* بن براهم: ماكــرون هو من ضغط لنشر رواية «حوريات»
أعلنت المحامية، فاطمة الزهراء بن براهم، أول أمس الخميس، عن رفع دعوى قضائية أمام محكمة وهران، ضد الكاتب كمال داود، وزوجته بسبب استغلاله في كتابه الأخير «حوريات»، قصة الحياة الشخصية لضحية الإرهاب، سعادة عربان، التي كانت تعالج لدى زوجته، دون إذن منها و تعديه الصارخ على قيم و ذاكرة الشعب الجزائري.
وفي ندوة صحفية، نشطتها بالجزائر العاصمة، أوضحت السيدة بن براهم، أن الكاتب كمال داود:»سرق شخصية موكلتها وقصتها وكلامها ونشر رواية «حوريات» دون أي اعتبار لمعاناتها و ما سببه لها ذلك من ألم، مؤكدة أنها أودعت شكوى ثانية لدى ذات المحكمة، باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، وجمعية المفقودين خلال العشرية السوداء، ، «لأن الكاتب حاول في عمله وبأسلوب دنيء تشويه صورة الجزائر و قيمها النبيلة، والمساس بتاريخ شعب كامل وبذاكرته» على حد تعبيرها.
وبعد أن أشارت إلى أن النجاح الأدبي الذي حققه المعني و فوزه مؤخرا بجائزة «غونكور» الفرنسية بعد أن ترشح لها بهذه الرواية، كان على حساب مأساة الكثيرين، أكدت السيدة بن براهم، أن محكمة وهران قد قبلت الدعوى المرفوعة ضد الكاتب المزدوج الجنسية كمال داود، وزوجته طبيبة الأعصاب، يوم 18 نوفمبر الجاري، وأن متابعتهما تمت بثلاث تهم وهي ‹› تناول قصة الضحية بدون إذن ‹› و›› انتهاك الحياة الشخصية ‹› و ‹› سرقة الملف الطبي لموكلتها››.
وأوضحت المحامية بهذا الصدد، أن قضية الحال المرفوعة بحر الأسبوع المنقضي لدى محكمة وهران، تخص أيضا زوجة الكاتب التي كانت الطبيبة المشرفة على الوضع النفسي للضحية عربان، مؤكدة أن المتهمة استغلت التفاصيل التي تحصلت عليها و وزودت بها زوجها، ليتم توظيفها في عمله الأدبي وهو ما يعد إفشاء للسر المهني.
وبعد أن كشفت بأن الملف الطبي الخاص بموكلتها الذي أودعته لدى طبيبتها - زوجة كمال داود - تم إخفاؤه بما يعني أنه «تعرض للسرقة بنية مبيتة»، مستنتجة بأن»داوود وزوجته وراء الجريمة»، أبرزت بن براهم، أن الإفشاء والكشف عن التفاصيل المتعلقة بالوضع الصحي للضحية، أمر يعاقب عليه القانون باعتباره سرا مهنيا، كما أنه يمس أيضا بأخلاقيات المهنة، مبرزة أن الضحية رفضت وبشكل قاطع في وقت سابق طلبا للمعنيين بنشر ما تعرضت له في مؤلف أدبي، أو بأي شكل من الأشكال الأخرى.
وبحسب عضوة هيئة الدفاع، فإن الدعوى التي تم رفعها لفائدة موكلتها سعادة عربان، ضد كمال داود وزوجته، تستند إلى «قانون العقوبات الذي يدين إفشاء السر المهني» بالنسبة للأطباء كما جاء في المادة 301 التي تنص على عقوبة تصل إلى الحبس ستة أشهر، وإلى المادة 46 من قانون المصالحة الوطنية، التي تنص على أن عقوبة السجن تصل إلى خمس سنوات ضد كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح هذه المأساة الوطنية».
ملابـسات القضية
وحول ملابسات القضية، أشارت بن براهم خلال ذات الندوة التي حضرتها الضحية وزوجها، إلى جانب السيدتين فليسي وفحصي من جمعيتين لضحايا الإرهاب، إلى أن علاقة موكلتها بعائلة داود تعود لسنة 2015، عندما قررت سعادة، أن تستعين بأخصائي نفساني لمساعدتها على الخروج من أزمتها الناتجة عن التراجيديا التي عاشتها في طفولتها، بسبب المجزرة التي اقترفها الإرهاب في حق أفراد عائلتها في إحدى قرى ولاية تيارت.
وأشارت، إلى أن الضحية توجهت إلى طبيبة مختصة في الأمراض العقلية والنفسية بإحدى المؤسسات الصحية بولاية وهران، التي تبين فيما بعد أنها زوجة الروائي كمال داود، فقدمت لها ملفها الطبي، ووثائقها وكشفت لها عن جسدها وكل أسرارها ومواجعها.
وفي هذا الصدد، لم تتردد السيدة بن براهم، في أن تطلب من الضحية خلال الندوة الصحفية، الكشف عن وشم أسفل رقبتها من الخلف تكلم عنه كمال داود في روايته، وكذا عن الجروح وآثار تعرضها للذبح من الوريد إلى الوريد التي ذكرها الكاتب في مؤلفه، فضلا عن تقديم صور فوتوغرافية للعمليات الجراحية التي خضعت لها سعادة أثناء رحلة علاجها، وغيرها من الأدلة التي كشفتها أمام عدسات الكاميرا لتأكيد تطابق كل هذه الدلائل مع كل مع ما جاء في رواية ‹› حوريات››.
بن براهم، وخلال تطرقها لأدق التفاصيل في قصة سعادة عربان، منذ الاعتداء الإرهابي الجبان عليها وعلى أفراد عائلتها، ولم تكن تتجاوز ست سنوات من العمر، كشفت بأن الوزيرة السابقة للصحة زهية منتوري ( توفيت سنة 2022)، تكفلت بعلاج الضحية منذ أن تبنتها، وتابعت علاجها في أرقى المستشفيات خارج أرض الوطن، كما وفرت لها حياة كريمة.
وذكرت، بأن الوزيرة الراحلة رفضت طلبا تقدم به كمال داود من أجل نشر قصتها، أو أي تناول إعلامي لهذه القصة المأساوية.
غير أنه ومباشرة بعد وفاة الأم المتبنية السيدة منتوري، تلقت السيدة سعادة حسب بن براهم دعوة من طبيبتها زوجة كمال داود، في 2015، إلى منزلها لشرب القهوة بحكم علاقة الصداقة التي تجمع ابن الضحية بابن داود، الذي كانت سعادة تدربه على الفروسية، باعتبار أنها تمارس هذه الرياضة منذ صغرها ولديها عدة تتويجات في هذا النشاط الرياضي.
وأشارت المحامية، إلى أنه خلال هذه الدعوة التقت السيدة سعادة بكمال داود، وعرض عليها كتابة قصتها في رواية وتحويلها لعمل تلفزيوني مقابل حصولها على عائد مادي بالعملة الصعبة، يمكنها من شراء منزل في إسبانيا، ‘’إلا أن سعادة رفضت العرض’’.
