يلاحق جيش الاحتلال الصهيوني النازحين في مراكز الإيواء والخيام بعد أن أجبرهم على التهجير القسري من منازلهم من مختلف أحياء قطاع غزة، ولجأ النازحون إلى هذه المراكز بما فيها المراكز التابعة للأمم المتحدة بحثا عن الأمن المفقود في منازلهم، لكن آلة القتل الصهيونية تلاحقهم في كل مكان يلجؤون إليه، ولا يكاد يمر يوم بقطاع غزة إلا ويستهدف جيش الاحتلال مدرسة أو مدرستين مكتظة بالنازحين، ويخلف وراءه عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين العزل، في مجازر مروعة أغلب ضحاياها من النساء والأطفال.
ويزيد عدد المدارس ومراكز الإيواء التي استهدفها جيش الاحتلال خلال الأسبوعين الأخيرين حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن 13 مركزا، جلها مكتظة بالنازحين، ما خلف أزيد من 1000 شهيد وجريح، كما أن عددا من المراكز التي استهدفها جيش الاحتلال تابعة لوكالة الأونروا وترفع راية الأمم المتحدة، وحسب وكالة الأونروا فإن عدد القتلى الذين سقطوا في مراكز تابعة لها يزيد عن 500 شهيد وما يقارب 2000 جريح منذ السابع أكتوبر الماضي.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد استهدف مساء أول أمس مدرستي النصر وحسن سلامة ما أدى إلى ارتقاء 30 شهيدا حسب الدفاع المدني الفلسطيني، كما لا يزال 16 مواطنا نازحا مفقودا تحت الأنقاض، وتواصل طواقم الدفاع المدني البحث عنهم، وأدى قصف مدرسة النصر إلى تسوية 3 طوابق بالأرض، بعد أن كانت حجرات المدرسة مكتظة بالنازحين، والعديد منهم لا يزالون تحت الأنقاض ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشالهم.
وفي حصيلة حديثة لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني 3 مجازر ضد العائلات، وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و 71 إصابة خلال 24 ساعة ، لترتفع حصيلة العدوان منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 39623 شهيد و91469 إصابة.
وفي السياق ذاته تسلمت أمس وزارة الصحة بغزة جثامين 84 شهيدا من سلطات الاحتلال الصهيوني، كان قد اختطفهم المحتل من مقابر غزة أثناء توغل قواته في الأشهر الماضية، وحسب بيان الوزارة فإن جثامين الشهداء نقلت للدفن في المقبرة التركية.
و أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أمس، أن تسليم الاحتلال الصهيوني المجرم لأكثر من 80 جثمانا لشهداء بحالة التحلل الكامل ودون أي قدرة على تحديد هوياتهم يعكس مستوى الجريمة غير المسبوقة التي يرتكبها في قطاع غزة.
وأشارت «حماس»، في بيان لها، إلى أن هذه الجريمة تسلط الضوء على سادية الاحتلال الصهيوني ومستوى الجريمة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني التي يرتكبها، بقتله للمدنيين العزل في المستشفيات ومراكز الإيواء واختطاف جثامينهم ونبش قبور الشهداء ونقلها إلى مراكز الاحتلال.
تحذير من إعدام جماعي للجرحى والمرضى بعد منعهم من السفر
من جانب آخر حذر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان من إعدام جماعي للمرضى والمصابين وقتلهم عمدا من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن منعهم من السفر خارج قطاع غزة لمتابعة العلاج، وكشف المرصد عن 12 ألف مصاب و14 ألف مريض بحاجة إلى تحويل خارجي عاجل لإنقاذ حياتهم، وأشار نفس المصدر إلى تسجيل يوميا عشرات حالات الوفاة لمرضى وكبار السن غالبيتهم نتيجة غياب الأدوية أو العلاج أو عدم توفر رعاية صحية ملائمة، وأكد أن معطيات وزارة الصحة تشير إلى ارتفاع نسبة الوفاة في قطاع غزة بشكل كبير خلال الأشهر الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العامين السابقين، ولفت إلى وجود علاقة بين ارتفاع حالات الوفاة وخروج المستشفيات عن الخدمة وانهيار النظام الصحي نتيجة استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي الممنهج.
ودعا المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإدخال المواد الطبية لإنقاذ حياة المدنيين المرضى والجرحى، وضمان حق السفر للعلاج للأشخاص الذين تستدعي حالاتهم الطبية ذلك، وإدخال الاحتياجات اللازمة لإعادة بناء النظام الصحي على الفور وضمان حمايته من استهداف الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأشار المرصد إلى أن الآلاف من مرضى السرطان يواجهون معاناة شديدة ومهددون بالموت نتيجة عدم توفر العلاج وحاجتهم للتحويل للسفر لتلقي الجرعات الكيماوية.
وشدد نفس المرصد على أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ضد المستشفيات والأشخاص المحميين، بمن في ذلك الجرحى والمرضى في قطاع غزة، تشكل كذلك جرائم حرب مكتملة الأركان، بالإضافة إلى كونها جرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، مضيفا أن الاحتلال ينفذ جرائم ضد مستشفيات القطاع دون احترام لقواعد القانون الدولي، كما تمثل أيضا انتهاكا للحماية التي يتمتع بها الجرحى والمرضى، وحظر استهدافهم، حتى لو كانوا من العسكريين.
وعلى صعيد تطورات المعارك في قطاع غزة، كشفت كتائب القسام عن اشتباك مجاهديها أمس مع قوة صهيونية راجلة من نقطة الصفر شرق خان يونس، وتم إيقاعها بين قتيل وجريح، كما كشفت القسام عن استهداف جرافة عسكرية بقذيفة الياسين 105 شرق مدينة خان يونس، إلى جانب إطلاق رشقة صاروخية تضم 15 صاروخا على مستوطنات غلاف غزة، ردا على جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني وقادته، كما اعترف جيش الاحتلال الصهيوني أمس بإصابة 7 جنود بينهم 2 جراحهما خطيرة للغاية في حادث أمني خطير في رفح. نورالدين ع