ارتفاع حالات الإجهـاض والولادات المبكـرة منـذ بدايـة العدوان على غزة
سجلت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة مع بداية العدوان الصهيوني على غزة، وتحدث تقرير صادر عن الوزارة عن ظروف قاسية تعيشها النساء الحوامل في مراكز النزوح والخيام، أمام انعدام الظروف الصحية الملائمة لهن، كما اضطرت نساء حوامل إلى الولادة في خيام ومواقع غير صحية، بسبب التهجير القسري الذي يحاول الكيان الصهيوني تنفيذه وطرد العائلات من منازلها واستمرار القصف وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها.
وأشار تقرير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن تقديرات منظمة اليونيسيف تشير إلى إحصاء حوالي 17 ألف طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم في قطاع غزة، ويمثل هذا الرقم حسب نفس المصدر 1 بالمائة من إجمالي النازحين، كما كشف نفس التقرير عن إحصاء حوالي 20 ألف طفل يولدون في ظل الآثار المدمرة للعدوان الصهيوني على غزة، وكشفت نفس الوثيقة عن إحصاء 52 ألف امرأة حامل، وحوالي 183 ولادة يوميا.
وأشارت الوزارة إلى أن الوضع الصحي لهؤلاء الأطفال وأمهاتهم صعب، إلى جانب التحديات التي تهدد حياتهم مثل النزوح القسري، ونقص الرعاية الطبية، ونقص اللقاحات، بالإضافة إلى الظروف القاسية الناجمة عن تفاقم المجاعة، وصعوبة الحصول على مياه نظيفة، وسوء ظروف الصرف الصحي، ولفتت وزارة الصحة إلى أنه في أعقاب هجمات جيش الاحتلال على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، انخفضت الموارد المتاحة لمساعدة النساء الحوامل ومواليدهن بشكل كبير، مما اضطرت البعض منهن إلى الولادة في خيام مؤقتة ومواقع غير صحية، إلى جانب ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة.
وفي السياق ذاته أشار تقرير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن النساء الحوامل والأطفال النازحين في الملاجئ يواجهون تحديات مثل العطش وسوء التغذية، وعدم كفاية الرعاية الصحية، والجفاف وأمراض الجهاز التنفسي و الأمراض الجلدية، والبرد الشديد ونقص التطعيمات، ودعت نفس الجهة إلى الوقف الفوري للحرب الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين، والتنفيذ العاجل للقوانين الإنسانية الدولية التي تحمي المؤسسات الصحية والمدنيين، إلى جانب الدخول الفوري وغير المشروط للإمدادات الإنسانية والصحية إلى غزة، والمساعدة في إجلاء الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج، ووقف التهجير القسري للمدنيين، والدعم العاجل لعمليات البحث والإنقاذ.
وفي الإطار ذاته يواصل الكيان الصهيوني انتهاكاته بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة، وأشار التقرير اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس عن اعتقال الاحتلال أكثر من 103 كادرا من الأطباء والعاملين بالسلك الطبي، كما يواصل منع دخول الأدوية والمساعدات الطبية في انتهاك واضح للمواثيق الدولية والإنسانية.
وعلى صعيد التطورات الميدانية في غزة يواصل الاحتلال الصهيوني قصفه العنيف لمناطق جنوب غزة ومنها خانيونس، دير البلح، ورفح، كما يواصل استهداف مباني جمعية الهلال الأحمر ومستشفى الأمل بخانيونس بالقصف، بهدف دفع النازحين فيها إلى المغادرة، وفي نفس الوقت يواصل الاحتلال تشديد الحصار على مجمع ناصر واستهداف محيطه بالقصف بشكل مستمر، وتحدثت في هذا الإطار وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتقاء 107 شهداء و143 مصابا خلال 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع عدد الشهداء والجرحى منذ بداية العدوان إلى 27585 شهيدا و66978 مصابا، كما تستمر الأوضاع المأساوية للنازحين في الخيام، في ظل موجة البرد الشديد والأمطار الكثيفة التي تضرب قطاع غزة، إلى جانب المجاعة التي تتفاقم بالمناطق الشمالية لغزة، ومنع الاحتلال وصول المواد الغذائية والمستلزمات الحياتية إليها، إضافة إلى القصف المستمر والمتواصل عليها.
من جانب آخر دعت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والأممية إلى متابعة الشهادات المروعة التي رواها معتقلون فلسطينيون من غزة أفرج عنهم مؤخرا، عن جرائم التعذيب الجسدي والنفسي، والانتهاكات التي تعرضوا لها في سجون الاحتلال الذي يعمد إلى تعتيم كامل عن أماكن احتجازهم وأعدادهم وظروف اعتقالهم، وأكد بيان للحركة أن تلك الشهادات عن الانتهاكات التي يقترفها الاحتلال النازي بحق المخطوفين من غزة، دليل جديد على ارتكابه لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل متعمد، ما يستدعي حسب نفس البيان الملاحقة القانونية أمام المحاكم الدولية والمحاكم المختصة للكيان وقادته النازيين على جرائمهم التي لن تسقط بالتقادم، وستبقى لعنة تطاردهم، ودليل على همجيتهم وإجرامهم بحق الإنسانية.
وبخصوص الأوضاع في الضفة المحتلة، قدمت أمس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ملخص لحملة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال ليوم أول أمس، حيث تم اعتقال 28 فلسطينيا من الضفة من بينهم سيدة وطفل، كما رافقت عمليات الاعتقال حسب بيان هيئة شؤون الأسرى تخريب وتدمير لمنازل المواطنين، والضرب المبرح بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، كما كشف نفس البيان عن ارتفاع حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية إلى أكثر من 6540 معتقلا، وفي نفس الوقت يواصل جيش الاحتلال الصهيوني تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة بعد مرور 122 يوما عن العدوان والإبادة الجماعية، ويرفض الاحتلال حسب نفس المصدر تزويد المؤسسات الحقوقية، بما فيها الدولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.
في سياق آخر اختتم وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم مساء أول أمس زيارته إلى الجزائر والتي استمرت 8 أيام تخللتها زيارة مجلس الأمة ولقاء رئيس المجلس صالح قوجيل، وعدد من النواب، إلى جانب زيارة نحو 30 حزبا و10 جمعيات وعقد لقاءات مع وسائل إعلام وشخصيات جزائرية، وأشار بيان حماس إلى أن زيارة وفد الحركة يندرج في إطار تعزيز العلاقات مع الأشقاء الجزائريين بكافة أطيافهم وشرائحهم الداعمة والمحبة للقضية الفلسطينية، وتثمين المواقف الجزائرية وجهودها في دعم الحق الفلسطيني، كما قدم وفد الحركة إحاطة شاملة حول مستجدات معركة طوفان الأقصى وتداعياتها على الصعيد المحلي والدولي والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
نورالدين ع