قال الباحث والأستاذ بالمركز الجامعي تيبازة، عبد القادر دحدوح، إن كتابه «التراث الثقافي بالجزائر وتحديات التثمين الاقتصادي»، الصادر مؤخرا عن دار نوميديا للطبع والنشر، يقدم عرضا وتقييما للاستراتيجية المتبناة من طرف وزارة الثقافة والفنون في ميدان تفعيل البعد الاقتصادي للتراث الثقافي، راصدا أيضا إحصائيات مهمة تخص مختلف الصناعات الثقافية فضلا عن مواقع أثرية في الجزائر.
إيناس كبير
وجاء المؤلف ضمن مبادرة وزارة الثقافة والفنون لدعم نشر الكتاب لعام 2024، حيث جمع الباحث عصارة مسيرة علمية ومهنية قضاها في عدة قطاعات مهمة، وقد عرض أيضا أهم المواقع والمعالم الأثرية خصوصا المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي، وفي حديث للنصر، أشار إلى أنه ركز على مقومات الجذب السياحي للعناصر التراثية سواء المادية أو غير المادية، متطرقا إلى أهم التحديات التي يشهدها هذا المجال وسبل تجاوزها.
مساعي الدولة لتفعيل البعد الاقتصادي للتراث الثقافي
وعرض وقيَّم الباحث والأستاذ بالمركز الجامعي بتيبازة، عبد القادر دحدوح، من خلال إصداره، الاستراتيجية المتبناة من طرف وزارة الثقافة والفنون لتفعيل البعد الاقتصادي للتراث الثقافي.
كما أوضح، أن الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أعطت أهمية كبيرة للثقافة والتراث والذاكرة الوطنية، مضيفا أنه لأول مرة يظهر في خطاب الحكومة الاهتمام بالاقتصاد الثقافي.
ويرى دحدوح، أن هذه المفاهيم ومخطط العمل المعتمد هي مؤشرات تدل على أن الدولة تسعى إلى الانتقال بالمنتوج الثقافي إلى مورد يساهم في تنويع الاقتصاد الوطني، ويخلق ثروة ومناصب شغل في شكل مؤسسات ناشئة صغيرة تسمح بفتح قنوات جديدة للشباب المبدع خصوصا، وأصحاب المواهب في المجالات الفنية، كفنون الأداء، والعروض الحية، والسمعي البصري، والتراث والاستفادة من استخدامات التكنولوجيا الحديثة في ميادين التراث الثقافي والفنون والسينماتوغرافية.
وأشار، إلى تسخير الحكومة لمؤسسات وهيئات تابعة لوزارة الثقافة والفنون كالمتاحف الأثرية الوطنية، والدواوين، والحظائر الثقافية التي تمثل الحامي الأول للتراث على مستوى نطاقها الجغرافي وهيئاتها ومؤسساتها، إضافة إلى جهود وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في حفظ وصيانة وحماية التراث الثقافي الذي يعود إلى حقبة الثورة التحريرية، مرورا إلى دور المؤسسات الأمنية في حمايته من التدمير والتخريب والتهريب والسرقة والنهب. وهو مسعى يتجلى حسبه، في الإحصائيات التي تقدمها فرق الدرك الوطني، وفرق الأمن الوطني، والجمارك، وكذا الجهود التي يبذلها ممثلو المجتمع المدني من جمعيات وطنية ومحلية ناشطة في المجال، تنشر الوعي والتحسيس بأهمية المواقع الأثرية على مستويات الجمهور والمواطن البسيط.
وأفاد المتحدث، أن الكتاب عرض أيضا تجارب دول عربية وأوروبية في دعم الاقتصاد الثقافي وتفعيله، مردفا أنه استفاد أيضا من الاطلاع على المحتوى الرقمي لمواقع عدة وزارت ثقافة وآثار، والهيئات العليا للآثار على مستوى هذه الدول، ليتوصل إلى مجمل الإجراءات التي تقوم بها في هذا الجانب، فالولايات المتحدة الأمريكية وفقا له، تضم أزيد من 33 ألف متحفا وكذلك ألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا التي يتواجد بها أزيد من 5000 إلى 6000 متحف.
ويرى الأستاذ، أن هذا العدد الكبير من المتاحف من دون شك هو ناتج عن إيرادات مالية لقطاع الثقافة والسياحة، كما أعيد بعث الحياة في عديد المواقع الأثرية على مستوى الهند وإيطاليا وغيرها، بتحويلها إلى منتجعات سياحية وفق دفاتر شروط تضمن ترميما أصيلا لهذه المعالم حيث يبلغ سعر المبيت فيها لليلة الواحدة بين 100 إلى 400 دولار.ورصد الكتاب أيضا، تجارب خواص في استئجار فضاءات متحفية، ومواقع أثرية لتنظيم تظاهرات علمية، إدارية، وحفلات اجتماعية وذلك وفقا لشروط يلتزم بها الجميع تدر أموالا على هذه المؤسسات، بما يمنحها موارد مالية تساهم في اقتصاد المعلم نفسه، فضلا عن توسيع دائرة الحفاظ عليه والترميم و كذا التنقيب الأثري في المواقع التي لا تزال تنتظر الكشف عنها، والتي لا تقل أهمية عن تيمقاد، وجميلة، وتيبازة، وكذا مدينة تيهرت، تيديس، وغيرها من المدن الجزائرية التي تضم كنوزا قد تشكل مراكز استقطاب سياحي جديدة في المستقبل، يمكن أن تساهم في دعم ودفع التنمية المحلية المستدامة على مستوى بعض البلديات النائية والولايات خاصة الداخلية والصحراوية. وعن التجربة العربية، ذكر الأستاذ، نموذج الجارة تونس التي تصنف سنويا أزيد من 50إلى 60 موقعا ومعلما أثريا، بالرغم من الفرق الشاسع في المساحة والثراء في المواقع الأثرية مقارنة بالجزائر.
