عرض أمس الأول، بمونتريال بكندا، الفيلم الجزائري المتوسطي «الطيارة الصفراء» للمخرجة والمنتجة هاجر سباطة، خلال فعاليات الطبعة 41 للمهرجان السينمائي الدولي «نظرات من إفريقيا» المقام بمونتريال بكندا. وكشفت مخرجة الفيلم هاجر سباطة للنصر، أن الفيلم يشارك في المنافسة الرسمية للمهرجان رفقة 35 دولة تعرض 84 فيلما، ويمثل «الطيارة الصفراء» و مدته 42 دقيقة دولة الجزائر في المنافسة الرسمية، حيث تم عرضه بقاعة سينما «دبراك» وسط حضور رسمي ميزه تواجد القنصل العام لمونتريال والسفير الجزائري. وقالت المخرجة، بأن نتائج المسابقة سيتم الإعلان عنها خلال نهاية المهرجان المقررة في 13 أفريل الجاري، بعد أن كانت قد انطلقت في 3 من نفس الشهر، معتبرة الوصول إلى المهرجان بمثابة شرف وتتويج للسينما والتاريخ الجزائري، خاصة في ظل الاهتمام المحلي والدولي الذي حظي به هذا العمل منذ إطلاقه.
فيلم «الطيارة الصفراء»، من إنتاج المركز الوطني لتطوير السينما وتحت رعاية وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، يعرض خلال 42 دقيقة قصة فتاة فقدت شقيقها خلال قصف بالطيارة الصفراء التي تعد رمزا للاعتداءات الحربية الهمجية للمستعمر الفرنسي على الجزائريين، وذلك بمشاركة أسماء فنية جزائرية لامعة كالممثل سيد أحمد أقومي وفتيحة سلطان وسهيلة معلم. يذكر أن مهرجان الفيلم السينمائي الدولي «نظرات من إفريقيا» كان قد تأسس سنة 1984، بحيث يلقي الضوء على السينما الإفريقية والفنون المسرحية والأدبية، ويهدف للترويج للثقافة الإفريقية وتعزيز التبادل الثقافي بين المهتمين بالشأن الفني وتعزيز الروابط بين كندا والبلدان الإفريقية. إ.زياري
تحتضن قسنطينة الطبعة الأولى من تظاهرة «سيرتا للفيلم القصير» في الفترة من 12 إلى 15 أفريل، وفق ما كشفته الجهة المنظمة، في ندوة صحفية بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني أمس، ويتعلق الأمر بجمعية أبدع للثقافة والفنون والشباب.
وستفتح الأيام السينمائية أبواب المؤسسات الثقافية بمدينة قسنطينة على غرار المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، ومتحف السينما «سينماتيك» بالإضافة إلى المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس، ودار الشباب أحمد سعدي، وديوان مؤسسات الشباب وقد دخل 12 فيلما تم انتقاؤه من بين 45 عملا مشاركا في المنافسة، وقال رئيس جمعية أبدع للثقافة والفنون والشباب، ومدير تظاهرة سيرتا للفيلم القصير، حمزة قش، إنهم تركوا المجال مفتوحا للمشاركين ليبدعوا في اختيار المواضيع التي سيشاركون بها، وأردف أنها تنوعت بين الاجتماعية، الثورية، الدراما، وكلها ذات قيمة هادفة، كما اعتبرها فرصة للشباب من هواة الفن السابع لتفجير إبداعاتهم السينمائية وتنويع الأفكار المطروحة.
و أفاد المتحدث ذاته أن أيام «سيرتا للفيلم القصير»، تعد فرصة أيضا لإعادة إحياء قاعات السينما في قسنطينة، وإرجاع جمهورها إليها، فضلا عن الترويج للسياحة في هذه المدينة المشهورة بتراثها وآثارها، وعراقة تاريخها، وذلك من خلال الخرجات السياحية وكذا تنشيط محاضرات بمضامين مختلفة.
وعن برنامج الفعالية صرح أنه مدروس بعناية ليكون شاملا ومتنوعا بين ورشات، عرض لأفلام طويلة وقصيرة، وفي هذا السياق أشار إلى أنهم سيخصصون عرضا مسرحيا يحمل رسالة عن مأساة غزة خصوصا ما تعانيه من آلام هذه الأيام.
