التلميذ بأن النظام العادي أفضل، لأن اختزال الدروس في 45 دقيقة في إطار نظام التفويج، يحول دون بلوغ الأستاذ للكفاءة التعليمية المرجوة، و يؤثر على استيعاب التلميذ، لأن الشرح والفهم يتطلبان ثلاث حصص على الأقل، فمثلا يتم حذف عدة دروس في النظام الاستثنائي، كحذف درس الفعل المجرد و الفعل المزيد و الانتقال مباشرة إلى درس اسم الفاعل و اسم المفعول، و هما مرتبطان بالدرس الذي تم حذفه، مشيرة إلى أن العودة للنظام العادي ستنهي مثل هذه الإشكالات، مع اعتماد تسلسل منهجي في تقديم الدروس ما يوفر أريحية للتلميذ من حيث التحصيل المعرفي.
أما بالنسبة للتحضير لاستخدام الألواح الالكترونية أوضحت، بأنها مرحلة صعبة نوعا ما، خاصة و أن الطفل اعتاد على استعمالها للعب و مشاهدة فيديوهات، و تستدعي تضافر جهود الأولياء و الأساتذة على حد سواء، و لترغيبه في استعمالها للدراسة من خلال الحديث عن ايجابياتها في تسهيل عملية التدريس، دون إهمال استعمال الأدوات التقليدية لما لها دور هام جدا في تثبيت المعلومة خاصة عند الكتابة على الكراس و حل التمارين.
* نوال بلهادف مستشارة التوجيه
هذه الإستراتيجية فعالة لموسم دراسي
شددت نوال بلهادف، مستشارة توجيه بمتوسطة منتوري محمد الشريف بقسنطينة، على ضرورة التحضير النفسي خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين تعودوا على نظام التفويج، لأنهم سيواجهون حسبها صعوبة في التعود على النظام العادي و الحجم الجديد، و قد يرون في زيادة ساعات الدراسة حرمانا لهم من اللعب.
محدثتنا أكدت، بأن استراتيجية إعداد التلاميذ يجب أن تقوم على إبراز الجانب الإيجابي لتوقيت الدراسة العادي، خاصة بالنسبة لتلاميذ الابتدائي، مع التركيز على العوامل التي ترغب التلميذ في المدرسة، عن طريق إقناعه أن التخلي على نظام التفويج يمكن التلاميذ من الاحتكاك مع زملائهم دون الكمامة كما يتيح حرية الجلوس في طاولة واحدة مع زميل آخر و يمكن من الاستفادة من حصص التربية البدنية و الأنشطة الثقافية و الرحلات المدرسية. يمكن أيضا الإشارة حسبها، إلى الصعوبات التي واجهها التلاميذ سابقا و المرتبطة أساسا باكتفاء الأساتذة بتقديم الدروس و الواجبات المنزلية دون تصحيح إجابتها، و التأكيد على أن النظام العادي يتيح متسعا أكبر من الوقت للشرح و حل التمارين و تصحيحها.
و بخصوص استعمال الألواح الالكترونية، قالت بأنه جهد مشترك بين المعلم والأسرة، وذلك لإعادة توجيه الطفل فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا لغض التعليم وليس اللعب، لهذا وجب تحضيره مسبقا للأمر قبل التحاقه بالقسم، و يمكن أن تقدم له نماذج لأطفال حققوا إنجازات بفضل استغلال ما تتيحه الوسيلة من فرص التعلم.
و تنصح في هذا السياق، الأولياء خاصة الذي يدمن أبناءهم استخدام الهواتف والألواح، باعتماد آلية التحفيز و الإقناع، مثل تخصيص وقت للدراسة باللوحة و في حال التزم الطفل بذلك، يمنح له اللوح لأجل اللعب أيضا، و بهذا يتعود تدريجيا على استغلاله في الدراسة كذلك، لكن بشكل معقول مشيرة إلى أن الطفل بحاجة ماسة إلى مرافقة و تأطير.
* مستشارة التوجيه قمار آسيا
الفصل الأول ليس مرجعيا
وصفت مستشارة التوجيه المدرسي بثانوية لخضر بوكفة ببلدية عين البيضاء بأم البواقي، الموسم الدراسي الجديد بالخاص، مع كل تلك المتغيرات التي تطبعه، و أوضحت أن الأمر لن يكون سهلا بالنسبة للجميع و عبر كافة الأطوار، و قالت، إن فئة هامة من التلاميذ تعودوا على نظام التفويج، ولن يكون سهلا عليهم بعد سنتين، أن يدرسون في قسم كامل بأزيد من 30 تلميذا أو أكثر.
و ترى المستشارة، أن التلميذ سيعاني في بداية الأمر لأجل التأقلم مع الوضع، في ظل الرزنامة الجديدة و الدراسة دون انقطاع وسط الاكتظاظ الذي قد يفرز شعورا بالضغط، وهو أمر صعب للغاية و من شأنه أن يؤثر على نتائج الفصل الأول خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية التي تتميز بخصوصية الشهادة بوصفها عامل ضغط إضافي.
أما بخصوص أقسام السنة الأولى، فقد أوضحت الأخصائية، أنها ستعرف مرافقة من مستشاري التوجيه المطالبين بمتابعة التلميذ عبر تقديم كل ما يتعلق بمجريات العملية التعليمية عبر الثانويات، و هو ما من شأنه أن يساعد التلميذ على التأقلم خلال باقي المراحل و الانتقال إلى السنة الثانية و الثالثة بشكل تدريجي، فيما ترى أن تلاميذ السنة الثانية لن يتأثروا كثيرا بالمتغيرات لأن العدد أقل في الأقسام.
