تعد الأولى من نوعها بالجزائر

وحـــــــــــدة لعــــــــلاج ومــرافقــــة مــــرضى الســـــرطان في آخــــر أيــــــامهم
 افتتحت يوم الخميس المنصرم وحدة العلاج التلطيفي أو المخفف للألم لمرضى السرطان بمستشفى أول نوفمبر بوهران، لتكون أول وحدة من نوعها وطنيا وتتزامن مع دخول برنامج رئيس الجمهورية لمكافحة السرطان عامه الأخير (2015 - 2019) .
 ويتميز العلاج الملطف بكونه متعدد الجوانب ويمس كل المضاعفات التي تظهر على المصاب بالسرطان في أيامه الأخيرة أو بعد فشل العلاج الدوائي ، وبالتالي يتكفل الطاقم المشرف على العملية بتخفيف الألم وتقديم خدمات صحية و «منح الحياة للأيام المعاشة بعد العجز عن منح الأيام للحياة» ، وتم افتتاح الوحدة بحضور عشرات الأطباء من مختلف جهات الوطن.
وبهذا الخصوص ، كشف الدكتور محمد منصوري مدير مستشفى أول نوفمبر بوهران في كلمته التي ألقاها خلال ملتقى خاص بالعلاج الملطف لمرضى السرطان والذي احتضنه مستشفى أول نوفمبر يوم الخميس المنصرم ، أن التكفل بالمرضى والعمل على تخفيف آلامهم بعيدا عن العلاج العادي للمرض ، بدأ في عدة مصالح إستشفائية منذ مدة ولكن بطريقة اعتمدت على إرادة الأطباء المشرفين على المصلحة ، ورغم المجهودات المبذولة ، لم تعط نتائج مثلما كان مطلوبا بالنظر لنقص الموارد البشرية و ارتفاع عدد المرضى ( تخصيص بعض الأسرة للعلاج الملطف من بين 50 سريرا مثلا)، مبرزا أنه في العلاج الملطف يعتمد على الحفاظ على كرامة المريض و خصوصياته ، مشيرا أن الوحدة الجديدة مجهزة بأحدث التجهيزات ومدعمة بتأطير إداري رفيع المستوى ، يتكون من طبيب مختص في الأورام السرطانية، طبيب مختص في الطب الداخلي و 3 أطباء إنعاش و6  أطباء عامين و نفسانيين و 10 شبه طبيين ،  وفر لها جناح مجهز و به 9 أسرة.
حيث سيخضع مرضى السرطان الذين لم يتماثلوا للشفاء وحالتهم تشير بأنهم في آخر أيامهم ، لعلاج للألم والمضاعفات التي ترافق المرض وخاصة الحالة النفسية التي سيعمل الطاقم الطبي على دعمها نحو التحسن والعيش بمعنويات مرتفعة رغم انتظار الموت كل يوم.
من جانب آخر، أكد البروفيسور بروري منصور المختص في الطب الداخلي ،  وهو من بين أعضاء الطاقم المشرف على التأسيس للوحدة   أن برنامج رئيس الجمهورية لمكافحة السرطان حقق الأهم وهو رفع نسبة الوعي بخطورة المرض ومضاعفاته و انعكاساته ، و أن البرنامج يعتبر فرصة سمحت بإطلاق العلاج التلطيفي لمرضى السرطان و يجب استغلالها لتوسيع هذا النوع من العلاج لأمراض أخرى ومرضى آخرين هم أيضا بحاجة لتكفل مميز خاصة عند فشل العلاج الدوائي وتوقف فاعليته.
 مبرزا  أن قانون الصحة الجديد تضمن نصوصا تؤطر العلاج التلطيفي أو المخفف للألم ، وتعد وحدة مستشفى أول نوفمبر بوهران بداية لفتح وحدات أخرى عبر المؤسسات الإستشفائية، مشيرا أنه رغم أن العلاج سيخص مرضى السرطان في بدايته، لكن لا يعني أنه  سيتعلق فقط بهذا المرض ، بل بكل ما يرافقه من مشاكل ومضاعفات صحية و انعكاسات غير مرغوب فيها تعكر سيرورة الحياة، وبالتالي فكل التخصصات الطبية يمكنها التدخل في هذه المنظومة الصحية الجديدة التي من شأنها إعطاء دعم معنوي وعلاجي وتكفلي بالمريض.
بن ودان خيرة