وستعرف التظاهرة، المنظمة برعاية وزارة الثقافة، ووالي ولاية قسنطينة، وتحت إشراف مديرية الثقافة، ومديرية الشباب والرياضة، حضور وجوه فنية معروفة، على غرار حسان كشاش، مصطفى لعريبي، موني بوعلام، عثمان بن داود، والمخرج إدريس بنشرنين، وجمال الدين حازورلي وآخرون، وذلك يوم الافتتاح الموافق للسبت 12 أفريل، الذي سيعرف عرض فيديو سيكون نافذة على السينما في قسنطينة، وتكريم ضيوف شرف التظاهرة، والكشف عن أعضاء لجنة التحكيم وأساتذة الماستر كلاس، أما اليوم الثاني ستنظم فيه خرجة سياحية، مع انطلاق ورشات الماستر كلاس، مع انطلاق عرض الأفلام وتقييمها من طرف لجنة التحكيم التي تتكون من خمسة أعضاء من بينهم الممثل مصطفى لعريبي، الممثلة فتيحة وراد، والمخرج إدريس بنشرنين، والمخرج عادل محسن،
وسيتم خلال أيام التظاهرة، عرض فيلم هيليوبوليس للمخرج جعفر قاسم بديوان مؤسسات الشباب ودار الشباب أحمد سعدي، وكذا انطلاق فعاليات نوادي السينما، وستستمر هذه الأنشطة إلى غاية اليوم الثالث، بينما سيعرف حفل الاختتام عرض لأقوى اللحظات وكواليس التظاهرة، والإعلان عن النتائج النهائية، وتكريم أصحاب الأفلام الفائزة، ولجنة التحكيم وأساتذة الماستر كلاس وكذا المساهمين في الفعالية.
ودعا مدير تظاهرة سيرتا للفيلم القصير، حمزة قش، كل فناني ومثقفي وموسيقيي الولاية للمساهمة في إنجاح التظاهرة حتى تستمر وتتطور أفكارها.
من جانبه قال المدير الفني للتظاهرة، صلاح الدين ميلاط، أنهم حرصوا فنيا على أن يكون البرنامج ذو مستوى عالمي في كل الخطوات لتقديم أنشطة تليق بتاريخ قسنطينة الحافل بالسينما.
أما بخصوص الأفلام المشاركة فقد اعتبر بأن مهمة لجنة التحكيم ستكون صعبة، لأن الشباب المشاركون أبدعوا في أعمالهم، وفي هذا السياق تأسف عن غياب قاعات سينما لعرضها.
أما الفنان نور الدين بشكري فقد ثمن التظاهرة واعتبرها مبادرة شبابية جزائرية محضة، داعيا إلى مد اليد للشباب في مجال السينما ممارسة وتسييرا، وعبر بشكري بأن مدينة قسنطينة ستظل ولادة في ظل وجود شباب مبدع بأفكار جديدة.
وفي كلمة ألقاها يرى المخرج جمال الدين حازورلي أن قسنطينة تستحق مثل هذه الوقفات السينمائية، خصوصا وأن الفيلم القصير يعد أحد أهم أشكال السينما لأنه يحتوي على صناع شباب يبنى المستقبل على أفكارهم الجديدة، خصوصا وأن العمل الشباني، وفقا له، بعيد عن الربح المالي لذلك سيكون أكثر صدق في طرح القضايا.
وأضاف حازورلي أن قسنطينة بإمكانها الذهاب بعيدا في مجال الفيلم القصير وتتحول إلى تنظيم المهرجانات الدولية مثلما هو الحال مع عنابة ووهران، خصوصا وأن المدينة سباقة في بعث المهرجانات السينمائية من خلال أول مهرجان سينمائي دولي سنة 1984 حول سينما ثورة التحرير، وقد حضره، وفقا له، مؤسسي السينما الجزائرية إبان حرب التحرير وغيره من الممثلين السينمائيين الملتزمين عبر العالم.
كما عرج المخرج للحديث عن ثراء التاريخ السينمائي لعاصمة الشرق الجزائري، وهي التي أنجبت الطاهر حناش أول سينمائي جزائري وأحد كبار مدراء التصوير في العالم، ومدينة جمال الدين شندرلي الذي أسس السينما الجزائرية من خلال حرب التحرير، ومدينة المسرح والممثلين الكبار والمهرجانات السينمائية، مضيفا أن قاعة «سينماتيك» قسنطينة لعبت دورا كبيرا في تقديم السينمائيين العالميين للجمهور، كما تحدث أيضا عن ميزتها الطبيعية حيث وصفها بأنها استوديو مفتوح في الهواء الطلق أينما وُجهت الكاميرا التقطت موضوعا يفرضه الديكور.
إيناس كبير
ثمن وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, أمس, سير عملية ترميم ورقمنة المخطوطات في الجزائر, مؤكدا أهمية هذه العملية في حماية وحفظ هذه الكنوز باعتبارها جزءا من التراث الوطني.
وأجرى السيد بللو زيارة لمصلحة المخطوطات ومخبر الترميم والحفظ التابع للمكتبة الوطنية الجزائرية, وذلك بمناسبة اليوم العربي للمخطوط المصادف للرابع أبريل من كل سنة, حيث اطلع على نفائس المخطوطات وتفقد سير عمليات ترميمها وحفظها, مؤكدا بالمناسبة بأن عمليات الترميم والحفظ «تسير على قدم وساق باستعمال أعلى التقنيات وتحت إشراف تقنيين وخبراء يقومون بعملية ترميم ورقمنة مستمرة مست لحد الآن ثلث هذه الكنوز».