مقومات التراث الثقافي في الجزائر وفقا للإحصائيات
أما بخصوص مقومات التراث الثقافي سواء المادي أو غير المادي، وعوامل الجذب السياحي في الجزائر فقد قدمها كتاب «التراث الثقافي بالجزائر، وتحديات التثمين الاقتصادي» وفقا لإحصائيات تخص مختلف الصناعات الثقافية على غرار، الصناعة السينماتوغرافية، وصناعة الكتاب، وصناعة الأداء والعروض الحية، وصناعة السياحة الثقافية، والصناعات والحرف التقليدية، التي بينتها هيئات الأمم المتحدة بما فيها اليونيسكو، المنظمة العالمية للتجارة، والمنظمة العالمية للسياحة، والمنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، وحتى بعض المنظمات الدولية المختصة في الصناعة السينماتوغرافية.
ووفقا لدحدوح، فإن الجزائر تحصي أزيد من 15 ألف موقع أثري، 07 منها مصنفة كتراث عالمي، وأزيد من 1050 موقعا ومعلما مصنفة كتراث وطني، تتوزع حسب فترات تاريخية مختلفة تشير إلى عمقها التاريخي والتعاقب الحضاري على أرضنا، بداية من عصور ما قبل التاريخ، إلى الحضارة النوميدية، والرومانية، والبيزنطية، ثم الوندال، والفينيقيين، وكذلك الحضارة الإسلامية إلى الوجود العثماني، والمقاومة الشعبية، والثورة التحريرية.
وأشار المتحدث، إلى أهم المعالم الموجودة في الجزائر خصوصا المصنفة على قائمة التراث العالمي بداية من موقع طاسيلي، وموقع تيمقاد، وموقع جميلة، وموقع تيبازة، وموقع قلعة بني حماد، وقصبة الجزائر، وقصور واد ميزاب.
وفي هذا السياق، لفت الباحث والأستاذ بالمركز الجامعي تيبازة، إلى أن أقدم موقع تاريخي في الجزائر اكتُشف من قبل الباحث الأثري الجزائري البروفيسور محمد سحنوني بمنطقة «عين بوشريط» في ولاية سطيف، ويؤرخ لأزيد من 2.4 مليون سنة، وقد أَهل الجزائر لاحتضان ثاني أقدم محطة أثرية في العالم، واعتبر دحدوح الموقع في غاية الأهمية ويستحق أن يصنف على قائمة التراث العالمي. أما بخصوص التراث الثقافي الجزائري غير المادي، فيزخر حسبه بعناصر ثرية ومتنوعة، وقد تَضمَّن المُؤلف العناصر المصنفة على مستوى منظمة «اليونيسكو» في اللائحة الدولية للتراث الثقافي غير المادي وتبلغ 13 عنصرا مثل، الاحتفالات المرتبطة بـ»السِبيبة»، و»السبوع»، وموسيقى «الإمزاد»، والشدة التلمسانية، والكسكس، والخط العربي، والنقش على المعادن وغيرها.
مجال التراث الثقافي يعرف تحديات كبيرة
أما عن التحديات التي يعرفها هذا المجال، فيرى الباحث انطلاقا من التجارب التي قضاها في الميدان، أنه ينتظر الدولة عمل كبير في عدة جوانب قانونية و مؤسساتية، والأهم تغيير الذهنيات لأن التراث الثقافي ما يزال يُنظر إليه ككنز يُبالغ في الخوف عليه.وبحسب دحدوح، ينبغي الانتقال من خشية ضياع هذا الموروث إلى المحافظة عليه والاستثمار فيه لضمان موارد مالية إضافية وذلك بتوسيع دوائر الترميم، والصيانة والحماية، وإنشاء متاحف إضافية، ودواوين لحماية التراث الثقافي.وعقب الأستاذ، بأن هذا التوجه الجديد يُعنى أيضا بفتح قنوات استثمار للخواص تمكنهم من خلال عقود امتياز من استغلال معالم أثرية تاريخية مثل القصور الصحراوية التي تحتاج إلى توظيفها وإعادة ترميمها بعد أن هجرها أهلها وبقيت تتهاوى تدريجيا، وأشار أيضا إلى الإجراءات الإدارية الثقيلة والبطيئة في ترميم المعالم الأثرية وصيانتها، وهي عقبة تقف حسبه، في وجه ملفات التصنيف. وفي جانب حماية المواقع والمدن الأثرية، يرى المتحدث أنه من الصعب توفير حراس لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، بسبب عددها الكبير فكل موقع أثري يتطلب على الأقل 10 حراس، بالإضافة إلى المدن الأثرية على غرار، تيمقاد، جميلة، هيبون، مداوروش، خميسة، وتاقدلت، وحتى مع تسخير المورد البشري يصعب توفير الحراسة الكافية بسبب المساحة الكبيرة التي تتربع عليها.واعتبر الباحث، أن الحل يكمن في تعزيز الوعي في المجتمع، ودور ممثلي المجتمع المدني في حماية التراث الثقافي خصوصا في ظل توفر الآليات القانونية المتمثلة خاصة في قانون 98-04 المتعلق بحماية التراث الثقافي، فضلا عن قوانين أخرى تخص هيئات ومؤسسات، مثل القوانين المرتبطة بحماية وترقية الصناعات والحرف التقليدية، وحقوق المؤلف وغيرها من المجالات الأخرى التراثية.
