الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

القرار خطوة هامة نحو إدانة الكيان الصهيوني

محكمة العدل الدولية تدعو إلى تدابير فورية لمنع التدمير والقتل في غزة
أصدرت أمس محكمة العدل الدولية  قرارها بشأن دعوى الإجراءات المؤقتة التي رفعتها جنوب إفريقيا حول جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد سكان غزة، وتضمنت هذه الإجراءات دعوة الكيان الصهيوني لاتخاذ تدابير فورية لمنع التدمير في قطاع غزة، وتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة، ومنع التحريض على الإبادة الجماعية، وأن تتخذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، كما تضمنت التدابير المؤقتة دعوة الكيان الصهيوني رفع تقرير للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر، بالمقابل رفضت محكمة العدل الدولية طلب الكيان الصهيوني برد الدعوى في القضية المرفوعة ضده من جنوب إفريقيا، وأكدت بأن الشروط متوفرة لفرض التدابير المؤقتة.

وبالرغم من أن قرار محكمة العدل الدولية لم يكن في صالح الكيان الصهيوني الذي يمثل لأول مرة أمام محكمة دولية، ويعد خطوة هامة نحو إدانة الاحتلال الصهيوني الذي أفلت لعقود طويلة من العقاب، رغم الجرائم البشعة التي ارتكبها ويرتكبها،كما نزعت المحكمة الغطاء القانوني عن جميع أعمال القتل التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، إلا أن محكمة العدل الدولية لم تدع إلى وقف إطلاق النار في غزة، مما قد يسمح لهذا الكيان الغاصب بأن يجد ما يبرر ويسمح لنفسه بمواصلة عدوانه الغاشم على سكان غزة،والذي يقترب من شهره الرابع.
وبخصوص البت في دعوى ارتكاب الكيان الصهيوني جرائم حرب ضد الإنسانية التي رفعتها جنوب إفريقيا، يتوقع حقوقيون أن يستمر النظر في هذه الدعوى لسنوات طويلة، ولن تفصل فيها محكمة العدل الدولية قريبا.
وفي تعقيب على التدابير المتخذة من طرف محكمة العدل الدولية، أوضح وزير خارجية جنوب إفريقيا أنهم كانوا يأملون في أن تصدر المحكمة قرارا بوقف إطلاق النار في غزة، معتبرا الحكم انتصارا حاسما لسيادة القانون ومنعطفا هاما في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني.
وفي الإطار ذاته اعتبر ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي أمس الجمعة هذا القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية خطوة في الاتجاه الصحيح نحو عدم السماح للاحتلال من الإفلات من العقاب وإدانته على جرائمه التي ترتكب ضد الإنسانية، وتحميل الاحتلال وشركائه المسؤولية أمام هذه الجرائم المتواصلة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية استبقت هذا القرار بتزويد الاحتلال بدفعة جديدة من السلاح التي يقتل بها الشعب الفلسطيني اليوم، وترتكب  بها الجرائم، وقال حمدان بأن هذا الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية، ليس إدانة فقط لهذا الجيش النازي الذي يرتكب جرائم، ويظن أنه يفلت من العقاب، بل هي إدانة أيضا لكل من يدعم هذا الاحتلال، مضيفا بأن هذا الصوت يمكن أن يبنى عليه اليوم من أجل عدم السماح للاحتلال بالإفلات من العقاب، لافتا إلى أن هذا الحكم يؤكد أهمية جميع المسارات التي يجب أن يشتغل عليها للوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، ومنع الاحتلال من الإفلات من العقاب، سواء أكانت مسارات قانونية أو إعلامية أو مسارات سياسية أو إغاثية إنسانية، ودعا حمدان إلى تكاتف كل القوى والضمير الإنساني من أجل معاقبة الاحتلال على جرائمه، وإيقاف هذه المجازر التي ترتكب في حق الإنسانية وفي حق الشعب الفلسطيني، وتحميل الاحتلال أيضا مسؤوليته على هذا المسار، وهذه الجرائم المتواصلة التي لم تتوقف، مشيرا إلى أن الاحتلال الصهيوني بهذا القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية يحاول أن يتهرب من مسؤوليته تجاه هذه الجرائم، ويستفيد من هذا الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان الغاصب لارتكاب المزيد من الجرائم، مضيفا بأن هذا يتطلب من الجميع مزيدا من الضغط والعمل في هذا المسار الدولي القانوني حتى لايسمح للاحتلال الصهيوني أن يفلت من العقاب، ولا يسمح له بارتكاب المزيد من المجازر تحت مرأى ومسمع من العالم.
وفي السياق فإن المعركة القانونية لإدانة الكيان الصهيوني لم تتوقف بصدور إجراءات استثنائية من طرف محكمة العدل الدولية، بل يخوض فريق قانوني متكون من 600 محامي معركة ثانية أمام محكمة الجنايات الدولية من أجل متابعة قادة الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب، وتحدثت أمس تقارير إعلامية عن اجتماع فريق المحامين مع المدعي العام لمحكمة الجنايات قصد تقديم دعوى ضد قادة الكيان الصهيوني تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في غزة.
وبخصوص الوضع الميداني في قطاع غزة، يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، حيث ارتكب مساء أول أمس مجزرة جديدة في حق مواطنين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية بشمال القطاع بعد أن أنهكهم الجوع جراء الحصار المتواصل، وتحدث التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن استشهاد 20 شخصا وإصابة 150 آخرين في هذه المجزرة، وأكدت الحركة أن هذه الجريمة الجديدة تعبر عن سادية الاحتلال واستخفافه بحياة البشر والقوانين الدولية، التي تنتهك بغطاء وضوء أخضر أمريكي، وتحدث نفس المصدر عن مخططات الاحتلال العدوانية في إيجاد حزام أمني على حدود قطاع غزة، عبر تدمير ونسف مربعات سكنية كاملة، وتجريف مزارع، ومنشآت مدنية، وأكدت حماس أن هذه الممارسات هي جريمة صهيونية مكشوفة، واعتداء صارخ على الأرض والمقدرات الفلسطينية، وأكدت بأن الكيان الصهيوني لن ينجح في تحقيق أهدافه العدوانية، والشعب الفلسطيني والمقاومة سيفشلون كل هذه المخططات.
وفي سياق متصل يواصل الكيان الصهيوني القصف المكثف على مناطق واسعة بخانيونس ورفح، ومحيط مستشفى الأمل ومستشفى ناصر، وحصار واستهداف مستشفى الخير، وتحدث تقرير حركة حماس عن سقوط أزيد من 70 شهيدا خلال الساعات الأخيرة بخانيونس فقط، إضافة إلى عشرات الجرحى، كما ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني خلال 24 ساعة الأخيرة حسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة 19 مجزرة في حق العائلات، أدت إلى استشهاد 183 شخصا و377 مصابا، ليرتفع عدد الشهداء إلى 26083 و64687 مصابا، وأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
نورالدين ع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com