واعتبر, في هذا السياق, بأن «التوصل إلى ترميم ورقمنة ثلث المخطوطات هو إنجاز نفتخر به», مضيفا أن هناك «برنامجا لترميم 30 ألف وثيقة مخطوطة خلال السنة الجارية», وأن «المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوط في أدرار قاما بترميم 17 ألف وثيقة في السنة الماضية, والعملية ما تزال متواصلة».
ولفت الوزير إلى أن عمليات الترميم والرقمنة تسري بفضل تظافر جهود كل من وزارة الثقافة والفنون ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمركز الوطني للأرشيف, كما نوه بدور القائمين على الخزائن الذين «يعملون على حماية مخزونهم ومحاربة البيع غير المشروع ونهب هذه المخطوطات لكونها جزءا من التراث الوطني».
وأشار إلى أن المكتبة الوطنية تضم «كنوزا من الكتب النادرة في العالم, وهي جزء من الرصيد الذي تضمه مؤسسات قطاع الثقافة التي تحتوي على 10 ألاف مخطوط موزعة بين المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوط في أدرار», مشددا على «ضرورة تدعيم هذه المجهودات عن طريق دعوة طلبة المدرسة العليا لحفظ التراث الثقافي إلى التعاون مع المكتبة الوطنية من أجل تكوين تقنيين في المجال».
كما دعا بالمناسبة «كل مالكي المخطوطات, من خزائن وزوايا, إلى التقرب من المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار من أجل حماية هذه الممتلكات ورقمنتها وتنقيتها ومرافقة مالكيها, كونها كنوز تعكس تاريخ الجزائر», مذكرا بأنه «خلال الفترة الاستعمارية كان هناك نزيف في المخطوطات», حيث أن «مجموعات هامة منها نقلت إلى الخارج, وهي الآن في المزادات العلنية وغير العلنية».
وأعلن السيد بللو, من جهة أخرى, عن تمكن الجزائر من إدراج مخطوطين في «سجل ذاكرة العالم» التابع لمنظمة اليونسكو, ويتعلق الأمر بكل من «المستملح من كتاب التكملة» لمؤلفه بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي, والثاني هو كتاب «القانون في الطب» لابن سينا.
وتضم مصلحة المخطوطات بالمكتبة الوطنية «6902 مخطوطا, يوجد من بينها أقدم مخطوط مكتوب يعود للقرن الثاني الهجري, وهو عبارة عن بعض الآيات القرآنية المكتوبة على جلد الغزال بالخط الكوفي العراقي, ومخطوطات أخرى أغلبها بالخط العربي بكل أنواعه ..», وفق السيدة بن يحيى فطومة, رئيسة مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة.
من جهة أخرى, أكد الوزير أن إيداع الجزائر مؤخرا لملف تسجيل «فن تزيين بالحلي الفضي المينائي اللباس النسوي لمنطقة القبائل: صناعة وتفصيل وارتداء» ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو هو بمثابة «خطوة كبيرة في مجال الدبلوماسية الثقافية الجزائرية».
وأوضح السيد بللو أن للجزائر حاليا على طاولة اليونسكو «ملفيين للتراث الثقافي غير المادي يتعلقان بالزليج وباللباس والحلي القبائلي, واللذين تم طرحهما من أجل دراستهما في الدورات القادمة», وأن الوزارة تعمل أيضا على «إيداع 12 ملفا للتراث الثقافي المادي من أجل تحيين القائمة الارشادية المسجلة
باسم الجزائر لدي اليونسكو».
وشدد وزير الثقافة والفنون على أن هذه العملية تعتبر «ديناميكية مهمة جدا», وتدخل في إطار «الأمن الثقافي وحماية كل ما هو تراث وطني جزائري أصيل من الضياع», وكذا «تثمينه وإدراجه في الحركية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد».
وأج
أودعت الجزائر أول أمس، عبر إرسال إلكتروني، ملفا تراثيا جديدا للتسجيل ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، ويتعلق الأمر بـ«فن التزيين بالحلي الفضي المينائي، اللباس النسوي القبائلي : صناعة وتفصيل وارتداء».
ويأتي الملف الجديد كخطوة مهمة تكمل مسار الجزائر في إطار حماية و تسجيل وتثمين التراث الثقافي الوطني، وهو مسعى تكلل قبل أشهر قليلة بتصنيف هام للزي الاحتفالي لنساء الشرق الجزائري الكبير.
