بلينكن يؤكد دعم مهمة المبعوث الأممي دي ميستورا

 واشنطن تصدم المغرب بشأن تسوية ملف الصحراء الغربية
 صدمت الولايات المتحدة الأمريكية، المخزن المغربي ، بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده تركز على دعم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، متجاهلا القرار الذي أعلن عنه الرئيس سابق ترامب بشأن الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، حيث فشل المغرب في اقتطاع تأييد ضمني وصريح من الإدارة الأمريكية لهذا التوجه المخالف للشرعية الدولية.

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده تركز على دعم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، وقال بلينكن في حوار أجرته معه محطة "بي بي سي" ، إن أمريكا تدعم العملية الأممية في الصحراء الغربية، وذلك من أجل إيجاد حل دائم.
وردا على سؤال حول اعتراف إدارة بايدن بمغربية الصحراء المزعومة، كما فعل ترامب، قال وزير الخارجية الأمريكي: "نركز على دعم عملية الأمم المتحدة لدفعها إلى الأمام، ونتحدث إلى جميع الأطراف المعنية". وقال: "المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء جاء بعد شغور المنصب لفترة طويلة"، وبالتالي فإننا نركز على دعمه لإيجاد حل.
يُشار إلى أن قرار ترامب الأحادي والذي يتعارض مع الشرعية الدولية المتمثل في الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الذي يحتلها من الصحراء الغربية، قد أثار الكثير من القلق لدى أعضاء في مجلس الشيوخ وسياسيين وسفراء أمريكيين لما له من تبعات سيئة على صورة الولايات المتحدة وعلى الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا.
و وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، قرار دونالد ترامب بشأن الصحراء الغربية، بأنه تنازل عن سياسة أمريكية دامت 30 سنة من أجل نصر سريع. وحسبه “كان من الممكن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي مغربي دون التخلي عن التزام الولايات المتحدة بالاستفتاء الصحراوي حول مستقبل الصحراء الغربية.
بدوره اعتبر رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور، جيمس إنهوف، بأن موقف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حول الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وبدأ بلينكن جولة افريقية تعد الأولى له إلى القارة، قادته إلى كينيا قبل أن يتوجه إلى نيجيريا وبعدها السنغال. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه إن زيارة بلينكن إلى القارة الأفريقية تسعى لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وأفريقيا بشأن الأولويات العالمية المشتركة. وقد وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن يولي اهتماما أكبر لأفريقيا، في محاولة منه لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد هناك.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن بلاده لا تسعى للحد من شراكة الأفارقة مع دول أخرى، في إشارة إلى الصين. ونقلت شبكة "فرانس 24" عن بلينكن، قوله إن الأفارقة ليس عليهم الاختيار بين طرفي الخصومة المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده يمكنها تقديم المزيد على صعيد الحقوق الديمقراطية للأفارقة.
في السياق ذاته، أعلن بلينكن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم استضافة قمة مع قادة إفريقيا، وذلك قبل بضعة أيام من عقد الصين قمة مع إفريقيا في السنغال. وشدد بلينكن على أن بلاده تريد تعزيز شراكاتها مع الأفارقة، مؤكدا أن نهج الولايات المتحدة سيكون "مستداما وشفافا ومبنيا على القيم"، على حد تعبيره.
وكشف وزير الخارجية الأمريكي، أمس، أن بلاده تستثمر في إفريقيا دون فرض مستويات لا يمكن تحملها من الديون في الوقت الذي شهد فيه توقيع عقود تزيد قيمتها عن مليار دولار في العاصمة السنغالية دكار. وتوصف هذه الصفقات بين أربع شركات أمريكية والسنغال بأنها جزء من جهود بلاده لمساعدة إفريقيا في بناء البنية التحتية من خلال صفقات شفافة ومستدامة. وحرصا منه على عدم توجيه نقد مباشر لمشاريع البنية التحتية الصينية التي تزايدت في العقد الماضي قال بلينكن خلال زيارة لنيجيريا يوم الجمعة إن الصفقات الدولية غالبا ما تكون غامضة وإجبارية.
 ع سمير