التأليف العلمي يدعم حفظ ونشر التراث الثقافي
من جهة أخرى، اعتبر الباحث المجال العلمي مهما في تكوين الإطارات والباحثين في التراث الثقافي، وكذا تكوين مورد بشري مستقبلي يمكنه حماية التراث الأثري وتسييره. وأوضح، بأن فتح مشاريع بحث وطنية، ومشاريع تكوين جامعية سيساهم في القيام بالعديد من الحفريات والتنقيب على مستوى المواقع الأثرية، مثلما هو الحال في عين حنش، تهودة، وهيبون التي انطلقت فيها العملية منذ فترة قليلة، بالإضافة إلى موقع بني حماد الذي استؤنفت فيه أيضا الحفريات هذه السنة وغيرها من المواقع التي تشرف عليها الجامعات الجزائرية مثل جامعة تلمسان، إلى قسنطينة، وسطيف، و الجزائر. وقال، إن دعم مشاريع البحث لدى هذه المؤسسات الجامعية ومخابر البحث المتخصصة في علم الآثار والتراث بصفة عامة سيوسع الحركة في كل التراب الوطني.وتلعب التظاهرات العلمية والثقافية التي تنظمها مختلف الهيئات الثقافية التابعة لوزارة المجاهدين، ووزارة الثقافة وغيرها من القطاعات الوزارية، وكذا وسائل الإعلام السمعية البصرية، المقروءة، والمسموعة دورا أساسيا ومحوريا في توعية المجتمع الجزائري بأهمية التراث، إضافة إلى بعض المنصات الرقمية والإلكترونية التي يمكن أن تُتخذ كقنوات لتوعية المجتمع الجزائري خصوصا بالنظر إلى النسبة الكبيرة التي تستخدم الإنترنت حاليا في الجزائر وتزيد عن 70 بالمائة، وكذا التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها و تصل إلى حدود 23 مليون جزائري.واعتبر دحدوح، أنه يمكن استهداف هذه الشريحة من خلال الوسيلة التي تعتمدها في خلق وعي لدى الفرد الجزائري الأجيال الصاعدة، بالإضافة إلى غرس ثقافة السياحة والتراث على مستوى المنظومة التعليمية التربوية والمهنية. إ.ك
تحتضن جامعة، الشهيد، حمه لخضر، بالوادي، هذه الأيام، المهرجان الجامعي للمونودراما في نسخته العربية لأول مرة، بمشاركة 310 طلاب يمثلون عددا من جامعات جزائرية وأخرى عربية، من تنظيم مديرية الخدمات الجامعية.
وقال محافظ التظاهرة، المولودي شوشاني، “للنصر”، أمس السبت، إن المهرجان الجامعي «للمونودراما» الذي دأبت على تنظيميه مديرية الخدمات الجامعية في الوادي، بالتنسيق مع جمعية الإشعاع الثقافي للشباب المبدع على مدار 10 سنوات، اختير له شعار: “الخشبة شعلة إبداع الطالب في سبعينية الثورة” وبنسخة عربية لأول مرة، مشيرا إلى مشاركة 250 طالبا من مختلف جامعات الوطن، بالإضافة إلى 60 مشاركا بين طلبة وضيوف يمثلون عددا من الدول العربية، على غرار تونس، الصحراء الغربية وليبيا وسلطنة عمان .
وذكر محافظ المهرجان الجامعي للمونودراما، أن التظاهرة التي هيأت لها مصالح الجامعة كل الظروف من أجل إنجاحها، تهدف لدعم الروابط الأخوية وتبادل الخبرات الفنية بين الجامعات الجزائرية والعربية، إلى جانب رفع مستوى الفن المونودرامي لهذا النوع من مسرح الخشبة، ناهيك عن ما يستفيد منه المشاركون من ورشات يشرف عليها أساتذة وفنانون متخصصون تطور من مهاراتهم وتصقلها وتجعلهم ممثلين بارعين في الفن الرابع.
وأضاف ذات المتحدث، أن المهرجان رصدت له لجنة التحكيم 7 جوائز قيمة لأحسن عمل متكامل، أحسن إخراج وأحسن نص أضف إليها أحسن تمثيل، أحسن أداء نسائي وأحسن أداء رجالي وأحسن سينوغرافيا، مشيرا إلى 12 عرضا تم اختياره للمرور عبر الركح أمام لجنة التحكيم المكونة من أساتذة من داخل وخارج الوطن، مقسمة مناصفة بين المشاركين الجزائريين والعرب.
منصر البشير
استقطب المهرجان الجهوي للفروسية، الذي تحتضنه بلدية ثليجان بولاية تبسة، منذ يومين، عددا غير مسبوق من المشاركين و المواطنين الشغوفين بالفروسية في أكبر تظاهرة تشهدها الولاية.
