* نود الاستفادة من تجربة الجزائر في استغلال الفوسفات وصناعة الأسمدةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، وزير الدولة وزير...
انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مازوني، حسب ما علم أمس الأربعاء لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وتقدم رئيس...
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة التي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الثلاثاء، أنه يتعين على مجلس الأمن «العمل بحزم» لفرض وقف إطلاق النار في غزة، من أجل...
تعرف جمعيات ونوادي الشطرنج بقسنطينة، تزايدا في إقبال الأطفال على التسجيل في دورات لتعلم الرياضة الذهنية، و تستقطب رقعة التنافس صغارا لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، يصطحبهم أولياؤهم للتعلم بعدما زادت شعبية هذه الرياضة مؤخرا، بفعل تتويجات جزائريين شباب في منافسات دولية، فضلا عن أنها طريقة لتدريب العقل و تعلم الانضباط و التحكم في كثرة الحركة وضعف التركيز.
نتفليكس تبعث اللعبة من جديد
زرنا مدرسة الشطرنج بقسنطينة، و التقينا هناك بالمدرب أحمد مروان غوالمي، الذي أكد بأن هناك اهتماما متزايدا باللعبة الذهنية، وأنه إقبال ينسحب على العالم ككل وليس حالة خاصة في بلادنا، حيث قال، إن نسبة مبيعات طاولات اللعب تضاعفت كما تبينه الأرقام، و أرجع ذلك إلى النجاح الباهر لمسلسل «كوينز قومبيت»، الذي عرض على «نتفليكس» قبل مدة، أما محليا، فإن الأمر مرتبط حسبه، بزيادة عدد الجمعيات التي تنشط في مجال الشطرنج و ما تحظى به من متابعة.
وتحتل فئة الصغار والمراهقين ما بين 6 إلى 16سنة، صدارة المسجلين في مدرسة الشطرنج قسنطينة، وذلك يعود على قول المدرب غوالمي إلى توفّر الوقت لدى هذه الفئة بالمقارنة مع الكبار الذين تزيد انشغالاتهم مع مرور السنوات.
ويتوجّه أولياء لتسجيل أطفالهم في النوادي والجمعيات المختصة في هذه الرياضة، باعتبارها عاملا تربويا مهما، ولها تأثير كبير على شخصية وسلوك الطفل، خاصة في السنوات الأولى، إذ تزيد التركيز و تقلل الحركة، وهو ما ذكره المدرب مشيرا، إلى أن العديد من الآباء والأمهات يقصدونه، ويشرحون له وضعية أطفالهم بغية تلقي المساعدة والتخفيف من فرط الحركة وزيادة معدّل التركيز، وهو ما يتجلى في عدد المنخرطين الذين يتم تعليمهم في المدرسة، وهم أكثر من 100 عضو معظمهم من الأطفال.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الرياضية للشطرنج قسنطينة، ممدوح جغري، إن الاهتمام باللعبة يزيد سنويا، بفضل انتشار الوسائل والأدوات التكنولوجية الحديثة، مثل الهواتف والألواح الذكية وكذا الحواسيب، والتي تقدّم تجربة أداء مختلفة للعب، مضيفا أن الجمعية تحصي 45 منخرطا في الشطرنج التي تعتبر رياضة وعلما وفنا كما عبر، لأنها تتطلّب جهدا عقليا وجسديا كبيرا يدوم لساعات، بالإضافة إلى وجود الكثير من الكتب التعليمية المرتبطة بها، رغم ذلك، أوضح بأن مشاكل مالية عانت منها الجمعية أثرت على نشاطها و تسببت في تدني عدد المنخرطين الذي كان يفوق 80 منخرطا، من مختلف الفئات العمرية انطلاقا من 5 سنوات فما فوق، أما الأكثرية فهم متدربون تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة.
