الاحتـلال يحاصـر 17 ألف شخـص في مستشـفى
يحاصر جيش الاحتلال الصهيوني منذ عدة أيام أكثر من 17 ألف شخص بمستشفى ناصر بخان يونس بقطاع غزة ويمنع عنهم الطعام والدواء، ويستهدف قناصته كل من يتحرك بداخله، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء في محيط المستشفى برصاص قناصة جنود الاحتلال بعد أن حاولوا مغادرة المستشفى أو البحث عن الطعام لعائلاتهم.
وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين فيديو لطبيبة بالمستشفى خاطرت بحياتها تحت إطلاق رصاص القناصة، وتدخلت لإنقاذ جريح استهدفه جنود الاحتلال، كما أن التخوف قائم من ارتكاب الاحتلال جريمة أخرى في هذا المستشفى لتضاف إلى سجل المذابح والمجازر البشعة التي يرتكبها في غزة.
وأشار في هذا السياق التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن مجمع ناصر الطبي الذي يتواجد فيه 10 آلاف نازح و450 جريحا ومصابا، و300 كادر طبي يعيش حصارا خانقا من طرف جنود الاحتلال، كما انقطع التيار الكهربائي لعدة ساعات بسبب نقص الوقود، ما يهدد عشرات المرضى والجرحى، وفي نفس الوقت يستهدف جنود الاحتلال كل من يتحرك بداخله، كما يمنع الاحتلال الطعام عن المتواجدين بداخل المستشفى الذين يتضورون جوعا منذ عدة أيام، ويتخوف المتواجدون بالمستشفى من تكرار جيش الاحتلال المذابح المروعة التي ارتكبها بمستشفيات مدينة غزة وشمالها، بعد سقوط آلاف الشهداء في استهداف متعمد ومباشر للمستشفيات، بالرغم من أن هذه المرافق الصحية لا تقدم خدماتها سوى للمدنيين، كما تحولت إلى ملاجئ للفارين من جحيم القصف الصهيوني، بحثا عن الأمن المفقود في المنازل، لكن غدر الكيان الصهيوني وتجرده من كل مظاهر الإنسانية جعلته يحول هذه المستشفيات إلى مقابر للمتواجدين فيها أو الفارين إليها، وكثيرا ما سجلت حالات لشهداء سقطوا في مستشفيات غزة، ولم يتمكن من بقوا أحياء من دفنهم في مقابر الأموات، واضطروا إلى دفنهم في باحات المستشفيات بعد أن تحولت هذه الأخيرة إلى هدف مباشر، بالرغم من أن الاحتلال لم يستطع تقديم دليل واحد يثبت استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية أو تم احتجاز الأسرى الصهاينة فيها.
وأشار في هذا الإطار بيان لحركة حماس أمس إلى تمركز قوات الاحتلال الصهيوني قرب البوابة الشمالية لمستشفى ناصر في خان يونس وطلب من النازحين مغادرته، وينذر ذلك حسب بيان الحركة بعزم الاحتلال الصهيوني الإرهابي ارتكاب جريمة بحق المواطنين النازحين في المستشفى، الذين يتعرضون لإطلاق نار مستمر طوال الأيام الماضية من قبل قناصة الاحتلال الفاشيين القتلة، ودعت حماس الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحرك الفوري لحماية النازحين ومجمع ناصر الطبي الذي يتعرض لتهديد مباشر من قوات الاحتلال، في وقت يعاني فيه من نقص حاد في المستلزمات الطبية والدوائية.
من جهة أخرى اعتبرت حماس حديث مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الكيان الصهيوني أراد التخلص من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا) على مدار سنوات، إثبات جديد يكشف النوايا الصهيونية من وراء الترويج لمزاعم ملفقة ضد وكالة الأونروا وموظفيها، في محاولة لشطبها وما تمثله من شاهد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي هجر منها قسرا، وأكدت الحركة على أهمية الدور الذي تقوم به الأونروا في رعاية اللاجئين الفلسطينيين، ودعت الأمم المتحدة والدول الداعمة إلى عدم الخضوع لآلة التضليل التي يسوقها الكيان الصهيوني النازي، الذي لم يقدم حتى الآن ما يثبت مزاعمه، وفقا لتصريح المفوض العام للأونروا حسب ما جاء في بيان الحركة.
على صعيد آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف الصحفيين في قطاع غزة، حيث أصيب أمس مراسل قناة الجزيرة إسماعيل أبوعمر والصحفي المصور أحمد مطر بجروح خطيرة، نتج عنها بتر قدم المراسل إسماعيل أبوعمر، وذلك باستهداف من طرف طائرة مسيرة أثناء تغطيتهما لمعاناة النازحين في رفح، وأكدت حماس في بيان أمس بأن هذا الاستهداف الوحشي والغادر للصحفيين هو سلوك إرهابي صهيوني متكرر يهدف إلى ثني الصحفيين عن تغطيتهم لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث قتل جيش الاحتلال حسب نفس البيان 126 صحفيا فلسطينيا وأصاب العشرات منذ بداية العدوان، ودعت الحركة المؤسسات الحقوقية الدولية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة، كما دعت محكمة العدل الدولية إلى توثيق هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم التي لم تتوقف على مدار الساعة، لمحاسبة الاحتلال وقادته على جرائمهم المروعة بحق الشعب الفلسطيني، والمخالفة للقيم الإنسانية والقوانين الدولية.
وعلى صعيد الجبهة الميدانية تبنت المقاومة الفلسطينية في غزة عدة عمليات ضد جيش الاحتلال المتوغل في القطاع، وتحدثت كتائب القسام أمس عن الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة مكونة من 7 جنود من مسافة صفر في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس حيث أوقعوها بين قتيل وجريح، كما فجرت كتائب القسام عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية مكونة من 5 جنود تحصنت داخل أحد المنازل في نفس المنطقة، وفي السياق ذاته تبنت سرايا القدس أمس عدة عمليات ضد جنود جيش الاحتلال المتوغلة في القطاع، وأوقعت عددا منهم بين قتيل وجريح.
نورالدين ع