11 ألف جريح في حالة حرجة بحاجة للعلاج خارج غزة
يزداد الوضع الصحي للجرحى في قطاع غزة تدهورا، مع استمرار العدوان الصهيوني، وتكثيف جيش الاحتلال القصف على مناطق مختلفة بالقطاع خاصة بالجنوب المكتظ بالنازحين الهاربين من جحيم التقتيل والمجازر بالشمال، واستهدافهم في العديد من مراكز النزوح والمستشفيات، وتحدث في هذا السياق التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن إحصاء 11 ألف جريح في حالة حرجة، بحاجة للتنقل إلى الخارج وإنقاذهم من الموت.
وكشف نفس المصدر عن خروج 600 جريح فقط من قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع أكتوبر الماضي، وأشار تقرير حركة حماس إلى أن استمرار خروج الجرحى بنفس الوتيرة البطيئة يعقد من أوضاعهم الصحية، والعديد منهم سيفارقون الحياة، مع صعوبة التكفل بهم في مستشفيات غزة، بعد تدمير الاحتلال بشكل متعمد للمنظومة الصحية واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية وإخراجها عن الخدمة، وقلة المعدات الطبية والأدوية.
ودعت حركة حماس إلى ضرورة فتح معبر رفع بشكل دائم، والسماح بخروج الجرحى وعلاجهم في الخارج لإنقاذ حياتهم، بعد عجز الطواقم الطبية في قطاع غزة عن التكفل بهم مع استمرار العدوان الصهيوني الذي يستهدف بشكل مباشر ومتعمد المستشفيات ومراكز إيواء النازحين.
وبخصوص تعليق عدد من الدول الغربية الداعمة للاحتلال الصهيوني مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" أوضحت حركة حماس بأن تعليق المساعدات للوكالة يدل على وجود مخطط لتصفية قضية اللاجئين، كواحدة من مراحل حرب الإبادة وتواطؤ تلك الدول مع الاحتلال في انحياز أعمى وسافر ووقوف في صف المجرمين ومشاركة في إبادة شعب أعزل وحرمانه من مقومات الحياة، وأشار بيان حماس إلى أن وقف الدول الداعمة للاحتلال مساعداتها للأونروا جاء لمجرد إدعاء كاذب وملفق من الاحتلال بضلوع 12 موظفا في هجوم 7 أكتوبر دون حتى التثبت من صحة الادعاء.
من جهة أخرى يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عزل قطاع غزة عبر استهداف خطوط الاتصالات والانترنت ومعداتها التقنية، وكشف تقرير المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن استهداف طواقم شركة الاتصالات الفلسطينية للمرة الثالثة أثناء عملهم في منطقة الشيخ رضوان في مدينة غزة، وقد أدى هذا الاستهداف إلى إصابة الموظفين بجراح وتدمير معدات الصيانة المتخصصة، إلى جانب سيارات التنسيق والعمل وجرافة.
وبخصوص الوضع الإنساني في قطاع غزة، خاصة بالجنوب، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني جرائمه ضد المدنيين العزل، وتحدث بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال 19 مجزرة خلال 24 ساعة الأخيرة، مما أدى إلى سقوط 160 شهيدا و290 جريحا، كما يواصل المحتل حصاره لمستشفى ناصر ومستشفى الأمل بخانيونس، ويمنع النازحين والمرضى والجرحى من الدخول والخروج، كما يمنع وصول الإمدادات الطبية والإغاثية، وفي نفس الوقت اضطر المتواجدون داخل المستشفى إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية في فنائه، خوفا من استهدافهم من طرف جنود الاحتلال أثناء الخروج، ووجه الطاقم الطبي لمستشفى ناصر نداء استغاثة لتوفير الوقود والأدوية ومواد التخدير التي تشرف على نهايتها، وأشار أحد الكوادر الطبية في المستشفى المذكور في تصريحات صحفية أمس إلى تعريض 350 مريضا وجريحا في المستشفى للخطر، نتيجة الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال ومنعه دخول الأدوية والوقود والغذاء، وتتخوف الأطقم الطبية والنازحين بمستشفى ناصر من تكرار سيناريو مستشفى الشفاء بمدينة غزة الذي اقتحمه الاحتلال وقتل عشرات المرضى والنازحين، وعبث بمحتويات ومعدات المستشفى، ودمر عدد من أجنحته بادعاء وجود أنفاق مسلحين ووجود أسرى صهاينة في المستشفى، في حين لم يتمكن من تقديم إثبات واحد يؤكد مزاعمه.
وأمام استهداف جيش الاحتلال الصهيوني مراكز النزوح والمستشفيات في جنوب قطاع غزة التي كان قد دعا الكيان الصهيوني سكان الشمال التوجه إليها باعتبار أنها مناطق آمنة في إطار مخططاته للتهجير القسري للسكان، لم يجد النازحون مناطق آمنة يلجأون إليها بعد أن استهدف جيش الاحتلال كل شبر في قطاع غزة مرتكبا مئات المجازر المروعة في حق المدنيين العزل والنساء والأطفال، كما تعاني منطقة رفح من اكتظاظ كبير لتواجد أعداد كبيرة من النازحين في ظروف قاسية، و يفترشون في الكثير من الأحيان الأرض لغياب الخيام.
وفي السياق ذاته تستمر المجاعة التي تضرب مناطق شمال غزة نتيجة حصار جيش الاحتلال للمنطقة ومنعه دخول المواد الغذائية والمستلزمات الحياتية إليها، إلى جانب القصف المستمر والمتواصل على هذه المناطق، مما أدى إلى تسجيل عدد من حالات الوفيات جوعا في صفوف الأطفال، وفي نفس الوقت تزداد معاناة النازحين في الخيام نتيجة المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة هذه الأيام، مما أدى إلى إغراق خيام النازحين.
نورالدين ع