الاحتـلال الصهيـوني يقتـل مواطنـين خرجـوا بحثـا عن الطعـام
يزداد الوضع الإنساني والصحي في شمال قطاع غزة سوءا في ظل الحصار الذي يمارسه جيش الاحتلال الصهيوني واستخدامه سلاح التجويع للضغط على السكان بهدف تهجيرهم قسرا، ومنعه للمساعدات الإنسانية
من الوصول إلى المناطق الشمالية من قطاع غزة، إلى جانب تدمير الاحتلال الصهيوني جميع المستشفيات والمرافق الصحية، ولا يجد المواطنون بهذه المناطق أي مرفق صحي قد يلجأون إليه لتقلي العلاج، مع تواصل العدوان الغاشم على جميع مناطق قطاع غزة.
وتحدث في هذا السياق التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة، عن استهداف جيش الاحتلال لمواطنين خرجوا من مراكز النزوح ومنازلهم للبحث عن لقمة طعام بعد نفاذ كل المواد الغذائية، وتحدث نفس المصدر عن قتل جيش الاحتلال 14 شخصا خرجوا للبحث عن الطعام في شمال غزة.
وأوضح المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة بأن الاحتلال الصهيوني تعمد تجويع الفلسطينيين في شمال غزة، وقتل العشرات منهم خلال محاولتهم الحصول على مساعدات محدودة وصلت إلى هذه المناطق، وأكد نفس المصدر بأن هذه الممارسات من طرف جيش الاحتلال تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع أكتوبر الماضي، في ظل غياب واضح لوكالات الأمم المتحدة وعجزها عن ضمان آليات مناسبة لإيصال المساعدات للسكان، وفي نفس الوقت استهجنت حركة حماس استمرار قوات الاحتلال الصهيوني في استهداف الطواقم الطبية والفنية وفرق الدفاع المدني والمسعفين والصحفيين، وتدمير معداتهم وآلياتهم المحمية بالقانون الدولي، واعتبرت الحركة هذه الممارسات من طرف المحتل إمعان للإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة.
في سياق متصل يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قطع الاتصالات والأنترنت لليوم الخامس على التوالي عن قطاع غزة، وأوضح تقرير المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة بأن قطع الاتصالات أصبح يؤخر عمليات الاستجابة الطارئة لإنقاذ الجرحى والتدخل العاجل لانتشال المحتجزين من تحت أنقاض البيوت المهدمة.
وفي نفس الإطار يواصل جيش الاحتلال قصفه الهمجي على مناطق واسعة في قطاع غزة، وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب المحتل 12 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 132 شهيدا و252 مصابا خلال 24 ساعة الأخيرة، واستهدف جيش الاحتلال أمس مجموعة من المدنيين في الطرقات حول مسجد الشمعة في حي الزيتون، مما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، وفي نفس الوقت يواصل جيش الاحتلال عملية التدمير الممنهج لمناطق واسعة من الأحياء السكنية، خصوصا في بيت حانون وبيت لاهيا والمناطق الشرقية من مدينة غزة والمنطقة الوسطى وشرق خانيونس، وأشار تقرير المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن استهداف جيش الاحتلال هذه المناطق بأحزمة نارية أو بعمليات هندسية يتم فيها مسح مناطق بالكامل، وذلك ضمن مساعي جيش الاحتلال إقامة منطقة عازلة داخل حدود قطاع غزة، تضم أراضي وبيوت المواطنين.
من جانب آخر كشف انسحاب آليات جيش الاحتلال من بعض المناطق في قطاع غزة عن حجم الدمار الممنهج لهذه المناطق الذي شمل المباني والمنشآت والطرقات وكل المرافق المدنية، وأشار تقرير حماس إلى أن هذه الممارسات من طرف المحتل تندرج كلها في إطار محاولاته للتهجير القسري للسكان.
من جهة أخرى يتعمق الخلاف بين أعضاء حكومة دولة الاحتلال وقادته العسكرين، ولا توجد رؤية واضحة مشتركة بينهم حول مستقبل العدوان الذي أعلنوه ضد سكان قطاع غزة، خصوصا بعد فشلهم في تحقيق أي هدف من الأهداف التي رسموها بعد مرور أزيد من 100 يوم على العدوان، لاسيما عدم تحقيق هدف تحرير الأسرى، كما يزداد ضغط المستوطنين على حكومة المحتل من خلال تصاعد المسيرات في القدس المحتلة، خصوصا بعد نشر كتائب القسام ليلة أول أمس شريط فيديو يظهر مقتل أسيرين وإصابة أسيرة في قصف صهيوني على مناطق سكنية في قطاع غزة، وتدفع صور مقتل أسرى صهاينة في قصف جيشهم المحتل إلى مزيد من الضغط لإبرام صفقة للتبادل ووقف العدوان حتى لا يسقط المزيد من الأسرى قتلى بقنابل جيشهم النازي.
وعلى صعيد الجبهة الميدانية أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أمس رشقات صاروخية مكثفة على مناطق غلاف غزة، وتسببت هذه الرشقات في إصابات مباشرة في مباني مستوطنات غلاف غزة، وفي نفس الوقت تبنت كتائب القسام عدة عمليات أمس ضد جيش الاحتلال الصهيوني، منها استهداف ناقلات جند بعبوات ناسفة وقذائف «الياسين 105» إلى جانب الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة بالأسلحة الرشاشة، والقنابل اليدوية غرب تل الهوا بمدينة غزة وأوقعوها بين قتيل وجريح.
وبخصوص استهداف الصحفيين في قطاع غزة من طرف جيش الاحتلال، رحب أمس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بعزم المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الصحفيين في الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة، واعتبر المنتدى في بيان أصدره أمس ذلك بالخطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق العدالة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين، وجدد نفس المصدر إدانته للعدوان الصهيوني الغاشم على الصحفيين، مؤكدا الاستمرار في التغطية لفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة، كما جدد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين دعوته للاتحاد الدولي للصحفيين إلى اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة للاحتلال الصهيوني في ظل سجله الإجرامي بحق الإعلام والصحفيين.
وفي نفس الإطار نقلت أمس منظمة مراسلون بلا حدود عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قوله أن التحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية سيشمل الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إلى جانب الجرائم الأخرى المحتملة في ما يتعلق بالأوضاع في فلسطين.
نورالدين ع