ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني صباح أمس مجزرة مروعة راح ضحيتها 50 شهيدا وما بين 20 إلى 30 مفقودا، في قصف بناية سكنية فوق رؤوس ساكنيها ببيت لاهيا بشمال قطاع غزة، ولم يصدر الاحتلال أي تحذيرات أو أوامر إخلاء للمبنى وقام بقصفه وتسويته بالأرض.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن انتشال جثامين 50 شهيدا، أكثر من ثلثهم من الأطفال، في حين لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض الذين لم يتمكنوا من انتشالهم بعد تعطيل جيش الاحتلال خدمات الدفاع المدني شمال القطاع، وبذلك عمليات إنقاذ المصابين وانتشال الشهداء لا يقوم بها إلا الناجون من القصف بطرق يدوية، وكشف نفس المصدر عن ارتفاع حصيلة الشهداء أمس بمختلف مناطق غزة إلى أزيد من 90 شهيدا مع التصعيد الصهيوني الخطير وارتكابه لمجزرة مروعة ببيت لاهيا.وأكدت في هذا الإطار حركة حماس في بيان صحفي أمس أن القصف الإجرامي الذي نفذه جيش الاحتلال الفاشي واستهداف بناية سكنية في بيت لاهيا، ودمرها على رؤوس ساكنيها هو إمعان صهيوني في عمليات الإبادة والتطهير العرقي والانتقام الوحشي من المدنيين العزل، لافتا إلى أن هذه المجازر تحدث أمام سمع وبصر العالم، وأكد بيان الحركة أن تواصل المجازر الوحشية وحرب الإبادة وحرب التجويع التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته الوطنية، لن تفلح في تحقيق أهدافها أو كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والحكومات العربية والإسلامية بكسر حالة العجز والصمت عن هذه الجرائم، والتحرك الفوري لوقف المجازر المستمرة في قطاع غزة، وخصوصا في الشمال، وكسر الحصار الإجرامي وحرب التجويع ضد المدنيين، والتي توسعت لتشمل جميع مناطق قطاع غزة.من جهة أخرى نظم أمس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وقفة تضامنية مع الصحفيين والإعلاميين الذين يتعرضون لحملة إبادة من طرف جيش الاحتلال لإخفاء الحقيقة عن العالم، ومشاهد التطهير العرقي الذي ينفذه، وكشف أمس مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل ثوابتة عن استشهاد 188 صحفيا في القطاع منذ بداية العدوان و396 مصاب، إلى جانب اعتقال 40 آخرين، مطالبا في الوقفة التضامنية بحماية الصحفيين والإعلاميين، ونقل الجرحى منهم للعلاج في الخارج، كما طالب بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال دمر مقرات المؤسسات الإعلامية المختلفة، وقدر خسائر القطاع الإعلامي جراء العدوان المتواصل ب400 مليون دولار.
وطالب ثوابتة الإتحاد الدولي للصحفيين وإتحاد الصحفيين العرب والمنظمات المعنية بحقوق الصحفيين بالتدخل بشكل قوي وفاعل والتنسيق مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والقانونية والحقوقية، ولعب الدور المؤثر من أجل السماح للإعلاميين الجرحى للسفر لتلقي العلاج في الخارج. وكشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي عن إحصاء 53 ألف شهيد ومفقود في القطاع منذ بداية العدوان، وأكثر من 103 مصاب وتدمير 15 قطاعا حيويا من بينها القطاع الصحي والتعليمي وقطاعات تمثل المساس بها جريمة ضد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات الدولية.
من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، استمرار الاحتلال الصهيوني في منع الطواقم الإغاثية والإنسانية من العمل لليوم الـ26 على التوالي في شمال غزة، مستنكرا الصمت الدولي ازاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني بغزة تحت وطأة القصف والجوع والعطش.وقال محمود بصل، في تصريحات صحفية أمس، أن الأوضاع بغزة صعبة للغاية مع مواصلة الاستهدافات والمجازر الصهيونية التي ترتكب بشكل يومي بحق أهالي القطاع، مستنكرا القصف الصهيوني الذي استهدف صباح أمس المنازل المأهولة بالسكان في شمال القطاع، مما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 64 فلسطينيا.وقال ذات المسؤول أن الوضع في شمال القطاع كارثي بامتياز مع استمرار عمليات القتل ومنع الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الإغاثية ومواصلة استخدام سلاح التجويع والتعطيش وعرقلة إدخال الدواء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا إزاء الانتهاكات الصهيونية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى استشهاد العديد من أهالي سكان القطاع نتيجة نفاد المواد الغذائية والطبية لمدة تصل لأكثر من 45 يوما على التوالي، مؤكدا أن الاحتلال يمارس منهجية واضحة في قتل المواطنين الفلسطينيين في غزة.
وشدد محمود بصل على عدم وجود أي مكان آمن في جميع مناطق القطاع مع تدمير كامل لكل مناحي الحياة من آبار ومدارس ومستشفيات وجامعات ومساجد، مبرزا المعاملة الوحشية والانتهاكات وعمليات التنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المواطنين في القطاع، داعيا إلى حراك دولي حقيقي لإنهاء معاناة المواطنين في غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
نورالدين ع