وأوضحت وزارة الثقافة والفنون، في بيان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، «أن الملف يندرج في إطار جهود الدولة الجزائرية المتواصلة لحماية وتثمين تراثها الثقافي المادي و غير المادي، حيث أشرف السيد زهير بللو وزير الثقافة والفنون، يوم الأحد 30 مارس 2025، بمقر المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالعاصمة الجزائر، على مراسم الإرسال الإلكتروني لملف ترشح الجزائر لتسجيل: «فن التزيين بالحلي الفضي المينائي في اللباس النسوي القبائلي: صناعة، تفصيل، وارتداء» ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة اليونسكو».
وأشار البيان، إلى أن الإجراء تم بحضور مدير المركز البروفيسور سليمان حاشي و مجموعة من خبراء التراث الثقافي، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، و الشؤون الإفريقية وفقًا للإجراءات المتبعة.
يأتي ترشيح الملف حسب ما ورد في البيان« استكمالًا للنجاحات التي حققتها الجزائر في تسجيل عناصر من تراثها الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، والتي بلغت ثمانية عناصر وطنية، كان آخرها «الزي الاحتفالي النسوي للشرق الجزائري»، بمختلف تصاميمه من القندورة والملحفة والقفطان، إلى جانب الحلي التقليدية المرافقة له».
يواصل البيان« كما سجلت الجزائر خمسة عناصر تراثية مشتركة مع دول عربية وإفريقية، مما يجعلها من الدول الرائدة في تسجيل التراث الثقافي الحي، ويؤكد التزامها بالحفاظ على هويتها الثقافية وإبراز تراثها العريق عالميًا»
وتم حسب نفس المصدر، «إعداد الملف من خلال تجنيد فريق عمل موسع ضم مديريات الثقافة والفنون، مؤسسات ثقافية ومتاحف تابعة لوزارة الثقافة والفنون، باحثين جامعيين، أهل الفن، حرفيات وحرفيين، ورشات الخياطة والصياغة التقليدية، وجمعيات المجتمع المدني، تحت تنسيق المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، وذلك لضمان جاهزية الجزائر للموعد السنوي المحدد من قبل منظمة اليونسكو في 31 مارس من كل عام.»مع التذكير بأن ملف «الزليج الجزائري» قيد الدراسة لدى اليونسكو، كما تسهر وزارة الثقافة والفنون على استكمال الجرد العام لعناصر تراثية أخرى مقترحة للتسجيل، تشمل الطبوع الموسيقية الجزائرية بمختلف مناطق الوطن، وأزياء اللباس النسوي والرجالي في الوسط والجنوب الكبير.
وتخضع هذه الملفات حاليًا كما جاء في البيان، للدراسة والتحضير، تمهيدًا لإيداعها في الدورات القادمة للجنة الدولية للتراث غير المادي للإنسانية، وذلك وفقًا للنظام المعتمد لدى منظمة اليونسكو، الذي يُتيح لكل دولة تقديم ملف واحد سنويًا.
ملفات تحسم الجدل وتقطع الطريق أمام لصوص التراث
وكانت الجزائر قد نجحت في 3 ديسمبر الماضي، في تسجيل «الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين - القندورة والملحفة»، ضمن لوائح اليونيسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، حيث صودق الملف على أساس «القيمة الأصيلة» لهذه المعارف والمهارات «وليدة الأنامل والعقول الجزائرية والمتوراثة عبر الأجيال».
وسمح هذا الإنجاز الثقافي الهام جدا والذي خلف صدى كبيرا في الجزائر وخارجها، بإنهاء الجدل حول أصل القفطان الجزائري، وقطع الطريق أمام لصوص التراث الذين يحاولون نسب عناصر ثقافية جزائرية إليهم والسطو عليها، وقد سجل القفطان إلى جانب عديد القطع الأخرى في إطار المعارف والمهارات المتصلة بالخياطة وارتداء الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير، باعتباره «علامة من علامات الهوية بشكل خاص»، وذلك بحسب ما أشارت إليه وزارة الثقافة والفنون عند الإعلان عن الخبر، مع الإشارة إلى أن العناصر التي تم إدراجها في اللائحة تتمثل في «المهارات والمعارف، وليس المنتوج المادي ..».
وشمل الملف المذكور تصنيف عناصر عديدة أخرى مثل «القندورة، الملحفة، والقفطان المطرز، القاط، والقويط واللحاف، والدخيلة، و اللوقاع، الشاشية، السروال، المنديل المحرمة، القنور، المحزمة، وحلي مثل الجبين، السلطاني وخيط الروح، والمقايس، و السخاب، الخلخال، والأبزيم وغيرها».
الراي جزائري بشهادة العالم
جهود الجزائر في مجال حماية وحفظ تراثها غير المادي، أثمرت أيضا سنة 2022، عن إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، أغنية الراي الشعبية الجزائرية، في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية.