يأتي المهرجان الجهوي للفروسية، بمبادرة من مديرية السياحة و الصناعة التقليدية بالولاية تبسة، بالتنسيق مع جمعية» تازربونت للفروسية»، بمشاركة 135 مشاركا، من من ولايات تبسة، قسنطينة، سطيف، باتنة، أم البواقي، وبسكرة، خنشلة، بريكة، إضافة إلى وادي سوف، وأولاد جلال، وميلة، وتقرت، وغليزان، وقد تخللته عروض للفنتازيا وسباق لكلاب السلوقي، بالإضافة إلى تكريم أصحاب المراتب الأولى لكل عرض.
وتفنن الفرسان في التعريف بالموروث الثقافي والفني لولاياتهم أثناء العروض، و علت طلقات البارود ولمعت السيوف، وضربت حوافر الجياد بقوة على الأرض لتصنع لوحات محمية.
وحسب محمد توايتية، المشرف على التظاهرة، فإن المهرجان جاء لينعش ذاكرة المدينة، سيما وأن الجزائر تحتفي بذكرى يوم الشهيد، حيث تهدف المناسبة لمد الوصل بين الماضي والحاضر، خصوصا وأنها تحيي بعض الممارسات التراثية للفرسان مثل فنتازيا الخيّالة، فالفرسان الذين تزينوا بألبسة تقليدية رفعوا الراية الوطنية وأشعلوا الأجواء بمهاراتهم فيما يسمى” القبول، والمداوري، والتّحوريب”، وهي ألعاب تشتهر بين الخيالة.
تخللت التظاهرة كذلك، قراءات شعرية لشعراء شعبيين من بالمنطقة، فضلا عن تنظيم معرض تقليدي، ومسابقة لاختيار أحسن صورة في المهرجان.
ع.نصيب
ستحتضن المؤسسات الثقافية بولاية قسنطينة أيام الشهر الفضيل، برنامجا ثريا ومتنوعا يشمل جلسات دينية وسهرات إنشادية، فضلا عن أماسي شعرية وأدبية وعروض مسرحية، منها ما خُصص للأطفال إلى جانب ورشات تثقيفية.
كشف المكلف بالإعلام بمديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة للنصر، عن تسطير برنامج خاص برمضان، يشمل مختلف بلديات الولاية، ويتضمن سهرات فنية تحييها عديد الأسماء نذكر منها، الفنان عباس ريغي، وجميل باي، وزين الدين بوشعالة، وعدلان فرقاني ومالك شلوق، وحمزة قش، وحمزة زدام إلى جانب جمعيات ثقافية، تمثل مختلف الطبوع الموسيقية التي تشتر بها المدينة، فضلا عن تنظيم حلقات للإنشاد والمديح الديني ينشطها منشدون على غرار المنشد عبد الرحمن بوحبيلة.
كما سيكون الأطفال على موعد مع تقديم عروض مسرحية وترفيهية و ورشات تثقيفية متنوعة، ستقدم خلال النصف الثاني من الشهر الفضيل تزامنا مع العطلة المدرسية، وذلك على مستوى مختلف المؤسسات الثقافية، فيما خصص شق من البرنامج للأماسي الشعرية واللقاءات الأدبية، ينشطها أدباء وشعراء، ناهيك عن برمجة جلسات دينية لتقديم مواعظ وإرشادات.
وينطلق البرنامج ابتداء من 4 مارس ويستمر إلى غاية 27 من ذات الشهر، حيث ستحتضن فعالياته مختلف المؤسسات الثقافية الموزعة عبر الولاية، منها مسرح قسنطينة الجهوي، ودار الثقافة مالك حداد، وقاعة سينماتيك النصر، والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، فضلا عن قاعة العروض الكبرى أحمد باي، ومتحف سيرتا. أسماء .ب
قدم أمس، الباحث والمؤرخ رياض شروانة، محاضرة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي، تناولت كتابه المعنون “من جامعة باريس إلى سوكياس”، وهي جملة وثائق وشهادات عن المسيرة الدراسية والثورية للشهيد الدكتور لخضر عبد السلام بن باديس.
وأوضح المؤرخ، أن الكتاب جاء ليسلط الضوء على مشاركة الأطباء الجزائريين في الثورة الجزائرية، حيث قضى رفقة المؤرخ علاوة عمارة 10 سنوات في البحث عن الموضوع الذي تغيب المادة الأكاديمية والأرشيفية التي تثريه، إلى أن وقعا على مادة تمسح المسار العلمي والجهادي للشهيد الدكتور لخضر عبد السلام بن باديس، الذي أرادا له أن يكون نموذجا عن دور الأطباء في الثورة التحريرية.
وأضاف المؤرخ، بأنهما اشتغلا في الكتاب على رفع اللبس عن أصل تسمية مستشفى قسنطينة الحكيم “بن باديس”، خصوصا وأن الأغلبية تعتقد أن المقصود بالاسم هو الشيخ عبد الحميد بن باديس، في حين أن التسمية ترتبط بابن شقيقه عبد السلام لخضر بن باديس.
ودعا الكاتب، إلى كتابة الاسم الكامل للشهيد حتى تتضح الفكرة، كما عرج شروانة للحديث عن المنقوصات والأخطاء التي تكتنف بيبليوغرافيا الشهيد، عدا عن معلومات تاريخية شحيحة لا تعطي الصورة الحقيقية عن أول طبيب عيون في الجزائر اختار التخلي عن كل شيء والالتحاق بالثورة.