وأعربت بن براهم، عن استنكارها لما روجه كمال داود من شائعات في روايته، مدعيا أن موكلتها (سعادة) أنجبت طفلها بطريقة غير شرعية، إلا أن المحامية أكدت أن موكلتها ارتبطت بزوجها بعقد زواج شرعي وحملت وأنجبت بطريقة شرعية مؤكدة، بأن زوجها الذي حضر معها الحصة التلفزيونية التي كشفت للرأي العام عن قصتها، هو اليوم لسانها الذي تنطق به، مشيرة في ذات الوقت إلى أن ابن الضحية تعرض بسبب افتراءات كمال داود «لهزة نفسية ووصل به الأمر إلى التشكيك في هويته’’.
محـامون من دول أخرى تطوعوا للــدفاع عن الضحية
وحول كيفية اكتشاف القضية، أوضحت السيدة بن براهم، أن ذلك حدث مباشرة بعد صدور الرواية مشيرة إلى أنها تعرضت لصدمة عند قراءة تفاصيلها، ومن هنا دخلت في رحلت بحث عن الضحية كما ذكرت، إلى أن تم التواصل معها.
كما أفادت أن موكلتها، وبمجرد صدور الرواية، علمت من مقربين منها أن مضمون الكتاب يحكي بالتفصيل قصة حياتها، فقامت بمراسلة زوجة كمال داود، غير أن هذه الأخيرة أخبرتها أن الرواية لا تتعلق بقصتها على الإطلاق وأحضرت لها نسخة منها بتوقيع الكاتب.
لكن الضحية قررت رفع قضية أمام المحكمة و أوكلت مهمة الدفاع عنها «لي شخصيا»، مؤكدة أن العديد من المحامين الفرنسيين ومن عدة دول حول العالم أبدوا استعدادهم لأن يتأسسوا للدفاع عن السيدة سعادة.
وفي ردها عن سؤال حول سبب رفع الدعوى القضائية في الجزائر وليس فرنسا، أكدت المحامية، أن الأمر يتعلق بوقائع حدثت في الجزائر، وأن الكاتب لا يزال يحمل الجنسية الجزائرية بالرغم من أنه اكتسب مؤخرا الجنسية الفرنسية رفقة زوجته.
وبخصوص القضية الثانية التي رفعتها لفائدة موكلتيها، السيدتين فليسي وفحصي في انتظار التحاق جمعيات وطنية أخرى لرفع دعوات مماثلة، ضد كمال داود، ذكرت «إن هذا الكاتب يريدنا أن ننسى حرب استعمارية شنيعة على بلادنا دامت 132 سنة، كما يريد في المقابل تسليط الضوء على العشرية السوداء وكل ما تحمله من آلام، من وجهة نظره التي يقدمها على أساس أنها حرب أهلية رغم كونها ليست كذلك، فقد كانت حربا ضد المؤسسة العسكرية وضد السلطة، استُخدم فيها الشعب كرهينة».
وتشتبه المحامية، في أن الروائي كمال داود، حصل على الجنسية الفرنسية وحتى في ضم اسم زوجته في صدارة قائمة للّاجئين حتى تتحصل على منصب عمل بسهولة، «بطريقة غير شرعية بمساعدة أطراف فرنسية نافذة»، معتبرة «أن ذلك جاء كمقابل لخيانته لوطنه الأم وبيعه له».
وقالت عضو الدفاع، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من ضغط على المؤلف لإصدار روايته، نقلا عما قالته لها صديقة مقربة من داود.
وأشارت، في ذات الوقت إلى أن أربعة من الأعضاء الذين يشكلون لجنة تحكيم جائزة «غونكور» الشهيرة التي تحصل عليها عن هذا العمل الأدبي، الذي يوجد في قلب فضيحة، هم أعضاء كانوا رفضوا منح كمال داود الجائزة، من أصل 10 أعضاء يطالبون اليوم بإعادة الاجتماع ومراجعة قرار اللجنة، بعد التصريحات التي أدلت بها سعادة، لأن أول شرط لجائزة «غونكور» أن تكون القصة وهمية وليست واقعية ولا تمس بكرامة وشرف الأشخاص أحياء كانوا أم أموات، وهذا ما لم يحترمه داود.
من هي "سعادة عربان "
السيدة سعادة عربان، هي ناجية من جريمة إرهابية قضى فيها كل أفراد أسرتها خلال العشرية السوداء، وتعرضت بدورها للذبح وكان عمرها لا يتجاوز ست سنوات، ما أفقدها صوتها، ودخلت في رحلة علاج لتجاوز الأهوال التي عاشتها ويبدو أنها تمكنت من ذلك إلى حد ما، وتزوجت عن حب من رجل عرفته خلال الدراسة في الثانوية، قبل أن تظهر قصتها في رواية استفاد كاتبها كمال داود من دعم لوبيات يمينية فرنسية، وظفته في هجومها على الجزائر.
وظهرت السيدة عربان، مؤخرا، في عدد خاص من برنامج ‹› كيما كان الحال ‹› للصحفي يونس صابر شريف، على شاشة القناة التلفزيونية ‹› وان تي في ‹› ، إلى جانب زوجها في بيتهما بوهران، وهو ما تناولته ‹› النصر ‹› في عدد الأحد 17 نوفمبر الحالي.
وقد فجرت السيدة عربان، هذه القضية للمرة الأولى عندما سردت قصتها بالفرنسية وهي تضع أنبوب تنفس، و كشفت أنها كانت تعالج لدى زوجة الكاتب كمال داود، التي هي طبيبة أعصاب وأن علاقتها توثقت بها، إلى درجة أن ابنيهما صارا صديقين.
وأظهرت خلال ذات البرنامج، رواية ‹›حوريات›› ممهورة بتوقيع الكاتب وهو يُحييها على شجاعتها، فيما يشبه اعتراف منه باستغلال قصتها في روايته.
وأشارت المتحدثة، إلى أن زوجة الكاتب هي التي حملت إليها الرواية، وعندما جرى بينهما الحديث عن عائداتها قالت أن زوجة داود، حاولت إغراءها بالعائدات المالية التي ستستفيد منها من تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، وهو على ما يبدو مشروع قيد التنفيذ لكن الضحية قالت، إنها ترفض بيع القصة التي سبق لأهلها رفض استغلالها إعلاميا، مشدّدة على أن القصة قصتها والماضي ماضيها وأن داود استغل مأساتها للحصول على المال، وفوق ذلك يشوه سمعتها على حد تعبيرها.
