موظفو و تجار وسط المدينة يشغلون 90 بالمائة من أماكن الركن
لم توفر حظيرة السيارات ذات الطوابق، بشارع زعموش بباب القنطرة بقسنطينة منذ افتتاحها قبل 4 سنوات، خدمة الركن سوى لنسبة قليلة جدا من مرتادي وسط المدينة و القادمين من خارج الولاية، فيما تبقى مستغلة طيلة ساعات النهار و بنسبة تفوق 90 بالمئة من قبل الموظفين و التجار العاملين بوسط قسنطينة.
و الملاحظ أن الحظيرة التي تم افتتاحها في شهر أفريل من سنة 2011، و التي تتسع لـ 500 سيارة، و المسيرة من قبل مؤسسة خاصة، باتت لا تتحمل الإقبال الكبير عليها من طرف مرتادي وسط المدينة و حتى القادمين من المدن و الولايات المجاورة، خلال الوقت الذين يقضونه في مختلف أشغالهم في وسط قسنطينة أو الأماكن القريبة منه. و يفضل عدد كبير من المواطنين، التوجه إلى الحظيرة بحثا عن إيجاد مكان لتوقيف سياراتهم، خاصة أنه يصعب إيجاد أماكن شاغرة وسط قسنطينة، و التي تتشبع جميع المواقف القليلة المتوفرة بها في ساعة مبكرة من النهار، كما أن حظيرة زعموش أكثر أمانا و أقل تكلفة، خاصة أنها لا تكلف أكثر من 35 دج للساعة الأولى و بزيادة 5 دنانير عن كل ساعة إضافية. غير أن إيجاد مكان لركن السيارة بداخلها بات أمرا صعبا خلال النهار، حيث تمتلئ تماما منذ ساعات اليوم الأولى، و من النادر إيجاد أماكن شاغرة، و قد يتطلب الأمر انتظار قدوم أحد الزبائن لسحب مركبته من الحظيرة، حتى يقوم شخص آخر بإدخال عربته، فيما لجأ مسؤولو الحظيرة، إلى استغلال "أماكن غير مخصصة للتوقف داخلها"، و حتى بالمساحة المحيطة بها، من أجل تلبية الإقبال الكبير عليها. و ذكر مسيرو الحظيرة بأن 90 بالمئة من القدرة الاستيعابية لها، مشغولة طيلة ساعات النهار ابتداء من الثامنة صباحا و إلى غاية الرابعة أو الخامسة مساء، من قبل الموظفين و التجار العاملين على مستوى وسط المدينة، و هو ما قلص من حجم الخدمة التي يمكن أن يوفرها المرفق لبقية الزبائن، مشيرين إلى أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى غلق باب الدخول، بسبب امتلاء جميع الأماكن المتوفرة للتوقف، إلى حين شغور أخرى، مشيرين أيضا إلى أن عدد المركبات يتقلص إلى الثلث بعد الرابعة مساء، حيث يقتصر استغلال الحظيرة ليلا على السكان المحليين.
و أشار محدثونا إلى أن الزبائن الذين يقصدون المرفق لترك سياراتهم، غالبيتهم من الذين يقصدون المدينة من خارج الولاية، و ذلك بالنظر إلى أن السيارة تبقى محمية من أي خطر، مؤكدين بأنه لم تسجل أي حادثة سرقة أو تكسير، أو شكاوي من المواطنين، منذ افتتاح المرفق قبل أربع سنوات.
للإشارة فإن حظيرة السيارات ذات الطوابق، انتظرها المواطنون بشغف كبير، أملا في حل مشكل نقص المواقف بقسنطينة، حيث استغرق انجازها 10 سنوات، و بتكلفة 80 مليار سنتيم، غير أن جدلا كبيرا أثير حولها بسبب عيوب تقنية سجلت بالمشروع. من جهة أخرى فقد أشار رئيس لجنة النقل ببلدية قسنطينة في حديث للنصر قبل أيام، بأنه يسجل عجز بـ 3 آلاف مكان ركن بالبلدية.
عبد الرزاق.م