أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
أكد أخصائيون نفسانيون، أن حرص الأولياء المبالغ فيه على نتائج أبنائهم الدراسية والضغط عليهم طيلة فترة الاختبارات، من شأنه أن يولد نتائج عكسية تؤثر سلبا على الأداء و التحصيل الدراسيين، إذ يكون التلاميذ تحت ضغط وتوتر نفسي رهيب، بفعل ثقل الشعور بالمسؤولية والرغبة في إرضاء الجميع والخوف من تخييب الآمال.
رميساء جبيل
الأخصائية النفسية العيادية منال العابد
الترهيـــــب يشـــــــوّش تفــــكير الطفـــــل
قالت الأخصائية النفسية العيادية منال العابد، إن فترة الامتحانات قد تحولت في السنوات الأخيرة إلى فترة للصراع بين الولي وابنه، يُعلن خلالها عن حالة الطوارئ في المنزل فيتغير روتين الأيام الذي كانت تسوده الأجواء الأسرية، وتوضع قوانين صارمة في حق الطفل المتمدرس بداية بمنعه من تبادل أطراف الحديث مع باقي الأفراد، وحرمانه من النوم بالشكل الكافي، أو اللعب داخل وخارج المنزل وكذا مشاهدة التلفاز. ما يتسبب حسب النفسانية، في توتر العلاقة بين الأبناء وذويهم، كون الطفل يجد نفسه في مرحلة انتقالية يعيش خلالها ضغطا رهيبا بين حفظ كم هائل من الدروس ومراجعتها والتخلي عن أشياء يحب فعلها، إلى جانب التهديد والترهيب بمعاقبته في حال لم يتحصل على علامات جيدة في الاختبارات، الأمر الذي يشوش تفكير الطفل ويصيبه بالنسيان والتوتر ويهز ثقته بنفسه وبقدراته الفكرية والمعرفية.
وتقول العابد، أن التحضير للامتحانات لا يكون في اللحظات الأخيرة، بل يجب أن يستعد الآباء والأبناء لها مع انطلاق الموسم الدراسي، من خلال وضع برنامج يتبعه التلميذ لمراجعة دروسه بشكل يومي أو أسبوعي، كي ينهي البرنامج قبيل الموعد المحدد ويكتفي لاحقا بالمراجعة الخفيفة، قائلة أن تأجيل المذاكرة إلى اللحظات الأخيرة يسبب التوتر والإرهاق الشديد نتيجة تراكم الدروس، مع وجوب تنظيم الوقت والموازنة بين مواعيد الدراسة واللعب حتى لا يمل الطفل.
كما نبهت الأخصائية، من فخي المقارنة والعتاب اللذان يقع فيهما كثير من الآباء والأمهات فيقارنون نتائج أبنائهم بنتائج أقرانهم من أبناء الجيران و الأقارب دون الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية الفكرية وحتى الجسدية، ما يتسبب في تراجع ثقة الطفل بنفسه وقدراته و طمس مواهبه وشخصيته، ناهيك عن خلق نوع من الكراهية و الضغينة بين الأطفال.
وتطرقت المتحدثة، إلى مشكل آخر يعاني منه الأولياء وهو الربط بين النتائج الدراسية ومحبة الطفل، فكلما ارتفع المعدل زادت المحبة والاهتمام والمكافأة، ما يجعل الطفل يعيش داخل متاهة تشوش فكره وتبعده عن الصورة الحقيقية، فضلا عن أسلوب المعاملة الشديد اتجاهه باستعمال الصراخ والكلمات المشحونة، ما يتسبب في إحداث جو من الفوضى والتوتر اللذان ينفران التلميذ من الدراسة والتعلم ناهيك عن الإحساس بالوهن.