وأظهرت، المتحدثة خلال ظهورها الأول أوجه التشابه بينها وبين بطلة الرواية، منها محاولة الإجهاض والأوشام على جسدها وإدارتها لصالون حلاقة وهوايتها للفروسية وعلاقتها الصعبة مع والدتها، مؤكدة أن الكاتب أخذ كل التفاصيل مما كانت تسرده على طبيبتها في جلسات العلاج، لأن الشخص الذي لم يعش التجربة لا يمكنه كما قالت، أن يكتب عنها بالطريقة التي كتب بها في الرواية ، وأنه ليس من حقه أن يفعل ذلك.
وقالت، إنها ستخوض معركتها حتى النهاية، وأنها سترد على داود بكتاب تسرد فيه قصتها الحقيقية، من أجل ابنها كي يعرف ما عاشته والدته، مشيرة من جهة أخرى أن الاضطرابات التي كانت تعاني منها عاودت الظهور منذ شروعها في قراءة الرواية، وهو ما أكده زوجها، الذي كشف بأنها فقدت الشهية وعانت من الأرق والصداع وهي تقرأ الرواية.
للإشارة، فإن بطلة رواية كمال داود، ناجية من مجزرة إرهابية، تعرضت فيها للذبح، وفقدت صوتها جراء تضرر حبالها الصوتية، تروي قصتها لجنينها، وحاول الكاتب في تصريحاته أن يربط بين فقدان صوت البطلة، ومحاولة الجزائر الرسمية فرض قانون الصمت على مرحلة الإرهاب، وأبعد من ذلك اعتبر مطالبة الجزائر فرنسا بالاعتذار عن جرائم الاستعمار محاولة للتغطية على هذه الفترة.
عبد الحكيم أسابع
دعا أمس، أكاديميون مختصون خلال أشغال ملتقى حول «الفلسفة والراهن» بقسنطينة، إلى ضرورة تقريب الفلسفة من الواقع دراسة وتفكيرا، بالإضافة إلى تحرير الذات العربية والمنتمية إلى العالم الثالث من التبعية إلى الفلسفة المركزية الغربية، بحيث يتوجّه الاهتمام للبحث في قضايا نابعة من واقع المحيط الذي يعيش ضمنه.
واحتضنت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، فعاليات الملتقى الوطني حول «الفلسفة والراهن»، حيث قال رئيس الملتقى البروفيسور، هشام معافة، في كلمته الافتتاحية إنّ الفلسفة ينبغي أن تكون على صلة بالسياق الحالي والمشكلات المرتبطة به، مذكّرا بعبارة لـ«هيغل»، «الفلسفة هي الفكر في عصره»، وأشار إلى أنّها كناية عن كل فكر فلسفي يشرح معناه ودلالاته من توترات الحياة ونوازلها، لافتا كذلك إلى أنّ الفيلسوف ابن واقعه.
وأضاف المتحدّث أنّ الفلسفة هي الإطار الذي يفهم من خلاله الإنسان العالم ويفعل داخل نطاق حياته الخاصة بما مكّنته له من أدوات للكشف عن الحقيقة، معتبرا أنّها فن إجادة العيش في هذه الحياة، كما أنّ الفعل الفلسفي هو استجابة «أنطولوجية» وعملية لمتطلبات الوجود في العالم ورغبة في تغيير الواقع الإنساني نحو الأفضل، بالأخص حسب، معافة، أنّ الإنسان يعيش في عصر لا ينبغي فيه للفلسفة أن تدير ظهرها لواقع سقطت فيه كل الأقنعة عن الأنسنة الغربية وفضحت نرجسية هذه الأخيرة ومركزيتها مسقطة العقلانية الأنوارية.
وأردف المتحدّث أنّه على الفكر الفلسفي أن يغيّر في ضفّة الهامش مركز الثّقل في الاهتمام، فبدل استلهام مقولات المركز باعتباره النموذج الثقافي والحداثي، مثلما عبّر عنه البروفيسور، عليه البحث عن الذات، تحريرا لها من الهيمنة الغربية، فيفكّر خارج الكونية التي صاغ الغرب قواعدها ورتّبها ترجيحا لمصالحه، إذ يرى المتحدّث أنّ مبادئه لم تعد تستجيب لتعايش الحريات، وأضاف أنّه ينبغي التأسيس لفلسفة مقاومة غرضها ابتكار فضاءات عمومية جديدة عابرة للأوطان تستجيب لجميع الحريات وتؤسس لقواعد العيش المشترك، يكون للهامش على حدّ تعبير المتحدّث، نصيب في لدن المركز.
وأوضح للنّصر على هامش الملتقى البروفيسور، معافة، أنه يفترض أن لا تكون الفلسفة بعيدة عن واقع الإنسان والمعيش اليومي، ولا ينبغي للفيلسوف أن يظل ينظر إلى «الموجود بما هو موجود» مثلما كان عليه فلاسفة اليونان، حيث تعتبر مواضيع بعيدة عن الحياة المعاشة، وإنّما يجب الانطلاق من الواقع ليتم فلسفته فهما له بغية تغييره.
وأكّد المتحدّث أنّ المقاومة تعتبر فلسفة وتدعو إلى التحرّر وعدم الاستكانة للمستعمر، مضيفا أنّ الملتقى يعتبر دعما للمقاومة الفلسطينية ورجالاتها، مؤكدا أنّه ينبغي تغيير مقاليد التفلسف من التبعية إلى الغرب وعقلانيته الموحشة إلى أخرى تحرّر العقل العربي والإسلامي والمركزية الغربية، ذلك أنّ الحداثة العقلانية لهذه الأخيرة التي كانت ترفع شعارات العدالة، العيش المشترك، الانفتاح على الآخر والتواصل معه، قد سقطت أمام وحشية العدوان الإسرائيلي.
وذكرت البورفيسور بقسم الفلسفة بجامعة قسنطينة 2، نورة بوحناش، أنّ المعايير الكونية المفروضة على العالم تخصّ الإنسان الأوروبي، كما أنّها فلسفة قومية غربية، انطلاقا من اليونانية التي اعتبرت معجزة تقول المتحدّثة، رفض الغرب أن تكون لها وصال بالعالم الشرقي، ورأى أنّها امتداد أوروبي فأقصى لذلك كل أفكار العالم. وتضيف المتحدّثة أنّه عندما يتم الاختبار والنّظر في فهارس الكتب تلاحظ صفات تنقص من قيمة أفكار الآخر، فعلى سبيل المثال تقول إنّ الفكر الشرقي القديم غني فتح عالم الحضارة الإنسانية، غير أنّ الغرب يصفه بكونه عملي لا يرتقي إلى مستوى التنظير الغربي، وبالتالي هناك صفات تطلق على ثقافة الآخر بغرض محوها.
وأردفت المتحدّثة أنّ خانة الفكر الإسلامي غير موجودة، فالقفزة تكون من العصور الوسطى إلى الحديث، فتغيّب المرحلة الحضارية التي كانت تسود العالم في الفكر الإسلامي، فالفلسفة التي رسّمت على أنها وحيدة هي مظهر من مظاهر استعمار العقل الإنساني، والتحرّر منها يكون بإنشاء ذات مغايرة للذات الغربية وثقافة خاصة وكذا حقلا مفاهيميا ونظريا يخص أدوات العالم الثالث والعربي.
