سبّبت التّخوفات من الإصابة بوباء الكوليرا في كساد كميات من الفواكه على مستوى سوق الجملة بمنطقة النشاطات «بالما» بقسنطينة، في وقت تؤكد فيه جمعيّة السقائين بأن فلاحي الولاية لا يستعملون مياه الوديان.
وأفاد رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر والفواكه بولاية قسنطينة بأن سوق المنطقة الصناعية المعروفة باسم «البوليغون» قد عرفت تراجعا في مبيعات الفواكه خلال اليومين الماضيين، وخصوصا في فاكهة البطيخ، بعد الإعلان عن تسجيل حالات مؤكدة حول الإصابة بداء الكوليرا على مستوى ولايات الوسط الجزائري. وأضاف محدثنا بأن السبب الرئيسي للتراجع يعود إلى التحذيرات التي وجهها القائمون على قطاع الصحة عبر وسائل الإعلام من استهلاك الفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه وضرورة تجنبها، فقد دفعت تجار التجزئة إلى التوقف عن اقتنائها من سوق الجملة خوفا من كسادها في محلاتهم وشاحناتهم. وأضاف نفس المصدر بأن الإشاعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدت إلى المبالغة في التخوف، رغم أن التحذيرات شملت نصائح بضرورة تنظيف الفواكه ولم تستهدف بالأساس الدعوة إلى مقاطعة استهلاكها بشكل تام.
وقال رئيس الفيدرالية إنّ انخفاض أسعار الخضر والفواكه في السوق لا يرجع إلى التخوفات من الكوليرا، ولكن انقضاء فترة العيد أدى إلى تراجعها، رغم مواصلة بعض تجار التجزئة عرضها بأسعار مرتفعة بحسب ما أكده، حيث نبّه بأنّ الجريوات بيعت في سوق الجملة بسعر 130 دينارا قبيل العيد، وانخفضت بعد ذلك إلى 10 دينار للكيلوغرام، لكنّ تجّار التجزئة واصلوا عرضها بما يقارب 180 دينارا مُدّعين بأنّهم اقتنوها بالتسعيرة المرتفعة الأولى.
من جهة أخرى، أكد رئيس جمعية السقائين لولاية قسنطينة، عبد الكريم لبصير، بأن فلاحي الولاية لا يستعملون مياه الوديان للسقي منذ منتصف التسعينيات تاريخ إصدار قرار ولائي بمنع استعمال هذه المصادر من المياه بعد إصابة أشخاص بأمراض بسببها، مضيفا بأن القانون يتعامل بصرامة مع الفلاحين الذين يضبطون بصدد استخدامها، ويتم إتلاف محاصيلهم، في حين يسقي الفلاحون من الحواجز المائية المراقبة بشكل عام. وأضاف نفس المصدر بأن المنتجات الفلاحية المزروعة في الولاية لا تشكل خطرا كبيرا من حيث صلاحية المياه المستعملة في سقيها.
سامي .ح