وسيلة فعّالة لصقل الشخصية
تتعدّد فوائد لعبة الشطرنج بالنسبة لممارسيها، وتعود عليهم بإيجابيات كثيرة تتجاوز حيّز اللعبة لتمتد إلى الحياة اليومية، وتنعكس هذه الميزات على شخصية الفرد بحيث تصبح صفة مكتسبة يتحلى بها كجزء من الشخصية، ويطبّقها خلال المواقف التي يواجهها في حياته اليومية، كما أكده المدرب مروان غوالمي، مشيرا إلى أن من بين الآثار الإيجابية التي لاحظها على المتدربين بحكم ممارسته للعبة كلاعب وبعدها كمدرب ميزة الصبر لأنها لعبة لا تُتقن بين ليلة وضحاها و تعلمها وإتقانها يتطلب صفة للارتقاء، بالإضافة إلى زيادة عامل التركيز الذي يكتسب مع مرور الوقت، لأن اللاعب يمكن أن يؤدي مباراة جيّدة حسب محدثنا، لكن في حالة ارتكابه لخطأ في نقلة واحدة قد يكلّفه ذلك خسارة المباراة، وبالتالي فإن عليه أن يحافظ على قدر عال من التركيز لفترة طويلة، كما أن هناك إحصائيات تشير إلى أن الشطرنج يقي من الإصابة بـ»الزهايمر» بحكم تنشيط الخلايا العصبية بصفة دائمة.
وتساعد رياضة الشطرنج على تعزيز الثقة في النّفس أيضا، من خلال الوثوق والتأكّد من أنّ خطوة اللعب أو النقلة التي اتخذت هي الأصح والأمثل، بالإضافة إلى السيطرة على الانفعالات والهدوء وضبط النفس وهي ميزة تغيب عند الكثير من الأشخاص، لكنها تكتسب مع الوقت عند لاعب الشطرنج و تظهر من خلال مجريات اللعب التي تحمل سيناريوهات متعدّدة وقد تكون عصيبة، بحيث لا تسير كلها في صالح الفرد، خاصة عند منافسته للآلة التي تعدّ نسبة التفوّق عليها شبه مستحيلة.
ويتمكّن ممارس اللعبة من الحفاظ على أعصابه والتقليل من التوتّر لمدّة طويلة، بحكم امتداد جولات الشطرنج لعدّة ساعات أحيانا، فلا تظهر على ملامحه أية آثار تدلّ على انفعاله، وهو ما يسمى « بوكر فايس»، وهي من أكبر المميّزات التي تتّسم بها جولات الشطرنج، أين يسود الهدوء خلال مبارياتها مهما كانت ظروف اللاعبين.
من جانبه يزيد المدرب جغري على هذه الفوائد، ميزة القدرة على تحديد الأولويات، عبر تنظيم الخطوات وحركات اللعب أثناء الجولات، من خلال تقدير الظروف والمواقف، كأن يحدّد اللاعب على سبيل المثال، ما إذا كان يرغب في أخذ قطعة واحدة من خصمه أو السعي للهجوم على الملك، وأضاف المتحدّث، بأنّ إقبال الطفل الصغير على تعلّم الشطرنج في سن صغيرة يساعده على اكتساب فوائدها وترسيخها بشكل أسرع نظرا للقدرات العقلية التي يتميّز بها الصغار، زيادة على أن هناك بعض الدراسات التي كشفت نتائجها أن من يمارسون الشطرنج لهم معدّل دراسي متفوّق، حيث أنّ بعض الدول يقول ذات المتحدّث، أدرجت تعليم الشطرنج ضمن المقرّرات الدراسية.
* أسمهان أم لطفلين يلعبان الشطرنج منذ 4 أشهر
الشطرنج ساعد طفلي على الهدوء والتركيز
يلجأ كثير من أولياء الأمور إلى وضع أبنائهم في نوادي وجمعيات الشطرنج لمواجهة كثرة الحركة لديهم ونقص التركيز وأيضا كثرة الحديث، وقد حدّثتنا السيدة أسمهان القاطنة ببلدية الخروب، عن الموضوع وقالت، إنها أم لطفلين بنت وولد، يبلغان 8 وأقل من 6 سنوات سجلتهما في صف لتعلّم لعبة الشطرنج بمدرسة الشطرنج قسنطينة، وذلك بإلحاح من ابنتنا التي اكتشفت اللعبة خلال عرض قدّمه أعضاء مدرسة الشطرنج قسنطينة، في المؤسسة التعليمية الخاصة التي تدرس بها حيث أحبت الصغيرة الفكرة، وطلبت الالتحاق بالمدرسة خاصة وأنها تحبّذ الألعاب والأنشطة العقلية، بحكم ممارستها «للسوروبان» سابقا. وقالت محدثتنا، إن الشطرنج زاد من تركيز ابنتها.