وتقول البروفيسور، بوحناش، إنّ محاضرتها الافتتاحية حول الفلسفة البديلة أو فلسفة المقاومة هي تقديم موجّه للمثقّف الجزائري مفاده أنّه عندما قلّد وكرّر الفلسفة الغربية لم ينجز شيئا، ولفتت أنّ كل الأطروحات في العالم العربي تقليد للغرب، وعليه ينبغي على الفيلسوف الذي يعيش في العالم الثالث والعربي أن يهتم ويفكّر في ذاته وبوسائله ولا إشكال في الاستفادة من وسائل الآخر.
ومن جهته يرى الدكتور بجامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2، أحمد كشي، في مداخلته حول راهن القيمة من «الفلسفة العالمة» إلى «الفلسفة الحية» أنّه لا يمكن تحديد الدور الذي تلعبه الفلسفة في المشكلات التي يعاني منها الإنسان في العصر الحالي إلا من خلال تحديد ماهية الفلسفة وتعريفها، ذلك أنّ الكل يعرّفها انطلاقا من مجال نشاطه وتخصّصه، وبالتالي ليس هناك اتفاق حول الفلسفة ومنه لا يمكن تحديد الوظيفة التي تؤديها هذه الأخيرة في الحياة العامة. وأضاف المتحدّث أنّه في العادة يتم الانطلاق من طبيعة الممارسة الفلسفية التي يقوم بها الباحث لتحديد مجالها، وعليه يعتبر كشي، أنّه لابد من تحديد الفلسفة من ناحية الماهية.
إسلام. ق
أصدر الأخصائي النفساني ماليك دريد، مؤلفه الأول في مجال الصحة النفسية، تحت عنوان «الوجيز في المتلازمات النفسية النادرة»، للتعريف بالمتلازمات النفسية النادرة وتبسيطها بأسلوب علمي ومختصر للقارئ. يشرح الكتاب، بعض الظواهر النفسية وفق منظور علمي، مثل حالات الحمل الوهمي، ووهم سبق الرؤية، والمشي أثناء النوم وغيرها، وذلك للمساهمة في نشر الثقافة النفسية.
وتحدث الأخصائي النفساني والمكون في علم النفس السرطاني، عن محتوى الإصدار، قائلا بأن الكتاب يتناول المتلازمات النفسية النادرة بأسلوب علمي بسيط ومختصر، حتى يتمكن المختص والقارئ معا من استيعاب المحتوى الذي ينقسم إلى ثلاثة فصول، يتضمن الفصل الأول المتلازمات النفسية النادرة، بداية بتوضيح مفهوم المتلازمة التي تشكل مجموعة من الأعراض المترافقة والتي تكون أسبابها غير واضحة وغير معروفة، وتسمى عادة على أسماء مكتشفيها.
وترتبط متلازمات نفسية نادرة، بأحداث وثقافات يذكر الفصل الأول من الكتاب بعضها مثل متلازمة القدس، ومتلازمة ستوكهولم، ومتلازمة فلورنسا، ومتلازمة باريس، ومتلازمة كاروشي، ومتلازمة لاتا، وأخرى ارتبطت بأحداث ومواقف سياسية وعسكرية وأمنية حدثت في الماضي، مثل متلازمة أفغانستان، متلازمة حرب الخليج، متلازمة لندن.
أما الفصل الثاني فقد تضمن حسبه، المتلازمات النادرة التي ترتبط بأمراض عصبية واضطرابات عقلية ونفسية، مثل متلازمة أليس في بلاد العجائب، ومتلازمة مونخهاوزن، ومتلازمة روبنشتاين، ومتلازمة ديكليرامبو، وهي مصطلحات علمية مشروحة بدقة في الكتاب.
وتطرق الفصل الثالث، إلى الظواهر النفسية النادرة، كظاهرة الحمل الوهمي عند غير المتزوجات، وهي حالة نفسية نادرة معروفة لدى أطباء النساء والتوليد، والعاملين في مجال الرعاية النفسية، حيث قدم لها تفسيرا علميا وفق نظريات واضحة، وبناء على مقاربات مجدية قصد التفصيل في أسبابها التي قد تكون نفسية أو اجتماعية بيولوجية أو طبية.
يتحدث الكتاب أيضا، عن اضطرابات النوم، كالمشي أثناء النوم، ووهم سبق الرؤية، وهو التوهم برؤية مواقف آنية من قبل، أو يعتقد برؤية أشخاص من قبل، وهي حالة نادرة أسبابها لا تزال غامضة حسبما فصل فيه الإخصائي، لكن هناك نظريات علمية عصبية قدمت تفسيرا لم يجزم بصحته بعد، يشير إلى تقديم المخ إشارات خاطئة، أي حدوث خلل كيميائي في الدماغ، بحيث يعتقد الفرد أنه سبق أن رأى الموقف الآني من قبل، مردفا بأنه اعتمد بشكل كبير على نظريات علمية عصبية لتفسير هذه الظواهر، كما تطرق إلى شق مختصر متعلق بالتشخيص، أين أوضح بأنه لا يتم بسهولة وإنما عبر مراحل وبإشراك أطباء في الصحة العقلية والعصبية.
وعن اختيار موضوع المتلازمات النادرة، قال مليك دريد، أنه أراد توفير مرجع مبسط يساهم في تعزيز ثقافة الصحة النفسية، خصوصا في ظل قلة المراجع في هذا المجال وعدم تصنيف بعض المتلازمات في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية في ميدان علم النفس والطب العقلي، مشيرا إلى أن بعض المتلازمات المتطرق إليها في الإصدار الجديد غير معترف بها كاضطرابات أو متلازمات بالرغم من أنها موجودة.
مضيفا، بأنه أراد تسليط الضوء على نقاط غير معروفة للعامة، معتمدا على مراجع أجنبية باللغة الإنجليزية وأخرى عربية، مفضلا اختيار أسلوب موجز في التعريف بها وشرحها لضمان متعة القراءة، وسهولة وصول المعلومة، سواء للأشخاص العاديين أو المختصين كذلك، وأيضا لنشر الثقافة النفسية وتغذية شغف الراغبين في الاطلاع على خبايا المجال، حيث اعتمد أسلوبا علميا موجزا، ووظف مصطلحات تقنية مع شرح بسيط وواضح.
موضحا، بأن الكتاب يعد أول إصدار له و لهذا لم يكن العمل عليه سهلا، حيث وجد صعوبة كبيرة في الحصول على المراجع، مردفا في سياق متصل، بأنه اعتمد على أساتذة أكاديميين لإتباع منهجية مضبوطة في الكتابة وتهميش المراجع بطريقة صحيحة. ويحتوي العمل، المقدم في شكل وجيز من 105 صفحات، على ملخص لموضوعه باللغتين العربية والإنجليزية، كما ترجمت جميع أسماء المتلازمات والظواهر النفسية إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب معلومات مختصرة تشمل مواضيع في الطب النفسي الثقافي، وعلم النفس العيادي، والأنثروبولوجيا، والتاريخ، والعلوم السياسية، وطب الأعصاب، والطب العقلي، مردفا بأن الدراسات والأبحاث في هذا الموضوع بالذات لاتزال قليلة في مجال العلوم النفسية.
