أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن إطلاق مبادرة «محفظة اليتيم» تحسبا للدخول المدرسي المقبل، ودعت هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية وذوي البر والإحسان وكذا المواطنين للمساهمة في إنجاح هذه الحملة لتشمل أكبر عدد من اليتامى والمعوزين، في حين يقترح الأولياء أن تتوسع المبادرة لجمع الألبسة أيضا لصالح التلاميذ المحتاجين القاطنين في المناطق النائية.
وتندرج المبادرة التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية في سياق التحضير لاطلاق الموسم الدراسي الجديد، وشروع الأسر في إعداد أبنائها للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد انقضاء العطلة الصيفية، باقتناء اللوازم المدرسية والألبسة والمآزر وغيرها من مستلزمات الدراسة، وبحسب بيان لذات الهيئة الصادر أول أمس الخميس، فإن الغرض من إطلاق حملة «محفظة اليتيم» يتمثل في تقديم يد المساعدة للفئات المحتاجة من أبناء المجتمع، وتحقيق الأدوار الدينية والاجتماعية التي يضطلع بها قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، لا سيما ما تعلق بدور صندوق الزكاة في التكافل الاجتماعي.
وأوضح بيان الوزارة بأن تجسيد هذه المبادرة سيتكفل بها الحساب المركزي لصندوق الزكاة، وتشرف عليها مجالس سبل الخيرات التابعة لمؤسسة المسجد عبر كل الولايات، بالتنسيق مع المصالح الولائية المختصة، داعية في ذات السياق هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية وذوي البر والإحسان من المواطنين للمساهمة في هذه الحملة الوطنية، والمشاركة الواسعة والفعالة فيها لتشمل أكبر عدد من اليتامى والمعوزين، بغرض تمكينهم من الظروف الملائمة للالتحاق مجددا بالمؤسسات التعليمية، وتعميم فرحة الدخول المدرسي على كافة التلاميذ الذين يتأهبون لاستئناف عام جديد على أمل تحقيق النجاح والتفوق، خاصة بالنسبة للمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.
ويساهم الأئمة بدور فعال في جمع الإعانات لصاح الفئات الهشة من المجتمع، الذين يعدون قوائم بشأن الأسر المعوزة، وذلك بالتنسيق مع لجان الأحياء الذين يتولون مهمة إعداد قوائم تضم الأسر المعوزة على مستوى كل حي، قصد اعتمادها في توزيع الإعانات والمساعدات كلما تزامن الظرف مع إحياء المناسبات الدينية أو حلول شهر رمضان، فضلا عن المناسبات الاجتماعية على غرار الدخول المدرسي، بدليل أن وزارة الشؤون الدينية منحت لمجالس سبل الخيرات على مستوى المؤسسات المسجدية صلاحية تجسيد مبادرة « محفظة اليتيم» التي تنسجم بدورها مع أهداف وزارة التربية الوطنية الرامية إلى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة لجميع التلاميذ، من خلال ضمان مجانية الكتب المدرسية، فضلا عن منحة ال 3 ألاف دج التي تقدمها وزارة التضامن لفائدة حوالي 3 ملايين تلميذ، إلى جانب تخصيص معدات مدرسية متنوعة، وهي كلها مساع ترمي إلى تحسين الأداء العلمي للتلميذ ومكافحة التسرب المدرسي.
وحيت من جانبها الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ على لسان مسؤولها الأول خالد أحمد مبادرة وزارة الشؤون الدينية، ودعت للاستجابة لها والتفاعل معها لكونها تحمل طابعا وطنيا وتضامنيا، كما دعا التنظيم إلى إقحام المساجد عن طريق الأئمة في توعية المواطنين بشأن جدوى تقوية العمل التضامني وتدعيمه لتخفيف الغبن عن المعوزين القاطنين خاصة بالمناطق النائية والبعيدة، واقترح المصدر أن يتم توسيع مبادرة الشؤون الدينية لتشمل أيضا جمع الملابس لتوزيعها على تلاميذ القرى والأرياف، لاسيما الفتيات اللواتي يضطررن حسب تأكيده إلى مغادرة مقاعد الدراسة مبكرا بسبب قلة الإمكانات المادية.
وفي تقدير المتحدث فإن اقتناء الأدوات المدرسة والمحافظ هي عملية مستمرة تساهم فيها أطراف عدة عند كل بداية موسم دراسي جديد، من بينها وزارة التضامن وجمعيات أولياء التلاميذ والجمعيات الخيرية إلى جانب جمعية العلماء المسلمين، في حين أن الإشكال ما يزال مطروحا بالنسبة لجمع الألبسة والأحذية لفائدة التلاميذ المعوزين، لا سيما القاطنين في المناطق البعيدة والنائية، مما يتطلب ضرورة تجند كافة الهيئات الفاعلية لتجاوز هذا الإشكال، وضمان ظروف تمدرس ملائمة لفائدة هذه الشريحة من التلاميذ.
لطيفة/ب