استشهاد أزيد من 12 ألف طفل و8 آلاف امرأة في غزة
دخل العدوان الصهيوني المتواصل على غزة شهره الخامس، ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب المزيد من المجازر المروعة ضد المدنيين العزل، في ظل صمت دولي وتواطؤ أمريكي، وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة خلف 35 ألف شهيد ومفقود، منهم 27840 شهيدا وصلوا إلى المستشفيات، إلى جانب 67317 جريحا، في حين ما يزال حوالي 7 ألاف شخص مفقود تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم لانتشالهم، كما خلف هذا العدوان البشع حسب نفس المصدر 12150 شهيدا من الأطفال و8300 شهيدة من النساء.
ومارس الاحتلال الصهيوني في هذا العدوان حرب إبادة جماعية لم يسلم منها لا الأطفال ولا النساء ولا كبار السن، سواء بقصف المنازل ومراكز إيواء النازحين، أو عمليات القنص والإعدامات الميدانية أو بممارسة سلاح التجويع، أو تدمير المنظومة الصحية بالاستهداف المباشر والمتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن استشهاد 340 شخصا من الكوادر الطبية، و46 شهيدا من طواقم الدفاع المدني، إلى جانب 123 صحفيا منذ بداية العدوان، وأشارت الوزارة إلى أن 70 بالمائة من شهداء وجرحى هذا العدوان هم من النساء والأطفال، وكشف نفس المصدر عن إحصاء قرابة 17 ألف طفل في قطاع غزة بدون ذويهم منذ بدء العدوان، ومن بين هؤلاء الأطفال من استشهد والداه الإثنان أو أحدهما او اعتقلا أو هما في عداد المفقودين.
وفي الإطار ذاته أشار التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى تفاقم المجاعة بمحافظة شمال غزة مع دخول حرب الإبادة الجماعية شهرها الخامس، وتحدث نفس المصدر عن نفاد كميات الطحين والأرز، كما نفدت حبوب وأعلاف الحيوانات التي اضطر السكان إلى أكلها في الأسابيع الماضية بعد نفاد الطحين، وحملت حركة حماس الاحتلال الصهيوني وحلفاؤه، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن احتمال وفاة 400 ألف مواطن بمحافظة الشمال، نتيجة سياسة التجويع والتعطيش والضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وكذا انعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي، من خلال منع جيش الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والإمدادات المختلفة، كما أشار تقرير الحركة إلى أن الاحتلال لم يمنع وصول المساعدات عن سكان الشمال وتجويعهم فقط، بل أطلق القذائف على شاحنات تحمل مساعدات حاولت الوصول إلى السكان المحاصرين، وقتل جيش الاحتلال عشرات المواطنين كانوا يبحثون عن الغذاء والطعام لعائلاتهم وأطفالهم.
وفي إطار سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني منذ بداية العدوان على غزة، كشف تقرير المكتب الإعلامي لحركة حماس عن نبش جيش الاحتلال أكثر من 2000 قبر، وأشار نفس المصدر إلى تجريف 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة، واستولى على أكثر من 300 جثمان من جثامين الشهداء والموتى، كما أتلف عشرات الجثامين الأخرى، وسرق أعضاء حيوية منها، قبل أن يسلم البعض منها، لتدفن في مقابر جماعية جنوب غزة.
وعلى صعيد الوضع الميداني في القطاع كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة 13 مجزرة ضد العائلات راح ضحيتها 107 شهداء و142 جريحا، ويركز الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الأخيرة على قصف المنازل في رفح جنوب غزة المكتظة بالنازحين القادمين من مدينة غزة وشمالها، حيث ارتكب عشرات المجازر ضد المدنيين، كما يواصل جيش الاحتلال تشديد حصاره على مستشفى ناصر بخانيونس، ويقوم قناصة الاحتلال بقتل كل شخص يتحرك في محيط المستشفى، وتحدث تقرير حركة حماس عن استشهاد عدد من المواطنين برصاص قناصة جنود الاحتلال بعد أن حاولوا الخروج للبحث عن الطعام والماء في محيط مستشفى خانيونس، كما أن أغلب الضحايا من النساء والأطفال.
وفي سياق متصل طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان صحفي إلى ضرورة إدخال بشكل فوري 1000 شاحنة يوميا لمحافظة شمال غزة حتى تتعافى من المجاعة وآثارها، وأكد نفس المصدر بأن تعطيل إدخال المساعدات يجعلهم أمام كارثة إنسانية حقيقية، وطالب المكتب الإعلامي الحكومي كل دول العالم الحر إلى إعادة الحياة في قطاع غزة، خاصة القطاع الصحي وباقي القطاعات الأخرى الحيوية، وإنهاء هذا العدوان الذي أكل الأخضر واليابس.
وفيما يتعلق بتحذير البيت الأبيض من نتائج عسكرية كبرى في رفح وآثارها على المدنيين، بعد تهديد قادة جيش الاحتلال بعملية عسكرية بمدينة رفح، أوضح في هذا السياق تقرير حركة حماس بأن التصريحات الأمريكية تبقى غير كافية لكبح الوحشية الصهيونية، والمطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية خطوات جادة لمنع أي جرائم تنوي حكومة الاحتلال الإرهابية ارتكابها في رفح.
وبخصوص مقترح التهدئة في قطاع غزة، عقد مجلس الحرب الصهيوني جلسة ليلة أول أمس بعد رد حماس الإيجابي على المقترح المقدم لها، في حين وسائل إعلام صهيونية وصفت جلسة مجلس الحرب بالصعبة والقاسية، وهو ما يعكس حجم الخلاف المتصاعد بين أعضاء حكومة الاحتلال وقادته العسكريين.
وعلى صعيد الجبهة الميدانية تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لمحاولات التوغل لجيش الاحتلال، وتبنت كتائب القسام وسرايا القدس عدة عمليات خلال الساعات الأخيرة ضد جيش الاحتلال ضمن المعارك الدائرة في غزة، كما أعلنت أمس كتائب القسام عن تدمير 1108 آليات لجيش الاحتلال منذ بداية التوغل البري في غزة، منها أزيد من 900 دبابة، وأمام الضربات الموجعة التي يتلقاها الاحتلال أمام فصائل المقاومة سحب عدد من أولويته العسكرية من شمال القطاع ومحافظة خانيونس، وكان آخرها إعلان جيش الاحتلال سحبه الكتيبة 271 من مدينة خانيونس بعد تكبد جيشه خسائر فادحة في المعدات والأرواح، دون أن ينجح فعليا في اختراق المدينة.
نورالدين ع