أما الهدف من تأليف الكتاب، هو كما أوضح تسليط الضوء على هذه المتلازمات النفسية والظواهر النفسية النادرة وغير المعروفة حتى لدى بعض المختصين في المجال، ومن المنتظر نشر إصدارات أخرى تصب دائما في دائرة نشر الوعي والثقافة النفسية، من خلال مواضيع متخصصة تهم الباحث والأكاديمي والقارئ العادي.
أسماء بوقرن
اختتمت أمس، بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية، قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، فعاليات الطبعة السابعة لتظاهرة جسور التواصل لتراث الحواضر، بمشاركة عدد مهم من إطارات مختلف المتاحف العمومية الوطنية، في يوم دراسي حول التصوير «الفوتوغرامتري» في تثمين المجموعات المتحفية.
أطر ورشات الملتقى، كل من الباحثين في المعهد الوطني للآثار، بجامعة الجزائر 2، البروفيسور محمد العرباوي، والبروفيسور سليم عنان، اللذين قدما مداخلة مشتركة، عرض شقها النظري تعاريف ومفاهيم عامة حول التصوير في ميدان علم الآثار، فيما استعرض الشق العملي نماذج متحفية ومبانيَ أثرية طُبقت عليها هذه التقنية.
وتطرق الباحثان إلى أحدث التقنيات الرقمية المستخدمة في التوثيق والإنتاج الرقمي للمواقع واللقى الأثرية، مؤكدين على أهمية تزويد المؤسسات المتحفية والثقافية ومراكز البحث المتخصصة في الآثار، بعتاد متطور يساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي، وكذا سهولة نقله افتراضيا للتعريف به سواء لدى أفراد المجتمع، أو حتى عرضه خارج الجزائر أثناء المشاركة في المحافل الدولية، كما تحدثاعن أهمية الأرشفة الرقمية للتراث حفاظا عليه من عمليات السرقة، لمساعدة الجهات الأمنية في استرجاعه في حالات تعرضه لجريمة السرقة.
ووصف البروفيسور سليم عنان، عملية التوثيق الرقمي للتراث بأنها عملية مهمة وسهلة في الآن ذاته تتطلب فقط عتادا ذا جودة عالية، وهي تُعنى وفقا له، بتسجيل كل ما يخص الأثر المراد ترميمه بداية من تاريخه وأهميته الفنية، وصولا إلى أبعاده وأشكال الزخارف التي يحتوي عليها، كما عرض مزاياها وشرح الطريقة الصحيحة لالتقاط الصور، موضحا بعض الأخطاء التي يقع فيها الباحثون والأثريون ما يجعل النتائج المتحصل عليها غير دقيقة، مؤكدا على مراعاة بعض الشروط في عملية الإنتاج الرقمي للتحف، لاسيما التي تخص معالجتها، حيث نبه إلى موضوع تحميل الصور، ثم مراقبة جودتها، فترتيبها مع مراعاة نسبة التداخل بينها.كما أشار المتحدث، إلى الأساليب المستخدمة في عملية الأرشفة والحفظ الرقمي، مثل التصوير الفوتوغرافي الذي يعطي صورة تفصيلية للتحفة، وتقنية «الستيريوسكوبی» لإنشاء تأثيرات ثلاثية الأبعاد عبر عرض صورتين لنفس المشهد من زوايا مختلفة، ومن تطبيقاته الشهيرة، ذكر الأفلام ثلاثية الأبعاد، من خلال عرض فيلمين بزاويتين مختلفتين أين يتمكن المشاهد من ارتداء نظارات خاصة لرؤية العمق، إلى جانب التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد، حيث يتم التقاط صورتين بزاويتين مختلفتين تحاكيان الرؤية البشرية، فضلا عن الواقع الافتراضي.واستفاد الحضور من بعض النصائح التي قدمها البروفيسور، للحصول على نتائج جيدة ودقيقة، أبرزها اختيار آلة تصوير ذات جودة، الانتباه إلى الإضاءة، وتجنب عملية التكبير والتصغير، وكذا تنسيق الصورة حتى تسهل عملية معالجتها.من جهته، قال البروفيسور محمد العرباوي، إن ميدان علم الآثار شهد تطورا ملحوظا في استخدام التكنولوجيا في كل الفروع، سواء تعلق الأمر بالصيانة والترميم، وحتى في نوعية الآثار لاسيما اللقى التي تعود إلى ما قبل التاريخ، وفي هذا السياق قدم عرضا توضيحيا لنتائج توصل إليها التصوير الفوتوغرامتري، تمثلت في صور نهائية لمواقع أثرية، على غرار موقع أثري لمنزل يعود للفترة الإسلامية، وتجربة رقمنة قناع «غورغون» الروماني العملاق، الموجود في حديقة موقع متحف عنابة، كما عرض نموذج رقمي لتحفة أثرية تعود إلى ما قبل التاريخ.
وتحدث عرباوي أيضا، عن مزايا جهاز المسح الليزري ثلاثي الأبعاد شارحا طريقة عمله، وتطرق أيضا للحديث عن الطباعة البلاستيكية كبديل عن القولبة الجبسية تفاديا لتسمم التحفة الأصلية وتخربها، حيث تساعد التقنية حسبه، على نسخ المعالم مهما كان حجمها، والتسويق لها كتحف أثرية رمزية تروج للسياحة وللتراث الثقافي في الجزائر.وأبرز المتحدث، بعض العراقيل التي يمكن أن تواجه الأثري خلال تصوير المادة الأثرية من الموقع، ونبه إلى عناصر مشوشة بإمكانها أن تشوه النموذج الرقمي، مؤكدا على التقاط أكبر عدد ممكن من الصور التي تكون ذات جودة، وتصوير كل عنصر زخرفي لوحده في حال كانت القطعة تحتوي على كثير من التفاصيل، كما نصح بالقيام بملاحظة شاملة للموقع قبل الشروع في تصويره للحصول على عمل متكامل ومتجانس.