وغردت المنظمة على حسابها على منصة إكس في 1 ديسبمر من نفس السنة «تسجيل جديد على لائحة التراث غير المادي، الرّاي، الغناء الشعبي للجزائر» مضيفة عبارة «مبروك!».
وجاء ذلك خلال الاجتماع 17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، وقد شهد الحدث تفاعلا منقطعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن الجزائر قضت سنوات في مواجهة جبهة خارجية تحترف سرقة عناصرها التراثية في محاولة لتبني الهوية المغاربية، وهي مؤامرة بأبعاد وخلفيات سياسية.
كما تكللت التحركات الحثيثة لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية بالعديد من الإنجازات الأخرى المتعلقة بإنصاف التراث الجزائري و تصنيفه وتسجيله بشكل صحيح، ففي سنة 2020، تم إدراج الكسكس و المهارات الخاصة بتحضيره ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وكانت اليونسكو قد صنفت الكسكس، كملف متعدد الجنسيات باسم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب.وتحصي الجزائر، مع تصنيفات الثلاثة الأخيرة، ممتلكات ثقافية أخرى مدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني غير المادي هي: أهليل غورارة (2008)، و «الشدة» زي الزواج لتلمسان (2012)، و الإمزاد (2013)، وحج الركب لأولاد سيدي الشيخ (2013)، و احتفال السبيبة (2014)، الذي هو حدث سنوي يتم الاحتفال به في جانت (جنوب شرق الجزائر وكذلك «السبوع» المولد النبوي (2015).
المالوف والسراوي ضمن سجل الأهداف
وكان البروفيسور سليمان حاشي، مدير مركز البحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، قد كشف للنصر في وقت سابق، عن عدد من الملفات التي يتم العمل عليها بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون لأجل تصنيفها في لوائح اليونيسكو للتراث، على غرار ملف موسيقى المالوف و السراوي.
وأشار حاشي، إلى أن وزارة الثقافة والفنون، كلفت المركز الوطني بالعمل على ملفات التصنيف، بوصفه المسؤول عن تسيير بنك المعلومات حول الموروث الثقافي اللامادي أو المعنوي للإنسانية، وذلك تماشيا مع سياسة الدولة الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الحضارية وصون الهوية الثقافية، بموجب اتفاقية 2003 التي كانت أول دولة في العالم توقعها.وكشف المتحدث، أن هناك ما يعادل ثلاثة ملفات أو أكثر تقدم العمل عليها كثيرا، على غرار « السراوي» وهو نوع موسيقي جزائري تراثي يعتمد على الإلقاء « أكابيلا»، ويشتهر عموما في الشرق الجزائري وبالأخص في مدينة سطيف، ومنطقة الأوراس، وذلك في إطار ملف بعنوان « غناء شعبي من الجزائر»، شمل سنة 2022 أغنية الراي، و سيضم مستقبلا السراوي و غناء « أشويق» للمرأة القبائلية، والشعبي العاصمي و الحوزي و المالوف، الذي يعرف ملفه تقدما و يحضر بالتنسيق مع محافظة المهرجان الوطني لهذا اللون الموسيقي الفني. هدى /ط
أحيت ولاية تبسة، يوم أمس، الذكرى 68 لاستشهاد الشيخ العربي التبسي، وتم التذكير بمسيرة العلامة الذي اختطفه الاستعمار و أعدمه، وظلت قصة وفاته تروى بسبب الغموض حول ظروف استشهاده، وما تم تداوله عن وحشية التعذيب الذي تعرض له و كيف نكل بجثته.
وتذكر التبسيون أمس، حادثة اغتيال الشهيد، بعدما علم المستعمر أنه يتمتع بشعبية كبيرة وأنه يؤيد الثورة التحريرية وأحد محركي قواعدها الخلفية، فأرسل إليه مبعوثين للتفاوض بشأن الثورة و مصيرها، ودراسة إمكانية وقف إطلاق النار، واستعملت الإدارة الاستعمارية معه مختلف الأساليب بين الترغيب و الترهيب، وكان جواب الشيخ دائما “إن كنتم تريدون التفاوض، فالمفاوض الوحيد هو جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني “. وذكر الدكتور الجامعي فريد نصر الله أستاذ بجامعة الشيخ العربي بتبسة للنصر، أن كل أصابع الاتهام موجهة للسلطات الفرنسية في قضية اختطاف واغتيال الشيخ العربي التبسي، حيث جاء في كتاب “معركة باريس” للكاتب إينودي، أنه تم اختطاف وإعدام 500 شخصية سنة 1957.