يتوفر الكتاب على ثلاثة ملفات، بالإضافة إلى شهادات من مراكز أرشيفية مختلفة تتحدث عن جوانب عديدة من حياة الشهيد، يعرض الملف الأول تفاصيل كثيرة عن المسار العلمي للدكتور لخضر عبد السلام بن باديس، وقد كان شروانة رفقة الباحث علاوة عمارة، سباقين إلى الاطلاع عليه على مستوى الأرشيف الوطني الفرنسي، وورد في الملف المسار الأكاديمي الذي قضاه الشهيد بين الجزائر وفرنسا، بالإضافة إلى رسائل كُتبت بخط يده رفعها إلى إدارة الجامعة للحصول على تربصات ومنح، ثم عزمه على العودة إلى قسنطينة بعد مناقشته الدكتوراه، للانضمام إلى التنظيم الثوري السري للمدينة، وفتح عيادته في شارع الشهيد العربي بن مهيدي.
عرج المؤرخ ثانيا، إلى ملف خاص باعتقال بن باديس، احتوى على 80 وثيقة موجودة على مستوى الأرشيف الوطني الفرنسي، مصنفة ضمن خانة خاصة وهي عبارة عن مجموعة من العلب للفارين من معتقل «الجرف» وقد كان ملف الدكتور من ضمنها.
أما عن سبب اعتقاله يوضح شروانة، أنه تعلق بإبداء رغبته في الالتحاق بالثورة في الولاية الثامنة، وقد نفذ ذلك برفعه رسالة إلى رئيس لجنة التنسيق والتنفيذ عبان رمضان، الذي زكى الطلب بأن أخبر قائد الولاية الثانية بالأمر وزوده بكلمة السر «أتيت من طرف بوزيد الصيدلي».
وأردف، بأن هذه المراسلة تعد من بين رصيد الثورة الذي صادرته القوات الاستعمارية في عملية تمشيطية بأعالي القل، طالت 14 بلدية يوم 31 جانفي، أين وصل جنود المستعمر إلى أمانة الولاية الثانية ووضعت القوات الفرنسية أيديها على 30 مراسلة بين الولاية الثانية، ولجنة التنسيق والتنفيذ، ولجنة الثورة الجزائرية بتونس، وهي مراسلات متعددة المواضيع منها خبر استشهاد زيغود يوسف.
داهمت بعدها القوات الفرنسية بيت المجاهد لخضر عبد السلام بن باديس بسيدي مبروك، وبعد تفتيش غرفته وجدوا بحوزته وثائق ومواد أخرى تسببت في إدانته، ليُنقل إلى مركز التحويل والفرز بـ «الحامة الغيران»، ثم تنقل بين مختلف المعتقلات في الجزائر وصولا إلى الجرف، وذلك بمقتضى قرار يعود لتاريخ 17 أكتوبر 1957.
وتحدث المؤلف أيضا، عن ملفات ورسائل كُتبت بخط يد الشهيد توجه بها إلى عائلته والإدارة الفرنسية، يتحدث فيها عن وضعيته الإنسانية البائسة خصوصا وأن الرجل كان يعاني من الملاريا ومرض على مستوى الأسنان، بالإضافة إلى تعرضه لضغوطات نفسية بعد رفضه التعاون مع إدارة المعتقل كطبيب، إذ عرض للتعذيب البدني لأجل إجباره على ذلك.
كما رفع بن باديس، طلبات لتلقي العلاج خارج المعتقل قوبلت كلها بالرفض، وبتاريخ 14 جويلية 1958، أطلقت الإدارة الفرنسية سراحه بموجب قرار عفو، ثم أُعيد اعتقاله مرة أخرى.
وأردف شروانة، أن الشهيد طلب الخروج من المعتقل للتداوي لدى طبيب أسنان، وقد سُمح له بذلك ليتنقل إلى برج بوعريريج رفقة مسؤول نفسي لكنه استغفل مرافقه وفر بتاريخ 11 أكتوبر 1958، ليلتحق بالمنطقة الثانية للولاية الأولى الأوراس، التي وصل إليها في 10 جانفي كنائب في القطاع الصحي الذي كان يرأسه عثامنة.
وختم شروانة محاضرته، بالتطرق إلى الملف الثالث الذي يخص جهادبن باديس واستشهاده، وهو ملف موجود على مستوى أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية، وقال إنه فتح شهيته للاشتغال على قضية الشهيد.
وأفاد، بأن الملف يصف الخدمات الجليلة التي قدمها الطبيب الشهيد للقطاع الصحي بالولاية الأولى، كما يذكر بأنه قد عانى من عدة أمراض وأراد الالتحاق بتونس للعلاج والانضمام إلى المجاهدين الجزائريين هناك لكنه استشهد خلال عبوره خط «شارل وموريس» بتاريخ 13 جوان 1960، وقد ختم مسيرته بوثيقة وصفت مأساته الإنسانية يقول فيها «أنا جد مريض ومتعب وأريد الالتحاق بإخواني في تونس من أجل العلاج والجهاد».
إيناس كبير
قدم مساء أمس الأول، بقاعة أحمد باي بقسنطينة، وعلى مدار ساعتين المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية العرض الشرفي الأول لفيلم "زيغود"، وهو عمل سينمائي عن سيرة ومسيرة مهندس هجمات الشمال القسنطيني الشهيد زيغود يوسف من بطولة علي ناموس وسيناريو حسن تليلاني وإخراج مؤنس خمار، إذ تم من خلاله إبراز الأبعاد الثقافية والفلسفية والإنسانية، لشخصية القائد التاريخي للولاية الثانية.