وعرف اليوم الدراسي كذلك، عرض صور ثلاثية الأبعاد للقى أثرية بتقنية التصوير «الفوتوغرامتري»، لكل من المتحفين العموميين الوطنيين لولايتي تبسة وسطيف، والمتحف العمومي الوطني البحري، وقدم ممثلون عن المتاحف المذكورة تجاربهم في الحفاظ على التحف الأثرية، منها أنفورات رومانية تعود لما قبل التاريخ، والقرن الأول ميلادي، وكذا إبريق خزفي يعود للفترة الوسيطة، وجرة فخارية، فضلا عن عرض نموذجين ثلاثيي الأبعاد لقطعتين أثريتين نادرتين هما مصباح زيتي على شكل قدم، وكوب روماني نادر جدا توجد نسخة واحدة منه في متحف تبسة. وعلى هامش التظاهرة، قالت مريم قبايلية، مديرة المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية، قصر الحاج أحمد باي، إن اللقاء يأتي في وقت نعيش فيه ثورة رقمية، حيث أصبح من الممكن نقل التراث الثقافي من العالم الواقعي إلى العالم الرقمي، بما يسمح للباحثين والجمهور بالوصول إلى هذه القطع الأثرية من أي مكان وفي أي وقت .
وتضيف قبايلية، بأن التكنولوجيا الرقمية ساهمت في ابتكار العديد من التقنيات والبرامج الجديدة في مجال المسح الأثري أو الأرشفة الرقمية وغيرها، أبرزها تقنية التصوير «الفوتوغرامتري» التي تساعد على نقل الواقع بدقة مذهلة فهي ليست مجرد تقنية تصويرية بل وسيلة علمية مبتكرة تسمح بإعادة إنشاء الأبعاد الحقيقية للقطع الأثرية بدقة خصوصا النادرة منها، وتتيح أيضا استكشاف تفاصيل قد تكون مخفية أو غير مرئية بالعين المجردة، كما يمكن من خلال هذه التقنية التأكد من الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة. وعرفت التظاهرة في يومها الثاني ، تقديم ورشة تطبيقية لإطارات المتاحف العمومية الوطنية المشاركة، بإشراف من الأستاذين الباحثين محمد العرباوي، وسليم عنان، للتعريف ببعض التطبيقات التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية للمتاحف الوطنية العمومية. إيناس كبير
تميّزت السهرة الثانية للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي، بتألق ابن الأوراس الفنان حليم شيبة، الذي أمتع الحضور في أول لقاء بينهما، كما تألقت الأصوات الفنية المحلية في الليلة الثانية للطبعة العاشرة من التظاهرة الموسيقية.
وأكد الفنان حليم شيبة، سعادته بالتواجد بين جمهور أم البواقي، الذي غنى له لأول مرة في مساره الفني الممتد عبر 30 سنة كاملة، حيث اعتلى ركح دار الثقافة بالولاية للمرة الأولى، واستطاع أن يحقق النجاح في سهرة طبعتها موسيقى فرق فنية محلية، إلى جانب الفنان فتحي لونيس، الذي أمتع الحضور بتوليفة من الأغاني الشاوية.
ورغم أن حليمة شيبة، لم يكن مدرجا في برنامج النشاط و تلقى دعوة محافظة المهرجان في الليلة الثانية من عمر الفعالية، إلا أنه صنع التميز وقال للنصر، بأنه اكتشف جمهور الولاية وسره التعرف عليه، موجها شكره للقائمين على محافظة المهرجان نظير الالتفاتة الطيبة لشخصه وفنه.
وقد تفاعل الجمهور الحاضر في القاعة مع الأغاني التي أداها الفنان، على غرار رائعة الفنان الراحل عيسى الجرموني «عين الكرمة»، وأغنية «ماتبكيش يا جميلة»، إضافة إلى أدائه لأغاني «سوسم أممي» و«أمين يا نوارة»، و«بنت البارود»، وتفنن كذلك في الأغاني التي عُرف بها وسط عشاقه ومحبيه، حيث ردد معه الجمهور كلمات أغنية «عاقب على الحارة» ضمن كوكتال شاوي متنوع.
كما استمتع الجمهور الذي ميزته العائلات الحاضرة، بقية السهرة بفقرات موسيقية مختلفة للفنان الشاب ابن ولاية أم البواقي فتحي لونيس، الذي قدم مجموعة من الأغاني المتنوعة، وأدى أعمالا معروفة للفنان عيسى الجرموني، مثل «أكّر أنوقير» و«أحنا شاوية»، وأغاني من الفلكلور الجزائري على غرار «دمي دمي»، وختم الفنان فتحي الفقرة الغنائية المخصصة له بأغنيته التي اشتهر بها على مدار السنوات الماضية، والتي لاقت رواجا كبيرا عبر ربوع الوطن « حزم لالة فطوم».
اعتلى بعد ذلك أعضاء الفرقة الشبانية المحلية «فرقة تيس أباي» الركح وأوضحوا، أن اسم الفرقة يشير إلى منبع مائي في إثيوبيا تمشي مياهه عكس التيار، في إشارة إلى سعيهم للتميز بإضفاء لمسة عصرية على أغانيهم، التي كتبها الشاعر ابن ولاية أم البواقي الطيب خليفي، و نالت إحداها الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للموسيقى الأمازيغية.
أدت الفرقة التي تأسست سنة 2010 ، ثلاث أغان من ألبومها الذي يعالج قضايا اجتماعية بالشاوية، بداية بأغنية «ثاومات»، وتعني «الأخوة» و«ثنغارث»، وتعني «الفتنة»، و«زيزي» وتعني «جدي»، وهي أغنية مهداة للشهيد مالكي الحركاتي الذي استشهد سنة 1960، وتحكي مسيرة نضاله.
كما سطع خلال السهرة الثانية من عمر المهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي، نجم فرقة «إثران» أو «النجوم» وردد الجمهور أغانيها فالفرقة التي تأسست سنة 1992، تمزج عديد أصناف الموسيقى في لون واحد توشحه الأغنية الشاوية، صدرت لها عديد الألبومات الغنائية، وقد تفاعل الحضور مع أدائها لبعض من أشهر أعمالها، حيث كانت البداية بأغنية «المحفل» التي بلغت العالمية بعد أن شاركت بها الفرقة في عديد المهرجانات خارج الوطن، وكذا أغنية «الفوشي»، وأغنية «ثامورثنغ» وأغنية «إيظلي»، إضافة إلى أغنية «أشّا أبويا» و«ذكذورار ممي». أحمد ذيب
انطلقت سهرة أمس الأول، فعاليات المهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي، وجاءت الطبعة العاشرة تحت شعار «الموسيقى لغة الوحدة والتناغم»، ونجح المهرجان في أولى سهراته في استعادة ثقة الجمهور وكسر الجمود الذي عرفه ركح دار الثقافة نوار بوبكر بمدينة أم البواقي، بسبب غياب مثل هذه التظاهرات الفنية لنحو 7 سنوات كاملة.
ويعلق منظمو الطبعة، الآمال على جمهور الولاية الرابعة لإنجاح المهرجان، من خلال توجيه الدعوة للعائلات للإقبال بقوة على دار الثقافة في ظل تواجد عديد الأسماء الفنية ضمن برنامج سهرات المهرجان.
