شهدت العاصمة الفرنسية باريس، و مناطق متفرقة من فرنسا، أمس الأحد، مسيرات غير مسبوقة ضد الإرهاب شارك فيها أكثر من 3 ملايين شخص، احتشد معظمهم في العاصمة ، حيث تقدم المظاهرة المليونية الرئيس الفرنسي وقادة أكثر من 40 دولة، بينها الجزائر ممثلة في وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وقالت السلطات الفرنسية و وكالات أنباء، أن أكثر من 3.3 مليون شخص شاركوا في تظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا ضد «الإرهاب، ردا على سلسلة هجمات أوقعت 17 قتيلا وعشرين جريحا، خلال ثلاثة أيام.
وتحدث أحد منظمي هذه المسيرة ، عن مشاركة ما يصل إلى 1.5 مليون متظاهر في باريس وحدها، فيما أشارت وزارة الداخلية إلى حجم تعبئة «غير مسبوق» من حيث حجمه في العاصمة الفرنسية.
ومما زاد من استثنائية هذا التحرك، مشاركة عشرات من زعماء و قادة العالم، حيث تقدم المسيرة في ميدان بلاس دو لا ريبوبليك بباريس، الرئيس الفرنسي و قادة ألمانيا وإيطاليا وتركيا وبريطانيا وفلسطين.
كما شارك في المسيرة الحاشدة أيضا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ورئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو رينزي، وزراء خارجية دول عربية، بينهم وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.
وتقدم القادة بصفوف متراصة المسيرة، في وقت شكلت الحشود حروف ضخمة ربطت بتمثال في الميدان كلمة «لماذا؟»، وغنت مجموعات صغيرة النشيد الوطني الفرنسي، في ظل لافتة كتب عليها «باريس هي شارلي».
وحضرت كل الأحزاب السياسية باستثناء الجبهة الوطنية
واختصر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي انضم إلى مجموعة من أقارب ضحايا الاعتداءات، المشهد الاستثنائي، حين قال «باريس اليوم هي عاصمة العالم. سينتفض بلدنا بأكلمه وسيظهر أفضل ما فيه».
وتدفق آلاف الأشخاص، بعضهم بعيون دامعة إلى ساحة الجمهورية نقطة انطلاق المسيرة. وكتب على لافتات رفعها المتجمعون تحية لضحايا الهجمات الإرهابية "ارفعوا أقلامكم" و"حرية، مساواة، ارسموا، اكتبوا".
وتقدمت عائلات الضحايا المسيرة التي انطلقت من ساحة الجمهورية لتصل إلى ساحة الأمة، وسط إجراءات أمنية مشددة بوجود قناصة على طول الطريق في العاصمة الفرنسية.
ولم تقتصر التظاهرات على باريس والمدن الفرنسية الأخرى، بل تخطتها إلى عدة عواصم أوروبية ومدن أميركية وعربية، حيث تجمع آلاف الأشخاص في مدريد ولندن وبروكسل واشنطن ورام الله وغيرها، تضامنا مع فرنسا.
وقبل انطلاق المسيرة، عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب بشكل طارئ في باريس، ودعا عقبه وزراء الداخلية الأوروبيون ونظيرهم الأميركي إلى تعزيز مراقبة التحركات على الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي.
وفي العاصمة الفرنسية، أعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدر الأحد أن الولايات المتحدة ستستضيف قمة في 18 فيفري للبحث في سبل «محاربة التطرف في العالم».
وقبل هولاند، شارك رئيس واحد في تظاهرة في الشارع وهو فرنسوا ميتران في 1990 بعد تدنيس مقبرة يهودية في كاربنتراس جنوب شرق فرنسا.
للإشارة، قام ألفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الاعلام الى اماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات دبلوماسية.
ق و/ وكالات