مضيفا، أن الجنرال ماسون الذي كان مسؤولا آنذاك عن الأمن في الجزائر العاصمة اعترف أيضا في جريدة “لوموند “، الصادرة بتاريخ 6 أفريل 1957، بأنه تم اعتقال الشيخ، وأنه سيتم إطلاق سراحه بعد إتمام التحقيقات، غير أنه في ما بعد عمدت السلطات الفرنسية للتغطية على جريمتها بمحاولة الترويج لمعلومات مغلوطة، بأن الثورة الجزائرية هي التي أعدمت الشيخ العربي التبسي، لكن كل المؤشرات والقرائن التاريخية تؤكد تورط وضلوع فرنسا الاستعمارية في اغتيال الشيخ العربي التبسي، الذي بقي قبره مجهولا إلى يومنا هذا، في إشارة قوية لوقائع الاغتيال والرمي بالجثث في عرض البحر، عن طريق الطائرات العمودية.
وقد اختلف المؤرخون حول الجهة الاستعمارية التي اختطفته، وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي، وذكر الأستاذ أحمد توفيق المدني:” أقول للأمانة و اعترافا بالحق، إن الشيخ العربي التبسي رحمه الله رحمة واسعة، قد سار سيرا موفقا و تدرج مع الثورة إلى الذروة، و كتب الله له و لنعم ما كتب أن يموت شهيدا من شهداء الثورة الأبرار، إذ ألقى رجال المنظمة العسكرية السرية الاستعمارية القبض عليه ليلا، و ساقوه إلى ساحة الإعدام، بعد أيام قضاها في دهاليز “فيلا سيزيني” مركز البحوث التاريخية اليوم، رحمه الله رحمة واسعة “.كما روى الرائد أحمد الزمولي، بحسب ما ورد في كتاب الدكتور أحمد عيساوي حول قصة الاستشهاد، “ أن أحد مجاهدي المنطقة الخامسة للولاية التاريخية الأولى “أوراس النمامشة”، و قد التحق بصفوف الثورة التحريرية الكبرى بتاريخ 23 سبتمبر 1954، وأنه بعد العودة يوم 17 أفريل 1957 مع القائد لزهر شريط، بعد مواجهة في أعالي وسفوح “الجبل الأبيض” مع قوات الاستعمار، علموا عن طريق الأخبار الإذاعية باختطاف الشيخ العربي التبسي، أخبرهم أهل المنطقة من “أولاد بالعيساوي” و”الجدور” أهل الشيخ، بأنهم شاهدوا جنود الاحتلال يعدمون قرابة 40 شخصا رميا بالرصاص”. يواصل ذات المتحدث “فتحركنا نحو المنطقة التي تمتّ فيها عملية ردم الجثث بصفة جماعية، لإعادة إخراجها ودفنها طبقا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وحاولنا التعرف على الشيخ من بينهم، غير أننا تأكّدنا عندها أنه غير موجود بينهم”. تجدر الإشارة، إلى أن الشيخ كان قد رفض محاولات التفاوض التي سعى إليها المستعمر، فرأى العدو أنه من الضروري التخلص منه، ولم يشأ اعتقاله أو قتله علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على جنوده، فوجهت إليه تهديدات عن طريق رسائل مجهولة تأمره بأن يخرج من البلاد، وبعد أن أصرّ الشيخ على البقاء، وعندما يئس المستعمر منه، قام عساكره باختطافه بطريقة جبانة.
وجاءت تفاصيل الحادثة، في بلاغ نشرته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في صحيفة “البصائر”، تضمن إشارة إلى “ أنه في مساء الخميس 4 أفريل 1957م، وعلى الساعة الحادية عشرة ليلا، اقتحمت جماعة من الجنود الفرنسيين التابعين لفرق المظلات، سكن فضيلة الأستاذ الجليل العربي التبسي، الرئيس الثاني لجمعية العلماء، والمباشر لتسيير شؤونها، وأكبر الشخصيات الدينية الإسلامية في الجزائر، بعد أن حطم المعنيون نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت الشقة التي يسكن بها بحي طريق التوت، و كانوا يرتدون اللباس العسكري الرسمي للجيش الفرنسي”.
يواصل البلاغ “ قد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له، فلم يراعوا حرمته الدينية، ولا سنه العالية، ولا مرضه الشديد ، فاختطفوه من الفراش بكل وحشية وفظاظة، وأخرجوه حاسر الرأس حافي القدمين، ولكن المفاجأة كانت تامة عندما سئل عنه في اليوم الموالي بعده في الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والشرطية والعدلية، فتبرأت كل إدارة من وجوده عندها، أو مسؤوليتها عن اعتقاله أو من العلم بمكانه”. وتتحدث العديد من الروايات والمصادر، عن ظروف قيام الاستعمار الفرنسي بتصفية الشيخ التبسي بعد اختطافه، حيث تكفل بتعذيبه عدة جنود و الشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم، و بعد عدة أيام من التعذيب، نفد صبر قائدهم “لاغايارد”، قائد فرقة القبعات الحمر، فأمر بوضعه في قدر كبيرة مليئة بزيت السيارات العسكرية والإسفلت الأسود، وأوقدت النيران من تحته إلى درجة الغليان، والشيخ يردد بصمت وهدوء شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، حتى أغمي عليه، ثم نزل شيئا فشيئا إلى أن دخل القدر، فاحترق و تبخر و تلاشى، و يُذكر في تاريخ الجزائر إلى اليوم، أنه “الشهيد الذي
لا قبر له”.