دنيا و سليم الشاوي نجما السهرة
وقد تميزت سهرة الافتتاح، بتكريم نجمين من نجوم الأغنية الشاوية ويتعلق الأمر بكل من الفنان ابن مدينة أم البواقي مراد صيد، وكذا الفنان ابن ولاية باتنة حسن دادي، إلى جانب تكريم أحد مؤسسي فرقة الكاهنة الفنية وهي أول فرقة فنية بمدينة أم البواقي، ويتعلق الأمر بعداد الطاهر الذي اختير محافظا شرفيا للمهرجان في طبعته العاشرة.
وبادرت محافظة المهرجان بإسداء تكريم لبركاني ناصر، صاحب مؤسسة للترقية العقارية وكذا حمزة عبود مسؤول الوكالة السياحية «ماسيلفيا»، وهما اللذان استجابا لنداءات محافظة المهرجان بالإقبال على المساهمة في إنجاح هذه الطبعة، تجسيدا لتوصيات وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، التي أكدت بحسب محافظ المهرجان الفنان مذكور الدراجي، على محاولة إيجاد بدائل مالية لرعاية الفعالية ومحاولة ترشيد النفقات من خلال رصد ميزانية بقيمة 500 مليون سنتيم لهذه الطبعة، التي عرفت سهرتها الأولى تألق أصوات شبابية تؤدي الطابع الشاوي العصري، وتميزت بلمسة وطنية أضفتها الفنانة دنيا الجزائرية.
ورغم العدد القليل للعائلات التي حضرت حفل الافتتاح، إلا أن الشباب كانوا حاضرين بقوة و قدِموا من مختلف بلديات ولاية أم البواقي، وتجاوبوا مع الطبوع الغنائية التي قدمت على ركح دار الثقافة نوار بوبكر.
وقد استهلت الفنانة دنيا الجزائرية الحفل، وغنت للوطن وأدت أغاني وطنية يحفظها الجمهور جيدا على غرار «موطني»، و«من أجلك عشنا يا وطني»، إضافة لأغنية «بلادي هي الجزائر» مع تقديمها لأغنية «نهواك ياغالي» للفنانة سلوى الجزائرية، وتفاعل الجمهور معها وردد كلمات أغنية «صبّ الرشراش» للراحلة «زوليخة».
كما أدت الفنانة دنيا، أغنية «يحياو اولاد بلادي» وكذا أغنية «أحنا شاوية» وهي الأغنية التي لاقت صدى لدى الجمهور على قلته وتفاعل معها، وجاء الدور بعدها على عضوين من فرقة «ثيقيار» المحلية العربي حراث وأحسن صابري، اللذين أمتعا الجمهور بأغانٍ من ألبوم الفرقة الذي يحفظه الشباب من أبناء بلديات الولاية، على غرار أغنية «ايوا حدة لالة» وكذا أغنية «نتا ذا مزوارو» وأغنيتي «أها السراح» و«منانة».وكان سليم الشاوي، نجم سهرة الافتتاح بلا منازع حيث تفاعل الجمهور مع كل أغانيه، التي أداها رفقة أعضاء فرقة «جوق نادي 21» بمعية فنان من ولاية سكيكدة، ولم يرفض سليم الشاوي طلبا لجمهوره ومحبيه، وبالرغم من عدم تقديمه لأية أغنية من ألبومه الجديد، إلا أنه نجح في إمتاع الحضور بفضل أدائه الحماسي لأغاني أخرى شهيرة على غرار «عيشوا عيشو غير انتوما»، و«ماعنديش منك عشرة»، و«زوالي وفحل» وكذا أغنية «عين الكرمة»، وأغنية الفنان الراحل الشاب عزيز «لهوا وذرارا».
أحمد ذيب
* مولوجي: ندرس إمكانية تمديد عمر المعرض إلى 15 يوما
اختتمت الطبعة 27 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، بتسجيل رقم قياسي للزوار الذين توافدوا على مختلف أجنحة العارضين ودور النشر المشاركة، فضلا عن الفضاءات التي شهدت تنظيم النشاطات الثقافية المرافقة، حيث أشارت تقديرات المنظمين إلى أن هذا المحفل الثقافي استقطب أكثر من 4.3 مليون زائر.
وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي، أن الطبعة سجلت رقما قياسيا جديدا من حيث الإقبال، مشيرة إلى أن الأرقام الأولية تحصي أزيد من4 مليون زائر قبل يوم واحد من اختتام أكبر تظاهرة ثقافية وطنية، مضيفة أن وزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع محافظة الصالون، تدرس إمكانية تمديد فترة تنظيمه إلى 15 يوما.
واعتبرت السيدة مولوجي، في تصريح للصحافة على هامش مراسم حفل الاختتام، التي جرت مساء أمس الأول، بأن النجاح الكبير الذي عرفه الصالون :"مؤشر صحي على الدينامية القرائية التي تعرفها الجزائر، وهو ما يضرب عرض الحائط الأطروحات التي تنفي عن الجمهور الجزائري علاقته الوطيدة بالكتاب وشغفه بالقراءة"، معتبرة أن إقبال الجمهور بهذا الحجم الكبير جدا يجعله في طليعة صالونات الكتاب الكبرى.وفي كلمة كانت قد ألقتها، خلال إشرافها على مراسم اختتام التظاهرة، أشارت السيدة الوزيرة إلى أن قطاع الثقافة والفنون «دأب على تشجيع ومرافقة المبدعين عامة، والشباب منهم بشكل خاص، بتوجيه رشيد من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون»، مضيفة أن تأسيس جائزة «كتابي الأول» في طبعتها الأولى خلال هذه الدورة هي «خطوة حضارية للارتقاء بالفعل الإبداعي والقرائي على السواء».
وأثنت السيدة مولوجي على مشاركة «دولة قطر الشقيقة التي نزلت على صالون الجزائر ضيف شرف بتمثيل ثقافي رفيع، وفي مقدمته سعادة وزير الثقافة القطري، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، والوفد الرفيع الذي شاركنا مراسم افتتاح الطبعة، إلى جانب كوكبة وازنة من المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين» .من جهته، عبر محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب محمد إقرب، عن اعتزازه بالأعداد الهائلة من القّراء الذين غزوا فضاءات الصالون بحضورهم الكثيف بحثا عن الكتاب وإصرارا على المعرفة، وأضاف أن استحداث جائزة «كتابي الأول» هي التفاتة كريمة للكتاب الشباب الذين أقبلوا على نشر إبداعاتهم لأول مرة وتشجيعا لهم من أجل استمرار جاد في الكتابة والمساهمة في إثراء المكتبة الوطنية والعالمية.
كما أبرز السيد إقرب، بأن هذا المحفل الثقافي الأكبر الذي يحظى برعاية كريمة من السيد رئيس الجمهورية وإشراف مباشر من وزيرة الثقافة والفنون، تشرّف باستضافة دولة قطر "ضيف شرف" والتي حطّت رحالها بيننا كما قال، لتزيد من إشعاع صالون الجزائر للكتاب وتمنحنا فرصة ثمينة للاطلاع عن قرب على المنجز الثقافي القطري الذي يفرض نفسه باقتدار في المشهد الثقافي العربي والإسلامي.
