شهداء يُدفنون في ساحـات مستشفــيات يحاصــرها الاحتلال الصهيـــوني
يركز الكيان الصهيوني في عدوانه المتواصل على قطاع غزة على استهداف المستشفيات وقصفها وحصارها، بعد أن تحولت إلى ملاجئ للنازحين الباحثين عن الأمن، في حين لم تضمن لهم هذه المرافق ذلك، ويلاحقهم جيش الاحتلال الصهيوني في كل مكان لجأوا إليه، وعوض أن تستقبل المستشفيات سواء في الحروب أو السلم الجرحى والمرضى للتكفل بهم، كما تكون مكانا آمنا للمدنيين، تحولت في العدوان الصهيوني المتواصل على غزة إلى مقابر للشهداء، بعد أن فرض جنود الاحتلال حصارهم عليها، ومنعوا الدخول والخروج منها وقصفها وتدميرها.
وتحدث في هذا السياق التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن دفن ما يزيد عن 150 شهيدا في ساحات مستشفى ناصر بخانيونس، بعد أن حاصر الاحتلال المستشفى من كل الجهات ويمنع الدخول والخروج منه، كما يعاني المرضى والجرحى والنازحين من قلة الأدوية والطعام، وتواجه الأطقم الطبية صعوبات كبيرة في التكفل بالجرحى والمرضى، في ظل ضعف الإمكانيات وحصار جيش الاحتلال الصهيوني، وأشار نفس المصدر إلى عجز الطواقم الطبية والدفاع المدني والطوارئ في الوصول إلى عشرات جثامين الشهداء التي مازالت ملقاة في الشوارع والطرقات، بعد منع جيش الاحتلال أحدا من الوصول إليهم.
وأكد المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة بأن هذه الممارسات من الاحتلال مخالفة واضحة للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني ولكل المعاهدات الدولية، كما أن هذه الممارسات لم تحرك بعض الدول الغربية التي سارعت لتعليق المساعدات المالية عن وكالة الأونروا، لمجرد ادعاءات كاذبة بمشاركة 9 موظفين من الوكالة في هجمات السابع أكتوبر قبل التثبت من ذلك والاستناد إلى اتهامات فقط من طرف جيش الاحتلال، في حين لم تتحرك هذه الدول للمجازر البشعة والمروعة التي يرتكبها الاحتلال في حق النساء والأطفال في غزة.
وفي سياق متصل أشار التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى عودة آليات الاحتلال الليلة الماضية إلى مدينة غزة وشمالها ومحيط مستشفى الشفاء، حيث تقوم هذه الآليات بقصف المدنيين في بيوتهم ومراكز النزوح، وتحدث نفس المصدر عن سقوط عشرات الشهداء، نتيجة القصف وتنفيذ إعدامات ميدانية في حق المدنيين، كما أجبرت قوات الاحتلال المواطنين على الخروج في ظروف صعبة، مما يؤكد حسب نفس المصدر نية جيش الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بشكل واضح، وفي نفس الوقت تتواصل المجاعة في شمال القطاع، ولا يجد السكان ما يأكلون جراء حصار جيش الاحتلال، ومنعه دخول المساعدات إلى مدينة غزة وشمالها.
وفي الإطار ذاته تحدثت حركة حماس عن استهداف الاحتلال لعشرات المواطنين بينما كانوا ينتظرون وصول مساعدات غذائية، وسقط منذ ثلاثة أيام 20 شهيدا ومئات الجرحى في استهداف مباشر لجيش الاحتلال لتجمع مواطنين ينتظرون وصول مساعدات إنسانية، وتكرر نفس المشهد أول أمس، حيث سقط عشرات الجرحى في استهداف الاحتلال لتجمع للمواطنين ينتظرون مساعدات غذائية، وتؤكد هذه الممارسات من طرف المحتل ملاحقته للمدنيين في كل الأماكن لقتلهم، ولا يبالي بقرارات محكمة العدل الدولية التي طلبت باتخاذ إجراءات بتحسين الظروف الإنسانية للمدنيين في غزة، ووقف القتل والتدمير، وإيصال المساعدات الغذائية والطبية.
من جهة أخرى كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في بيان صحفي أمس الاثنين عن ارتكاب جيش الاحتلال 14 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية خلال 24 ساعة راح ضحيتها 215 شهيدا و300 إصابة، كما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم، وارتفعت حصيلة الشهداء حسب نفس المصدر إلى 26637 شهيد و65387 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي، وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال إعدامات ميدانية في خانيونس.
وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لحماية كافة المستشفيات وخاصة مستشفيات خانيونس التي تقع تحت دائرة الاستهداف المباشر في هذه الأوقات العصيبة وحماية طواقمها ومئات الجرحى وآلاف النازحين فيها، وتوفير الدواء والطعام والوقود، كما نددت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بالاستهداف الممنهج، والذي يأخذ شكلا سياسيا واضحا للأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية ووقف دعمها، وأكدت بأن هذه الممارسات تنساق مع سياسة الاحتلال التهجيرية، وأضافت بأن وقف الدعم يقوض جهود هذه المؤسسات الإغاثية والصحية، ويزيد من الأوضاع الكارثية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحشي وإجباره على النزوح في ظروف غير إنسانية.
وبخصوص الوضع الإنساني في غزة، كشفت وزارة الصحة عن إحصاء 2 مليون نازح يتعرضون لمستويات كارثية لا يمكن وصفها مع اشتداد ظروف الشتاء، كما رصدت الوزارة 700 ألف إصابة بالأمراض المعدية والجلدية ونزلات البرد والإسهال والتهاب الكبد الوبائي بين النازحين نتيجة الاكتظاظ وهشاشة المأوى وعدم توفر الأطعمة والمشروبات المناسبة والرعاية الطبية المطلوبة.
وفي السياق ذاته تحدث بيان وزارة الصحة عن فتح 47 نقطة طبية في أماكن النزوح برفح، وأكدت حاجتها الماسة لجهود المؤسسات الدولية لتوفير مزيد من النقاط الطبية المؤهلة وتوفير الأدوية اللازمة، وخاصة للأمراض المزمنة والحوامل والأطفال، إلى جانب الأطعمة المناسبة والمياه الصالحة للشرب والنظافة الشخصية، كما طالبت وزارة الصحة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بزيارة الطواقم الطبية المحتجزة لدى الاحتلال الصهيوني والضغط من أجل الإفراج عنهم .
أما على صعيد الجبهة الميدانية، أطلقت أمس كتائب القسام رشقات صاروخية اتجاه القدس المحتلة، وحققت إصابات مباشرة، و أكدت الكتائب بأن إطلاق هذه الرشقات الصاروخية يأتي ردا على المجازر الصهيونية في حق المدنيين.
نورالدين ع