ع.نصيب
يشتغل مختصون في الآثار و خبراء في مجال التراث بتسبة، على مشروع لتسجيل التراث الأثري للمدينة ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي في الجزائر.
وتمت مناقشة الملف مؤخرا، بحضور ممثلين عن القطاعات ذات الصلة، وعدد من الأكاديميين وممثلين من المجتمع المدني، حضروا ورشة تقنية لدراسة تفاصيل الملف الذي سيطرح بعد سنة، وذلك تبعا لتوصيات منظمة الأمم المتحدة، للتربية والعلم و الثقافة اليونيسكو.
24 موقعا ومعلما مصنف وطنيا
واعتبر القائمون على الملف وفي مقدمتهم والي الولاية، بأن تصنيف المواقع يعطيها قيمة أكبر ويضاعف جهود حمايتها والحفاظ عليها، لأنها رمز حضاري مهم.
و تتوفر ولاية تبسة، على عدة مواقع أثرية ومعالم تاريخية، أكد الباحثون والخبراء المشاركون في الورشة، أنها تتطلب مزيدا من الاهتمام للكشف عن خباياها والنبش أكثر في حقيقتها.
وتمت الإشارة، إلى أنه سبق خلال المراحل أولى، تصنيف 24 موقعا ومعلما تاريخيا وطنيا بالولاية، 9 مواقع بتبسة، و9 بالشريعة، و3 بالحمامات، وواحد بكل من ثليجان والحمامات ومرسط.
كما تحصي المدينة 6 معالم أثرية، منها السور البيزنطي الذي يحيط بمعبد مينارف، وقوس الإمبراطور كاراكالا، وكذلك المسرح المدرج الروماني، والمعبد الروماني، مع العلم أن هذه المعالم مصنفة كتراث وطني منذ 23 جوان 1968.
وحسب القائمين على الملف، فإن إدراج المعالم ضمن القائمة الإرشادية للتراث الثقافي العالمي، يتطلب جهودا علمية وتقنية، تستند إلى معايير صارمة، سبق وأن وضعتها منظمة اليونسكو، وقد كانت الورشة فرصة لتبادل الأفكار والآراء من أجل مناقشة أفضل السبل قصد تقديم ملف تقني متكامل يلبي جميع المتطلبات العلمية والإدارية، ويسلط الضوء على الأهمية التاريخية والمعمارية لمواقع تبسة الأثرية، التي ستساهم في المسار التنموي للمدينة، من خلال السياحة الثقافية والمشاريع الاقتصادية المرتبطة بها.
تحيين وإثراء قائمة المواقع الثقافية
أوضح صالح أمقران، المكلف بالدراسة والتلخيص على مستوى المجلس الشعبي الولائي بتبسة، أن ملف تسجيل التراث الأثري للمدينة، ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي بالجزائر مهم جدا، ويتطلب عملا مكثفا وبرمجة ورشات تقنية تسمح بضبط كل خطوات العمل.
وأضاف، بأن الورشة الأولى عكست التضامن الحكومي لحماية التراث و الاشتغال عليه بشكل أكبر، مشيرا إلى أن الملف يستحق الجهد و التنسيق، خصوصا وأن أثريات المدينة متفردة على المستوى الوطني، فالمنطقة تعد الوحيدة التي يندمج فيها التراث القديم بالمدينة العصرية، وهي ميزة لا تتوفر في مدن أخرى.
وقد حرصت وزارة الثقافة والفنون حسبه، على تحيين القائمة الإرشادية للتراث العالمي بالجزائر، بما يساهم في حفظ التراث الثقافي، الذي يتميز به التراب الوطني عموما وإقليم ولاية تبسة على وجه التحديد، للرقي به ونقله إلى العالمية وذلك من خلال إعداد الملفات الجديدة، للتراث الوطني الثقافي والطبيعي لعدة مناطق.
وتسعى الوزارة كما أضاف، إلى تحيين القائمة الإرشادية للتراث العالمي بالجزائر، وإثرائها بمواقع ثقافية وطبيعية ذات قيمة عالمية استثنائية، في إطار اتفاقية سنة 1972 لليونسكو للتراث الثقافي والطبيعي، التي انضمت إليها الجزائر سنة 1974. كما يأتي المسعى تكريسا للتوجيهات التقنية لمركز التراث العالمي، المؤسسة الدولية المكلفة بمتابعة تنفيذ ما تعلق بتحديد القواعد الإرشادية.
