يسدل الستار اليوم الأحد على فعاليات النسخة الثلاثين لكأس أمم إفريقيا 2015، عندما يلتقي المنتخبان الإيفواري والغاني في نهائي جديد بمشاعر قديمة، بحكم أن سيناريو المباراة النهائية التي جمعتهما في دورة 1992 بالسنغال ما زال عالقا في الأذهان، أين تعادل الفريقان (0/0) في الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن يحسم الفيلة المواجهة لصالحهم بماراطون ضربات الترجيح (10/11)، وهو ما يجعل هذه المقابلة تلقي بظلالها على موعد اليوم الذي ستحضره عديد الشخصيات السياسية والرياضية، أبرزها رئيس الفيفا بلاتير.
وضرب المنتخب الغاني موعدا لنهائي هذه الدورة المثيرة للجدل، بعد تفوقه دون عناء كبير في نصف النهائي على غينيا الاستوائية مستضيفة الدورة بنتيجة (3/0)، وتوجت غانا بآخر ألقابها الأربعة في البطولة عام 1982، وفقدت فرصة الظفر باللقب الخامس أكثر من مرة أبرزها في نهائي 1992 الذي شهد تتويج الأفيال بلقبهم الوحيد.
ورغم فشل المنتخب الغاني في الفوز بالتاج القاري عام 1992، في وجود نجمه الأسطوري عبيدي بيليه، فإن الفرصة قد تتاح لنجليه غوردان وآندري آيو، للثأر وقيادة البلاك ستارز للفوز على الأفيال في نهائي اليوم.
ومعلوم أن منتخب النجوم السوداء المرشح بقوة، لإحراز اللقب الأول بعد 33 سنة من الانتظار، قد خاض 5 مرات نصف النهائي على التوالي، ونجح في التأهل للنهائي التاسع له في تاريخه، في وقت فاز 7 مرات في نصف النهائي وتعادل مرة وخسر 3، وسجل 16 هدفا مقابل 13 في شباكه.
مباراة سهرة اليوم هي المواجهة 31 في تاريخ المنتخبين، إذ فازت غانا في 12 مباراة مقابل 11 انتصارا لكوت ديفوار و7 تعادلات، فيما التقى الطرفان في المنافسة القارية 9 مرات، أهمها في نهائي 1992.
وبكل تأكيد فإن المنتخب الإيفواري بقيادة نجمه يايا توري، مطالب بإغلاق المنافذ أمام الجبهة اليسرى للمنتخب الغاني، إن أراد بلوغ مراده في هذه المباراة، حيث كثيرا ما شكل الرواق الأيسر للنجوم السوداء مصدر قلق وإزعاج للمنافسين، في جميع مباريات المنتخب الغاني بهذه الدورة.
مدرب الفيلة الفرنسي هيرفي رونارد وانطلاقا من خبرته الإفريقية، أكد بأن المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، مضيفا أن حظوظ الطرفين متساوية، الأمر الذي يجعل الفارق تصنعه جزئيات أو أخطاء دفاعية على حد تعبيره.
هذا ويأمل توري في استغلال فرصة تنشيطه النهائي لقيادة الفيلة إلى تحقيق ما عجز عنه دروغبا، الذي فشل في إحراز اللقب الأفريقي على مدار سنوات طويلة قضاها في صفوف المنتخب حتى اعتزاله اللعب دوليا العام الماضي.
ويرى المختصون أن المنتخب الإيفواري بإمكانه التتويج باللقب، لكن شريطة نجاحه في إيقاف تحركات النجم الغاني آندري آيو لاعب مارسيليا الفرنسي، والذي يعد مصدر خطر بمهارته وسرعته في الجهة اليسرى.
ولعب الشقيقان آيو دورا بارزا بأدائهما وأهدافهما في بلوغ المنتخب الغاني نهائي غينيا الاستوائية حيث هز كل منهما شباك منتخب البلد المستضيف في نصف النهائي وسجل زميلهما مباراك واكاسو هدفا آخر لتفوز غانا (3/0) على أصحاب الأرض في مباراة متوترة.
