دعت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ الآباء لمرافقة أبنائهم وحثهم على الالتحاق بمقاعد الدراسة وإتمام ما تبقى من الاختبارات الفصلية، والعمل على عدم إقحام المدرسة في المجال السياسي، كما أكدت تنظيمات نقابية من جانبها رفضها بشدة خروج التلاميذ إلى الشارع واستغلالهم في الحراك.
أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد «للنصر» أن الجزء الأكبر من مسؤولية الحفاظ على استقرار المؤسسات التعليمية يقع على عاتق الآباء، الذين أضحوا مطالبين أكثر بمرافقة أبنائهم وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على استقرار القطاع، عن طريق حثهم على الالتزام بالحضور اليومي في الأقسام لإتمام ما تبقى من الامتحانات الفصلية، والتحلي بالهدوء، مبديا انزعاجه من حالة الاضطراب التي يشهدها القطاع منذ يوم الأحد وبدرجة أقل الأمس، بسبب خروج تلاميذ من المدارس والقيام بمسيرات ، في حين رفض تلاميذ آخرون الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، وقرروا مقاطعة الدراسة والالتحاق بالحراك الشعبي، على غرار ما تعيشه ولاية تيزي وزو التي تعطلت بها الدراسة بشكل كلي.
كما عاشت عديد الولايات على وقع احتجاجات طلبة المتوسط والثانوي، والتحق بهم في بعض المناطق تلاميذ الابتدائي، من بينها ولاية تبسة التي خرج بها تلاميذ الثانويات لليوم الثاني في هذه المسيرات، رافعين العلم الوطني ومرددين «لا للعهدة الخامسة» و»سلمية سلمية «وشعار «خاوة خاوة»، وجابت بعض المسيرات وسط المدينة إلى غاية مقر الولاية، نفس ما عاشته أمس الطارف والعاصمة، في حين دخل القطاع في شلل تام بتيزي وزو، مع اكتفاء مؤسسات تعليمية عدة بالتدريس خلال الساعات الأولى فقط من فترة الصبيحة، ليغادر التلاميذ المدارس في مسيرات عفوية غير منظمة تحت حراسة أمنية، حالت دون وقوع انزلاقات، ليلتحق بعدها الجميع بمنازلهم، وهو المشهد الذي أضحى يتكرر يوميا منذ أول أمس الأحد.
ومن أجل ضمان إتمام ما تبقى من الفصل الدراسي الثاني في هدوء، دعت جمعية أولياء التلاميذ الأساتذة للقيام بعمل توعوي لصالح التلاميذ، مع التنسيق مع الآباء لتدارك التأخر في إجراء اختبارات الفصل الثاني بالنسبة للمؤسسات التي تأثرت بالحراك الذي يشهده الشارع، لا سيما ما تعلق بتلاميذ الابتدائي الذين لم ينهوا بعد رزنامة الاختبارات الفصلية.
وأعرب من جانبه رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري عن رفضه لخروج التلاميذ إلى الشارع واستعمالهم في الحراك، باعتبارهم قصر وليسوا بالغين، وأن الواجب يفرض على الجميع حمايتهم من الخروج في مظاهرات، معتقدا بأن تلاميذ الابتدائي والمتوسط وكذا طلبة الثانوي تأثروا بقرار وزارة التعليم العالي الأخير بتقديم العطلة الربيعية لفائدة الطلبة، لذلك قام التلاميذ بمغادرة مقاعد الدراسة مبكرا للمشاركة في الحراك الشعبي، وكشف المصدر عن قيام بعض طلبة الثانوي باستفزاز تلاميذ المتوسط للالتحاق بهم والمشاركة في المسيرات، مفسرا حالة لا استقرار التي يعيشها المتمدرسون، بالحراك الشعبي الذي أثر عليهم، فأرادوا تسجيل حضورهم، غير أنه شدد على الأولياء بضرورة منعهم من الخروج، وتوجيههم لحمايتهم من الانفلات.
في حين يرى رئيس مجلس ثانويات الجزائر عاشور إيدير أن التلاميذ أصروا على قول كلمتهم بالخروج في مسيرات ومظاهرات على غرار ما يشهده الشارع هذه الأيام، معتقدا بأن تلميذ اليوم يتحلى درجة عالية من الوعي والحس المدني عكس ما يعتقده الكثيرون، بدليل أن المظاهرات والمسيرات التي قاموا بها كانت سلمية وخالية من الفوضى وأعمال الشغب، لكنه شدد على أهمية تأطيرهم من قبل الأسرة والأساتذة، والعمل على شرح طبيعة الظرف والرهانات التي تواجه البلد، دون حرمانهم تماما من قول كلمتهم والتعبير عن وجهة نظرهم.
وبشأن تقييم أداء الاختبارات الفصلية، أفاد صادق دزيري أن الأمر متحكم فيه، في ظل وجود حلول عدة لاستدراك التأخر على مستوى بعض المناطق، لذلك فإن هذا الجانب لا يطرح أي إشكال لقطاع التربية الوطنية، وهو ما أكده أيضا إيدير عاشور.
لطيفة/ب