توفي أمس الاثنين بسويسرا الوزير المنتدب السابق لدى وزير الدفاع الوطني, اللواء عيد المالك قنايزية، عن عمر ناهز 83 سنة, حسب ما علم لدى عائلته. وقد ولد المرحوم في 20 نوفمبر من العام 1936 بولاية سوق أهراس، و التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958 برتبة ضابط فمدرب ثم قائد وحدة وهو في سن الـ 22. وبعد الاستقلال تولى عبد المالك قنايزية بعد تكوين بالاتحاد السوفيتي سابقا، وبفرنسا، عدة مناصب في صفوف قيادة الجيش الوطني الشعبي كقائد أركان في عدة نواحي عسكرية، ثم قائد لواء مدرع،ونائبا لقائد ناحية عسكرية، ثم عين مديرا مركزيا للإمداد، فمديرا للعتاد والتجهيزات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني،
وبعد ترقيته إلى رتبة عميد سنة 1984 عين قائدا للقوات الجوية في السنة التي تلتها، ومنذ سنة 1987 شغل وظيفيتين في آن واحد هما قائدا للقوات الجوية ونائبا لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وفي سنة 1990 يعين رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي وهو المنصب الذي ظل فيه إلى غاية سنة 1993، وكان قد رقي سنة 1991 إلى رتبة لواء.
وبعد أن أخذ تقاعده سنة 1993 باشر المرحوم مسارا آخر في السلك الدبلوماسي حيث عين في نفس السنة سفيرا لدى الكنفدرالية السويسرية ببرن إلى غاية سنة 2000. وفي الفاتح ماي من سنة 2005 يعينه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزيرا منتدبا للدفاع لدى وزير الدفاع الوطني، وهو المنصب الذي ظل فيه إلى غاية 11 سبتمبر من العام 2013. وقد شارك عبد المالك قنايزية في الحرب العربية الاسرائيلية من سنة 1973 إلى 1975 كقائد للواء مدرع، وحصل مقابل ذلك على النجمة العسكرية التي منحها إياه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ووسام تخليد أكتوبر 1973. كما حصل أيضا على وسام جيش التحرير، ووسام الجيش الوطني الشعبي الشارة الثانية، ووسام الاستحقاق العسكري، ووسام الشرف والأثير من مصف الاستحقاق الوطني، كما تسلم أيضا في سنة 1974 وسام نجمة الشرف من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
إ-ب
بوتفليقة معزيا عائلة المرحوم عبد المالك قنايزية
الجزائر فقدت ابنا نذر حياته للذود عن حرية وسيادة وطنه
بعث رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية لأسرة الفقيد عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب الأسبق لدى وزير الدفاع الوطني, الذي وافته المنية يوم الاثنين عن عمر ناهز 83 سنة, أكد من خلاها أن الجزائر «فقدت ابنا نذر حياته للذود عن حرية شعبه وسيادة وطنه».
وكتب رئيس الجمهورية في برقيته «نمى إليّ بعميق الحزن والأسى نبأ انتقال المغفور له بإذنه تعالى المجاهد عبد المالك قنايزية, تغمده الله بألطاف رحمته واجتباه إلى جنات الخلد والنعيم»، معتبرا أن الجزائر فقدت فيه «ابنا نذر حياته للذود عن حرية شعبه وسيادة وطنه وكرامة شعبه, فخاض غمار الحرب ضد جحافل الاستعمار مع رفاقه حيث تميز بصدق العزيمة وصفاء السريرة, وآثر بذل النفس والنفيس في سبيل تحرير وطنه على حياة الدعة والإستكانة لمحتل سلبه الوطن والعزة والكرامة, وظل يقاتل بشجاعة وإقدام إلى أن دحر المستعمر ورفرفت أعلام الحرية والاستقلال على كافة ربوع الجزائر».
وأضاف الرئيس بوتفليقة, «وكان للفقيد العزيز شوط آخر لا يقل جسامة عن رسالة التحرير في بناء أسس الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني, والإسهام فيه الذي قضى في صفوفه عقودا من الزمن يعلي من صروحه دون كلل ولا ملل, فضلا عن تقلده مناصب سامية أخرى استمر فيها على عهده يخدم الجزائر بتجرد ووفاء, إلى أن أسلم الروح لبارئها».
وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول, «وإذ أقف إلى جانبكم في هذه المحنة الأليمة أعرب لكم عن خالص عزائي وصادق مواساتي, داعيا المولى تعالى أن يكرم وفادة الفقيد و يتغمده برحمته الواسعة, ويدثره بثوب قشيب من الرضا والمغفرة, ويغدق عليه من أفضاله بما وعد به الشهداء والمجاهدين المخلصين, كما أسأله تعالى أن يهبكم جميل الصبر, ويعوضكم فيه خيرا كثيرا, ويوفيكم على صبركم أجرا عظيما «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»
«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».