وافقت منسقية الحركات الازوادية، التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، وحضور مراسيم التوقيع النهائي للاتفاق المقرر غدا الجمعة في باماكو، حيث أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عبد العزيز بن علي شريف، أن وفدا عن تنسيقية الحركات الازوادية جاء إلى الجزائر تمهيدا للتوقيع على اتفاق السلم و المصالحة الذي قدمته الوساطة التي تترأسها الجزائر، مؤكدا بأن الحركة ستكون حاضرة ببماكو للتوقيع رسميا على التسوية النهائية.
نجحت الاتصالات التي أجرتها الجزائر مع الحركات الازوادية التي رفضت في وقت سابق الانضمام إلى اتفاق لتسوية الأزمة في مالي، في اقتطاع موافقة للحركات الازوادية للتوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، والتي ستكون حاضرة خلال الاحتفالية الرسمية التي ستقام هذا الجمعة في العاصمة المالية باماكو للتوقيع النهائي على اتفاق السلام والمصالحة في مالي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، أمس، أن ممثلين عن الحركات الازوادية، سيوقعون بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بالجزائر، اليوم، في انتظار التوقيع النهائي المقرر، الجمعة، في باماكو. وأكد المتحدث باسم الخارجية، خبر توجه وفد من تنسيقية حركات أزواد التي تضم الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد وحركة أزواد العربية المنشقة، إلى الجزائر، للتوقيع على الاتفاق.
وكانت التنسيقية قد رفضت في مارس الماضي التوقيع على الاتفاق، الذي حاز حينها على موافقة الحكومة المالية والحركات الثلاث الأخرى وهي حركة ازواد العربية وتنسيقية شعب ازواد وتنسيقية الحركات والجبهات الوطنية للمقاومة. وكان مسؤول من المنسقية ومصدر من البعثة الأممية إلى مالي أكدوا لوكالة فرانس برس الثلاثاء انه «يفترض» أن يوقع وفد التنسيقية بالأحرف الأولى على اتفاق السلم والمصالحة بالجزائر، كما طالبت الوساطة الدولية.
وأعلنت السفيرة الأمريكية بالجزائر، عن ارتياحها لقرار الحركات الازوادية، التوقيع على اتفاق السلام، وأشادت جوان بولاشيك في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» بالدور الذي لعبته الجزائر لإقناع الحركات الازوادية بالانضمام إلى مسار السلام في مالي، وكتبت عبر صفحتها على «تويتر» باللغة العربية «يعطيك العافية .. برافو» مشيرة إلى أن جهود الجزائر متواصلة و تتمنى لها التوفيق.
وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة، قد أبدى تفاؤله بشأن التوقيع الجمعة القادمة على اتفاق السلام و المصالحة الذين يتطلع لهما شعب مالي الذي أنهكه هذا النزاع طيلة سنوات، مضيفا في هذا السياق « لدينا ثقة بأن مسار الجزائر سيكلل بالنجاح». وأوضح خلال الندوة الصحفية مع الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس أول أمس، بان الجزائر على اتصال دائم بكل الأطراف في مالي، وأبدى ثقته في نجاح الجهود التي بذلتها الجزائر طيلة ثمانية أشهر من المفاوضات.
وخلال اللقاء الصحفي المشترك، بين لعمامرة وفابيوس، دعا الوزيران كل أطراف الأزمة المالية من أجل التوقيع يوم 15 ماي الجاري بباماكو على اتفاق السلام و المصالحة في مالي وأكدتا سعيهما للعمل مع المجموعة الدولية من أجل إنجاح الحفل المقرر بهذه المناسبة. و قال فابيوس ندعو بشكل واضح من أجل السلم في مالي و المنطقة إلى التوقيع على النص الذي تم إعداده تحت الوساطة الجزائرية (اتفاق السلم و المصالحة)». وتابع «إلى أولئك الذين سيقولون أن تفصيلات هنا و هناك يجب استكمالها» فان النص المعني -كما قال- «قد تم إعداده و سيكون محل متابعة و تجسيد». وأشاد رئيس الدبلوماسية الفرنسية بجهود الوساطة التي قامت بها الجزائر من اجل تسوية الأزمة في شمال مالي.
من جانبه اكد منسق الحركات الازوادية بلال اغ الشريف، في بيان نشر أمس على موقع «الحركة الوطنية لتحرير ازواد»، بان منسقية الحركات الأزوادية لم تقدم أبدا أي رفض لمشروع الاتفاق الذي قدمته الوساطة، مؤكدا بان الحركات الازوادية وافقت على مبدأ السلامة الترابية لمالي، وقال بان اتفاق السلام الذي قدمته الجزائر يشكل أساسا مهما للتوصل إلى اتفاق نهائي وتوافقي.
وأوضح بلال اغ الشريف، بان المفاوضات مع الوساطة، مكنت من التوصل إلى اتفاق يتمثل في توقيع أطراف المنسقية بالأحرف الأولى تليها محادثات حول المطالب التي ستتم مناقشتها بعد ذلك، وأضاف بلال الناطق باسم المنسقية «أن الشعب المالي اليوم يشهد نقطة تحول تاريخية في واقعه السياسي ويجب عليه أن يغتنم هذه الفرصة لإرساء دعائم سلام عادل ودائم في مصلحة سكان الجنوب وسكانزواد.
أنيس ن