و مع ضرورة التأقلم مع النظام العادي و ضغط الباكالوريا و الاكتظاظ في الأقسام، تشدد المستشارة على حتمية تكاثف الجهود لإنجاح الموسم، من خلال التكفل الأمثل بالتلميذ خاصة تلاميذ القسم النهائي باعتبار التواصل بين مستشاري التوجيه و تلاميذ الثانوية الجدد مبرمجا أساسا، و ذلك من خلال تكثيف اللقاءات بالتلميذ و دعمه من قبل الطاقم التربوي و المشرفين و الأساتذة.
كما حذرت المستشارة، الأولياء من خطر ممارسة الضغط على الأبناء و مطالبتهم بالنتائج خاصة بالنسبة لمحدودي المستوى، مشددة على ضرورة تضافر الجهود من خلال المرافقة البيداغوجية و العائلية للعبور إلى الثلاثي الثاني بأمان، وأشارت إلى أنهم لا يتوقعون كمختصين، نتائج كبيرة في الفصل الأول الذي سيتأثر فيه التلميذ حتما بالظروف، إلا أن العمل الجماعي من شأنه أن يضمن استقرارا أكبر خلال الفصلين المتبقيين على أمل تحقيق نتائج أفضل حتى نهاية السنة.
و بشأن تلاميذ الطورين الابتدائي و المتوسط، قالت بأن الدراسة لن تكون أسهل في ظل كل هذه المتغيرات، وأن التلميذ سوف يتعب في بادئ الأمر خاصة مع إضافة مواد جديدة تتطلب منه الانتباه أكثر خاصة بالنسبة للسنة الثالثة، مع تداخل المعارف كالتاريخ و الجغرافيا و التربية المدنية و التربية الإسلامية، أين تختلف المعلومات و طريقة تقديمها، و قالت، إن الأمر يستدعي تعاون الأولياء و الأساتذة للعمل على تخفيف البرنامج على الأقل في بداية الموسم، و ترغيب التلميذ في الدراسة بعيدا عن الترهيب، في انتظار تأقلمه و استدراكه للوضع خلال الفصلين الثاني و الثالث، تزامنا مع سعي البيداغوجيين لإيجاد صيغ لتخفيف البرنامج و لو نسبيا مع بداية الموسم، بينما لن يؤثر إدخال اللغة مؤكدة في ذات السياق، بأن إدراج الانجليزية كلغة ثالثة لن يؤثر سلبا على التحصيل، لأن المر يتعلق بمفردات و تعابير بسيطة.
* كاميليا حكوم أخصائية نفسانية و تربوية
الانتقال بين النظامين يجب أن يتم تدريجيا
تعتبر الأخصائية النفسانية بوحدة المتابعة التربوية كاميليا حكوم، أن العودة إلى نظام الدراسة القديم لن تؤثر كثيرا على التلاميذ الذين سبق لهم وأن درسوا به في سنوات ماضية، بقدر ما ستشكل نقلة بالنسبة للتلاميذ الذين التحقوا بالمدارس لأول مرة في زمن كورونا وتعودوا على نظام التفويج، مع ذلك قالت بأنه سيكون من الصعب على المتمدرسين عموما التعود على برنامج معين لمدة سنتين، ومن ثم الخروج منه إلى نظام أكثر كثافة، خاصة وأن له تأثيرا سلبيا على الكثير منهم بحسب المعاينات اليومية للحالات. وأوضحت الأخصائية، أن هذه المعاينة أظهرت عدة نقائص منها الكسل و نقص التركيز في ظل تذبذب أفرزته تطورات الجائحة التي أجبرت الوزارة على إعادة ضبط التوقيت الساعي بما يضمن سلامة التلاميذ و ذويهم. وأكدت، أن كل هذه العوامل أثرت و ستؤثر على نفسية التلميذ بشكل عام، و أن التأقلم يحتاج إلى فترة من أجل تحقيق الاستقرار، غير أنها رحبت كثيرا بفكرة العودة إلى النظام القديم في ظل تدني مستوى التلاميذ بسبب تخفيف الوقت الساعي، مع هذا فإن العملية تحتاج حسبها، إلى متابعة نفسية و العودة بشكل تدريجي من خلال إعطاء معلومات أقل للتلميذ إلى غاية تأقلمه بشكل تام. وقالت، بأن القدرة على التأقلم ممكنة عن طريق المرافقة الجيدة للتلاميذ خاصة المرافقة النفسية مشددة، على دور الأسرة أيضا، التي تعد مسؤولة عن التحضير النفسي الجيد للتلميذ قبل العودة إلى المدرسة، من خلال ضبط برنامج ناجح و تجهيز الأبناء معنويا و شرح طبيعة التوقيت و الاختلاف بينه وبين رزنامة التفويج، وإقناعهم بأن الأمر إيجابي و يصب في صالحهم، خصوصا وأن العودة إلى التوقيت القديم ستخفف من أعباء الدروس الخصوصة نظرا لاستفادة المتمدرسين من معلومات كافية و بحجم ساعي مناسب، إلى جانب أنه نظام يضمن الاستقرار و من شأنه أن يحسن مستوى التلاميذ على عكس النتائج المتحصل عليها أثناء الجائحة.
و قالت بشأن اللغة الإنجليزية، أن قرار إدراجها مشجع و إيجابي للغاية، خاصة و أن الطفل قابل لتعلم 5 لغات في الوقت ذاته، فيما رحبت بفكرة الألواح الإلكترونية التي ترى، أنها تبقى تجربة جديدة ستكشف الأيام عن مدى فاعليتها.