أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح ، أول أمس، «أنّ مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما منارة الطريق الأصوب الذي نسلكه دون سواه، نحو تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب وجعله تقليدا عسكريا راسخا وسنّة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية «، مبرزا أن «المسؤولية أمانة ثقيلة، وهي في غاية النبل عندما تتعلق بقيادة الرجال، ما يقتضي التقيد التام بمقاييسها وشروطها».
أشرف الفريق أحمد قايد صالح، على مراسم تنصيب اللواء علي سيدان قائدا جديدا للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، حسبما أفاد به، أول أمس ، بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح المصدر ذاته أنه «باسم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 16 أوت 2018، أشرف الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، صباح يوم الخميس 23 أوت 2018، على مراسم تسليم السلطة وتنصيب اللواء علي سيدان قائدا جديدا للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، خلفا للواء حبيب شنتوف الذي أحيل على التقاعد».
وفي البداية وبعد مراسم الاستقبال، وبمدخل مقر قيادة الناحية «ووفاء لتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية الخالدة، وقف السيد الفريق وقفة ترحم على روح الشهيد «سي محمد بوقرة» الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار».
إثر ذلك وأمام مربعات أفراد الناحية المصطفة بساحة العلم، أعلن الفريق قايد صالح ، عن التنصيب الرسمي لقائد الناحية الجديد اللواء علي سيدان وتسليمه العلم الوطني ، وقال في هذا الإطار» باسم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 16 غشت 2018، أنصّب رسميا في هذا اليوم قائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان، خلفا للواء حبيب شنتوف».
وبعد التصديق على محضر تسليم السلطة، التقى السيد الفريق، بقيادة وإطارات الناحية، حيث ألقى كلمة بالمناسبة، ذكّر فيها بالأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء الذي يتزامن واحتفال الشعب الجزائري بواحدة من المحطات التاريخية المجيدة، ألا وهي الذكرى المزدوجة لـ 20 أوت 1955 هجومات الشمال القسنطيني، و20 أوت 1956 تاريخ انعقاد مؤتمر الصومام، مؤكدا بالمناسبة على أن «المسؤولية أمانة ثقيلة، وهي في غاية النبل عندما تتعلق بقيادة الرجال، ما يقتضي التقيد التام بمقاييسها وشروطها»، وقال في هذا الصدد «إنّ مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما منارة الطريق الأصوب الذي نسلكه دون سواه، نحو تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، وجعله تقليدا عسكريا راسخا وسنّة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية، وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل المزيد من الجهد على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي، الذي يبقى دائما وأبدا يتجه بعزم، بعون الله تعالى وقوته، نحو المزيد من الاستفادة من تجارب واحترافية ومهارة إطاراته في كافة مواقع عملهم»، مضيفا أن الجيش «يبقى يستنير بتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بما يسهم في وصول قواتنا المسلحة إلى مداها الأبعد في مجال اكتساب القوة وتثبيت معالم النجاعة القتالية في كافة الظروف والأحوال.»
وتابع قائلا: «ففي هذا الإطار جعلنا الجانب التحسيسي والتوجيهي من أهم مرتكزات نهجنا العملي، وسعينا دوما دون هوادة إلى إبراز فصيلة العمل المثابر والمخلص والمثمر، ذلك أننا نريد أن يعي الجميع بأننا نؤمن يقينا بأن الله سبحانه وتعالى يبارك أعمال العاملين بإخلاص ويزكي مساعيهم ويمنحهم القدرة والقوة على أداء مهامهم على الوجه الأحسن والأصوب».
وأكد الفريق قايد صالح أنه «تكريسا لهذا المبدأ النبيل آلينا على أنفسنا كقيادة عليا، على أن نمنح لهذا المبدأ العناية الوافية التي يستحقها، لكي نجعل منه سلوكا مهذبا بالغ الأهمية في حياة الأفراد العسكريين بكافة فئاتهم، ونجعل منه نبراسا سلوكيا راسخا في العقول والأذهان، يقتدي به شبابنا في كافة مواقع عملهم لاسيما هؤلاء الذين يتحملون مسؤولية قيادة الرجال مهما كان مستوى هذه المسؤولية».
كما أشاد الفريق قايد صالح برسالة» « المجاهد السيد فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الموجهة للشعب الجزائري بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، والذي أهاب خلالها بجهود أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وأفراد قوات الأمن الذين يضحون يوميا، بالنفس والنفيس، حفاظا على حرمة وسيادة ترابها الوطني، وحفاظا على أمن وسلامة شعبنا وممتلكاته».
وذكر» أن الاستقلال الذي ننعم به، ليس هبة من أحد، بل هو ثمرة التضحيات الجسام التي قدمتها قوافل الشهداء على مر السنين، هذا الاستقلال الجائزة الذي يدعونا كلما مرت علينا ذكراه، أو أي ذكرى وطنية أخرى، قلت، يدعونا إلى واجب استحضار مآثر هؤلاء الأخيار من الشهداء الأبرار، الذين ندين لهم جميعا بالتذكر والترحم وبالوفاء بالعهد، وندين لهم بالمداومة على رفع أيادي التضرع والابتهال إلى الله عز وجل، بأن يشملهم بفيض رحمته الواسعة، وأن يرزقهم جنة الخلد والرضوان، وأن يجعلهم قدوة لكافة أبناء الجزائر المستقلة، حتى يسيروا على دربهم وينتهجوا نهجهم المثابر والمخلص كي يكونوا فعلا خير خلف لخير سلف».
بعدها استمع الفريق قايد صالح لمداخلات أفراد الناحية الذين «أكدوا من جديد التزامهم الكافي والوافي للقيام بالمهام المنوطة بهم بكل الصرامة اللازمة والمثابرة الضرورية».
مراد -ح