تغطية : لقمان قوادري
بداية الفيلم، الذي عرف حضورا كبيرا من طرف الأسرة الثورية الوطنية والمحلية فضلا عن العديد من الوجوه الثقافية المحلية، كان بمشهد من سنة 1947 وهو تاريخ انتخابات المجالس المحلية البلدية، حيث كان الشهيد زيغود يوسف واقفا يخاطب سكان بلدته وهو يصف الانتخابات بالمهزلة واللاحدث، إذ انتقد مجاهرا إجحاف السلطات الاستعمارية في حق الجزائريين بعد أن منحتهم حق التمثيل في سبعة مقاعد فقط رغم أن عدد الجزائرين يعد بالآلاف، في حين تم منح المستعمرين 11 مقعدا تمثيليا وعددهم لا يتجاوز 159 مستعمرا فقط، قبل أن تمر دورية من الدرك الفرنسي أمام مكان الاجتماع ويوجه لهم زيغود يوسف نظرات تحمل الكثير من التحدي.
ويتنقل المخرج بعد ذلك إلى مشهد قدوم عنصري مخابرات أحدها اسمه ديديه إلى منطقة السمندو مسقط رأس الشهيد، أين ظل طريقيهما ثم التقيا بالصدفة مع زيغود يوسف الذي كان فوق عربة يجرها حصان، وقد أبرزت المشاهد الموالية بأن المخبر ديديه قد جاء خصيصا لمراقبة نشاط زيغود يوسف النضالي ، حيث تم تقديم عدة مشاهد لكيفية نشاط المخبر وهنا حاول المخرج أن يبرز حالة الارتباك الفكرية لدى عنصر المخابرات، الذي بدا تائها بين حقيقة الوضع الاستعماري، وما يصفه بالمهمة المقدسة وهي خدمة فرنسا العظمى.
وما يلاحظ خلال عرض الفيلم، هو الانتقال بين الأحداث بسرعة وقد برر ذلك المخرج مؤنس خمار، في حديثه لوسائل الإعلام بكثرة المحطات التاريخية وعدم كفاية الوقت المتاح لإبراز كل الأحداث، إذ يتطلب الأمر وفقه، أفلام وأعمال كثيرة، وهو ما دفع بمنتجي الفيلم إلى الاستعانة بالهوامش لتحديد الأماكن والأوقات للتعريف بالأحداث في مشاهد عديدة. وقد تمكن عنصر المخابرات من تفكيك شبكة المنظمة الخاصة والتي كان عددها 20 مناضلا من بينهم زيغود يوسف، الذي تم توقيفه في منزله واقتياده ثم تعذيبه بسجن الكدية بقسنطينة ثم حول بعدها إلى سجن عنابة، أين تمكن من الفرار رفقة 3 من رفاقه وهم أعضاء بحزب الشعب، ثم قام من خلال العملية بحرق أرشيف المحكمة المجاورة للسجن، وهي حادثة لم تكن معروفة لدى غالبية الحاضرين، وفق تأكيد كاتب السيناريو حسن تليلاني.
وقد ظهر البطل الشهيد، في اجتماع 22 بالجزائر العاصمة يوم 24 جوان 1954 ، حيث لم يتم من خلاله إبراز أي دور له فقد كان المشهد عابرا بسيطا اقتصر فيه المخرج على تصوير وجود مجموعة من الأشخاص كما ظهر في مشهد وهو يحاور الشهيد ديدوش مراد ، ليتنقل المخرج إلى مشهد التحضير لليلة الفاتح من نوفمبر، ثم الانتقال إلى ساعة الصفر أين جسد حالة ارتباك المستعمر في تلك الليلة بمشاهد من غرفة التحويل الهاتفي للحاكم العام الفرنسي، أين كانت الموظفة تستقبل المئات من المكالمات والتقارير، التي تتحدث عن هجمات الفاتح من نوفمبر من مختلف مناطق الوطن، قبل أن تنهار لعدم قدرتها على تحمل الضغط و الرد على الكم الهائل من الاتصالات.
وقد تضمن الفيلم مشاهد لمعركة وادي بوكركر التاريخية بتاريخ 18 فيفري 1955، أين سلم الشهيد ديدوش مراد محفظته لزيغود يوسف قبل استشهاده بلحظات في لقطة ترمز إلى انتقال قيادة المنطقة الثانية للشهيد زيغود يوسف، وبعدها يظهر البطل في حوار فلسفي وتاريخي عميق مع جندي فرنسي أسير، يتحدث فيها باسترسال عن الأمة الجزائرية وتاريخها وأمجادها ومقاومتها للمستعمر منذ دخوله إلى الجزائر عبر مقاومة الأمير عبد القادر، ليختم في الأخير حواره مع الأسير بأن فرنسا ماهي إلا فصل صغير من تاريخ الجزائر، وأنها سترحل مرغمة قريبا جدا ، وقد أظهر المشهد الأخير من الحوار أن الأسير قد تأثر بشكل كبير واقتنع بما قاله زيغود.ويحرر الأسير بمناسبة شهر رمضان، حيث حمله الشهيد زيغود يوسف رسالة باللغة العربية من القيادة العليا لجيش التحرير الوطني إلى القيادة العليا للجيش الفرنسي، وهي عبارة عن رسالة تنديد بقصف وقتل الأطفال والشيوخ والأبرياء دون وجه حق ، حيث أكد هنا الكاتب حسن تليلاني بأن هذا المشهد هو حقيقة تاريخية تقدم لأول مرة، وفي مشهد يليه ظهور الأسير، وهو يتحدث عن حسن معاملته من طرف جيش التحرير الوطني ويصرح للقادة العسكريين الفرنسيين، بأنه قد منح قبعته هدية للشهيد وهي القبعة التي طالما ظهر بها البطل في صوره الفوتوغرافية القليلة.
