قال سفير دولة فلسطين بالجزائر الدكتور لؤي عيسى بأن الزيارة الأخيرة للرئيس محمود عباس إلى الجزائر قد حققت نتائج جيدة ونوه بالدور الذي تلعبه الجزائر في دعم القضية الفلسطينية نافيا أن تكون السلطة الفلسطينية قد عمدت إلى تغييب الدور الجزائري في فترات سابقة، أو أن تكون العلاقات بين البلدين قد مرت بنوع من البرودة أو الجفاء، فيما أكد بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد لعب دورا بارزا في التهدئة ووقف العدوان الأخير على غزة.
ودافع السفير الفلسطيني في حديث خص به جريدة النصر في مكتبه بسفارة فلسطين في دالي ابراهيم بالعاصمة عن الموقف الفلسطيني المصمم على الذهاب من جديد إلى مجلس الأمن وتقديم مشروع القرار الخاص بإنهاء الاحتلال رغم فشله في المرة الأولى بسبب الفيتو الأمريكي.
كما يتحدث الدكتور لؤي عيسى عن الصعوبات التي تواجه إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في غزة وعن الترتيبات الجديدة لحصول الفلسطينيين على تأشيرة الدخول إلى الجزائر.
نحن لم نفاجأ بلجوء الولايات المتحدة إلى استعمال ‹› الفيتو ‹› ضد مشروعنا الرامي لإلغاء الاحتلال وكنا نعرف أن ذلك سيحدث، لذلك فنحن لم نفشل في تمرير مشروعنا، وإنما الذي فشل هو مجلس الأمن، وذهابنا لمجلس الأمن يمثل شكلا من أشكال المقاومة، وأيضا لوضع المنظمة الأممية في مكانها الطبيعي ومعرفة ما إن كانت قادرة على تحمل مسؤولياتها ومدى حرصها على تطبيق قراراتها ومبادئها أم لا كما أن إصرارنا على الذهاب ثانية للأمم المتحدة هو خوض منافسة جديدة في ساحة الصراع التي نعيشها اليوم.
إن الكيان الصهيوني أنشئ في هذه المنظمة بموجب قرارات معروفة، فلماذا لا نلجأ إليها لننشئ دولتنا فيها وإذا أرادت أمريكا أن تستخدم ‘’حق الفيتو’’ مرة أخرى فلتفعل لأننا سنكسب الجولة في النهاية ولو طال الزمن.
أعضاء حركة " حماس " هم إخواننا وجز ء من شعبنا ونحن نعاملهم ونتعامل معهم على أرضية ذلك، ورأيهم من الناحية الديمقراطية ننظر إليه على أساس أنه مسألة عادية، و نحن نرحب بكل وجهة نظر سواء لحماس أو للجهاد أو للجبهة الشعبية أو لغيرهما، ونحن نفهم موقف "حماس" ونأمل في أن يصب في تقوية موقفنا وليس العكس.
نعم إن عام 2015 سيكون عام فلسطين بامتياز سواء شهد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة أو لم يشهد قيام الدولة، فنحن لم نعد كما كنا في الماضي مجرد لاجئين، نحن موجودون وأصبحنا دولة مراقبة في الأمم المتحدة، وقد ذهبنا إلى منظمة اليونسكو واقتطعنا الاعتراف منها والحصول على العضوية بها ذهبنا إلى 15 منظمة واعترفت بنا، والآن توجهنا إلى ما يقارب 20 منظمة وسنستكمل معركتنا القانونية للانضمام إلى 522 منظمة دولية، وقد وافقت محكمة الجنايات الدولية على وثائقنا من أجل انضمام فلسطين إليها ولكننا لم نكسب بعد معركتها القانونية. وبودي الإشارة هنا إلى أن طرف إسرائيلي قد حرك شكوى على مستوى الجنائية الدولية ضد أبومازن اتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب.
المفاوضات هي شكل من أشكال المقاومة وشكل من أشكال الصراع ومثل ما قال الرئيس محمود عباس إننا استنفذنا المفاوضات بشكلها القديم بمعنى أن الأسلوب التفاوضي في الفترة السابقة قد انتهى وسننتقل إلى مرحلة أعلى بعد حصولنا على الغرض من الأسلوب القديم، و لن نعود إلى المفاوضات إلا على أرضية قرار أممي يحدد موضوع المفاوضات وسقفه الزمني والهدف منه.
وإذا كانت إسرائيل قد قطعت عائدات الضرائب فلتقطع فنحن لدينا تصور لكل شيء ليس كردة فعل ولكن كفعل وكخطوات وهذا ما تم النقاش فيه بين الرئيسين محمود عباس و عبد العزيز بوتفليقة حول المنطقة وأوضاعها وبدائلها.