وتؤكد المتحدثة، أن أفضل طريقة يجب على الأولياء اتباعها في التعامل مع أطفالهم، هي التشجيع والتحفيز وتقديم المكافآت، مع السماح للطفل بممارسة حياته بشكل طبيعي والاستمتاع بها من خلال النوم بمعدل كاف ليلا والأكل الصحي والحديث والترفيه والراحة والتنفس العميق، كل هذا سيساعد على الاسترخاء والاستيعاب و تثبيت المعلومات وحفظها في الدماغ بشكل جيد، مع تذكير الطفل بنجاحاته السابقة وقدراته التي يتميز بها.
الأخصائية النفسانية التربوية صبرينة بوراوي
الابتــــزاز العاطـــفي يحطّــم نفـسية الطفـــل
يعد توتر الأولياء والأبناء وخوفهم من الامتحانات أمرا طبيعيا وواردا، حسب الأخصائية النفسانية التربوية والمعالجة الأسرية صبرينة بوراوي، لكن دون المبلغة في المشاعر السلبية حتى لا تنقلب الأوضاع إلى اضطرابات نفسية كالخوف وأمراض عضوية كالتبول اللاإرادي، وما قد يسببه ذلك من تداعيات وخيمة تؤثر على حالة الطفل النفسية و مردوده التربوي، قائلة، إن الأطفال الذين يعانون خلال فترة الامتحانات من التوتر، يشتكون من ارتفاع معدل نبضات القلب و التقيؤ وعدم التركيز ونسيان الدروس، وهي ميكانيزمات يظهرها جسم الطفل لا إراديا بغية حمايته.
وأضافت المتحدثة، أن الامتحانات تحولت إلى أسبوع مغلق يخص الأولياء وأبنائهم فالموظفات يأخذن عطلهن خلال هذه الفترة، لأجل التفرغ للتحضير للامتحانات وكأنهن هن من سيمتحن وهو ما يضاعف التوتر عند الطفل، مشيرة في ذات السياق، إلى أن ما يدفع الأولياء إلى مثل هذه التصرفات هي الرغبة في نجاح أبنائهم وحصولهم على نتائج مرضية، وأن يكونوا ناجحين و متفوقين مثلهم، ما يمنحهم شعورا بالرضا والانتصار الأمر الذي يؤدي في الأخير إلى تحصيل نتائج سلبية
و ينطبق الأمر عينه على للأولياء ذوي المستويات التعليمية المحدودة، لأنهم يريدون نجاح أطفالهم ليكونوا أفضل منهم فيضاعفون بذلك المسؤولية على الطفل ويزيدون توتره. وقالت بوراوي، إن التحضير للامتحانات يكون مناصفة، 50 بالمائة منه استعداد مادي ومنهجي أما 50 المتبقية فهي استعدادات نفسية، تقوم على توفير مناخ أسري متوازن يخفف على الطفل الضغط الذي يمر به خلال فترة المذاكرة، بفعل حفظ الدروس ومراجعتها وصراخ الوالدين عليه و مطالبته بتحصيل نتائج جيدة، مؤكدة أن الخوف من شأنه عرقلة سير المراجعة السليمة كما يتسبب في إضعاف مؤهلات الطفل وقدراته فيجيب بشكل خاطئ.
و أشارت المتحدثة، إلى وجوب ابتعاد الأهل عن المشاجرات والمشاحنات فترة الامتحانات وتأجيل النقاشات الحادة، والعمل على متابعة الطفل منذ بداية الموسم الدراسي وحثه على مراجعة دروسه بشكل يومي وفق برنامج يتماشى وقدرات الطفل مع مراعاة أوقات الراحة والنوم واللعب، محذرة من جهتها، على عدم المبالغة وقت الاختبار باشتراء الكماليات للطفل والإفراط في إعطاءه الحب على غير العادة على أساس التحفيز، بغية ابتزازه عاطفيا للحصول على مقابل وهو النجاح والمعدل العالي، مع تجنب الضغط والصراخ والضرب.