ويجسد المخرج، مشهدا روائيا وهو زيارة الشهيد لزوجته وابنته الوحيدة شامة، حيث أبرز من خلاله اشتياق زوجته إليه وتعبها من غياب زوجها ومن الأخطار المحدقة به في كل مكان، حيث يخاطبها قائلا بأنه لا يقوم إلا بواجبه تجاه بلده وإخوانه الجزائريين وأنه يجاهد حتى يعيش أبناء شعبه وابنته في كنف الحرية والرفاهية بعيدا عن حياة الشقاء التي عاشها وأباؤه وأجداده من قبل، وهنا تبرز قيمة الوفاء بالعهد إذ استقلت الجزائر بعد سنوات وعاشت شامة في عهد الجزائر المستقلة إلى اليوم، كما أبرز المشهد حب الشهيد الكبير لابنته إذ لم تثنه مسؤولياته على اللعب مع ابنته لعبة "الغُميضة" رفقة ثلة من المجاهدين.
وقد أبرز المخرج في مشاهد مقتضبة التحضيرات لهجومات الشمال القسنطيني، حيث كان يصفها الشهيد بالنقطة المفصلية في الثورة وبأن نجاحها سيمكن من فك الخناق عن الأخوة في الأوراس، إذ ورغم أهمية الحدث إلا أن تفاصيل التحضيرات لم تكن بارزة كثيرا باستثناء بث مشهد لهجوم على ثكنة واحدة وأخرى للعسكر الفرنسي وهو يقتل جزائريين في مدينة فيليبفيل " سكيكدة" قبل أن يتبعها بكتابة على الهامش ورد فيها استشهاد أكثير من 12 ألف جزائري في كل من قالمة وقسنطينة وسكيكدة، ليطوي صفحة هذا الحدث بمشهد للحاكم الفرنسي جاكسوستال، وهو يقول بأن هجمات 20 أوت 1955 هي نوفمبر جديد بل هي أسوأ بكثير.
وانحصر مشهد مشاركة زيغود في مؤتمر الصومام الشهير في حديث جانبي مع اثنين من رفقائه ثم التقاط صورة لعدد من المشاركين من بينهم العربي بن مهيدي، ليسدل الستار عن الفيلم بمشهد استشهاد زيغود يوسف يوم 23 سبتمبر 1956 بسيدي مزغيش، حيث ظل خلال معركته الأخيرة يقاوم مع مجاهد آخر ثم قام بحرق بعض الوثائق قبل أن يشاهد عدد منها وهو يتطاير، ليسقط شهيدا وهو بصدد التوجه نحوها من أجل حرقها هي الأخرى حتى لا تقع بين أيدي المستعمر . ل/ق
* وزير المجاهدين العيد ربيقة
فيلم زيغود عمل إبداعي راق جدا
أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بأن فيلم زيغود يعد عملا إبداعيا وراق جدا، مؤكدا مواصلة الدولة الجزائرية في إنتاج الأعمال السينمائية حول تاريخ الثورة المجيدة والأبطال المشاركين فيها، مع العمل على إبراز جرائم الإبادة التي ارتكبها المستعمر في حق الجزائريين.
وقال الوزير في تصريح لوسائل الإعلام، بأن المشاهد وثقت بشكل رائع لسيرة بطل من أبطال الثورة التحريرية، وهو رجل وطني حتى النخاع عاش في كنف عائلة بسيطة قدمت الغالي والنفيس من أجل الجزائر، مؤكدا أن العمل جاء تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي يلح في كل مرة على ضرورة الحفاظ على تاريخ الجزائر ، لاسيما تاريخ الثورة المباركة والعناية الكافية بالأحداث التاريخية الوطنية لاسيما خلال جلسات السينما الأخيرة، مشيرا إلى أن عرض الفيلم يعد تجسيدا لتوجيهاته والتزاماته ، واصفا السيناريو بالمتميز والذي يستجيب لمطلب كتابة التاريخ وسرد قصص الشهداء”.
ولفت المتحدث، إلى أن عرض الفيلم في قسنطينة وفي ذكري يوم الشهيد، يكتسي مثلما قال رمزية كبيرة، مشيرا إلى أن هذا العمل هو رسالة ضد الطغيان الفرنسي الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية ومحارق والتهجير في حق الجزائريين، مؤكدا أن الدولة ستعمل على توثيق كل هذه الأعمال على كل المستويات، لاطلاع الرأي العام العالمي والمحلي على كل ما ارتكبه الاستعمار الفرنسي من جرائم بدءا من جرائم 14 جوان 1830 ومجزرة العوفية ومذبحة الأغواط وغيرها من الجرائم غير القابلة للتقادم. ل/ق
* بطل الفيلم علي ناموس
من الصعب جدا تقمص شخصية بهذا الثقل التاريخي
قال مجسد شخصية زيغود يوسف، الممثل علي ناموس، بأنه وجد صعوبة كبرى في تقمص شخصية بهذا الثقل التاريخي، مشيرا إلى أنه عمل كثيرا على إبراز شخصية الشهيد الفلسفية والثقافية وعدم حصرها في بعدها الحربي.