ومن أجل إنجاح هذا العمل، يتم إشراك كل المتدخلين وكل الفاعلين على المستويين المحلي والوطني لتسيير وحفظ واستغلال التراث الوطني كتراث عالمي، مشيرا إلى أن الورشة التي احتضنها المجلس الولائي، تأسيسية و تسبق الإعلان الرسمي عن دعم العملية محليا، على أن يتم في المرحلة الثانية، تحضير الملف التقني، الذي يستوجب تداخل المهنيين والمختصين. أما المرحلة الثالثة، فهي دعم وترقية العمل على المستوى المحلي لتذليل الصعوبات، من أجل تثمين قيمة هذه المعالم الموجودة في مدينة تبسة ضمن قوائم التراث العالمي.
مذكرا في ختام حديثه، بأن الدول العربية والإفريقية هي الأقل تمثيلا في منظمة اليونيسكو، وقد انضمت بلادنا إلى الاتفاقية سنة 1974، وتم تصنيف 7 مواقع منها واحد مختلط، وكان أخر تصنيف قد تم منتصف التسعينيات، ويعتمد التصنيف عموما على 10 معايير 06 ثقافية و04 طبيعية.
* مديرة السياحة أمينة بلغيث
العملية ستعزز مكانة تبسة على الخريطة السياحية
من جهتها، قالت مديرة الثقافة بالولاية، أمينة بلغيث، بأن الملف الذي يجري العمل عليه، سيعزز مكانة تبسة على الخريطة السياحية الوطنية و الدولية، وسيجلب فرصا استثمارية جديدة.
كما سيساهم هذا المشروع الطموح حسبها، في الحفاظ على تراث تبسة العريق وتثمينه سياحيا خصوصا وأن المنطقة تتميز بموقع استراتيجي مهم جدا، كونها تتوفر على مستوى 4 معابر حدودية. وستساعد هذه العوامل والمكونات كما قالت، في الترويج للمسارات السياحية، التي تضم نسبة معتبرة من المعالم الأثرية والسياحية المتميّزة، المدعومة بمهارات حرفية تعبر عن الموروث الثقافي المتنوّع للمنطقة، و الذي يمكن استغلاله في عملية الجذب السياحي.وأوضحت، أن الحركة السياحية سوف تشتد أكثر بفضل المستجدات المنتظرة، خصوصا وأن التوافد حاليا مقبول جدا، حيث استقبلت المؤسسات الفندقية العام الماضي، 24 ألف وافد، منهم 09 ٱلاف وافد أجنبي.وعلقت المديرة:» لاحظنا أن المسار السياحي الثقافي الأثري، هو أكثر المسارات المطلوبة من طرف الوكالات السياحية، مع العلم أن مديرية السياحة استحدثت تطبيقا إلكترونيا يشمل 17 مسارا سياحيا، منها مساران دوليان، وتضم المسارات السياحية مغارات يوكوس، ومنطقة قصر العين الزرقاء ومنجم جبل العنق، أما المسار الديني، فيتمثل في زاوية سيدي عبيد، وزاوية سيدي يحيى بن طالب، فيما يتمثل المسار البيئي الإيكولوجي، في زيارة غابة الاستجمام و الطّاقة ببكارية وبئر مقدم، ويشمل المسار الأثري الصحراوي قصور نقرين».
ويمكن للسائح حسبها، أن يتعرف على المسار الأثري، من خلال قوس النصر، الذي أنجزه الإمبراطور كاراكلا بين سنتي 211 و 217 ميلادي، كما يتعرّف على القلعة البيزنطية، التي تم تشييدها 535 ميلادي، على يد القائد الروماني سيلومون و غير ذلك من المعالم.
الجموعي ساكر
تم العثور على نشيد ثوري مؤثر عثر عليه مع رفات الشهيد المستخرج من غار بوعشرة بالشيقارة في ولاية ميلة.
ودون نشيد لثورة التحرير في رسالة عثر عليها مع رفات الشهيد المستخرج من غار بوعشرة بالشيقارة في ميلة، إذ تعود الرسالة لسنة 1959
وجاء فيه:
لتحيى الجزائر وشعبُ الجزائر ** غضوب وثائر على الغاصبين فشعب الجزائر شعب أبيّ
وما كان يوما سوى عربي برغم العدو الخبيث الدنيء ** ورغم المدافع والطائرات لقد حاولوا هد أركاننا
لكن فزعنا لإيماننا وقمنا نضحي بأرواحنا ** وجئنا على الدهر بالمعجزات غدا سوف يلقون شر الجزاء
بما سفكوا من زكي الدماء وإنا صحونا وسرنا سوا ** صفوفا إلى التضحيات صوت الجزائر يعلي النداء
قويا قويا كأبنائه الأوفياء ألا اقسموا في سبيل الفداء ** وهُبوا فجاجا لفجر الحياة