المدرب غرانت حتى وإن اعترف بصعوبة المهمة، إلا أنه بدا متفائلا بتحقيق الفوز موضحا بقوله:» لقد حضرنا جيدا لهذا اللقاء، وعلينا اللعب بطريقة أفضل وتحسين الأداء على المستويين الهجومي والدفاعي إن أردنا مباغتة كوت ديفوار و خطف اللقب».
م ـ مداني
يأمل يايا توريه في رفع الكأس التي لم ينجح الجيل الذهبي بقيادة القائد السابق ديدييه دورغبا في رفعها، والذي ناب عنه الأخير في حمل شارة القيادة.
ويخوض لاعب مانشستر سيتي النهائي الثالث له منذ 2004، حيث خسر نهائي دورتي 2006و 2012، كما شارك في ثلاث نهائيات لكأس العالم، كما يحمل يايا توري حلم الجيل الذهبي الذي فشل في ترصيع القميص البرتقالي بنجمة ثانية.
و قال قائد الفيلة في هذا الصدد: «حمل شارة القائد يجعلني أشعر بفخر كبير، وأنا بحاجة لقيادة اللاعبين لتحقيق النصر الكبير».
وقال ذات اللاعب بأن المجموعة تنتظر على أحر من الجمر هذا النهائي: «نحن هنا من أجل إحراز اللقب وأن نبرهن للعالم بأننا دولة عظيمة».
كما اثنى اللاعب على الجيل الجديد، الذي يرى أن له القدرة لدينا جيل جديد من اللاعبين: «دوري أن أقود هؤلاء اللاعبين، آمل أن أنجح في ذلك في المباراة النهائية».
وعبر اللاعب عن الرغبة الجامحة للاعبين، لوضع حد للنحس الذي يطارد منتخب بلاده، مشيرا إلى أن المجموعة توجد في أحسن أحوالها لتقديم مباراة كبيرة، حتى و إن قال أن المواجهة لن تكون سهلة أمام منافس يتوفر هو الآخر على عدة لاعبين موهوبين، ومجموعة
متكاملة.
ع - قد
اعتبر مهاجم المنتخب الغاني اندري أيو، بأن مباراة اليوم ستكون مفتوحة، ولكل منتخب فرصة للتتويج باللقب القاري، حيث قال: «سنبذل قصارى جهودنا لجلب الكأس، لا توجد كلمات للتعبير عن مدى رغبتنا في إحراز الكأس».
في المقابل رد لاعب أولمبيك مرسيليا على المشككين في قدرة هذا الجيل على التتويج باللقب القاري: «يشك الناس في مدى جاهزيتنا لرفع الكأس بعد مرور سنوات كثيرة، لكن لو لم نكن مستعدين لما نجحنا في الفوز على غينيا الاستوائية في نصف النهائي، نحن جاهزون لرفع التحدي».
وأشاد اندريه أيو الذي سجل 3 أهداف في هذه الدورة بعقلية اللاعبين: «لقد حققنا الانتصار تلو الآخر في غينيا الاستوائية بفضل الذهنية القوية للاعبين، ووضعنا مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، ونريد العودة بالكأس إلى الديار»
وتتاح الفرصة اليوم للصغير أندري ليأخذ بثأر أبيه عبيدي بيليه الذي غاب عن المباراة النهائية بداعي العقوبة في نهائي 1992، ويروي أندري أن والده حدثه عن هذه المنافسة وعن المباراة النهائية، وقال عبيدي بيليه أن رئيس السنغال عبدو ضيوف، كان قد طلب من الكاف رفع العقوبة المسلطة عليه، حتى يسمح له بخوض المباراة أمام كوت ديفوار، لكن يقول أيو، كان يجب تطبيق القوانين، مهما كان الأمر.
و أشار أندري أيو أنه لو شارك والده في هذه المباراة، لكانت ستأخذ مجرى آخر، غير أنه أقر بأحقية الإيفواريين في التتويج بلقب هذه النسخة، بالنظر لمشوارهم الجيد في هذه الدورة.
ع - قد