وذكر الممثل علي ناموس، بأنه سعيد جدا لكونه واحدا ممن سينقلون رسالة الشهداء إلى الأجيال القادمة، مؤكدا بأنه اشتغل باجتهاد من أجل تقمص شخصية الشهيد البطل وقد وجد صعوبة في تقمصها نظرا لثقلها التاريخي في الثورة المجيدة، كما أبرز بأن زيغود يوسف شاعر ومثقف وقد حاول أن يبرز هذه الأبعاد في الفيلم.
ل/ق
* مخرج الفيلم مؤنس خمار
من المستحيل الإحاطة بكل جوانب شخصية الشهيد في فيلم واحد
قال المخرج مؤنس خمار، بأنه من الصعب جدا الإحاطة بمختلف جوانب شخصية الشهيد زيغود يوسف في فيلم واحد ، حيث أكد بأن نصف ساعة فقط من أحداث 20 أوت 1955 تكفي لإنتاج العشرات من الأفلام.وأبرز المتحدث، بأن دور السينما هو تسليط الضوء على شخصية ما بشكل إبداعي ومن المستحيل أن تعوض المؤرخين والكتاب والأكاديميين، مشيرا إلى أن الجميع قد ساهموا في إنجاح هذا العمل، وذكر بأن اختيار يوم عيد ميلاد البطل الشهيد لعرض فيلم عن مسيرته يعد حدثا تاريخيا هاما في حد ذاته .ولفت المخرج، إلى أنه من غير الممكن أن يتضمن الفيلم مختلف التفاصيل عن حياة وإسهامات الشهيد إذ يكفيه أن أحداث الشمال القسنطيني قد كانت السبب الأول في إدراج القضية الجزائرية ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة لأول مرة في تاريخ الجزائر. ل/ق
* كاتب السيناريو أحسن تليلاني
اعتمدنا على شهادات حية وأظهرنا أحداثا لم تكن معروفة من قبل
أكد كاتب السيناريو أحسن تليلاني بأن فيلم زيغود يوسف، قد اعتمد على الكثير من المصادر التاريخية في كتابة السيناريو لاسيما الشهادات الحية منها ، مشيرا إلى أنه تضمن أحداثا تاريخية لم تكن معروفة من قبل.
وذكر رئيس مؤسسة زيغود يوسف، بأنه اعتمد على شهادات حية سواء من زوجة الشهيد عائشة طريفة أو ابنته شامة، فضلا عن العديد من رفاقه وكذا مذكرات علي كافي ولخضر بن طوبال وغيرها، مؤكدا أن السيناريو والفيلم قد خضع لمراجعة تاريخية دقيقة من طرف الأستاذ علال بيتور، كما أن الفيلم كشف عن معلومات وأحداث لم تكن متداولة من قبل على غرار الرسالة التي بعث بها إلى القيادة العليا للجيش الفرنسي عبر الأسير الفرنسي، مؤكدا أن الرئيس عبد المجيد تبون قد أوفى بعهده بإنتاج هذا الفيلم، الذي هو نتيجة لإرادة سياسية من طرف الرئيس. ل/ق
اختتمت بجامعة باتنة 1، الحاج لخضر، أمس، فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير، من تنظيم مديرية الخدمات الجامعية باتنة بوعقال واكتست النسخة طابعا عربيا، بمشاركة طلبة من عدة دول عربية وكان قد حل ضيوف بالمهرجان من دولتي ليبيا وتونس.
وتميزت الطبعة التاسعة بتتويجات متباينة لطلبة من مختلف جامعات الوطن ومن جامعات دول عربية، وعادت جائزة أحسن فيلم لجامعة مولود معمري تيزي وزو عن فيلم Ominous Days، وتحصلت جامعة باجي مختار عنابة عن فيلم زربية على جائزة الجمهور، وعادت جائزة أحسن صوت لمديرية الخدمات الجامعية باتنة فسديس عن فيلم Vantablack، وتوجت بجائزة أحسن سيناريو جامعة جعفر الصادق من العراق عن فيلم ذكرى، ونال جائزة أحسن موسيقى وجائزة أحسن إخراج
المعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس من تونس عن فيلم Before the snow falls وعادت جائزة أحسن صورة لجامعة الدكتور مولاي الطاهر بولاية سعيدة عن فيلم Objectif de la révolution، وتوجت بجائزة أحسن دور نسائي أمال بوعكاز من مديرية الخدمات الجامعية سطيف عن فيلم Bonne Vavance، فيما عادت جائزة أحسن دور رجالي للطالب بنيني أمين من مديرية الخدمات الجامعية باتنة فسديس عن فيلم Vantablack.
وتخلل حفل الاختتام إعلان مدير الخدمات باتنة بوعقال طاهر شن عن افتتاح الموسم الثالث لبرنامج سينما الجامعة بإشراف والي ولاية باتنة محمد بن مالك والمدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية البروفيسور قريشي مراد ومديرة حياة الطالب بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي آسيا صحراوي، إلى إطارات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإطارات من الديوان الوطني للخدمات الجامعية. ياسين عبوبو