وذكرت أيضا، أنها كانت تبحث لهما عن نشاط ذهني يمارسانه ليكون مكمّلا لدراستهما، وهو ما حصل حيث مرّ على التحاقهما بالفوج أربعة أشهر، و اهتمامهما باللعبة يزيد يوميا حسبها، لدرجة أن البنت طلبت لعبة شطرنج في عيد ميلادها، وهي أيضا اللعبة التي يلعبانها عندما يستعملان الهاتف المحمول هي و شقيقها.
وأضافت الأم، أن أكثر التغييرات التي لاحظتها كانت من جانب الولد الذي يتّصف بكثرة النشاط والحركة، حيث وقفت على مدى التحوّل الذي طرأ عليه والهدوء الذي بات يتميّز به، لدرجة أنّ معلّمته انتبهت لهذا التغيّر على حدّ قولها، الأمر الذي ساعدها كثيرا خاصة من ناحية تنمية جانب التركيز لدى الطفلين، كما تفاجأت بمقدرة الطفل على حل التمارين التي يقدّمها له المدرّب رغم صغر سنّه.
تغلغل التكنولوجيا فتح آفاقا جديدة لممارسي الشطرنج
حسب من حدثناهم من مدربين، فإن هناك مجموعة من التطبيقات المبنية لتدريب الأطفال وممارسي الشطرنج بصفة عامة، تتوفر على ألغاز مختارة بعناية، تندرج ضمن تكتيكات اللعبة التي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء هي الافتتاحيات و الأواسط والنهايات، يقدّمها المؤطّر للمتعلّمين من أجل حلّها بطريقة تفاعلية تطبيقية، و يتمّ بناء هذه الألغاز من قبل أشخاص يطلق عليهم «السادة الكبار» لوصولهم لأعلى مستوى في اللعبة وعبرها يتم قياس وتقييم كيفية تصرّف اللاعبين عند مواقف معيّنة يواجهونها عند اللعب. بالإضافة إلى معرفة كيفية تحريك الأحجار والقيام بالنقلات، مع الاعتماد على عدّة كتب كل منها يحمل منهجا تعليميا معيّنا.
كما تظهر بحسب هارون غوالمي، في كثير من الأفلام التاريخية والحربية مشاهد لشخصين يتنافسان في لعبة الشطرنج وهذا ليس اعتباطيا، بل يعدّ دلالة على حنكة الشخص و مقدرة الشطرنج على تطوير القدرات العقلية للممارس باعتبارها لعبة ذهنية.
ويتم تنظيم دورات افتراضية للشطرنج عبر استخدام عدّة تطبيقات أشهرها «ليت تشاس» نظرا لكونه مجانيا، حيث يوفّر مجموعة من الميزات والخصائص ويعتبر في حدّ ذاته مدربا افتراضيا، يسمح باللعب مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم ومن ذات المستوى، وعند تطوّر مستوى الفرد يتمّ الارتقاء به ليلعب مع من هم في مستوى أعلى، كما يحتوي على ألغاز ودروس تدريبية لمدرّبين، و بإمكان الشخص مشاهدة مباريات «السادة الكبار» عبره للتعلّم من أسلوبهم، فضلا عن احتوائه على روبوت يحلّل للاعب مبارياته و يبين الأخطاء التي وقع فيها.
وأوضح ممدوح جغري، أنّ التقنية طوّرت كثيرا من اللعبة، بحيث بات من الممكن استخدام محرّكات التحليل في التدريب وهي برامج طوّرها علماء الحاسوب والمعلوماتية المهتمون بالمجال، من بين هذه المحرّكات «ريبكا» و «فريدز» و «ليلا 0»، حيث تعمل على احتساب وضعيات معقّدة للعب وفي ثوان معدودات، وبالتالي يتم استغلال قدرتها على التحليل والتفكير من أجل إيجاد حلول لوضعيات واحتمالات كانت في وقت سابق عصيّة على اللاعبين العاديين، كما أصبح اللاعبون يخوضون جولات في الشطرنج ضد هذه البرامج من أجل رّفع كفاءتهم في اللعب.
إسلام. ق