دعا إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني و رئيس الاتحاد البرلماني العربي، إلى تحرك برلماني عربي مشترك على المستوى الدولي لفضح السياسات الظالمة التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وتكثيف الجهود من أجل إبقاء القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي.
ترأس إبراهيم بوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة مناصفة مع رئيس البرلمان العربي، محمد أحمد اليماحي، المؤتمر السابع المشترك للبرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية والذي خصص للقضية الفلسطينية، وأكد في كلمة له بالمناسبة أن هذا الاجتماع المشترك الأول من نوعه ينعقد في ظل أوضاع عربية ودولية دقيقة، حيث تواجه القضية الفلسطينية محاولات ممنهجة لتصفيتها وتعاني من التعدي السافر على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وهو ما يفرض عليهم كبرلمانيين مسؤولية مضاعفة لاتخاذ موقف موحد يعزز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ويدافع عن حقوقه المشروعة.
ومن هذا المنطلق دعا بوغالي إلى تعزيز «التحرك البرلماني المشترك» في المحافل الدولية لفضح السياسات الظالمة والمناورات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والتصدي لمخططات المحتل الصهيوني، والتأكيد على عدم شرعيتها وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد المتحدث في ذات السياق انطلاقا من دور البرلمانيين ومسؤوليتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدل والسلام، على ضرورة تكثيف الجهود لإبقاء القضية الفلسطينية في «صدارة الاهتمام الدولي» وإجهاض كل محاولات تصفيتها أو تهميشها، والعمل دون كلل على تأمين الدعم السياسي والقانوني و الاقتصادي لها.
وأضاف بأن هذا التحرك يجب أن يتجسد في مبادرات ملموسة تشمل تعزيز التعاون مع البرلمانات الإقليمية والدولية وكذا مع البرلمانات التي نتقاسم معها نفس الرؤى والمبادئ، وتوحيد المواقف العربية اتجاه القضية الفلسطينية والتنسيق المشترك لضمان عدم تمرير أي إجراءات تعسفية تمس الحقوق الفلسطينية والدفاع عن عدالة نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع من أجل حقوقه الوطنية.
كما حث بوغالي على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والبرلمانية لحشد الدعم الدولي و فرض احترام وقف إطلاق النار ليبلغ كافة أهدافه، والتأكيد على المرجعية العربية في حل القضية الفلسطينية بما في ذلك دعم وكالة «الأنروا» وإدانة مشاريع الاستيطان والتهويد ورفض جميع أشكال التهجير، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
وأفاد رئيس الاتحاد البرلماني العربي أنه وجه في هذا الإطار قبل أيام رسالة إلى رؤساء البرلمانات الوطنية الإقليمية والدولية عبر العالم لتحسيسهم بخطورة الوضع جراء تمادي الاحتلال الصهيوني في تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية دون حسيب أو رقيب، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية و الأخلاقية في استدامة وقف العدوان الصهيوني المتكرر ومتابعة مجرمي الحرب الصهاينة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لكل الأراضي العربية، ورفض التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية.
كما عبر بوغالي عن تضامن الاتحاد البرلماني العربي الكامل مع الشعب السوري ودعم وحدته واستقلاله ووحدة أراضيه، ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسوريا، ودعا إلى رفض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وجدد بوغالي بالمناسبة موقف الجزائر الثابت والراسخ للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية، وقال إن الجزائر تؤكد التزامها الراسخ بدعم أي جهد صادق يعزز اللحمة العربية ويحقق وحدة الصف، وأن الجزائر كانت دائما في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية حيث لم تذخر جهدا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني سياسيا ودبلوماسيا، وهي تواصل دعم كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز التعاون البرلماني العربي وترسيخ التضامن العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة.
وقد وقع البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي أمس بالقاهرة خلال القمة على اتفاق تعاون بينهما، وقد جاء هذا الاتفاق في ظل التحديات الكبرى التي تواجه العالم العربي ما يفرض ضرورة تكثيف الجهود و التعاون على كافة المستويات البرلمانية والرسمية، بما يعزز الدبلوماسية البرلمانية العربية خدمة لمصالح الأمة والدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إلياس -ب