أكد الفريق قايد صالح، في الرسالة التي وجهها لأفراد الجيش، بمناسبة الذكرى الـ 64 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، بان الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، سيسهر «وفقا للرؤية السديدة لفخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، رفـقـة كافة الخيرين من أبناء هذا الوطن» على إرساء قواعد الأمن والسكينة والاستقرار التي ينعم بها الشعب الجزائري، وتثبيت أسسها المتينة، وقال بان نعمة الأمن والاستقرار «لم تكن لتتحقق وتتجسد على أرض الواقع لولا تضحيات الرجال البواسل الذين ضحوا بالنفس والنفيس وعاهدوا الله على أن يبقى هذا البلد الآمن حرا وسيد قراره إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها».
ودعا الفريق قايد صالح، أبناء الجيش الوطني الشعبي، المرابطون على الثغور، في السهول والجبال والوديان وعلى الحدود الوطنية المديدة، أن يستلهموا أبعاد هذه الذكرى المجيدة وأن يبرزوا مدى وعيهم بواجب الالتزام بحفظ حرمة كل شبر من تراب الجزائر الغالية، وان يثبتوا درجة عالية من الحرص على القيام بمهامهم الشريفة والنبيلة.
وشدد الفريق، أن الجيش سيواصل مسار تطوير قوام المعركة لديه، ويعمل دون هوادة وبلا كلل ولا ملل على تنظيم مختلف مكوناته وعلى ترقية قدراته البشرية والمادية ليصبح بذلك، بمثابة المنظومة المتكاملة والمنسجمة الأجزاء والمتماسكة الأداء، ليحق بذلك للشعب الجزائري، أن يفتخر بأبنائه في الجيش الوطني الشعبي وأن يعتمد عليهم، مضيفا انه يحق للجيش أن «ينوه بغزارة آيات التواد والتراحم والتعاطف والتضامن والأخوة الصادقة التي ما انفكت تتقوى عراها، وهي علامات فارقة على مدى قوة الرابطة التي تشد الشعب الجزائري بجيشه».
وأثنى الفريق على هذه الروابط الشعبية النبيلة والصادقة التي تجد في نفوس العسكريين كل العرفان والتقدير والإجلال لهذا الشعب الكريم، والتي تشد على أيدي أفراد الجيش وتشجعه أكثر فأكثر على المضي قدما بعزيمة وهمة في سبيل صيانة وديعة الشهداء الأمجاد وحفظ رسالة نوفمبر الخالدة، هذا الشهر الذي به استعادت الجزائر روحها بعد أن حاول أن يسلبها إياها المستعمر الفرنسي الغاشم ذات يوم مشؤوم من سنة 1830، نوفمبر الذي كان الغيث الذي به ربت تربة الجزائر وأنبتت الشهداء.
وبهذه المناسبة أشاد الفريق بما تضمنته رسالة فخامة السيد رئيس الجمهورية التي وجهها لأسرة الإعلام في عيدها الوطني بخصوص الجيش الوطني الشعبي والتي جاء فيها: «صحيح، إننا نتدرع، معتزين بالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي أحييه، أفرادا وقيادة، وأترحم على ضحاياه البواسل، جيش ساهر ومرابط في خدمة الوطن، وفي أداء مهامه الدستورية».
نوفمبر ستبقى غصة في حلق الكائدين
واستهل الفريق رسالته، بالوقوف عند الرمزية التاريخية لنوفمبر، التي تبعث على الفخر والاعتزاز وتخط طريق الحاضر وتنير آفاق المستقبل، وقال بأن الجزائر بتاريخها وماضيها المجيد غنية بهذه المناسبات والذكريات الراسخة في وجدان الشعب الجزائري عبر العصور، فالفاتح من نوفمبر كان من طينة هذه الأيام وحدثا فاصلا أصبح فيه المستحيل ممكنا وتاريخا أسس لعهد جديد تم ترسيخه بفضل تلك الإرادة الفذة وذلك التصميم العازم لفئة تولدت من رحم شعب آمن بالنصر وبالتضحية سبيلا إلى انتزاع حريته واستعادة سيادته.
واستطرد يقول «إنني لا أشك إطلاقا بأن غصتهم ستبقى في حلوقهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما دام الشعب الجزائري ينجب أمثالكم أنتم الذين تعرفون أعداء شعبكم ووطنكم وتعرفون كيف تحفظون حرمة تاريخكم الوطني وتقدرون ثورتكم ومن صنعوها حق قدرها».
وأكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن ملحمة الثورة التحريرية الخالدة التي يفتخر جيشنا اليوم وكل يوم، بامتداد جذوره إلى صانع هذه الملحمة، جيش التحرير الوطني، وستبقى جذوة هذا الافتخار ساطعة ومتألقة، سطوع الدور الريادي الموكل لجيشنا الوطني الشعبي في إطار المهام المخولة إليه دستوريا.
الوطن لم يوهب للجزائريين بل استرجع بالدم والدموع
وقال الفريق قايد صالح في رسالته، أن الشعب الجزائري قدم من أجل انتزاع حريته، طيلة الفترة الاستعمارية البغيضة، وخلال فترة الثورة التحريرية، الملايين من الشهداء والملايين من المشردين والمهجرين والملايين من الفقراء والمساكين والملايين من الأيتام والأرامل والثكالى والمعطوبين والمرضى والمصدومين نفسيا، موجها رسالة إلى أجيال الاستقلال، التي قال بأنها يجب أن تعي جيدا وتدرك بعمق، بأن هذا الوطن الذي نستظل بظله ونعيش فوق أديـمه، لم يأت من فراغ ولم يوهب للجزائريين، بل تم استرجاعه بالدم والدموع التي سالت كالأنهار.
واعتبر الفريق قايد صالح، بان الشعب مدين بالتذكر والترحم وبالوفاء بالعهد لكل الشهداء الأبرار الذين فدوا الجزائر بدمائهم الزكية واشتروا حرية هذا الوطن بأرواحهم الطاهرة، هذه الحرية الغالية التي تشرف شهداء الواجب الوطني بالدفاع عنها وصيانتها بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية وقدموا في سبيلها التضحيات الجسام، كما أننا مدينون بالاحترام والتقدير والتوقير لكل المجاهدين الذين وضعوا أنفسهم وقودا للثورة حتى تزداد شعلتها وينتشر لهيبها ويعم نورها الساطع كافة أنحاء البلاد بل وكل بقاع العالم.
وحتى يبقى الجيش الوطني الشعبي في مستوى المسؤولية الموضوعة على عاتقه، حث الفريق قايد صالح، كل أفراد الجيش، على المزيد من العمل المتفاني والواعي في كافة مجالات المهنة العسكرية، وأن يجعلوا من يوم غرة نوفمبر وذكراه العطرة دافعا أكيدا من دوافع التطهير النهائي لبلادنا من الآفة الإرهابية وبقاياها المجرمة، للتفرغ لمواصلة تطوير وتحديث قواتنا المسلحة وإعدادها الدائم والصائب للقيام بمهامها الدستورية في كافة الظروف والأحوال، لاسيما والعالم اليوم يعيش تحولات رهيبة ومتغيرات متسارعة تستدعي من الجزائريين الكثير من الحرص والمزيد من اليقظة.
ع سمير