مفترق الطرق الأربعة.. من حي تطوري إلى تجمّع للفيلات الفاخرة بقسنطينة
تحوّل حي قادري إبراهيم بمدخل مدينة علي منجلي، إلى أحد أهم التحصيصات السكنية بقسنطينة، حيث يعد قطبا تجاريا لوقوعه على جانب طريق يعرف حركية كبيرة، و هو ما ساهم في ارتفاع أسعار القطع الأرضية و المنازل التطورية التي تحوّلت لفيلات فاخرة، لتُباع بمبالغ لا تقل عن 1.5 مليار سنتيم،
و ذلك على الرغم من النقائص الكثيرة التي يشتكي منها قاطنوه.
بات حي قادري إبراهيم المعروف بمفترق الطرق الأربعة، يستقطب اهتمام التجار و كذا المواطنين الباحثين عن الاستقرار بمنطقة علي منجلي، حيث يمتد على مساحة استراتيجية، على الطريق المؤدي نحو المدينة الجديدة الأعلى كثافة سكانية بالولاية، فيما تحولت واجهته الأمامية إلى محلات تجارية لعرض مختلف أنواع السلع، و المختصة في بيع مواد البناء على وجه الخصوص.
هذه المميزات رفعت من سعر العقار على مستوى هذا الحي الهادئ، فسكناته التطورية التي يبلغ عددها 500 منزل، تحول معظمها إلى فيلات ضخمة متعددة الطوابق، و زاد الطلب على امتلاكها، ما رفع من سعرها، إلى الملايير، فهذه السكنات التي اشتراها أصحابها بأسعار جد معقولة قبل سنوات، أصبحت اليوم تمثل ثروة، بعد أن تحولت علي منجلي إلى مدينة كبيرة، حيث فاق سعر المسكن الذي لم يتغير بناءه، أكثر من 2 مليار سنتيم.
أما التحصيص الواقع في ذات المكان، و المعرف بـ 90 مسكنا، فلا تزال بعض الأراضي شاغرة على مستواه، غير أن أسعارها باهظة، و من خلال الاتصال بأرقام الهواتف التي تركها أصحاب هذه الأراضي مكتوبة على الجدران أو لافتات علقت على جانبها، عرفنا من عدة مالكين، بأن سعر الأرض التي تتجاوز مساحتها 200 متر مربع بقليل، يفوق 2 مليار سنتيم، بالرغم من أنها تقع على جانب الوادي، حيث أنها غير صالحة للتجارة، فيما تفوق أسعار الأراضي القليلة الشاغرة القريبة من الطريق، سعر 2 مليار، و يقارب سعر بعضها 3 مليار سنتيم.
و بالرغم من أن الحي لا يخلو من مشاكل التهيئة، على غرار اهتراء الطرقات، بالرغم من أنها أنجزت منذ مدة قصيرة، لا تزيد عن السنتين، حيث تكسوها الحفر و المطبات، فيما تكثر التسربات من قنوات المياه، التي تسيل في عدة جهات مخلفة الأوحال و البرك، كما يشتكى السكان من عدم صلاحية قنوات تصريف المياه، المربوطة على حد تأكيدهم مع شبكات التطهير، و هو ما يؤدي إلى دخول المياه إلى بيوتهم، مع كل تساقط كثيف للأمطار، و ذلك عبر دورات المياه، و هو إشكال عجزوا عن إيجاد حل له، على حد تأكيدهم، حيث طالبوا السلطات المعنية بالتدخل، لإعادة انجاز قنوات تصريف المياه.
و قد لاحظنا في عين المكان، عدم توفر معابر بين البيوت، حيث أنها مغلقة بأبواب حديدية، ليوضح لنا بعض السكان، أن أصحاب المنازل المجاورة للمعابر، قد استولوا عليها، و أغلقوها، ليستغلوها في أغراضهم الشخصية، فبعضهم يستعملها كمرأب للسيارات، و أخرون لبيع الأغنام خلال العيد، إضافة لتربية النحل، و أشياء أخرى، حسب علمناه من محدثينا.
كما أن الحي يدخل في ظلام دامس بمجرد غياب الشمس، على حد تأكيد السكان، فالإنارة العمومية لا تعمل على مستوى معظم أجزاء هذا التجمع السكاني، إذ طالب محدثونا بضرورة إصلاح الملعب الكبير، الذي يتوفر عليه الحي، و الذي لم يعد صالحا للعب كرة القدم، و تدهورت وضعيته كثيرا، و ذلك من خلال إنجاز ملعبين جواريين صغيرين، كما اشتكوا من الرمي العشوائي للقمامة، نتيجة عدم توفر حاويات مخصصة، و كذا تأخر مرور شاحنة جمع النفايات، ما يؤدي حسبهم إلى انتشار الأوساخ و الروائح الكريهة، ما يجلب الكلاب الضالة التي تهدد سلامتهم.
عبد الرزاق.م