ثلاجــــات لبيــــع اللحــــوم بشكـــل غيــر شرعـــي بحــي الدقســـــي
لجأ باعة لحوم فوضويين بحي الدقسي إلى وضع ثلاجات داخل نقاط التجارة غير الشرعية من أجل ممارسة نشاطهم، في وقت تتواصل فيه معاناة السكان من التجارة الفوضوية بنقاط أخرى من الحي.
ولاحظنا في جولة بمحيط نقطة الدوران المسماة بـ»برازيليا»، بأن المكان تحول إلى سوق مفتوحة أنشأها الباعة الفوضويون، فبمحاذاة محلات الرئيس تنتشر طاولات الباعة الذين يعرضون مختلف أنواع الخضر والفواكه، بالإضافة إلى اللحوم المعروضة تحت أشعة الشمس وفي درجة حرارة مرتفعة، كما لاحظنا إقبالا على اقتنائها من طرف الزبائن، الذين بدوا غير مبالين بأسراب الذباب التي تحوم حولها، خصوصا حول أمعاء الخراف وأحشائها المعروضة على الطاولات في ظل انعدام شبه تام لشروط النظافة بسبب الغبار المتصاعد من الأرضية وعدم حمايتها من العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى جعلها غير قابلة للاستهلاك، كما أنه لا يمكن التأكد من مصدرها أو إذا ما كانت قد خضعت للرقابة أم لا.
لكن الملفت في السوق الفوضوية، لجوء اثنين من بائعي لحوم الدواجن إلى وضع ثلاجات، مثل الموجودة لدى الجزارين، لعرض قطع الدجاج وأحشائها، حيث قام أحدهما بإحاطة الجزء الخاص به بسور حجري صغير وفرش المكان بأرضية من السيراميك، وكأن الأمر يتعلق بمحل يعمل بشكل نظامي. أما الثاني، فاكتفى بوضع ثلاجتين وملأهما بلحوم دواجن مختلفة. ولم نتمكن من معرفة مصدر حصولهما على الكهرباء من أجل تشغيل الثلاجات، بسبب عدم وضوح المكان الذي تنتهي إليه الأسلاك الموصولة بها، لكن مواطنين أوضحوا لنا بأن الباعة المذكورين يقومون بذبح الدجاج في السوق في الصباح، ثم يعرضونه للبيع.
ولا تقتصر مظاهر التجارة الفوضوية على النقطة المذكورة، بل تمتد إلى باقي أرجاء حي الدقسي، ففي الجهة المقابلة يتواجد العشرات من باعة الخضر والفواكه على الرصيف الواقع أسفل أقواس برازيليا، لكنهم لم يقوموا هذه المرة بعرض سلعهم على قارعة الطريق مثلما قاموا به في السنة الماضية، بعد أن شنت مصالح الأمن حملة عليهم في الأشهر الماضية ومنعتهم من وضع خضرهم في الطريق، لكي لا يعرقلوا حركة المرور، خصوصا وأن المكان يعرف حركية كبيرة لكونه نقطة انتقال بين عدة أحياء. وقد تحدثنا إلى بعض الباعة الفوضويين، حيث أخبرنا أحدهم بأنه بطال لم يجد مصدر رزق آخر غير هذا المكان، كما تقربنا من شيخ كبير يعرض بعض النباتات المستعملة في الطبخ، وأوضح لنا بأن الفاقة هي ما دفعه إلى ممارسة التجارة الفوضوية، بسبب عدم امتلاكه لمنحة تقاعد أو مصدر دخل ليطعم عائلته.
من جهة أخرى، لاحظنا انتشارا لكميات كبيرة من القمامة وفضلات السوق بالقرب من الملعب الجواري الواقع خلف السوق، بالإضافة إلى محيطها وبعض الأماكن الأخرى التي انبعثت منها روائح كريهة جدا، حيث اشتكى مواطنون منها، خصوصا خلال ساعات المساء، عندما ينتهي الباعة من ممارسة نشاطهم، حيث يتحول المكان إلى ما يشبه المفرغة بسبب تراكم القمامة.
كما اشتكى سكان عمارات الدقسي من التجارة الفوضوية بالقرب من السوق المغطاة الواقعة على الطريق المؤدية إلى حي القماص، موضحين بأن الباعة الفوضويين للحوم يتواجدون داخل السوق أيضا. كما ذكروا لنا بأن المشكلة الأكبر تتمثل في التجار الفوضويين الذين أصبحوا يحاصرون عماراتهم داخل الأحياء، وخصوصا بالقرب من مسجد حمزة والقاعة الرياضية وإحدى المدارس الابتدائية، التي جعلوا بوابتها مكانا لوضع الطاولات وعرض السلع أيضا بحسب نفس المصادر السكانية، التي أكدت لنا بأن عددهم تزايد منذ بداية شهر رمضان رغم أنهم يتواجدون بالحي طيلة السنة.
س.ح