أمريكا لديها موقفين، موقف تسجله في المنظمات الدولية وهي أنها ضد الاستيطان وتقول أن القدس عاصمة فلسطين أما في موقفها العملي فهي تعمل عكس ذلك تماما،وانحيازها لإسرائيل واضح لم تفعل أي شيء لصالحنا خلال الفترة الماضية، فازداد الاستيطان والتوسع والإرهاب والقتل في المنطقة وكانت أمريكا دائما هي الراعي لكل ما يحدث، وحتى لما قررنا وأصررنا على اللجوء إلى الأمم المتحدة للحصول على حقوق شعبنا في الاستقلال وصلت أمور رد الفعل الأمريكي المعارض والغاضب من خطوتنا إلى حد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هدد الرئيس أبو مازن وقال له بالحرف الواحد ‹› إذا سرتم في هذا الطريق ستخسر حل الدولتين وستخسر السلطة وستخسر نفسك››.
معركتنا معركة وجود وليست معركة حدود فالكيان الصهيوني هو كيان مزروع في المنطقة ضمن مفاهيم وخلفيات استعمارية مستخدما الغطاء الديني، وإسرائيل تحاول قدر الإمكان أن تقوم بإيجاد حل ما في المنطقة يضمن لها الهيمنة بدون بروز كيان فلسطيني أو دولة فلسطينية، ونحن نتألم عندما نرى مليارات الدولارات تتهاطل على إسرائيل من أجل توسيع الاستيطان في الوقت الذي تركتنا أمتنا لحالنا.
و لحد الآن لم يصل من أصل المبلغ الإجمالي الذي تبناه مؤتمر الإعمار والمقدر بحوالي 5 ملايير دولار سوى أقل من 2 بالمائة، ونتيجة هذه الحالة لم نتمكن إلى الآن وفي ظل أجواء الشتاء القاسية سوى التكفل بإيواء 60 ألف من أصل 100 ألف مواطن فلسطيني من الذين دمرت بيوتهم فيما مازال 40 ألف في العراء رغم ما قدمناه لحل مشكلة الناس من ميزانية السلطة، لأن البلدان المانحة وإسرائيل تفرض شروطا صعبة لتحويل المبلغ الموعود به للإعمار.
الزيارة كانت حالة من حالات رسم الأفق الاستراتيجي الخاص بالمرحلة الحالية وحول طرق العمل والأهداف والمقاصد والبحث عن البدائل وكيفية التعاطي مع القضايا المطروحة والتعامل مع الأطراف المعنية ومع الشركاء، وتخطيط الدور ورسم الانطلاقة المشتركة وقد توجت في هذا الاتجاه بنتائج جيدة بل ممتازة.
وقد كانت الجزائر دائما حضننا ونقطة انطلاقنا ومازالت الجزائر معنا وستظل معنا وصاحبة المشاريع والمعادلات لفلسطين وصاحبة تأمين وتدريب كوادر الثورة الفلسطينية، و هي الآن تتكفل بتأهيل الكوادر التي ستشرف على تسيير مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وقد لعبت الجزائر وخاصة الرئيس بوتفليقة دورا كبيرا في وقف العدوان الأخير على غزة عندما تدخل وصرخ بأعلى صوته داعيا إلى التهدئة والكف عن إسقاط أرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت صرخته مؤثرة وساهمت في التهدئة ووقف العدوان.
هذا الكلام غير دقيق ففلسطين لم تبتعد يوما عن الجزائر، والواقع يؤكد بأن لا فلسطين ابتعدت عن الجزائر ولا الجزائر ابتعدت عن فلسطين والوفود الفلسطينية وزيارات الوزراء لم تنقطع أبدا عن الجزائر كما أن الجزائر لم تنقطع يوما عن تهيئة وتدريب وتأمين الكوادر الفلسطينية وتهيئتهم في المؤسسات والوزارات المختلفة.
وبالرغم الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر في التسعينيات فلم تغب عن فلسطين.
هذا غير صحيح فالجزائر تقدم لنا سنويا على الورق 118 منحة لفائدة الطلبة الفلسطينيين في مختلف التخصصات غير أن العدد الفعلي الذي يتحصل على المنحة من طلابنا أكثر من الضعف حيث يصل إلى أكثر من 300 هذا هو الواقع.
هذا الكلام غير صحيح فقط أقول أن فيه ترتيبات جديدة بين الجزائر وفلسطين ضمن حالة عامة من التغيرات الجديدة ويجري ترتيب آلية جديدة وفي أثناء ذلك يحدث فيه تأخر وربما معاناة في تحصيل التأشيرة.
علاقتنا مع مصر جيدة منذ فترة حكم مبارك وإلى اليوم، لم تتغير ونحن نحافظ على علاقتنا مع مصر بكل قوة كونها قوة عربية وبوابة لفلسطين ناهيك على ما قدمته مصر للقضية الفلسطينية عبر كافة الفترات السابقة.