وأكدت الأخصائية أيضا، على ضرورة توفير البيئة المنزلية الصحية للمتمدرس، من الهدوء والإنارة الجيدة التي تحفز اليقظة، فالضوء الخافت يؤدي إلى الرغبة في الاسترخاء والنوم، مع أخذ وضعية جلوس صحيحة بعيدا عن الفراش، واتباع نمط غذائي صحي بالابتعاد عن المأكولات التي تحتوي حوافظ ومنكهات والإكثار من شرب الماء وكذا تهوئة الغرفة، وعدم مناقشته في أجوبة الاختبارات حتى لا يتشوش فكر الطفل ويؤثر هذا على تحصيله في بقية المواد أو الاختبارات.
النفسانية والمستشارة الأسرية هدى زياد
قـــــــــــدرة الطـــــــــفل على الاستــــــــــيعاب لا تتـــــــــــعدى 45 دقيــــــقة
ترى الأخصائية النفسانية والمستشارة الأسرية هدى زياد، أن العائلات الجزائرية في الآونة الأخيرة، تتبع سلوكا جيدا في الاهتمام بتعليم أبنائها والوقوف على تحصيلهم العلمي والمعرفي، لكن في المقابل فهذا السلوك ترافقه جملة من التصرفات الخاطئة التي يرتكبها الآباء والأمهات في حق أطفالهم، الأمر الذي من شأنه أن يضعف شخصية الابن ويتسبب لهم في اضطرابات نفسية مع مرور الوقت.
وتقول زياد، أن هذه الضغوطات التي يمارسها الأولياء في حق أبنائهم، تزيد حدتها مع اقتراب موعد الامتحانات، حيث يعيش الطفل في هذه الفترة مشاعر سلبية تؤثر على مستواه التعليمي وتركيزه وإن كان من النجباء والأذكياء، كونه سيدخل في مرحلة من الملل والفتور وكره الدراسة.
وترجع الأخصائية، أسباب هذه المعاملة التي يقوم بها الأولياء دون وعي منهم، إلى حب الظهور بشكل المربي الناجح الساهر على تفوق أبنائه في مسارهم التعليمي وحياتهم العملية مستقبلا، فيقيسون نجاحهم بنجاح طفلهم ما يزيدهم فخرا واعتزازا أمام أصدقائهم وأقربائهم ومعارفهم، فهو في الحقيقة عبارة عن محاولة لتحقيق الرضا الذاتي إرضاء لغرورهم الزائف.
كما تقول المتحدثة، أن كثير من الحالات التي تطرح عليها في العيادة لا يرون الضغط على الأبناء أسلوب خاطئ، متحججين أنهم تربوا بهذه الطريقة من الضرب والتوبيخ والمعاقبة والمقارنة، وهو ما شجعهم ودفعهم للوصول وإكمال الدراسة، غير مدركين أنهم بهذه الطريقة يهدمون شخصية الطفل ونفسيته، مؤكدة أنه لا يمكن تطبيق تربية خاطئة على جيل مختلف، فهذه الطريقة تتسبب في ظهور عقد نفسية لدى الطفل تدفعه لتحقير نفسه فيصبح بذلك عدوانيا مع الجميع ناهيك عن التخلي عن مقاعد الدراسة وتوقيف مساره العلمي.
فالتربية حسب النفسانية، فن يقوم على جملة من القواعد والأسس المتينة، التي يجب على كل أب وأم إدراكها وتطبيقها على أرض الواقع، فنفسية الأولياء ستنعكس بالضرورة على نفسية أبنائهم وتصرفاتهم، لهذا لا يجب رفع سقف التوقعات بالأبناء واحترام مجهوداتهم المبذولة مهما كانت النتيجة مع مكافئتهم، إلى جانب العمل تقويم سلوكيات الطفل على النحو الصائب بتحفيزه وتذكيره بقدراته وإمكانياته، ووجوب معرفة أن مدة تركيز الطفل محدودة لا تتعدى 45 دقيقة فهم بحاجة بين الحينة والأخرى إلى وقت مستقطع، وتنوه زياد، إلى ضرورة المعرفة بقدرات الطفل الجسدية والعقلية، للتأكد من أنه لا يعاني صعوبة في التعلم والتركيز والحفظ.