وفي تصريح للنصر، على هامش مراسم حفل الاختتام قال محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب إن المحافظة تتوقع أن يكون حجم الإقبال على هذه التظاهرة الثقافية، تجاوز4 مليون زائر.
وقد عرف حفل الاختتام، تتويج فائزين اثنين بجائزة «كتابي الأول» في طبعتها الأولى ويتعلق الأمر بكل من سليماني منصف بلقاسم، من ولاية بشار، في فئة اللغة العربية،عن نصه الروائي «عالية القش»، من نوع الفانتازيا، والتي اعتمد فيها صاحبها – حسب لجنة التحكيم - على التخييل الإبداعي "فحمل القارئ من خلال نصه الذي يتناول قصة زوجات "تائهات"، إلى عوالم غريبة وغير متوقعة دون أن تفقد علاقتها بواقع تاريخي استثمره في بناء حبكتها بطرق غير متوقعة وغير تقليدية". و في فئة اللغة الأمازيغية، فازت آمال عبد الله، من ولاية غرداية، بذات الجائزة عن روايتها «تواجات دو باجو»، التي حاولت من خلالها الاحتفاء بالمرأة المزابية، من خلال توثيق سردي ليوميات فتاة من المجتمع المزابي، عبر عرض لوحات شاملة لحياة قومها وعاداتهم وضغوطهم، وسجلت لجنة التحكيم بأن الكاتبة الشابة وثقت أحداث روايتها برؤية تجمع بين الاحتفاء بالتراث وعشق الحياة المعاصرة معا، مع توظيف جماليات اللغة.
وتتضمن جائزة الكتاب الشباب والناشئة «كتابي الأول»، التي تعنى بالإصدارات الأولى للكتاب الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، ونشروا كتابهم الأول خلال سنة 2024 في مختلف الأجناس الأدبية، شهادة تقديرية ومكافأة نقدية تقدر بـ 500 ألف دينار. وأشادت لجنة تحكيم في تقريرها الذي قرأته رئيستها، إنشراح سعدي بجائزة «كتابي الأول»، بتنظيم هذه المسابقة، التي رعتها وزارة الثقافة والفنون، لاستقطابها كُتّاب المستقبل وفتح مجال الجوائز لباكورة إنتاجهم.
كما أشارت السيدة سعدي، إلى أن الجائزة شهدت تفاعلا محمودا "يستحق التثمين"، معتبرة أن اختيار صالون الجزائر الدولي للكتاب باعتباره المنصة الأولى للكتاب في الجزائر وأهمَ حدث ثقافي وجماهيري جعل لجائزة «كتابي الأول» في دورتها الأولى قيمة مضافة ترسخ لجملة من المبادئ الوطنية والإنسانية، «نقرأ لننتصر » و «نكتب لننتصر» أيضا.
وحسب المتحدثة، فإن اللجنة قد تلقت «81 عملا إبداعيا منذ فتح باب الترشيحات في مختلف الأجناس الأدبية»، من خواطر وشعر ورواية وقصة ومقالات، أغلبها في مجال الرواية، بالعربية والأمازيغية وهي حسبها، ذات «مستوى متقارب، متنوع التيمات، تجمع بين الواقع و الفنتازيا»، فيما تم حجب الجائزة باللغات الأجنبية لقلة النصوص المقترحة، وعدم استيفائها شروط المشاركة.
كما تم بالمناسبة، إعلان فوز جناح دولة قطر بالصالون بجائزة «أحسن جناح»، وتكريم القائمين عليه، حيث استقطب هذا الجناح زوار الصالون بفضل تصميميه وجمالياته الفريدة المستوحاة من عناصر الثقافة والموروث الثقافي القطري الثري، إضافة إلى دمجه التقنيات الحديثة والابتكار ليجمع بذلك بين الأصالة والحداثة.
تجدر الإشارة، إلى أن حفل اختتام الصالون الذي أقيم بقاعة المحاضرات التي خصصت لاحتضان مختلف النشاطات الثقافية، حضرها السفير القطري بالجزائر،عبد العزيز علي النعمه، وممثلي رئيس مجلس الأمة، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان،عبد المجيد زعلاني، إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
محافظة الصالون تشيد بالتغطية الإعلامية المكثفة لمختلف الفعاليات
أشادت محافظة صالون الجزائر الدولي للكتاب، بالتغطية الإعلامية التي حظيت بها طبعة هذه السنة، حيث كشفت في حصيلة أولية عن تسجيل أزيد من 1000 تغطية لمختلف الجرائد الوطنية والدولية وبرمجة 400 ضيف في وسائل الإعلام الجزائرية، العربية والدولية بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 110 برنامج و71 حصة مباشرة.
كما شهد الصالون حسب ذات المصدر، حضور أزيد من 40 وسيلة إعلامية سمعية بصرية وإنجاز ما يفوق 60 روبورتاجا وأكثر من 70 حوارا لمختلف ضيوف الصالون، كما تم إشراك الزوار في شتى التغطيات.
وإضافة إلى التغطية الإعلامية التي حظي بها الصالون ومختلف أنشطته من قبل وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، فقد رافق الصالون يضيف ذات البيان، موقع رسمي ونشرية خاصة سهرت على تغطية مختلف أنشطته وفعالياته سواء كان عبر تغطية الندوات أو إجراء حوارات مع ضيوف الصالون، أو من خلال روبورتاجات تبرز حجم المشاركة وتفاعل الجمهور، خاصة عبر الوسائط الجديدة، التي سجلت هي الأخرى 535 منشورا منذ بداية الصالون، حققت إجمالي مشاهدات قدر بـ 2,1 مليون مشاهدة على فيسبوك فقط، واحتلت صفحة الصالون من خلال هذا التفاعل المرتبة الرابعة عالميا بعد معرض القاهرة والشارقة وفرانكفورت.
كما أشار ذات المصدر، إلى استحداث محافظة الصالون في هذه الطبعة برامج رقمية مثل البودكاست « كتاب مفتوح « قصد توثيق الفعاليات وتعزيز الحضور الرقمي لهذا الحدث الثقافي الأكبر في الجزائر، ما يجعله منصة تواصل بالمحيط العالمي، إضافة إلى تسجيل تفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي من خلال ضمان التغطية الشاملة للنشاطات المبرمجة عبر تقنية البث المباشر وإعادة البث.
وكانت الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب «سيلا»، التي حملت شعار «نقرأ لننتصر»، قد عرفت مشاركة أزيد من 1000 دار نشر من 40 دولة من بينهم 290 ناشرا جزائريا، وعرض أزيد من 300 ألف عنوان، كما تم تسطير برنامج ثقافي تمحور حول ستة محاور كبرى، من بينها التاريخ والذاكرة (سبعينية ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة) وفلسطين.
قصر المعارض: عبد الحكيم أسابع